أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
5749
التاريخ: 24-11-2014
5105
التاريخ: 25-09-2014
5274
التاريخ: 30-6-2022
1551
|
إنّ تنزيه وتقديس الباري تعالى عن صفات المخلوقين المشوبة بالنقائص دائماً ، هو ما أكدّنا عليه كِراراً ، وهو ما حثّتْ عليه الأحاديث الإسلاميّة بصورةٍ مستمرة ، لأنّه لا يُمكن التوصُّل إلى حقيقة معرفة اللَّه تعالى بدونه ، أو بتعبيرٍ آخر سيكون التوحيد مقترناً مع الشرك.
ومن جهةٍ اخرى فإنّ فصل الصفات «الثبوتية» عن «السلبية» يحصل في افق أذهاننا فقط ، وإلّا فالذات الإلهيّة المقدّسة حقيقة واحدة ، فقد ننظر إليها من زاوية الوجود فنرى كماله المطلق ، وعلمه المطلق ، وقدرته المطلقة سبحانه ، وأحياناً من زاوية نزاهتها عن الحاجة والنقص ، فنراها منزّهة عن الجهل والعجز ، وكل ألوان النقصان.
لذا فعدم معرفة الصفات السلبيّة يؤدّي إلى عدم معرفة الصفات الثبوتيّة ، ونقصان المعرفة في مرحلة يؤدّي إلى نقصانها في مرحلةٍ اخرى.
وفي هذا المجال لابدّ لنا من التوجه إلى بعض الإشارات الواردة في الأحاديث الإسلامية التالية :
1- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في بداية خُطبةٍ له : «لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ وَلا يُغَيّرُهُ زَمانٌ وَلا يَحْويهِ مَكانٌ وَلا يَصِفهُ لِسانٌ» (1).
2- وقال عليه السلام في خطبةٍ اخرى ضمن إشارته إلى عجز الإنسان عن فهم المسائل المرتبطة بالحياة والموت : «كَيْفَ يَصِفُ إلهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثلِهِ؟» (2).
3- وورد في حديثٍ أنّ رجُلًا من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام سأل الإمامَ عليه السلام : أخبرني أي الأعمال أفضل؟ فأجابه عليه السلام : «تَوْحِيدُكَ لِربّكَ» فسأل الرجل : «فما أعظم الذنوب» ؟
فقال عليه السلام : «تشبيهك لخالقك!» (3).
4- وورد في حديثٍ آخر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا يوصف بزمانٍ ولا مكانٍ ولا حركةٍ ولا انتقال ولا سكون بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والإنتقال ، تعالى عمّا يقول الظّالمون علوّاً كبيراً» (4).
5- وورد أيضاً في حديثٍ آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير صفة (الصمد) أنّه قال :
«تأويل الصَّمدِ لا إسم ولا جسم ولا مثلَ ولا شبه ولا صورة ولا تمثالَ ولا حدَّ ولا حدود ولا موضعَ ولا مكان ولا كيف ولا أينَ ولا هنا ولا ثمةَ ولا ملأ ولا خلأ ، ولا قيام ولا قُعود ، ولا سكون ولا حركة ، ولا ظلماني ولا نوراني ، ولا روحاني ولا نفساني ولا يخلو منه موضع ولا يسعهُ موضعٌ ولا على لون ، ولا على خطرِ قلْبٍ ، ولا على شمِّ رائحة ، منفيٌ عنه هذه الأشياء» .
ولا يخفى ، أنّ المقصود من نفي الاسم عن اللَّه سبحانه هو نفي أسماء المخلوقات.
وبهذه المعرفة الإجمالية التي حصلنا عليها عن الصفات السلبيّة ننطلق إلى معرفتها بالتفصيل.
___________________
(1) نهج البلاغة ، الخطبة 178.
(2) المصدر السابق ، الخطبة 112.
(3) بحار الأنوار ، ج 3 ص 287.
(4) المصدر السابق ، ص 309 ، ح 1.
(5) المصدر السابق ، ص 230 ، ح 21.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|