المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



عدم التناسب بين الذنب وبين العقوبة  
  
9284   02:32 مساءاً   التاريخ: 13-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج6 , ص367-370
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / شبهات وردود /

شبهة - إنّ أهم اعتراض يُطرح في مسألة الخلود- وهو في الحقيقة الاعتراض الأساس فيها- هو عدم التناسب بين الذنب وبين العقوبة، فيقال : كيف نرضى‏ بأنّ يتعذب الإنسان الذي أساء في كل حياته وهي مائة عام على‏ أكثر تقدير وكان خلالها يتخبط في الكفر والمعاصي ويعاقب مدّة ألف مليون عام؟

هذه القضية لا تثير أي‏ اعتراض طبعاً في ما يخص النعم الإلهيّة الخالدة في الجنّة إذ لا عجب من فضل اللَّه ورحمته وجزائه الأوفى‏، فرحمته قد وسعت كل عالم الوجود، أمّا في مجال العقاب فينبغي أن يكون هناك تناسباً بين الجريمة والعقاب، وإن اختل ذلك التناسب والتوازن فذلك ما لا يتسق والعدل الإلهي، والخلاصة أنّ مائة سنة من الكفر والذنوب تستوجب مائة عام من العقوبة لا أكثر.

إنّ استعصاء هذا الاعتراض على‏ الحل قد دفع ببعض الجماعات إلى‏ تأويل آيات الخلود واعتبارها تعني طول المدّة أو أنّه الخلود النوعي لا الشخصي أو أنّه الاعتياد على‏ تلك الأوضاع وأمثال ذلك ...، فإنّ هذه التأويلات واهية جدّاً ولا يمكن التعويل عليها ولا تنسجم قطعاً مع آيات الخلود.

الجواب :

إنّ الذين يطرحون هذا الاعتراض يغفلون عن نقطة أساسية وهي الفارق الموجود بين العقوبة الوضعية والعقوبة التكوينية التي هي النتيجة الطبيعية للأعمال أو الحياة في محيط تلك الأعمال. وتوضيح ذلك : إنّ المقنن : قد يسُن أحياناً قانوناً يقول فيه إنّ من يرتكب المخالفة الفلانية فعليه أن يدفع مقداراً من المال كغرامة مالية أو يُسجن مدّة من الزمن، فمن البديهي في مثل هذا الموقف أن يكون هناك تناسب بين «الجريمة» و «العقاب»، فلا يمكن أن تُقَرّر مثلًا عقوبة الاعدام أو السجن المؤبد للمخالفة البسيطة، وبعكس ذلك فمن غير المعقول تحديد عقوبة القتل بسجن يوم واحد، فالحكمة والعدالة تستوجب التناسب الكامل بين تلك الحالات.

لكن العقوبات التي هي في الحقيقة الآثار الطبيعية للعمل وتعتبر من خاصّيته التكوينية أو نتيجة حضور ذات العمل أمام الإنسان، لا تقر مثل هذه الأقوال سواءً بشأن آثار العمل في هذا العالم أم في العالم الآخر.

فلو قيل مثلًا، إنّ من يخالف تعليمات المرور ويقود سيارته بسرعة عالية ويتسابق بلا مبرر ويجتاز المناطق الممنوعة قد يتعرض- وبسبب عدّة لحظات من المخالفة- إلى‏ اصطدام عنيف يؤدّي إلى‏ كسر يديه ورجليه ويبقى‏ مقعداً طوال عمره، فهنا لا يستطيع أحد أن يقول إنّ هذه النتيجة المريرة غير عادلة ازاء هذه المخالفة البسيطة لأنّ من المسلّم به أنّ أمثال هذه العقوبات ليست من وضع إدارة المرور حتّى‏ يؤخذ بنظر الاعتبار التناسب بين المخالفة والعقوبة، بل هو الأثر الطبيعي للعمل الذي فعله الإنسان بإرادته وأوقع نفسه فيه.

وكذلك الحال، إذا قيل بضرورة اجتناب المشروبات الكحولية أو المخدرات لأنّها تتلف القلب والمعدة والمخ والاعصاب خلال فترة وجيزة، ولكن لو تعمد أحد تناولها واصيب بضعف الأعصاب الشديد وبأمراض القلب والشرايين والقرحة كل ذلك في مقابل الفسق والمجون لأيّام معدودة، أو يبقى‏ إلى‏ آخر عمره يعاني من شدّة الألم والعجز والضعف، ففي مثل هذا الحال لا يمكن لأحد أن يتحدث عن عدم التناسب بين الذنب وآثاره وجزائه.

ولو افترضنا أنَّ هذا الشخص قد عَمّر في هذه الدنيا بدل المائة عام ألف عام أو مليون عام، فينبغي عليه تحمل العذاب والألم طوال هذه المدّة المديدة ازاء عدّة أيّام قضاها في اللهو والمجون.

أمّا في ما يخص العقوبات الأخروية فالمسألة أعمق من هذا بكثير، فالآثار التكوينية للأعمال ونتائجها بالغة الأهميّة و قد تبقى‏ ملازمة للإنسان إلى‏ الأبد، بل إنّ ذات العمل (كما ذكر في موضوع تجسّد الأعمال) يتجسد أمام الإنسان وبما أنّ ذلك العالم خالد، فإنّ الأعمال الصالح منها والطالح تبقى‏ خالدة مع الإنسان وتكون وسيلة إمّا لشقائه أو لسعادته.

وقد ذكرنا سابقاً أنّ ثواب وعقاب يوم القيامة يتصف بالآثار التكوينية وخواص العمل الذي أتى‏ به الإنسان في الدنيا، كما يقول القرآن الكريم : {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَاعَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّاكَانُوا بِهِ يَستَهزِئُونَ}. (الجاثية/ 33) وجاء في قوله تعالى : {وَلا تُجْزَونَ إِلَّا مَاكُنتُمْ تَعمَلُونَ} (يس/ 54) . وورد نفس هذا المضمون مع قليل من الاختلاف في آيات اخرى‏ عديدة.

وبناءً على‏ هذا لا يبقى‏ هناك أي مجال لطرح هذا التساؤل وهو : لماذا لم يؤخذ بنظر الاعتبار التناسب بين الذنب والعقوبة؟

ينبغي أن يحلّق الإنسان في سماء السعادة بجناحي «الإيمان» و «العمل الصالح» لينال نعيم الجنّة الأبدي ولذّة القرب الإلهي، فإن كان قد كسر جناحيه في لحظة من لحظات المجون أو خلال المائة سنة التي قضاها في هذه الدنيا، فعليه أن يعيش إلى‏ الأبد في الذلة والشقاء، فالقضية هنا ليست قضيّة الزمان والمكان وحجم الجريمة، بل هي قضية العلة والمعلول، آثاره قصيرة المدى‏ وبعيدة المدى‏، فقد يكفي عود واحد من الثقاب لإحراق مدينة بأكملها، وقد يؤدّي غرام واحد من بذور الشوك إلى‏ تغطية صحراء واسعة بالأشواك بعد مدّة وجيزة ويكون سبباً دائمياً في ايذاء الإنسان، كما قد تكفي عدّه غرامات من بذور الورد إلى‏ تغطية صحراء شاسعة بأجمل الورود واشذاها رائحة تفوح منها العطور فتملأ النفوس والقلوب بهجة وارتياحاً.

فإن قال قائل ما التناسب بين عود الثقاب وإحراق مدينة بأكملها؟ وما العلاقة التناسبية بين عدّة بذور من الشوك أو من الورد وبين الصحراء الفسيحة؟

فهل هذا السؤال منطقي؟ من المؤكد، كلّا. فأعمالنا الصالحة والطالحة على‏ هذا النمط أيضاً، فقد تخلّف وراءها آثاراً خالدة واسعة وكبيرة، (فتأمل).

والمسألة المهمّة هنا هي أنّ اللَّه تعالى‏ القادة الربانيين والأنبياء العظام وأوصياءَهم كانوا يحذروننا باستمرار من أنّ نتيجة أمثال هذه الذنوب هي العذاب الأبدي، ونتيجة الأعمال الصالحة هي النعمة الأبدية الخالدة. تماماً كالبستاني الماهر الذي يبيّن لنا مسبقاً الآثار الواسعة التي تنتج عن بذور الورد أو الشوك، ونحن الذين نختار مسارنا بوعي خلال هذا الطريق.

فهل نلوم أحداً في هذه الحال؟ ولمن نؤاخذ؟ وعلى‏ من نعترض سوى‏ على‏ أنفسنا؟

إلى‏ هنا ينتهي موضوع الثواب والعقاب وجوانبه المختلفة.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .