أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
2342
التاريخ: 2024-03-28
834
التاريخ: 23-04-2015
2861
التاريخ: 3-12-2015
2559
|
من أهم الأمور التي اهتمت بها القوانين القرآنية هي : حرية العقيدة ، وحرية الإنسان ، واستقرار الأمن على في الأصعدة والمجالات كافّة ، وتشير إلى هذا المعنى الآية الكريمة :
{لَآ اكرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَىّ} (البقرة/ 256).
ومن الأهداف المهمّة لبعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله هي القضاء على الأسر والقيود والاغلال إذ يقول سبحانه : {وَيَضَعُ عَنهُم اصْرَهُم وَالاغلَالَ الَّتِى كَانَت عَلَيهِم}. (الأعراف/ 157)
وفي موضع آخر يخاطب المؤمنين بقوله : {يَاعِبَادِىَ الَّذِينَ آمَنُوا انَّ ارْضِى وَاسِعَةٌ فَايَّاىَ فَاعبُدُونِ} (العنكبوت/ 56).
وينقل القرآن قصة عجيبة عن «أصحاب الاخدود» ، أولئك الذين كانوا يعذبون المؤمنين ويلقونهم في حفر النيران لا لشيء إلّا لأنّهم حملوا اعتقادات راسخة ، لذا يصفهم بالقول : إنّ هذه الزمرة المتسلطة ما أقدمت على عملها هذا إلّا لأجل سلب حرية العقيدة والإيمان ، ثم يبين لهم أشد العقوبات الإلهيّة النازلة بحقهم لنقرأ قوله تعالى : {انَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤمِنيِنَ وَالمُؤمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذابُ الحَرِيقِ} (البروج/ 10) .
وكثيراً ما يُشيد القرآن الكريم بنعمة «الأمن» بحيث يعتبره مقدماً على أي شيء آخر ، ولهذا السبب حينما قدم إبراهيم الخليل عليه السلام على الأرض القاحلة ، ذات الحرارة المحرقة والخالية من النبات والشجر في مكة ، وبنى الكعبة ، فإنّ أوّل حاجة طلبها من اللَّه تعالى لساكني هذه الأرض مستقبلا هي نعمة الأمن كما ورد ذلك في القرآن : {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارزُق اهْلَهُ مِنَ الَّثمَراتِ}. (البقرة/ 126)
وقد ورد هذا الموضوع في مكان آخر من القرآن وبتعبير آخر ، فيقول تعالى : {رَبِّ اجعَلْ هَذًا البَلَدَ آمِناً وَاجنُبنى وبَنِىَّ ان نَّعُبدَ الاصنَامَ}. (ابراهيم/ 35)
ففي الآية الاولى تقدم ذكر الأمن على الأمور الاقتصادية ، وفي الآية الثانية تقدم ذكره أيضاً على مسألة التوحيد ، ولعله إشارة إلى عدم تحقق الضمان الديني والدنيوي للمجتمع بدون انتشار الواقع الأمني في المحيط القائم ، بالإضافة إلى أنّ القرآن يصف حالة انعدام الأمن بأنّها أسوأ حالًا من القتل وسفك الدماء ، فيقول : {وَالفِتَنةُ اشَدُّ مِنَ القَتلِ}.
(البقرة/ 191)
وبالرغم من أنّ للفتنة معاني كثيرة ، (كالشرك ، والتعذيب والتنكيل والفساد) ، ولكن لا يستبعد أن يكون مفهوم الآية شاملًا بحيث يستوعب كل هذه المعاني.
وعليه فإنّ إيجاد حالة من انعدام الأمن والفساد تفوق بمراتب حالة سفك الدماء لأنّها بالإضافة إلى كونها مصدراً لسفك الدماء ، هي مصدر للمفاسد الاخرى أيضاً.
وتجدر الإشارة إلى هذه النكتة أيضاً وهي : إنّه قد تقرر في الإسلام نوع خاص من «الأمن» لم يسبق له وجود في أي قانون من القوانين الدولية ألا وهو الحفاظ على حيثية الأفراد وكرامتهم ، حتى في دائرة أفكار الآخرين.
وبتعبير أدق : إنّ الإسلام لا يسمح لأي مسلم أن يحمل في نفسه الظن السيء والتفكير الخاطيء تجاه الآخرين فيعمد إلى خدش كرامة الآخرين وحرمتهم في دائرة التفكير الشخصي ، وقد تجسد هذا المعنى بقوله سبحانه في الآية : {يَا ايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِن الظَنِّ انَّ بَعضَ الظَنِّ اثمٌ وَلَا تَجَسَّسوُا}. (الحجرات/ 12)
إنَّ الإسلام يريد أن تسود حالة الامن والاطمئنان التام في المجتمع الإسلامي ، ولا يقتصر الأمر على النزاعات الشخصية بين الآخرين فحسب ، وإنّما يشمل المناوشات الكلامية ، وأكثر من ذلك على صعيد الاتجاهات الفكرية بين الأفراد مع بعضهم البعض ، بحيث يشعر كل واحد منهم بأنّ أخيه لا يسدد باتجاهه سهام التهمة والافتراء ، وهذه الحالة تمثل أعلى مستويات الأمن ولا تتحقق إلّافي ظل وجود المجتمع الإيماني وسيادة القوانين الإسلامية.
والجدير بالذكر إنّه قد ورد النهي عن الكثير من الظنون ، ولكن في أثناء بيان العلة يقول :
إنَّ بعض الظنون إثم ، ولعل منشأ التفاوت في التعبير عائد إلى أنّ الظنون السيئة تجاه الآخرين تطابق الواقع أحياناً ، ولا تطابقه أحياناً اخرى ، وبناءً على أنّ النوع الثاني يعدُّ ذنباً من الذنوب ، فلابدّ من الابتعاد عن كل الظنون السيئة الواقعة تحت عنوان «كثيراً من الظن».
النكتة الأخيرة في هذا البحث : هي أنّ الإسلام انطلاقاً من اهتمامه الكبير بتحقيق الأمن الداخلي في المجتمعات الإسلامية أجاز التوسّل بالقوة والقدرة العسكرية لحل الاختلافات والمجابهات الداخلية في حالة فشل الأساليب والطرق السلمية ، ونطالع هذا المعنى في قوله تعالى : {وَانْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَاصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَانْ بَغَتْ احدَاهُمَا عَلَى الاخَرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ الَى امْرِ اللَّهِ فَانْ فَاءَتْ فَاصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَاقسِطُوا انَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ} (الحجرات/ 9).
إنّ مَن يمعن النظر جيداً في تعبير هذه الآية : يجد أنَّ كلَّ مقطع من المقاطع فيها يحكي عن تحديد صورة لمنهج دقيق يقضي بإنهاء أي شكل من أشكال الاضطراب والفتن الاجتماعية وذلك من خلال استخدام أفضل السبل السلمية ، أو اللجوء إلى القوة في نهاية المطاف إذا لم تثمر الأساليب الاخرى.
ومن البديهي أنّ المقصودين بالخطاب في هذه الآية هم أفراد المجتمع الإسلامي ، أو بعبارة اخرى الحكومة الإسلامية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|