اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكبَرِهَا ، وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرةٌ ، اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بأَسْمائِكَ كلِّها |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-07-25
![]()
التاريخ: 2023-10-10
![]()
التاريخ: 2023-07-31
![]() |
اعلم يا حبيبي ، وفّقك اللَّه لمعرفة أسمائه وصفاته وجعلك من المتدبّرين في أسرار آياته ، أنّ الأسماء الحسنى الإلهية والصفات العليا الربوبية حجب نورية ([1])، للذات الأحدية ، المستهلك فيها جميع التعيّنات الأسمائية ، المستجنّ في حضرتها كلّ التجلّيات الصفاتية . فإنّ غيب الهويّة والذات الأحدية لا يظهر لأحد إلّا في حجاب التعيّن الاسمي ؛ ولا يتجلّى في عالم إلّافي نقاب التجلّي الصفتي ، ولا اسم له ولا رسم بحسب هذه المرتبة ، وإذ لا تعيّن له ولا حدّ لحقيقته المقدّسة - والاسم والرسم حدّ وتعيّن - فلا اسم ولا رسم له ، لا بحسب المفهوم والمهية ولا بحسب الحقيقة والهويّة ، لا علماً ولا عيناً ، وليس ورائه شيء حتّى يكون اسمه ورسمه ؛ سبحان من تنزّه عن التحديد الاسمي وتقدّس عن التعيّن الرسمي . والعالم خيال في خيال ، وذاته المقدّسة حقيقة قائمة بنفسها ؛ ولا تنكشف الحقيقة بالخيال ، كما هو قول الأحرار من الرجال ، فالمفاهيم الأسمائية كلّها والحقائق العينية بمراتبها تكشفان عن مقام ظهوره وتجلّيه أو إطلاقه وانبساطه ، فالوجود المنبسط ومفهومه العامّ لا يكشفان إلّا عن مقام إطلاقه .
قال الشيخ صدر الدين القونوي في « مفتاح الغيب والشهود » : « فللوجود اعتباران ، أحدهما نفس كونه وجوداً فحسب ، وهو الحقّ ، وأ نّه من هذا الوجه - كما سبقت الإشارة إليه - لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ، ولا اسم ولا رسم ولا نسبة ولا حكم ، بل وجود بحت . وقولنا « وجود » للتفهيم ، لا أنّ ذلك اسم حقيقي له ؛ بل اسمه عين صفته وصفته عين ذاته » ([2]) انتهى ما أردنا .
وقال العارف الجليل آقا محمّد رضا القمشهاي قدس سره ([3]) في حاشية منسوبة إليه على مقدّمات « شرح الفصوص للقيصري » ، في جواب سؤال أورده على نفسه ، وهو أنّه إذا انقسم الاسم إلى أسماء الذات وأسماء الصفات ، فلم لا يكون له تعالى في المرتبة الأحدية الذاتية اسم ولا رسم ، والذات في هذه المرتبة حاصلة وإن [ لم ] تتّصف بالصفات ؟ بهذه العبارة : « إنّ اسم الشيء ما يميّزه ويكشفه ، فيجب أن يطابقه ليكشفه ، والذات الإلهية لا تظهر ولا تكشف بمفهوم من المفاهيم ليكون اسماً له تعالي ، فارجع إلى وجدانك هل تجد مفهوماً من المفاهيم يكون ذلك المفهوم عينَ مفهوم آخر فضلًا عن المفاهيم الغير المتناهية التي بإزاء كمالاته تعالى ؟ كيف ، والمفهوم محدود وذاته تعالى غير محدود ، فلا اسم للذات الأحدية أصلًا ، تقدّست ذاته عن أن يحدّه حادّ ويحيط به شيء من الأشياء الغيبية كالمفاهيم أو العينية كالوجودات . فالوجود المنبسط العامّ ومفهومه العامّ الاعتباري يكشفان عن إطلاقه لا عن ذاته الأقدس الأرفع الأعلى . أما سمعت كلام الأحرار : إنّ العالم كلّه خيال في خيال ؟ وذاته تعالى حقيقة قائمة بنفس ذاتها وينحصر الوجود فيها » ([4]) انتهى .
وهذا ، وإن كان في بعض فقراته نظر واضح بل خارج من طور الكلام والمقصود ، وتنزّل عن مرتبة إلى مرتبة أخرى من الوجود إلّا أنّ في أخيرته شهادة لما ادّعيت ، بل هو برهان ساطع عليه .
هذا ، فإن عثرت ([5]) على إطلاق الاسم في بعض الأحيان على هذه المرتبة التي هي في عماء وغيب ، كما هو أحد الاحتمالات في الاسم المستأثر في علم غيبه ، كما ورد في الأخبار ([6]) وأشار إليه في الآثار ، الذي يختصّ بعلمه اللَّه ؛ وهو الحرف الثالث والسبعون من حروف الاسم الأعظم المختصّ علمه به تعالى - كما سيأتي روايته ([7]) إن شاء اللَّه - فهو من باب أنّ الذات علامة للذات بالذات ؛ فإنّه عالم بذاته لذاته .
فإذا علمت ما تلونا عليك حقّ التلاوة وقرأناه حقّ القراءة ، فاعلم أنّ الاسم عبارة عن الذات مع صفة معيّنة من صفاته ، وتجلّ من تجلّياته ؛ فإنّ الرحمان ذات متجلّية بالرحمة المنبسطة ؛ والرحيم ذات متجلّية بالتجلّي بالرحمة التي هي بسط الكمال ؛ والمنتقم ذات متعيّنة بالانتقام . وهذا أوّل تكثّر وقع في دار الوجود ، وهذا التكثّر في الحقيقة تكثّر علمي ، وشهود ذاته في مرآة الصفات والأسماء ، والكشف التفصيلي في عين العلم الإجمالي .
وبهذا التجلّي الأسمائي والصفاتي انفتح أبواب الوجود وارتبط الغيب بالشهود ، وانبسطت الرحمة على العباد والنعمة في البلاد . ولولا التجلّي الأسمائي كان العالم في ظلمة العدم ، وكدورة الخفاء ووحشة الاختفاء ، لعدم إمكان التجلّي الذاتي لأحد من العالمين ، ولا لقلب سالك من السالكين إلّافي حجاب اسم من الأسماء وصفة من الصفات .
وبهذا التجلّي شهد الكمّل الأسماء والصفات ولوازمهما ولوازم لوازمهما إلى أخيرة مراتب الوجود ؛ ورأوا عين الثابت من كلّ حقيقة وهوية .
وكان التجلّي ببعض الأسماء مقدّماً على بعض ، فكلّ اسم محيط ، وقع التجلّي ابتداءً له وفي حجابه للاسم المحاط ، فاسم « اللَّه » و « الرحمن » لإحاطتهما يكون التجلّي لسائر الأسماء بتوسّطهما ؛ وهذا من أسرار سبق الرحمة على الغضب ، ويكون التجلّي باسم « اللَّه » للأسماء الاخر أوّلًا ، وبتوسّطها للأعيان الثابتة من كلّ حقيقة ثانياً – إلّا العين الثابت للإنسان الكامل ، فإنّ التجلّي وقع له ابتداءً بلا توسّط شيء - وعلى الأعيان الخارجية ثالثاً .
وفي التجلّي العيني أيضاً كان التجلّي على الإنسان الكامل باسم اللَّه بلا واسطة صفة من الصفات أو اسم من الأسماء ، وعلى سائر الموجودات بتوسّط الأسماء . وهذا من أسرار أمر اللَّه بسجود الملائكة على آدم عليه السلام ، وإن جهل بحقيقة هذا ، الشيطانُ اللعين ، لقصوره .
ولولا تجلّي اللَّه باسمه المحيط على آدم عليه السلام لما يتمكّن من تعلّم الأسماء كلّها . ولو كان الشيطان مربوب اسم اللَّه لما وقع الخطاب على سجدته ؛ ولما قصر عن روحانية آدم عليه السلام . وكون آدم مظهر اسم اللَّه الأعظم اقتضى خلافته عن اللَّه في العالمين .
نور : في أنّ سلسلة الوجود أسماء إلهية
ولعلّك بعد التدبّر في روح الاسم والتفكّر في حقيقته ، ومطالعة دفتر سلسلة الوجود وقراءة أسطره ، ينكشف لك - بإذن اللَّه وحسن توفيقه - أنّ سلسلة الوجود ومراتبها ودائرة الشهود ومدارجها ودرجاتها كلّها أسماء إلهية ؛ فإنّ الاسم هو العلامة ، وكلّ ما دخل في الوجود من حضرة الغيب ، علامة بارئه ومظهر من مظاهر ربّه .
فالحقائق الكلّية من امّهات الأسماء الإلهية ، والأصناف والأفراد من الأسماء المحاطة ، ولا إحصاء لأسمائه تعالى .
وكلّ من الأسماء العينية مربوب اسم من الأسماء في مقام الإِلهية والواحدية ومظهر من مظاهره . كما في رواية « الكافي » بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ([8]) ، قال : « نحن - وَاللَّهِ - الأَسماءُ الحُسنى » ([9]) . وفي رواية أخرى تأتي بطولها : « إنّ اللَّه خلق أسماء بالحروف غير متصوّت . . . » ([10]) إلى آخره . والأخبار في أنّ للَّه أسماء عينية كثيرة .
قال العارف الكامل كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني في « تأويلاته » : « اسم الشيء ما يعرف به . فأسماء اللَّه تعالى هي الصور النوعية التي تدلّ بخصائصها وهوياتها على صفات اللَّه وذاته ، وبوجودها على وجهه ، وبتعيّنها على وحدته ؛ إذ هي ظواهره التي بها يعرف » انتهى كلامه ([11]) .
هداية : في تحقيق الاسم الأعظم
واعلم - هداك اللَّه إلى الاسم الأعظم وعلّمك ما لم تكن تعلم - أنّ للَّه تبارك وتعالى اسماً أعظم إذا دعي به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت ، وإذا دعي به على مضايق أبواب الأرض للفرج انفرجت ([12])، وله حقيقة بحسب المقام الألوهية ، وحقيقة بحسب المقام المألوهية ، وحقيقة بحسب اللفظ والعبارة .
لأبيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية التي لا يعلمها إلّا هو ولا استثناء فيه ، فبالاعتبار الذي سبق ذكره ([13]) ، وهو الحرف الثالث والسبعون المستأثر لنفسه في علم غيبه ، كما في رواية « الكافي » في باب « ما أعطوا ؛ أي الأئمّة عليهم السلام من اسم اللَّه الأعظم » بإسناده عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : « إنّ اسم اللَّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً ، وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به وخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ، حتّى تناول السرير بيده ؛ ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً ؛ وحرف عند اللَّه تعالى استأثر به في علم الغيب عنده . ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم » ([14]) . ومثلها رواية أخرى ([15]) .
وفيه أيضاً عن أبي عبداللَّه - عليه السلام - يقول : « إنّ عيسى بن مريم أعطي حرفين كان يعمل بهما ؛ وأعطي موسى أربعة أحرف ؛ وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ؛ وأعطي نوح خمسة عشر حرفاً ؛ وأعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ؛ وإنّ اللَّه تعالى جمع ذلك كلّه لمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله . وإنّ اسم اللَّه الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً أعطي محمّد صلّى اللَّه عليه وآله اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » ([16]) انتهى .
بيان الاسم الأعظم بحسب مقام الألوهية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب مقام الألوهية والواحدية هو الاسم الجامع لجميع الأسماء الإلهية ، جامعية مبدئ الأشياء وأصلها لها ، والنواة للأشجار من الفروع والأغصان والأوراق ، أو اشتمال الجملة لأجزائها كالعسكر للأفواج والأفراد .
وهذا الاسم بالاعتبار الأوّل بل بالاعتبار الثاني أيضاً حاكم على جميع الأسماء ، وجميعها مظهره ، ومقدّم بالذات على مراتب الإلهية . ولا يتجلّى هذا الاسم بحسب الحقيقة تامّاً إلّا لنفسه ، ولمن ارتضى من عباده وهو مظهره التامّ ؛ أي صورة الحقيقة الإنسانية التي هي صورة جميع العوالم ؛ وهي مربوب هذا الاسم . وليس في النوع الإنساني أحد يتجلّى له هذا الاسم على ما هو عليه إلّا الحقيقة المحمّدية صلّى اللَّه عليه وآله وأوليائه الذين يتّحدون معه في الروحانية ؛ وذلك هو الغيب الذي استثنى منه من ارتضى من عباده ([17]) ؛ وفي رواية « الكافي » :
« واللَّه لمحمّدٌ صلّى اللَّه عليه وآله ممّن ارتضى من عباده » ([18]) .
بيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية :
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية فهو الإنسان الكامل خليفة اللَّه في العالمين ، وهو الحقيقة المحمّدية صلّى اللَّه عليه وآله ، التي بعينها الثابت متّحدة مع الاسم الأعظم في مقام الإلهية ، وسائر الأعيان الثابتة بل الأسماء الإلهية من تجلّيات هذه الحقيقة ؛ لأنّ الأعيان الثابتة تعيّنات الأسماء الإلهية ، والتعيّن عين المتعيّن في العين ، غيره في العقل ، فالأعيان الثابتة عين الأسماء الإلهية . فعين الثابت من الحقيقة المحمّدية عين الاسم اللَّه الأعظم ، وسائر الأسماء والصفات والأعيان من مظاهره وفروعه ، أو أجزائه باعتبار آخر .
فالحقيقة المحمّدية هي التي تجلّت في العوالم من العقل إلى الهيولى ؛ والعالم ظهورها وتجلّيها ؛ وكلّ ذرّة من مراتب الوجود تفصيل هذه الصورة ، وهذه هي الاسم الأعظم ، وبحقيقتها الخارجية عبارة عن ظهور المشيئة التي لا تعيّن فيها ، وبها حقيقة كلّ ذي حقيقة وتعيّنت ([19]) مع كلّ متعيّن ؛ « خلق اللَّه الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها » ([20]) . وهذه البنية المسمّاة بمحمّد بن عبداللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - النازل من عالم العلم الإِلهي إلى عالم الملك ؛ لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة ، مجمل تلك الحقيقة الكلّية ؛ وانطوى فيه جميع المراتب انطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي .
وفي بعض خطب أمير المؤمنين ومولى الموحّدين سيّدنا ومولانا علي بن أبي طالب - صلوات اللَّه وسلامه عليه - : « أنا اللوح ، أنا القلم ، أنا العرش ، أنا الكرسي ، أنا السماوات السبع ، أنا نقطة باء بسم اللَّه » ([21]) . وهو - سلام اللَّه عليه - بحسب مقام الروحانية متّحد مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله كما قال صلّى اللَّه عليه وآله : « أنا وعلي من شجرة واحدة » ([22]) . وقال : « أنا وعلي من نور واحد » ([23]) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على اتّحاد نورهما عليهما السلام وعلى آلهما ([24]).
ويدلّ على أكثر ما ذكرنا الرواية المفصّلة في « الكافي » ، نذكرها مع طولها تيمّناً وتبرّكاً بأنفاسهم الشريفة :
باب حدوث الأسماء - علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد ، عن ابن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قال : « إنّ اللَّه تعالى خلق اسماً بالحروف غير متصوِّت ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيّ عنه الأقطار ، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستتر غير مُسَتَّر ([25]) ، فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معاً ليس منها واحد قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أشياء لفاقة الخلق إليها وحجب واحداً منها ؛ وهو الاسم المكنون المخزون ؛ فهذه الأسماء ([26]) التي ظهرت ، فالظاهر هو اللَّه تعالى ؛ وسخّر سبحانه لكلّ اسم من هذه الأسماء أربعة أركان ، فذلك اثنا عشر ركناً ؛ ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسماً فعلًا منسوباً إليها ؛ فهو الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدّوس ، الخالق ، البارئ ، المصوّر ، الحيّ ، القيّوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، العليم ، الخبير ، السميع ، البصير ، الحكيم ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، العليّ ، العظيم ، المقتدر ، القادر ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، البارئ ، المنشئ ، البديع ، الرفيع ، الجليل ، الكريم ، الرازق ، المحيي ، المميت ، الباعث ، الوارث . فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى ، حتّى يتمّ ثلاث مائة وستّين اسماً ، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة ؛ وهذه الأسماء الثلاثة أركان ، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ؛ وذلك قوله تعالى : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى » ([27]) انتهى الخبر الشريف .
ولو تأمّلت في هذه الرواية الشريفة لانكشف لك أسرار العلم والمعرفة وانفتح عليك أبواب خفايا الأسماء الإلهية ، كيف ، وهي صادرة عن معدن الوحي والنبوّة ، نازلة عن سماء العلم ومحالّ المعرفة .
قال العارف الربّاني مولانا ملّا محسن الكاشاني - أنار اللَّه برهانه - في شرح الحديث الشريف : « وكأنّ الاسم الموصوف بالصفات المذكورة إشارة إلى أوّل ما خلق اللَّه الذي مرّ ذكره في باب العقل ، أعني النور المحمّدي والروح الأحمدي والعقل الكلّي ، وأجزائه الأربعة إشارة إلى جهته الإِلهية والعوالم الثلاثة التي يشتمل عليها ؛ أعني عالم العقول المجرّدة عن الموادّ والصور ، وعالم الخيال المجرّد عن الموادّ دون الصور ، وعالم الأجسام المقارنة للموادّ ؛ وبعبارة أخرى إلى الحسّ والخيال والعقل والسرّ ؛ وبثالثة إلى الشهادة والغيب وغيب الغيب وغيب الغيوب ؛ وبرابعة إلى الملك والملكوت والجبروت واللاهوت .
ومعيّة الأجزاء عبارة عن لزوم كلّ منها الآخر وتوقّفه عليه في تمامية الكلمة .
وجزؤه المكنون السرّ الإِلهي والغيب اللاهوتي إلى أن قال : « فالظاهر هو اللَّه » يعني أنّ الظاهر بهذه الأسماء الثلاثة هو اللَّه ؛ فإنّ المسمّى يظهر بالاسم ويعرف به . والأركان الأربعة الحياةُ والموت والرزق والعلم ، التي وُكِّل بها أربعة أملاك هي إسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل » ([28]) انتهى ما أردنا من كلامه ، زاد اللَّه في مقامه .
وهذا التحقيق الرشيق في كمال الصحّة والمتانة ببعض الأنظار والاعتبارات ؛ ولكن الأنسب بالاعتبار أن يكون الاسم الموصوف بهذه الصفات مقام إطلاق الحقيقة المحمّدية ؛ أي مقام المشيئة التي مبعّد عنها الحدود حتّى حدّ المهية .
« مستتر غير مُستَّر » أي : خفاؤه لشدّة ظهوره ؛ وكذا سائر الصفات مناسب لهذا المقام الذي لا حدّ له ولا رسم .
وقوله : « فجعله أربعة أجزاء » أيضاً لا يناسب إلّا هذا المقام ؛ فإنّ العقل لم يجعل أربعة أجزاء إلّا على وجوه بعيدة عن الصواب .
وأمّا مقام المشيئة فهو مقام الإِطلاق ، ومع العقل عقل ، ومع النفس نفس ، ومع المثال مثال ومع الطبع طبع .
والمراد ب « أربعة أجزاء » هو عالم العقل والنفس والمثال والطبع ، أي : عالم المقارن بالصورة والمادّة ، وعالم المجرّد عن المادّة دون الصورة ، وعالم المجرّد عن المادّة والصورة دون التعلّق بالمادّة ، وعالم المجرّد عنها دون المهيّة ([29]) .
وبما ذكرنا يعلم معنى قوله : « ليس منها واحد قبل الآخر » ؛ فإنّ العوالم الأربعة باعتبار وجهتها إلى المشيئة المطلقة وجنبة « يلي الربّي » في عرض واحد ، لم يكن أحدها قبل الآخر ؛ كما حقّقنا في أوائل هذه الأوراق ([30]) عند قوله : « اللهمّ إنّي أسألك من بهائك . . . » إلى آخره .
و « الثلاثة » التي أظهرها هي عالم النفس والخيال والطبع ؛ فإنّ في هذه الثلاثة غبار عالم الخلق ، فتكون فاقة الخلق بما هو خلق إليها . وأمّا العقل فلم يكن من الخلق في شيء ، بل هو من عالم الأمر الإلهي ؛ لتنزّهه عن كدورات عالم الهيولى وظلمات عالم المادّة . والخلق لم يتوجّه إليه ولم يكن محتاجاً إليه ، نحو عدم احتياج الماهية إلى الجاعل والممتنع إلى الواجب . فما كان الخلق مفتاقاً إليه هو العوالم الثلاثة ؛ فإذا بلغ إلى المقام الرابع لم يكن من عالم الخلق . وهذه النقطة العقلية هو الجزء الرابع المخزون عند اللَّه : وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ([31]) ، والمحجوب عن مدارك الخلق ؛ لأنّ حكم الإِلهية هنالك غالب ، ولهذا كانت العقول سرادقات جماله وجلاله ، باقيات ببقاء اللَّه لا بإبقاء اللَّه .
وقوله : « والظاهر هو اللَّه » أي : بهذه الأسماء اللَّه ؛ فإن اللَّه هو الظاهر في ملابس الأسماء والصفات : هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ([32]) ؛ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ([33]) ؛ و هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ([34]) ؛ و « لو دُلّيتم إلى الأرضِ السُّفلى لَهَبَطتم على اللَّه » ([35]) ، فكيف بالأراضي العليا والسماوات العلى فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ([36]) ، أو المراد أنّ الظاهر هو الجهة الألوهية المحجوبة في الأسماء الثلاثة ، فبهذه الأسماء الثلاثة حجب الاسم الرابع - أيعالم العقل الذي هو الجهة الألوهية - وظهر .
فإن كان المراد ما ذكر كان فيه إشارة لطيفة إلى ما ذكره أهل المعرفة بأنّ اللَّه تعالى ظاهر في حجبٍ خلقيّة ، والخلق مع كونه ظهورَه حجابُه ؛ كالصور المرآتية التي هي ظهور المرآة وحجابها . وتحت هذا أسرار لا يؤذن إبرازها ([37]) .
و « الأركان الأربعة » إمّا الموت والحياة والرزق والعلم التي وكّل بها أربعة أملاك أو نفس أربعة أملاك ؛ وعند التحقيق يرجع إلى أمر واحد .
و « اثنا عشر ركناً » باعتبار المقامات التي كانت لهذه الأملاك في العوالم الثلاثة ؛ فإنّ الحقيقة العزرائيلية مثلًا لها مقام وشأن في عالم الطبع ، ولها مظاهر فيه ، ومقام وشأن في عالم المثال ، ولها مظاهر فيه ؛ وكذا في عالم النفوس الكلّية . والمقامات الثلاثة مسخّرة تحت المقام الرابع ، فالانتقالات والاستحالات من صورة إلى صورة في عالم الطبيعة تكون بتوسّط [ مظاهر ] هذا الملك المقرّب الإِلهي ؛ فإنّ مباشرة هذه الأمور الدنيّة الخسيسة لا تكون بل لاتمكن بيد عزرائيل - عليه السلام - بلا توسّط جيوشه ، وفي الحقيقة كانت هذه الأمور بيده ، لاتّحاد الظاهر والمظهر . والانتقال من عالم الطبع ونشأة المادّة ونزع الأرواح منها إلى عالم المثال والبرزخ كان بتوسّط مظاهره في عالم المثال ، والملائكة الموكّلة لنزع الأرواح عن الأجساد والانتقال من عالم البرزخ والمثال إلى عالم النفوس ، ومنه إلى عالم العقل ، ويكون هذا النزع غاية النزوع التي كانت بتوسّط عزرائيل ، بلا واسطة في بعض العوالم كعالم النفوس ، ومع الواسطة في العوالم النازلة . ولو كان للموجود العقلي نزع فيكون بمعنى آخر غير الثلاثة ؛ وليس بعض مراتبه بتوسّط عزرائيل - عليه السلام - بل بتوسّط بعض الأسماء كاسم القاهر والمالك ، ربّ الحقيقة العزرائيلية ، ويكون نزع عزرائيل [ أيضاً ] بتوسّطهما . وكذلك حقيقة إسرافيل وجبرائيل وميكائيل - عليهم السلام - فإنّ لكلّ منهم بروزات ومقامات بحسب العوالم ، وكان في كلّ عالم ظهور سلطنتهم غير العالم الآخر وجوداً وحدّاً وشدّةً وضعفاً .
أما سمعت أنّ جبرائيل - عليه السلام - كان يظهر في هذا العالم بصورة دحية الكلبي ([38]) ؛ وظهر مرّتين بقالبه المثالي لرسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - ورآه قد ملأ الشرق والغرب ([39]) . وعرج مع رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم - في ليلة المعراج إلى العالم العقلي ومقامه الأصلي ، حتّى عرج الرسول الهاشمي عن مقام جبرائيل إلى مقامات أخرى إلى ما شاء اللَّه ، وقال معذرةً عن عدم المصاحبة : « لو دنوت أنملة لاحترقت » ([40]) .
وبالجملة كلّ فعل من الأفعال في كلّ عالم من العوالم ، كان من فعل اللَّه بتوسّط الملائكة ، بلا واسطة أو مع أعوانهم وجنودهم .
قال صدر الحكماء المتألّهين وشيخ العرفاء السالكين - رضي اللَّه تعالى عنه - في « الأسفار الأربعة » بهذه العبارة : « ولا شكّ لمن له قدم راسخ في العلم الإلهي والحكمة التي هي فوق العلوم الطبيعية ، أنّ الموجودات كلّها من فعل اللَّه بلا زمان ولا مكان ، ولكن بتسخير القوى والنفوس والطبايع ، وهو المحيي والمميت والرزّاق والهادي والمضلّ ؛ ولكنّ المباشر للإِحياء ملك اسمه إسرافيل ، وللإِماتة ملك اسمه عزرائيل ، يقبض الأرواح من الأبدان والأبدان من الأغذية ، والأغذية من التراب ، وللأرزاق ملك اسمه ميكائيل ، يعلم مقادير الأغذية ومكائيلها ؛ وللهداية ملك اسمه جبرائيل ، وللإضلال دون الملائكة جوهر شيطاني اسمه عزازيل ، ولكلٍّ من هذه الملائكة أعوان وجنود من القوى المسخّرة لأوامر اللَّه ؛ وكذا في سائر أفعال اللَّه سبحانه . ولو كان هو المباشر لكلّ فعل دنيّ لكان إيجاده للوسائط النازلة بأمره إلى خلقه عبثاً وهباءً ، تعالى اللَّه أن يخلق في ملكه عبثاً أو معطّلًا ، وذلك ظنّ الذين كفروا » ([41]) انتهى كلامه ، رفع مقامه .
والأسماء المخلوقة لكلّ ركن - وهي ثلاثون اسماً - بحسب امّهات الأسماء وكلّياتها ، وإلّا فبحسب جزئياتها غير محصورة ولا متناهية ؛ فكان من نقطة العقل التي هي النقطة الإِلهية ، نزولًا إلى الهيولى وصعوداً إلى نقطة العقل ، بمنزلة دائرة لها اثنا عشر برجاً أو شهراً ، ولكلّ برج أو شهر ثلاثون درجة أو يوماً ، حتّى بلغ ثلاث مائة وستّين درجة أو يوماً .
هذا تمام الكلام في الاسم الأعظم بحسب مقام الخلق العيني .
في بيان الاسم الأعظم بحسب اللفظ والعبارة:
وأمّا حقيقته بحسب اللفظ والعبارة فعلمه عند الأولياء المرضيّين والعلماء الراسخين ومختفية عن سائر الخلق . وما ذكر من حروف الاسم الأعظم أو كلماته في كتب القوم من العرفاء والمشايخ ، إمّا من الآثار النبوية ، أو من أثر الكشف والرياضة عند الخلوص عن دار الوحشة والظلمة ؛ كما نقل عن الشيخ مؤيّد الدين الجندي ([42]) - أحد شرّاح « الفصوص » - : « أنّ من أسماء هذا الاسم هو اللَّه المحيط والقدير والحيّ والقيّوم ، ومن حروفه ا ، د ، ذ ، ر ، ز ، و » ([43]) . قال : ذكره الشيخ الكبير ([44]) في سؤال الحكيم الترمذي ([45]) .
وقال الشيخ الكبير في « الفتوحات » : ([46]) الألف هو النفس الرحماني الذي هو الوجود المنبسط ؛ والدال حقيقة الجسم الكلّي ؛ والذال المتغذّي ؛ والراء هو الحسّاس المتحرّك ؛ والزاء الناطق ؛ والواو لحقيقة المرتبة الإِنسانية . وانحصرت حقائق عالم الملك والشهادة - المسمّى بعالم الكون والفساد - في هذه الحروف » ([47]) انتهى كلامه .
وقال الشيخ المحدّث الجليل الحاج الشيخ عبّاس القمّي ([48]) - سلّمه اللَّه تعالى - في كتاب « مفاتيح الجنان » بهذه العبارة : « در ذكر بعض آيات ودعاهاى نافعهء مختصره كه انتخاب كردم از كتب معتبره ؛ اوّل : سيّد اجل سيّد على خان شيرازي ([49]) - رضوان اللَّه عليه - در كتاب « كلم طيّب » نقل فرموده كه اسم أعظم خداى تعالى آن است كه افتتاح أو « اللَّه » واختتام أو « هو » است ؛ وحروفش نقطه ندارد ؛ ولا يتغيّر قراءته اعرب أم لم يعرب . واين در قرآن مجيد در پنج آيهء مباركه از پنج سوره است : بقره وآل عمران ونساء وطه وتغابن . شيخ مغربى در كتاب خود گفته : هر كه اين پنج آيهء مباركه را ورد خود قرار دهد وهر روز يازده مرتبه بخواند هر آينه آسان شود براي أو هر مهمى از كلى وجزئي بزودى إن شاء اللَّه تعالى . وآن پنج آية اين است : 1 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ تا آخر آية الكرسي ([50]) ؛ 2 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ([51]) ؛ 3 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ([52]) ؛ 4 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ([53]) ؛ 5 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ([54]) » انتهى ([55]) .
تعقيب وتحصيل : تحقيق في التسمية ومراتبها
لعلّك في هدىً وصراط مستقيم من أسماء ربّك وآيات بارئك ؛ وأنّ سلسلة الوجود وعوالم الغيب والشهود من الملائكة المقرّبين وأصحاب اليمين ، والصافّات صفّاً ، والمدبّرات أمراً ، والزاجرات زجراً ، ومن كلّيات العوالم من الأنواع العاليات والسافلات وجزئياتها ، إلى أن انتهى الأمر إلى الغواسق الظلمانية والنشأة الهيولانية ، كلّها أسماء إلهية .
ولتعلم الآن بتوفيق الملك المنّان ، بشرط التدبّر في أسمائه والتفكّر في آياته ، والخلاص عن سجن الطبيعة وفتح مغالق أبواب الإنسانية أنّ لحقيقة « بسم اللَّه الرحمن الرحيم » مراتب من الوجود ومراحل من النزول والصعود ، بل لها حقائق متكثّرة بحسب العوالم والنشئات ؛ ولها تجلّيات في قلوب السالكين بمناسبة مقاماتهم وحالاتهم ؛ وأنّ التسمية المذكورة في أوّل كلّ سورة من السور القرآنية غيرها في سورة أخرى بحسب الحقيقة ؛ وأنّ بعضها عظيم وبعضها أعظم ، وبعضها محيط وبعضها محاط ؛ وحقيقتها في كلّ سورة تعرف من التدبّر في حقيقة السورة التي ذكرت التسمية فيها لافتتاحها ، فالتي ذكرت لافتتاح أصل الوجود ومراتبها غير التي ذكرت لافتتاح مرتبة من مراتبه ؛ وإنّما يعرف ذلك الراسخون في العلم من أهل بيت الوحي .
ولهذا روي عن أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين صلوات اللَّه وسلامه عليه : « أنّ كلّ ما في القرآن في الفاتحة ، وكلّ ما في الفاتحة في بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، وكلّ ما فيه في الباء ، وكلّ ما في الباء في النقطة ، وأنا نقطة تحت الباء » ([56]) . وهذه الخصوصية لم تكن لسائر التسميات ؛ فإنّ فاتحة الكتاب مشتملة على جميع سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود ، من فواتيحه وخواتيمه ، من الْحَمْدُ لِلَّهِ إلى يَوْمِ الدِّينِ بطريق التفصيل ؛ وجميع حالات العبد ومقاماته منطوية في قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ إلى آخر السورة المباركة ؛ وتمام الدائرة الموجودة في الفاتحة بطريق التفصيل موجود في الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بطريق الجمع ، وفي الاسم بطريق جمع الجمع ، وفي الباء المختفي فيها ألف الذات بطريق أحدية جمع الجمع ، وفي النقطة التي تحت الباء السارية فيها بطريق أحدية سرّ جمع الجمع . وهذه الإحاطة والإطلاق لم تكن إلّا في فاتحة الكتاب الإلهي ، التي بها فتح الوجود وارتبط العابد بالمعبود .
فحقيقة هذه التسمية جمعاً وتفصيلًا عبارة عن الفيض المقدّس الإطلاقي والحقّ المخلوق به ، وهو أعظم الأسماء الإلهية وأكبرها ، والخليفة التي تربّي سلسلة الوجود من الغيب والشهود في قوسي النزول والصعود . وسائر التسميات من تعيّنات هذا الاسم الشريف ومراتبه ؛ بل كلّ تسمية ذُكرت لفتح فعل من الأفعال كالأكل والشرب والوقاع وغيرها يكون تعيّناً من تعيّنات هذا الاسم المطلق ، كلٌّ بحسب حدّه ومقامه . ولا يكون الاسم المذكور فيها ، هذا الاسم الأعظم ، وهو أجلّ من أن يتعلّق بهذه الأفعال الخسيسة بمقام إطلاقه وسريانه .
فالاسم في مقام الأكل والشرب مثلًا عبارة عن تعيّن الاسم الأعظم بتعيّن الآكل والشارب أو إرادتهما أو ميلهما ؛ فإنّ جميعها من تعيّناته ؛ والمعيّنات وإن كانت متّحدة مع المطلق لكن المطلق لم يكن مع التعيّن ([57]) بإطلاقه وسريانه .
نقد وتتميم : نقل كلام مع نقده
قال بعض المشايخ من أرباب السير والسلوك - رضوان اللَّه عليه - في كتاب « أسرار الصلاة » بهذه العبارة : « ولا بأس للإشارة بردّ بعض ما حدث بين أهل العلم من الإشكال في قراءة بسملة السور من دون تعيين السورة ، وقراءتها بقصد سورة أخرى غير السورة المقروّة ؛ بلحاظ أنّ البسملة في كلّ سورة آية منها غيرُ البسملة في السورة الأخرى ، لما ثبت أنّها نزلت في أوّل كلّ سورة إلّا سورة براءة ، فتعيّن قرآنية هذه الألفاظ إنّما هو بقصد حكاية ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - على رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وآله - وإلّا فلا حقيقة لها غير ذلك .
وعلى ذلك يلزم في قرآنية الآيات أن يقصد منها ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - وما قرأ جبرئيل - عليه السلام - في « الفاتحة » حقيقةً بسملة « الفاتحة » ، وهكذا بسملة كلّ سورة لا تكون آية منها إلّا بقصد بسملة هذه السورة . فإذا لم يقصد التعيّن ، فلا تكون آية من هذه السورة بل ولا تكون قرآناً .
والجواب عن ذلك كلّه أنّ للقرآن كلّه حقائق في العوالم ، ولها تأثيرات مخصوصة ؛ وليست حقيقتها مجرّد مقروّيتها من جبرئيل - عليه السلام - بل المقروّية لجبرئيل لا ربط لها بالماهية . والبسملة أيضاً آية واحدة نزلت في أوّل كلّ سورة ؛ فلا تختلف بنزولها مع كلّ سورة حقيقتها . وليست بسملة « الحمد » مثلًا إلّا بسملة « الإخلاص » ، ولا يلزم أن يقصد في كلّ سورة خصوص بسملتها بمجرّد نزولها مرّات ؛ وإلّا يجب أن يقصد في « الفاتحة » أيضاً تعيّن ما نزل أوّلًا أو ثانياً ؛ لأنّها أيضاً نزلت مرّتين ، فلا ضير أن لا يقصد بالبسملة خصوصية السورة ؛ بل لا يضرّ قصد سورة ، وقراءة البسملة بهذا القصد ثمّ قراءة سورة أخرى ، وليس هذا الاختلاف إلّا كاختلاف القصد الخارج عن تعيّن الماهيات » ([58]) انتهى ما أردناه .
وهذا الكلام منه - قدّس اللَّه نفسه الزكيّة - غريب ؛ فإنّ كلام القائل المذكور - أنّ تكرّر النزول موجب لاختلاف حقيقة التسمية ، أو يلزم قصد ما قرأ جبرئيل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله - . وإن كان غير صحيح ولكن بالنظر إلى ما مرّ ذكره ، والتدبّر فيما علا أمره وانكشف سرّه يتّضح لك حقيقة الأمر بقدر الاستعداد ، وينكشف لك أنّ حقيقة البسملة مختلفة في أوائل السور ، بل التسمية تختلف باختلاف الأشخاص ، وفي شخص واحد باختلاف الواردات والحالات والمقامات ، وتختلف باختلاف المتعلّقات . والحمد للَّه أوّلًا وآخراً وظاهراً وباطناً .
وقد خرج الكلام عن طور الاختصار وتعدّى الكلام عن تحت الاختيار ؛ ولكن عشق الأسماء الإلهية والنعوت الربّانية جرّني إلى هذا المقام من الكلام .
رجع : تحقيق في الأسماء الإلهية
وبينما عزمت على ختم الكلام وطيّ الدفتر عن بسط المقام والمعذرة عن الإخوان العظام ، فانفسخ العزم العازم - وعرفت اللَّه بفسخ العزائم ([59]) - واتّفق الحضور في محضر أحد العلماء الكرام - دام ظلّه واستدام - فأورد أحد الحضّار إيراداً وأجاب كلّ حزب بمذهبه وكلّ أحد سلك بمسلكه ، فإنّ كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * ([60]) ، فأجبته بأوّل الجوابين الآتيين .
وأصل الشبهة : أنّ الأسماء الإلهية والصفات الربوبية غير محصورة ولا متناهية ؛ وما لم يكن الشيء متناهياً لم يكن له حدّ من الكلّ أو البعض ؛ فما معنى قوله : « وكلّ أسمائك كبيرة » وقوله : « أسألك بأسمائك كلّها » ؟
وقد أجبت عنه بأنّ السائل يسأل بالأسماء المتجلّية له بحسب حالاته ومقاماته ووارداته ؛ وما يتجلّى من الأسماء في كلّ مقام محصور بحسب التجلّي في قلب السالك .
والآن أقول : إنّ الأسماء الإِلهية وإن لم تكن بحسب المناكحات والموالدات محصورة ، ولكنّها بحسب الامّهات محصورة ، يجمعها باعتبار : الأوّلُ والآخر والظاهر والباطن : هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ([61]) ، وباعتبار : اللَّه والرحمن : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ . . . الآية ([62])، وباعتبار : اللَّه والرحمن والرحيم ؛ كما أنّ مظاهر الأسماء [ الإلهية ] بالاعتبار الأوّل غير محصورة : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها ([63]) ، قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ([64]) ؛ وبالاعتبار الثاني محصورة بالعوالم الثلاثة أو الخمسة . وقيل : « ظهر الوجود ببسم اللَّه الرحمن الرحيم » ([65]) .
وكذلك الاعتباران في الصفات ، فإنّها بالاعتبار الأوّل غير محصورة وبالاعتبار الثاني محصورة في الأئمّة السبعة أو صفات الجلال والجمال :
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ([66]) .
[1] قولنا : « حجب نورية . . . » إلى آخره . هذا أيضاً بحسب بعض مقامات السالكين وإلّا فهو شرك بحسب مراتب الآخرين ؛ فإنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين . فحقيقة الإيمان الخالص عن الشرك هو الاعتقاد بأنّه الظاهر الباطن الأوّل الآخر ؛ فلا يكون اسم وصفة حجاب وجهه الكريم ؛ ولا أمر وخلق نقاب نوره العظيم ؛ كما في دعاء عرفة : « كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، ألغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتّى يكون هو المظهر لك . متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ؛ ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك . عميت عين لا تراك عليها رقيباً » . صدق وليّ اللَّه المطلق ، صلوات اللَّه عليه ( أ ) .
فالعارف الحقيقي والمؤمن المنزّه عن جميع مراتب الشرك ، من الأشراك العامّية والخاصّية ، من لم يرغيباً ولا شهوداً ولا ظهوراً ولا بطوناً إلّا منه وله .
فليس ما ورائه شيء حتّى يختفي به ؛ ولا غيره أحد حتّى يكون حجاب وجهه ؛ ولا يكون الشيء حجاب نفسه .
سئل عن عبد الرزّاق الكاشاني عن الحلول والاتّحاد قال : « كلاهما باطل ليس في الدار غيره ديّار » ( ب ) .
قال العارف الكامل المحقّق البارع فخر الشيعة وشيخ الطريقة والشريعة القاضي سعيد الشريف القمّي ( ج ) - قدّس اللَّه نفسه - في « شرح حديث رأس الجالوت » ما هذا لفظه : « قال صاحب « الفتوحات » : « اعلم أنّ العالم غيب ولم يظهر قطّ ؛ وخالق الخلق هو الظاهر ما غاب قطّ . والناس في هذه المسألة على عكس الصواب ؛ فإنّهم يقولون : إنّ اللَّه غيب والعالم هو الظاهر . فهم بهذا الاعتبار في مقتضى هذا الشرك » .
« أقول : قد غفل هذا العارف عن الشرك اللازم من زعمه ، حيث حكم بظهور الحقّ تعالى وخفاء العالم . وهو أيضاً من أنحاء الشرك الخفيّ . وأمّا الإيمان الحقيقي فهو الاعتقاد بأنّ اللَّه هو الظاهر الباطن والشاهد الغائب . فهو الظاهر إذا طلبته في البطون ؛ وهو الباطن إذا تفحّصت عنه في الظهور ؛ وهو المتنزّه عنهما إذا طلبتهما بكليهما وأنّ العالم ظاهر باللَّه خفيّ بذاته . فتعرّف فإنّه باب عظيم في التوحيد » انتهى كلامه الشريف . ( د )
أقول : بل حقّ المعرفة وكمال الإخلاص ومخّ الحقيقة أن لا تتّصفه - جلّ وعلا - بالظهور والبطون والأوّلية والآخرية ؛ فحيث لم يكن غيره في الدار ، فلمن ظهر وعمّن غاب ، وأين الأوّلية والآخرية ؟ فإنّهما باعتبار المبدئية والمنتهائية . فإذا كان كلّ شيء ما خلا اللَّه باطلًا وهالكاً فليس مبدئيّة ومنتهائيّة أصلًا . فكمال المعرفة أن يعترف السالك بالعجز والقصور . [ منه عفي عنه ]
أ - إقبال الأعمال : 660 ؛ بحار الأنوار 95 : 225 - 226 .
ب - مجموعة رسائل فلسفية ، صدر المتألّهين : 455 .
ج - محمّد سعيد بن محمّد مفيد القمي ( - 1103 ق ) المعروف بالقاضي سعيد والملقّب بحكيم كوچك أي : الحكيم الصغير . من أكابر علماء الشيعة . كانت له مشاركة في الأدب والحديث والحكمة والعرفان . تلمذ عند الفيض الكاشاني وعبدالرزّاق اللاهيجي والمولى رجب علي التبريزي . اشتغل بالقضاء في مدينة قم مدّة ، وكان هذا سبب اشتهاره بالقاضي . له تأليفات كثيرة ، منها : « الأربعون حديثاً » ، « شرح التوحيد للصدوق » ، « البوارق الملكوتية » ، وحاشيتان على « أثولوجيا » و « الإشارات » .
راجع معجم المؤلّفين 10 : 38 ؛ الذريعة 4 : 479 ؛ أعيان الشيعة 9 : 344 .
د - الفوائد الرضوية : 68 .
[2] مفتاح الغيب : 22 .
[3] محمّد رضا القمشهاي ( - 1306 ق ) من مشاهير الحكماء الإلهيين والعرفاء الربّانيين . استفاد من المولى علي النوري . أقام حوزته الدراسية في أصفهان ، ثمّ في طهران . كان يدرّس المعارف الإسلامية ، وخصوصاً الحكمة والعرفان مع تسلّط تكشف عن إحاطة عجيبة بمباحث محيي الدين بن عربي والمولى صدر المتأ لّهين . وكان أديباً فاضلًا وشاعراً يتخلّص ب « صهبا » . تلمذ عنده كثيرون منهم : جهانگيرخان القشقائي ، السيّد حسين القمي ، الميرزا علي أكبر اليزدي المدرّس والميرزا هاشم الإشكوري . له كتب منها : « الخلافة الكبرى » وحواشٍ على « تمهيد القواعد » و « شرح الفصوص للقيصري » و « الأسفار » .
راجع أعيان الشيعة 9 : 333 ؛ نقباء البشر 2 : 732 - 734 .
[4] شرح فصوص الحكم ، القيصري : 54 ، الهامش 31 ؛ مجموعه آثار حكيم صهبا ( آقا محمّدرضا قمشهاى ) : 50 - 51 .
[5] في نسخة الأصل « أثرت » بدل « عثرت » .
[6] بصائر الدرجات : 228 ؛ الكافي 1 : 230 ، بحار الأنوار 27 : 25 .
[7] يأتي في الصفحة 83 .
[8] الأعراف ( 7 ) : 180 .
[9] الكافي 1 : 143 / 4 .
[10] تأتي في الصفحة 86 .
[11] تفسير القرآن الكريم ، ابن العربي ( تأويلات القرآن الكريم ، عبدالرزّاق الكاشاني ) 1 : 7 .
[12] مصباح المتهجّد : 374 ؛ بحار الأنوار 87 : 97 . ( فقرتين من دعاء السمات )
[13] تقدّم في الصفحة 79 .
[14] الكافي 1 : 230 / 1 .
[15] الكافي 1 : 230 / 3 .
[16] الكافي 1 : 230 / 2 .
[17] إشارة إلى قوله تعالى : عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ .
الجنّ ( 72 ) : 26 - 27 .
[18] الكافي 1 : 256 / 2 . وفيه : « وكان واللَّه محمّد ممّن ارتضاه » .
[19] في نسخة الأصل « تعيّن » بدل « تعيّنت » .
[20] الكافي 1 : 110 / 4 ؛ التوحيد ، الصدوق : 148 / 19 مع تفاوت يسير .
[21] مشارق أنوار اليقين : 159 ؛ شرح فصوص الحكم ، القيصري : 118 .
[22] إقبال الأعمال : 605 ؛ بحار الأنوار 38 : 309 ؛ كنز العمّال 11 : 608 / 32943 .
[23] عوالي اللآلي 4 : 124 / 211 ؛ بحار الأنوار 38 : 150 / 120 .
[24] راجع بحار الأنوار 15 : 18 - 19 ؛ 25 : 1 ؛ ينابيع المودّة 2 : 307 - 308.
[25] كذا في الوافي 1 : 463 / 1 ؛ وفي الكافي « مستور » بدل « مستّر » .
[26] قوله : « فهذه الأسماء » . قال الحكيم المتألّه فيض الكاشاني ( أ ) في « الوافي » : « قوله " فهذه الأسماء التي ظهرت " كذا وجدت فيما رأيناه من نسخ « الكافي » ، والصواب " بهذه الأسماء " بالباء ؛ كما رواه الصدوق - طاب ثراه - في كتاب « توحيده » ( ب ) . ويدلّ عليه آخر الحديث ؛ حيث قال : " وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة " » ( ج ) انتهى . [ منه قدس سره ]
أ - محمّد بن شاه مرتضى ( 1007 - 1091 ق ) المعروف بالمولى محسن الفيض . عالم جليل ذو معرفة واسعة بالفقه والحديث والتفسير والفلسفة ، جيّد قريض الشعر متخلّصاً ب « فيض » . ذهب إلى شيراز لتحصيل العلم وحضر درس السيّد ماجد البحراني في الحديث وتعلّم الحكمة من المولى الصدرا وتزوّج بابنته . من تلامذته العلّامة المجلسي ، السيّد نعمة اللَّه الجزائري والقاضي سعيد القمّي . كتب كتباً مفيدة يجدر بالذكر منها : « الوافي » ، « الصافي » ، « المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء » و « علم اليقين » .
راجع معجم المؤلّفين 8 : 187 ؛ روضات الجنّات 6 : 73 - 97 .
ب - التوحيد ، الصدوق : 191 / 3 .
ج - الوافي 1 : 463 / 1 .
[27] الكافي 1 : 112 / 1 .
[28] الوافي 1 : 464 - 465 .
[29] وأمّا ما ذكره قدس سره في تحقيق المعيّة ( أ ) فبعيد عن العبارة والاعتبار جميعاً ؛ تدبّر . [ منه قدس سره ]
أ - الوافي 1 : 465 .
[30] تقدّم في الصفحة 7 .
[31] الأنعام ( 6 ) : 59 .
[32] الزخرف ( 43 ) : 84 .
[33] النور ( 24 ) : 35 .
[34] الحديد ( 57 ) : 3 .
[35] تقدّم تخريجه في الصفحة 3 و 24 .
[36] البقرة ( 2 ) : 115 .
[37] راجع مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ، مصباح 30 .
[38] الكافي 2 : 587 / 25 ؛ بحار الأنوار 18 : 267 / 29 ؛ كنز العمّال 11 : 460 / 32157 .
[39] مجمع البيان في تفسير القرآن 9 : 262 ؛ تفسير الصافي 5 : 85 ؛ كنز العمّال 6 : 139 / 15165 .
[40] مناقب آل أبي طالب 1 : 229 ؛ بحار الأنوار 18 : 382 / 86 ؛ جامع الأسرار : 417 .
[41] الحكمة المتعالية 8 : 118 - 119 .
[42] مؤيّد الدين بن محمود الجندي ( - حدود 700 ق ) من تلامذة صدرالدين القونوي ومنشارحي أقوال ابن عربي . يقال إنّه كان يعتقد في ابن عربي العصمة ، ويقول ببراءته من الخبط والخطأ . رحل إلى بغداد واعتزل الناس مدّة . له لامية موسومة بالدرر الغاليات في شرح الحروف العاليات ، نظمه مخاطباً نفسه فيها ، وشرحان كبير وصغير لفصوص الحكم.
راجع معجم المؤلّفين 13 : 54.
[43] شرح فصوص الحكم ، الجندي : 81 ؛ انظر مصباح الانس : 291 - 292 .
[44] الفتوحات المكّية 2 : 122 ، باب 73 ؛ انظر شرح فصوص الحكم ، الجندي : 81 ؛ مصباح الانس 292 .
[45] أبو عبداللَّه محمّد بن علي ( - حدود 318 ق ) عالم صوفي كبير ومحدّث وفقيه حنفي المذهب . طاف خراسان والعراق لسماع الحديث وحدّث بنيسابور . كان له صحبة مع أبي تراب النخشبي وأحمد خضروية وابن جلا . تأثّر منه ابن عربي وكان ذا عناية بأقواله وأنظاره . له : « نوادر الأصول » و « المناهي » .
راجع معجم المؤلّفين 10 : 315 ؛ هدية العارفين 6 : 15 - 16 ؛ دائرة المعارف الإسلامية 5 : 227 - 228 .
[46] ليس هذا قول صاحب « الفتوحات » ولا موجود فيها ، بل هو قول الشيخ مؤيّد الدين الجندي كما يظهر بالرجوع إلى كتابه ، فالصحيح أن يقال : قال الشيخ المؤيّد الدين الجندي . والظاهر أنّ الإمام الخميني اعتمد على تعليقة الميرزا هاشم الإشكوري حيث علّق على قول مصباح الانس « قال . . . » بقوله : « أي : الشيخ الكبير في الفتوحات » . راجع مصباح الانس ( الطبع الحجري ) : 117 ، السطر 7 ، تعليقة الإشكوري .
[47] شرح فصوص الحكم ، الجندي : 67 .
[48] عباس بن محمّد رضا ( 1294 - 1359 ق ) محدّث ورجالي معروف . تعلّم المقدّمات والسطوح في قم ، ثمّ رحل إلى النجف الأشرف ، وحضر درس الميرزا حسين النوري ولازمه حتّى الوفاة . عاش عيشة راضية ، زاهداً ورعاً معرضاً عن زخارف الدنيا . كتب كتباً بالفارسية والعربية منها : « مفاتيح الجنان » ، « منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل » ، « سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار » و « الكنى والألقاب » . كلّها مطبوعة متداولة بين الناس .
راجع أعيان الشيعة 7 : 425 ؛ نقباء البشر 3 : 998 - 1001 .
[49] صدرالدين علي بن أحمد ( 1052 - 1120 ق . تقريباً ) المعروف بالسيّد علي خان وابن معصوم . عالم ، أديب ، لغوي وشاعر شيعي . ولد في مدينة السلام وسكن بلاد الهند معظم حياته وكان ذامنزلة عند سلاطين تلك البلاد . يروي بالإجازة عن أستاذه الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني وعن العلّامة المجلسي ؛ كما أنّه أجاز الأخير بالرواية عنه أيضاً . من كتبه : « رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين » ، « أنوار الربيع في أنواع البديع » ، « سلافة العصر في محاسن أعيان العصر » ، « الكلم الطيّب والغيث الصيّب » و « الحدائق الندية في شرح الصمدية » .
راجع روضات الجنّات 4 : 378 - 381 ؛ هدية العارفين 1 : 763 .
[50] البقرة ( 2 ) : 255 - 257 .
[51] آل عمران ( 3 ) : 2 - 4 .
[52] النساء ( 4 ) : 87 .
[53] طه ( 20 ) : 8 .
[54] التغابن ( 64 ) : 13 .
[55] كلّيات مفاتيح الجنان : 199 ، الباب 1 ، الفصل 7 .
[56] راجع نور البراهين ، المحدّث الجزائري 2 : 3 - 4 ؛ ينابيع المودّة 1 : 213 ؛ أسرار الصلاة ، الملكي التبريزي : 282 .
[57] في نسخة الأصل : « المطلق » بدل « التعيّن » .
[58] أسرار الصلاة ، الملكي التبريزي : 290 .
[59] اقتباس عن كلام أمير المؤمنين عليه السلام : « عرفت اللَّه سبحانه بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم » .
نهج البلاغة : 511 ، الحكمة 250 ؛ المحجّة البيضاء 1 : 208 .
[60] المؤمنون ( 23 ) : 53 ؛ الروم ( 30 ) : 32 .
[61] الحديد ( 57 ) : 3 .
[62] الإسراء ( 17 ) : 110 .
[63] إبراهيم ( 14 ) : 34 .
[64] الكهف ( 18 ) : 109 .
[65] الفتوحات المكّية 1 : 102 .
[66] الرحمن ( 55 ) : 78 .
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|