أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2023
940
التاريخ: 2023-03-24
1429
التاريخ: 24-1-2023
1212
التاريخ: 16-1-2023
1418
|
تمّت الإشارة في القرآن المجيد إلى الأنبياء اولو العزم وذلك. حين كان الخطاب موجّهاً إلى نبي الإسلام صلى الله عليه و آله : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}.
(الاحقاف/ 35)
للمفسرين كلام طويل عن هويّة اولي العزم من الأنبياء وهناك احتمالات وتفاسير متعدّدة حول هذا الموضوع يفتقر معظمها إلى الدليل.
ومن جملتها :
1- الأنبياء كلّهم اولو العزم لتمتّعهم بعزم راسخ وإرادة قويّة! لكن هذا التفسير إنّما يصحّ حينما تكون «مِنْ» في جملة «من الرسل» بمعنى البيان في حين أنّ ظاهر الآية يدلّ على كونها تبعيضية ، وقد نقل المرحوم الطبرسي في مجمع البيان هذا الكلام عن أكثر المفسّرين «1».
2- الأنبياء اولوا العزم 313 نبيّاً، كما جاء في الدرّ المنثور عن جابر بن حيّان (مرسلًا) أنّه قال : «بلغني أنّ اولي العزم من الرسل كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر».
3- ويقول البعض بأنّهم اولئك الثمانية عشر نبيّاً المذكورة أسماؤهم في الآيات 83- 86 في سورة الأنعام «2».
4- أنّهم اولئك الأنبياء الذين تحمّلوا مزيداً من الصبر أمام أذى أقوامهم، وواجهوا كثيراً من الشدائد والمشاكل، وهم تسعة : نوح، إبراهيم، إسماعيل، يعقوب، يوسف، أيّوب، موسى، داود، عيسى عليهم السلام «3».
لكن من الواضح أنّ الأنبياء الذين صمدوا أمام المشاكل والمصاعب لم ينحصروا بهؤلاء، إذ الكثير منهم ذاق مشاكل ومصاعب أقسى وأمرّ، فضلًا عن عدم كون الإبتلاء بالمشاكل دليلًا على كونهم من اولي العزم.
5- أنّهم كانوا أنبياءَ صبروا أمام أذى الأعداء، وهم ستّة : نوح وإبراهيم وإسحاق (إسماعيل) ويعقوب ويوسف وأيّوب.
لكن وكما قلنا فالأنبياء الصابرون لا ينحصرون بهؤلاء، بل إنّ أنبياء مثل لوط ويحيى وجرجيس وأمثالهم تحمّلوا ضغوطاً وأذىً كثيراً.
6- أنّهم كانوا أنبياء مأمورين بالجهاد ومحاربة الأعداء إعلاءً لدين اللَّه، وكانوا ستّة : نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان.
سقم هذا التفسير واضح أيضاً إذ لم يقاتل الأعداء كلّ هؤلاء الستّة كما لم يتخلّ عن القتال غيرهم مطلقاً «4»!
7- أفضل تفسير ورد حول اولي العزم في القرآن المجيد هو أنّهم أنبياء جاءوا بشريعة جديدة، وكانوا أربعة من السابقين (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى) حيث يكتملون بنبي الإسلام صلى الله عليه و آله خمسة، والتعبير ب (اولو العزم) إنّما هو لأجل أنّ الأنبياء أصحاب الشريعة الجديدة تقع على عاتقهم مسؤولية خطيرة، وبالتالي يحتاجون إلى العزم والإرادة لأدائها، هذا المعنى نقل من حديث عن «الإمامين الباقر والصادق» عليهما السلام.
المرحوم الطبرسي نقل هذا القول في مجمع البيان عن ابن عبّاس، كما جاء هذا التفسير في «روح المعاني» عن الإمامين العظيمين الباقر والصادق عليهما السلام، وكذا عن ابن عبّاس، كما ينقل عن المفسّر المعروف السيوطي أنّ هذا من أصحّ الأقوال، وينقل عن بعض العظام من العلماء أنّ الأسماء المقدّسة لهؤلاء الأنبياء الخمسة قد ذكرت ضمن هذا البيت الشعري :
اولو العزم نوحٌ والخليل الممجَّدُ وموسى وعيسى والحبيب محمّد
صلى الله عليه و آله «5»
____________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 9 و 10، ص 94.
(2) تفسير روح البيان نقل هذا التفسير عن الحسن بن الفضل، ج 26، ص 31.
(3) المصدر السابق.
(4) هذه الأقوال والتفاسير نقلت بشكل رئيسي من تفاسير مجمع البيان؛ وروح المعاني؛ والدرّ المنثور ذيل الآية 35 من سورة الأحقاف.
(5) تفسير روح المعاني، ج 26، ص 32.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|