المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل تحاسب الحيوانات في الآخرة؟  
  
1694   09:10 صباحاً   التاريخ: 17-1-2021
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج1 - ص 35
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / المعاد /

الجواب :

 

1 ـ إن بعض الروايات تقول: إنه سوف يقتص في الآخرة للجَّماء من القرناء.. أي أن الحيوان الذي له قرن إذا اعتدى على آخر لا قرون له، فإنه سوف يقتص له منه في الآخرة..

وقد يحاول البعض أن يقول: إن هذا الحديث قد جاء على سبيل الكناية عن الإنسان الذي يملك قوى ووسائل قهر للآخرين، واستفاد منها في هذا الاتجاه، ضد من هو ضعيف لا يملك قدرات دفع وردع، فإنه سوف يجازى في الآخرة على فعله هذا..

ولكننا نقول: إن هذا المعنى لو صح، فإن ذلك لا يسقط دلالة الرواية على عقوبة الحيوانات، لأن ظاهر الكلام هو أنه جاء على سبيل الترقي، والانتقال من الفرد الأدنى إلى الأعلى، أي أنه إذا كان يقتص من الحيوانات لبعضها البعض، فما بالك بالناس العقلاء، الذين جاءتهم الأنبياء، بالأوامر والزواجر، فإنهم إذا اعتدى بعضهم على بعض ستكون عقوبتهم بطريق أولى.

2 ـ وهناك بعض الآيات تشير إلى ذلك أيضاً، كقوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] .. وذلك لأن هناك نوعان من الوحوش:

أحدهما: ما يكون طعامه لحوم الحيوانات الأخرى، وتكون حياته قائمة على ذلك بحسب فطرته. فهذا النوع لا يلام على مبادرته للافتراس لأن قوام حياته يكون بذلك، وذلك كالأسد، وأمثاله.. من الحيوانات والطيور..

لكن لو اعتدى هذا الحيوان على نظيره الذي لم يجعله الله طعاماً له، أو اعتدى آكل العشب على الحيوانات الأخرى، وأراد افتراسها وأكلها، ولم تجعل من طعامه بحسب فطرته.. فإن الله يعاقبه على ذلك، ويقتص له منه، لتجاوزه حدود فطرته.. وهذا التجاوز منه يحتّم جعل الروادع له..

وواضح: أن الله سبحانه لا يعاقبها في الآخرة إلا إذا كانت تعي الوعيد بالعقوبة، بحسب ما يناسب حالها، فيعاقبها الله ثم تعود رميماً، ولا يكون لها لا جنة، ولا نار.

وهكذا كان حال الإنسان أيضاً، فإن الله قد جعل له لحوم بعض الحيوانات طعاماً، على أن يميتها بطريقة معينة هي التذكية الشرعية، فإن تجاوز ذلك وأراد التعدي على غيرها، أو أراد إماتتها بغير الطريق الشرعي، فإنه سيعاقب على هذا التعدي.. ولكن له جنة وله نار بخلاف سائر الحيوانات.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.