أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-09-2015
![]()
التاريخ: 14-10-2014
![]()
التاريخ: 14-10-2014
![]()
التاريخ: 14-10-2014
![]() |
هـو المولى الفقيه المحقق أحمد بن محمد الأردبيلي المتوفى سنة (993هـ) كان أعلم اهل زمانه في الفقه و الكلام , وإليه انتهت رئاسة الفتيا والمرجعية العليا في العهد الصفوي الزاهر . وكانت منزلته الفقهية مما يشار إليه بالبنان ، وكتابه الفقهي مجمع الفائدة كان قد حاز السبق الأوفى ، ولا يزال مرجعاً للفقهاء ومحط أنظارهم في الاستنباط ومقام الإفتاء ، وحتى في المسائل المستجدة .. الأمر الذي يدلك على بعد نظره وعمق فكره في مسائل الأصول والفروع .
وكتابه في التفسير الفقهي لآيات الأحكام .. جاء صفوة من ذلك البحر الخضم وزبدة من ذلك العلم الأشم .. فقد أودعه تدقيقات وتحقيقات لم يحظ بها سائر الكتب مما نسج على منواله ..
يكفيك مثلاً : أن هذا الكتاب وإن كان نسج على منوال كنز العرفان واحتذى أثره في المنهج والأخذ بجوانب الكلام .. غير أنه غذاه بوفرة التحقيق والتعميق مما زاد عليه وبلغ به مرتبة الكمال ..
خذ لذلك مثلاً مسألة التيمم – حسبما جاءت في القرآن – جاءت في آيتين :
الأولى قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء : 43] .
والثانية قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ...} [المائدة : 6] .
ففي هاتين الآيتين جاء شرط التيمم أحد أمور ثلاثة : المرض ، السفر ، فقدان الماء ..
غير أن هذا الشرط بأنحائه الثلاثة وقع مورد إشكال وإيهام لدى المفسرين ، وعده الآلوسي من المعلات . قال : " نعم ، الآية من معضلات القرآن ولعلها تحتاج بعد الى نظر دقيق .. " (1) .
وقال الأستاذ الشيخ محمد عبده : " وقد طالعت في تفسيرها خمسة وعشرين تفسيراً فلم أجد فيها عناءً ، ولا رأيت قولاً يسلم من التكلف .. " (2) .
هذا .. ولم نجد ممن كتب في التفسير الفقهي من تنبه لهذه العويصة غير شيخنا المحقق الأردبيلي (قدس سره) قال : " ثم لا يخفى أن نظم هذه الآية مثل الآية الأخرى ، لا يخلو من إشكال – حسب فهمنا – وجعل يعدد مواضع الإبهام في الآية ، ثم قال : وكأنه لذلك ذكر صاحب كشف الكشاف (3) – ونعم ما قال – والآية من معضلات القرآن ...
قال المحقق الأردبيلي : ولعل السر في ذلك الترغيب على الجد والاجتهاد ، وتحصيل العلوم لنيل السعادات ..
وقد ذكر طرفاً من العويصة وأخذ في حلها وإزاحة النقاب عن وجهها ، بشكل فني رائع ، مما يتناسب ومقدرته العلمية الفائقة .. (4) .
وهذا الكتاب طبع طبعات أنيقة كان أجملها بتحقيق رضا أستادي وعلي أكبر زماني نـﮊاد ..
___________________
1- روح المعاني ، ج5 ، ص39 .
2- المنار ، ج5 ، ص119.
3- تعليقة نفيسة على الكشاف .
4- زبدة البيان للمحقق الأردبيلي ، ص45 . وقد ذكر الطبرسي أبعاد هذه العويصة وأبان وجه حلها بإجمال في مجمع البيان ، ج3 ، ص52 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
بالصور: تزامنا مع ختام فعالياته.. ممثل المرجعية العليا يشارك في المحفل القرآني المركزي في الصحن الحسيني الشريف
|
|
|