سعادتك نسبية وفقا لنطاق اصطنعته أنت بنفسك. فإذا قست رضاك الآن فورا بلحظتين أو ثلاث لحظات رائعة مرّت في حياتك، فإنك على الغالب تكون غير سعيد، لأن هذه اللحظات السعيدة لا يمكن أن تتكرر. وإذا قمت بمقارنة رضاك هذا اليوم مع أيام صعبة واجهتها، فإن هناك كل الموجبات التي تدعوك لتقدير هذه اللحظة.

هَلْ بوب، طالب جيد؟ حسنًا. أتقارنه برفاق صفه أم تقارنه بأنشتين؟ هَلْ هاریسون فورد ممثل جيد؟ حسنًا. أتقارنه بكينو ريفز أم روبرت دي نيرو؟ هَلْ كان هذا اليوم جميلاً، حسنا. اتقارنه من حيث التخرج، أم الزفاف أم الاحتفالات أم بيوم الثلاثاء الاعتيادي؟ إننا بحاجة للنظر في الأشياء بمنظور واقعي.

وجد علماء علم الإنسان في جامعة روتجرز أن أهم عوامل استمتاع الأشخاص بالعمل هو كيفية شعورهم حيال حياتهم الأسرية.

فالكثير من الناس يجدون أعمالهم في صعوبة متزايدة بسبب وضعهم الأسري الذي يزداد كبتا وضغطًا.

وقد وجد فريق روتجرز أن الناس يميلون إلى النظام والصداقة المتوافرة في مكان العمل، متغاضين مقابل ذلك عن الحياة المنزلية المملوءة بالسعي المحموم والكبت. والحقيقة المحزنة هي أن الحياة المنزلية ليست نسخة طبق الأصل عما هو متوافر في مكان العمل ولا ينبغي أن يتوقع ذلك. فالوظائف يجب أن تقارن بوظائف أخرى وليس بالمنزل، حيث إن كل شيء أكثر تعقيدًا، ويوفر مكافآت محتملة أكثر. فاليوم الجميل في العمل يجب أن نفكر فيه مقارنة بأيام أخرى في العمل؛ واليوم الجميل في المنزل يجب أن نفكر فيه مقارنة بأيام أخرى في المنزل.

ومما لا يثير الدهشة أنَّ الدراسات أثبتت أن الناس السعداء لديهم تجارب أكثر إيجابية من أولئك غير السعداء. ومن المذهل أن حياتهم ليست مختلفة كثيرًا من الناحية الموضوعية. فالناس السعداء يعيشون نمط حياة غير السعداء نفسه؛ والفارق الحقيقي هو ما يحددونه إيجابيا أو سلبيا. فالناس السعداء يستعملون السقف الأدنى في تسمية حدث ما على أنه إيجابي.