المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Carbonylation of isobutylene
5-9-2017
مكان المصلي
23-8-2017
Many Hotspots Result from Modified Bases
27-2-2021
دور علي (عليه السلام) خلال الوفاة وبعدها
7-2-2019
Our solution has not worked, what should we do?
2024-10-04
هل توجد حياة على سطح المريخ؟
2023-06-12


وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (1)  
  
3269   05:12 مساءاً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص158-162 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

لِحجاب المرأة ـ في الإسلام ـ مكانة رفيعة ، تَصونُها عن الابتذال وتَحفظ على كرامتها دون الانحطاط ، إنّها مُحترَمةٌ احترامَ إنسان كريم ، لها عزّها وشرفُها التليد وليس بطارف ، ولم يكنْ فَرضُ الحجاب عليها إلاّ صيانةً لهذا الشرف وحِفاظاً على ذاك العزّ ، (2) فلا تسترسل حيث ساقَها أهلُ الاستهواء .

هذا فضلاً عن أنّ الإسلام يَهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تُهاج فيه الشهوات في كلّ لحظة ولا تُستثار فيه دفعات البدن في كلّ حين ، فعمليّات الاستثارة المُستمِرّة تنتهي إلى سُعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي ، والنظرة الخائنة ، والحركة المثيرة ، والزينة المتبرّجة ، والجسم العاري ... كلّها لا تَصنع شيئاً إلاّ أنْ تُهيّج ذلك السُعار الحيواني المجنون ، وإلاّ أنْ يَفلت زِمام الأعصاب والإرادة ، فإمّا الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيّد بقيد ، وإمّا الأمراض العصبيّة والعُقد النفسيّة الناشئة مِن الكَبح بعد الإثارة ! وهي تكاد أنْ تكونَ عملية تعذيب .

وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة، وإبقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليماً وبقوّته الطبيعيّة، دون استثارةٍ مُصطَنَعة، وإنّما تصريفه في موضعه المأمون النظيف .

ففي الحديث عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيما كَتَبه جواباً عن مسائل مُحمّد بن سنان : ( وحرّم النظرَ إلى شُعورِ النساء المَحجوبات بالأزواج وإلى غيرهنّ مِن النساءِ لِما فيه مِن تَهييج الرجال وما يَدعو إليه التهييج مِن الفَساد والدخول فيما لا يحلّ ولا يَجمُل... ) (3) .

قال سيّد قطب : ولقد شَاع : أنّ النظرة المُباحة ، والحديث الطليق ، والاختلاط المَيسور ، والدُّعابة المَرِحة بين الجنسين والاطّلاع على مواضع الفتنة المخبوءة ... شاع أنّ كلّ هذا تنفيسٌ وترويح، وإطلاق للرغبات الحبيسة، ووقاية مِن الكَبت ، ومِن العُقد النفسيّة ، وتخفيف مِن حدّة الضغط الجنسي، وما وراءه مِن اندفاعٍ غير مأمون... إلخ .

شاع هذا على أَثر انتشار بعض النظريّات الماديّة القائمة على تَجريد الإنسان مِن خصائصه التي تُفرِّقه مِن الحيوان ، والرجوع به إلى القاعدة الحيوانيّة الغارقة في الطين ... ولكن هذا لم يكن سِوى فروض نظريّة ، رأيتُ بعيني في أشدّ البلاد إباحيةً وتفلّتاً مِن جميع القيود الاجتماعيّة والأخلاقيّة والدينيّة والإنسانيّة ، ما يُكَذِّبها ويَنقضها مِن الأساس.

نعم، شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي والاختلاط الجنسي بكلّ صوره وأشكاله أنّ هذا كلّه لم ينتِه بتهذيب الدوافع الجنسيّة وترويضها ، إنّما انتهى إلى سُعارٍ مجنونٍ لا يرتوي ولا يهدأ إلاّ ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع . وشاهدت الأمراض النفسيّة والعُقد التي كان مفهومها أنّها لا تنشأ إلاّ مِن الحِرمان وإلاّ مِن التلهّف على الجنس الآخر المحجوب . شاهدتُها بوفرةٍ ومعها الشذوذ الجنسي بكلّ أنواعه ، ثمرةً مُباشِرة للاختلاط الكامل الذي لا يُقيّده قيد ولا يقفُ عند حدّ ، وللصَدَاقات بين الجنسين تلك التي يُباح معها كلّ شيء ، وللأجسام العارية في الطريق ، وللحركات المُثيرة والنظرات الجاهرة ، واللَفَتات المُوقِظة ... (4) كلّ ذلك لَممّا يَدلّ بوضوح على ضَرورة إعادة النظر في تلك النظريّات التي كَذَّبها الواقع المشهود (5) .

إنّ المَيل الفطري بين الرجل والمرأة ميلٌ عميق في التكوين الحيوي ؛ لأنّ الله قد ناط به امتداد الحياة في هذه الأرض ، وتحقيق الخلافة لهذا الإنسان فيها ، فهو ميلٌ دائمٌ يَسكن فترة ثمّ يعود ، وإثارته في كلّ حين تَزيد مِن عَرَامَته ، وتَدفع به إلى الإفضاء المادّي للحصول على الراحة ، فإذا لم يَتمّ هذا انهارت الأعصاب المُستَثارة ، وكان هذا بمثابة عملية تعذيب مُستمرّة ! ...

 والنظرة تثير! والحركة تثير! والضحكة تثير! والدعابة تثير! والنَبرة المُعبِّرة عن هذا الميل تُثير! ... والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدوده الطبيعيّة ، ثُمّ يُلبى تَلبيةً طبيعيّة ، وهذا هو المَنهج الذي يَختاره الإسلام ، مع تهذيب الطبع ، وشَغلِ الطاقة البشريّة بهُموم أُخرى في الحياة ، غير تلبية دافع اللحم والدم ، فلا تكون هذه التلبية هي المَنفذ الوحيد .

وفي القرآن إشارة إلى نماذج مِن تقليل فُرَص الاستثارة والغَوَاية والفتنة مِن الجانبَين الرجل والمرأة : قال تعالى : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].

قال سيّد قطب : وغَضُّ البَصر مِن جانب الرجال أدب نفسي، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطّلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام ، كما أنّ فيه إغلاقاً للنافذة الأُولى مِن نوافذ الفتنة والغَوَاية ، ومُحاولة عمليّة للحيلولة دون وصول السهم المسموم !

قال الإمام جعفر بن مُحمّد الصادق ( عليه السلام ) : ( النظرة سَهمٌ مِن سِهام إبليس مسموم ، وكم مِن نظرةٍ أَورَثتْ حسرةً طويلةً ) ، قال: ( مَن تَركها لله عزّ وجلّ لا لغيره أَعقَبَه الله أَمناً وإيماناً يَجدُ طعمَه ) ، وقال : ( النَظرة بعد النَظرة تَزرع في القلبِ الشهوة ، وكفى بها لصاحبها فتنة ) (6) .

وأمّا حِفظُ الفَرج فهو الثَمرة الطبيعيّة لغضّ البصر، أو هو الخُطوة التالية لتحكيم

الإرادة ويَقظة الرقابة والاستعلاء على الرغبة في مراحلها الأُولى ؛ ومِن ثَمّ يُجمع بينهما في آية واحدة ، بوَصفِهما سبباً ونتيجةً ، أو باعتبارهما خُطوتَين مُتواليتَينِ في عالم الضمير وعالم الواقع ، كلتاهما قريب مِن قريب .

قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( لكم ـ أي يُغفر لكم ـ أَوّل نظرة إلى المرأة فلا تُتْبِعُوها نظرةً أخرى واحذروا الفتنة ) (7) .

{ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ } فهو أَطهر لمشاعرهم وأضمن لعدم تلوّثها بالانفعالات الشهويّة في غير موضعها المشروع النظيف ، وعدم ارتكاسها إلى الدَّرَك الحيواني الهابط ، وهو أطهر للجماعة وأَصوَن لحُرماتِها وأعراضها وجوّها الذي تتنفّس فيه ، قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما يَأمن الذين يَنظرون في أَدبارِ النساء أنْ يُنظر بذلك في نسائهم ؟! ) (8) .

والله الذي يأخذهم بهذه الوِقاية ، وهو العليم بتركيبهم النفسي وتكوينهم الفطري ، الخبير بحركات نفوسهم وحركات جوارحهم { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.

روى الإمام جعفر بن مُحمّد الصادق عن آبائه عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ( مَن ملأَ عينَيه مِن حرام ملأ الله عينَيه يوم القيامة مِن النار إلاّ أنْ يَتوب ويرجع ... ومَن صَافح امرأةً تَحرم عليه فقد باءَ بسَخطٍ مِن الله عزّ وجلّ ، ومَن التزم امرأةً حراماً قُرن في سلسلةٍ مِن نار مَع شيطان فيُقذفان في النار ) (9) .

{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31] فلا يُرسِلنَ بنظراتهنّ الجائعة المُتلصِّصة أو الهاتفة المُثيرة تستثير كوامن الفتنة في صدور الرجال ، ولا يُبحنَ فروجَهنّ إلاّ في حلالٍ طيّب ، يُلبّي داعيَ الفطرة في جوٍّ نظيف، لا يَخجل الأطفال الذين يجيئون عن طريقه ، عن مواجهة المجتمع والحياة !

{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ } ، والزينة : كلّ ما يُفتَتَن به مِن المرأة ويُثير الرغبة فيها ممّا يوفّر في جمالها ؛ وبذلك عمّت الحُلى وغيرها مِن مفاتن جسدها المهيِّجة ، كلّ

ذلك زينة لها يَجب عليها التستّر عن الأجانب ، وحتّى المحارم فيما سِوى الزوج ؛ُ ومِن ثَمّ عقّبها بقوله : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور: 31] فتَسدِل الخِمار على صدرِها حتّى يَستر مفاتن جيدها وأطراف صدرها .

نعم سِوى مواضع لا يمكن سَترُها وهي تُزاول التعامل في مَسرح الحياة ، كالوجه والكفّين في غير ريبة ، وفي صحيحة الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) سأله عن الذراعَين مِن المرأة ، هما مِن الزينة التي قال الله : {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ .... }  ؟ قال: ( نعم ، وما دون الخِمار مِن الزينة ، وما دون السِوارَينِ ) (10) .

وفي حديث عبد الله بن جعفر عن الصادق ( عليه السلام ) وقد سُئل عن الزينة الظاهرة ، قال : ( الوجه والكفّان ) (11) .

___________________

1. النور 24 : 31 .

2. كما يبدو من أحاديث جواز النظر إلى شُعور نساء أهل الذمّة لعدم حرمتهنّ ، وسائل الشيعة ، ج 20 ، ص 205 ، باب 112 من أبواب مقدّمات النكاح .

3. وسائل الشيعة ، ج 20 ، ص 193 ـ 194 ، رقم 12 ، باب 104 من أبواب مقدّمات النكاح .

4. راجع كتابه (أمريكا التي رأيت) وفيه التفصيل وعرض الحوادث والشواهد ، وراجع أيضاً كتاب (الإنسان بين الماديّة والإسلام ) لمُحمّد قطب، فصل ( المشكلة ـ الجنسيّة ) فقد توسّع في هذا المجال .

5. راجع : في ظِلال القرآن ، تفسير سورة النور ، ج 18 ، ص 93 ، المجلّد السادس .

6. وسائل الشيعة ، ج 20 ، ص 191 ـ 192 ، رقم 1 و 5 و 6 ، باب 104 من أبواب مقدّمات النكاح .

7. المصدر : ص 194 ، رقم 15 .

8. المصدر : ص 199 ، باب 108 ، رقم 1 .

9. المصدر : ص 196 ، باب 105 ، رقم 1 .

10. المصدر : ص 200 ـ 201 .

11. المصدر : ص 202 ، رقم 5 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .