أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2016
42234
التاريخ: 19-4-2021
2503
التاريخ: 21-1-2016
12908
التاريخ: 8-06-2015
12746
|
مصبا- قصرت الصلاة ومنها قصرا من باب قتل ، هذه هي اللغة العالية الّتى جاء بها القرآن - أن تقصروا من الصلاة. وقصرت الصلاة فهي مقصورة. وفي لغة يتعدّى بالهمزة والتضعيف ، فيقال أقصرتها وقصرتها. وقصرت الثوب قصرا : بيّضته. والقصارة : الصناعة ، والفاعل القصّار. وقصرت عن الشيء قصورا من باب قعد : عجزت عنه ، ومنه قصر السهم عن الهدف قصورا : إذا لم يبلغه ، وقصرت بنا النفقة : لم تبلغ بنا مقصدنا ، والباء للتعدية ، وأقصرت عن الشيء :
أمسكته مع القدرة عليه. وقصرته قصرا : حبسته ، ومنه حور مقصورات. ومقصورة الدار : الحجرة منها. وقصر الشيء قصرا : خلاف طال ، فهو قصير ، والجمع قصار ، ويتعدّى بالتضعيف.
مقا- قصر : أصلان صحيحان ، أحدهما يدلّ على ألّا يبلغ الشيء مداه ونهايته. والآخر- على الحبس. والأصلان متقاربان. فالأوّل - القصر : خلاف الطول. يقال قصّرت الثوب والحبل تقصيرا ، وقصّرت في الأمر : توانيت. والأصل الآخر- قصرته : إذا حبسته ، وهو مقصور ، وامرأة قاصرة الطرف : لا تمدّه الى غير بعلها ، كأنّها تحبس طرفها. ومن الباب قصاراك أن تفعل كذا ، كأنّه يراد ما اقتصرت عليه وحبست نفسك عليه. والمقاصر : جمع مقصورة ، وكلّ ناحية من الدار الكبيرة إذا احيط عليها فهي مقصورة. وقصر الظلام : اختلاطه.
فرهنگ تطبيقي- سرياني- قاصرا ، قاسترا قصر.
فرهنگ تطبيقي- آرامى- قاصرا قصر.
فرهنگ تطبيقي- يوناني- كاسترون قصر.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الطول من المحدوديّة في جهة الامتداد ، مادّيّة أو معنويّة ، في كمّ أو كيف.
ولا يخفى التناسب والاشتقاق الأكبر فيما بين هذه المادّة وموادّ القصد ، والقصب والقصم والقصل والقصف. والجامع بينها الانقطاع والمحدوديّة وعدم التداوم.
ومن مصاديق الأصل : القصر في فعل الصلاة وعدم إتمامها. وقصور السهم في البلوغ الى الهدف في سيره. وقصر النظر وعدم امتداده في جهة الإبصار. وقصر شخص وحبسه وتحديده في جهة سعة المكان. والقصر في إنفاق النفقات وعدم توسعته. وقصور الإنسان وعجزه عن إظهار القدرة وإعمالها. وقصوره وتوانيه في العمل.
فالأصل في جميع هذه الموارد ما يعبّر عنه بالفارسيّة بكلمة - كوتاهي.
وأمّا القصر بمعنى البناء : فهو مأخوذ من اللغة السريانيّة والآراميّة وهي من اليونانيّة- كاسترون.
وهكذا القصر بمعنى التبييض : فهو مأخوذ من السريانيّة ، كما في فرهنگ تطبيقي.
مضافا الى تناسب بين الأصل وبين المعنيين : فإنّ القصر بناء مقصورة في قبال الصر- ابن لي صرحا لعلّى أبلغ الأسباب ، فانّ الصرح هو البناء المرتفع المتعالي. والقصر هو البناء القصير المحكم الكامل الّذى ليس مرتفعا.
وحرف القاف في قصر : من حروف الشدّة والجهر ، ويدلّ على استحكام وشدّة. وحرف الحاء في صرح : من حروف الهمس والرخاوة ، ويدلّ على إسبال وإرسال وارتفاع.
وكذلك الفرق بين القصد والقصر : فانّ الدال من حروف الشدّة والجهر ، ويدلّ على الدقّة والتوجّه في العمل. والراء من حروف فيما بين الشدّة والرخاء ، ويدلّ على توانى وانكسار وقصر.
وأمّا القصّار وهو الّذى يغسل ويطهّر اللباس ويزيل الدنس منه : فكأنّه
يمنع من امتداد العمل بتجديد اللباس وتهيئة لباس جديد ، ويقنع به ويقتصر بما عنده ، يقال اقتصر أي اكتفى.
{فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [الحج: 45]. {تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} [الأعراف : 74]. {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات : 32، 33] والشيد : إحكام مع رفع. والشرر : ما يتطاير من النار ، وهو والقصر للجنس ، وعلى هذا يفرد ضميره ثمّ يشبّه بالجمالة جمعا للجمل وهو ما بلغ النهاية في العظمة.
ولا يخفى أنّ كلمة القصر بمعنى البناء المشيد : لم يستعمل منه فعل. والضمير في- انّها ترمى : يرجع الى ظلّ ذي ثلاث شعب ، وباعتبار الشعب الثلاث المعنويّة ، وهي رؤية النفس ، والتعلّق بالدنيا ، الغفلة ، وهذه الثلاث تحجب عن التوجّه الى اللّٰه تعالى ، ولا يمنع عن مواجهة العذاب واللهب ، وهي ترمى بالشرر.
وتشبيه الشرر بالقصر : فانّ التوجّه الى الدنيا والغفلة عن الحقّ وعن الآخرة ، يتجلّى في الحياة الدنيا بصورة القصر المشيد ، فانّه نتيجة التعلّق بالدنيا- تتخذون من سهولها قصورا.
فالشرر يومئذ تتجسّم بصورة القصور.
{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } [الصافات : 48]. {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن : 72] أي لا امتداد لطرفهم ، ولا لمسكنهم ومحلّ تعيّشهم ، وهذا إعزازا لهم وتكريما وتعظيما ، على وفق حياتهم وباقتضاء صلاحهم ، كما أنّ الجواهر الثمينة تحفظ في محالّ معيّنة صونا لهم عن الأعين الخائنة.
وقد يغضّ الإنسان بصره ويقصر طرفه : صونا عن الوقوع في المزلّة والمهلكة ، وحفظا عن الخطأ والوسوسة :
{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } [الرحمن : 56]. {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف : 202]. {آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ } [الفتح : 27] الإقصار إفعال ويستعمل إذا كان النظر الى جهة قيام الفعل بالفاعل ، والتقصير تفعيل ويستعمل فيما كان النظر الى جهة وقوع الفعل ، فالإقصار فيما يرتبط بالفاعل ومن صفاته. والتقصير فيما يرتبط بالمفعول وهو الشعر.
{فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء : 101] أي أن تمدّوا الى آخرها وتتمّوها بصورة قصيرة.
______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|