أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 4-4-2022
![]() |
إنّ هذه الرذيلة الأخلاقية تنشأ من دوافع ونقاط ضعف مختلفة منها :
1 ـ إنّ الشخص الحسود يسعى لإفشاء أسرار الطرف الآخر لتوجيه ضربة إلى نقاط قوّته وشخصيته بين الناس ، ويسعى لذلك لإراقة ماء وجهه أو تهديد مصالحه الدنيوية والمادية.
2 ـ إنّ الأشخاص الذين يعيشون الحقد والعقدة تجاه الآخرين فإنّهم يسعون أيضاً ولغرض الانتقام من الطرف الآخر وارضاء دافع الحقد في نفوسهم إلى إفشاء أسرار الآخرين.
3 ـ ومن الدوافع الاخرى لهذه الرذيلة هو عنصر الجهل وضيق الافق ، فالأشخاص الذين يعيشون هذه الحالات الوضيعة ليست لديهم اللياقة لحفظ أسرار الآخرين.
ونقرأ في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «ثَلاثٌ لا يُسْتَوْدَعْنَ سِرّاً : المَرأَةُ وَالنّمّامُ وَالأْحْمَقُ» ([1]).
وفي حديث آخر عن الإمام (عليه السلام) نفسه أنّه قال : «لا تُسِرَّ إِلَى الجاهِلِ شَيْئاً لا يُطِيقُ كِتْمانَهُ» ([2]).
4 ـ وأساساً فإنّ إفشاء السِّر وبشكل عام نشر الأخبار الخفيّة والجديدة وأحياناً العجيبة والغريبة تجد في قلوب الناس جاذبية خاصة تقودهم إلى الرغبة الشديدة في الاستماع والإصغاء لهذه الأخبار ،. هذا المعنى قد يتسبب إلى أن يرغب بعض الناس لإفشاء أسرار الآخرين ليلفتوا إليهم نظر المستمعين.
5 ـ ومن العوامل المهمّة الاخرى لإفشاء الأسرار هو الأخطاء والاشتباهات وعدم الالتفات إلى كون هذا الأمر من الأسرار ، ولهذا السبب فقد يصدر من بعض الناس المنضبطين في مسألة حفظ السر بعض الاشتباهات والزلل في هذا الأمر حتى قيل : «كُلُّ سِرٍّ جاوزَ الاثنِينَ شاعَ».
ونقرأ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لأحد أصحابه ويدعى عمّار حيث سأله الإمام الصادق (عليه السلام) : «هَل أَخبَرتَ بِما أَخبِرتُكَ بِهِ أَحَداً؟ قَلتُ : لا إلّا سُلَيمَانِ بنِ خالِدَ ، قالَ : أَحسَنتَ أَما سَمِعتَ قَولَ الشَّاعِر :
فَلا يَعدُوَنْ سِرِّي وَسِرِّكَ ثالثاً |
|
أَلا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ الاِثنِينِ شايعُ |
والسبب في ذلك واضح لأنّه إذا كان البناء على أن يقوم كل شخص بأخبار أحد أصدقائه الموثوقين بأسرارهم ، ويقوم الشخص الثاني بمثل العمل ، وهكذا الثالث والرابع فلا تطول المدّة حتّى ينتشر السِّر في المجتمع كلّه.
أمّا العلاج :
فقد رأينا في الأبحاث السابقة أنّه إذا كان موضوع إفشاء الأسرار يتعلّق بخصوصيات الأشخاص الآخرين فيترتب على ذلك الآثار السلبية الكثيرة من قبيل سقوط شخصيته ومنزلته الاجتماعية ، وزوال ثقة الناس واعتمادهم عليه قد يصل الأمر إلى سقوط شخصيته نهائياً في أنظار الناس وتلف جميع إيجابيّاته ونقاط قوّته في المجتمع.
وإذا كان إفشاء السّر متعلّقاً بالمجتمع أو المذهب والدين فقد يؤدّي أحياناً إلى تعرّض ذلك المجتمع للخطر أو يتعرّض أتباع ذلك المذهب إلى مشاكل كثيرة وقد تسفك في ذلك دماء بريئة وتهتك حرمات المؤمنين وتصادر أموالهم من قبل الأشخاص الذين يعيشون التعصّب الأعمى والجهالة والانحراف.
إنّ الالتفات إلى هذه العواقب والآثار السلبية الأليمة في إفشاء الأسرار يعدّ أحد العوامل المؤثّرة في الوقاية من هذه الرذيلة الأخلاقية ، كما أنّ التدبّر في الآثار السلبية في كل صفة رذيلة من الصفات الأخلاقية الذميمة يعدّ عاملاً للتوقّي من الوقوع والابتلاء في هذه الرذيلة.
ومن الطرق الاخرى للعلاج هو القضاء على أسباب ودوافع هذه الرذيلة واقتلاع جذورها من واقع النفس ، أي عنصر الجهل والحسد والحقد أمثال ذلك.
ومن الطرق الاخرى هو سعة ظرفية الإنسان وأفقه وشرح صدره وروحه وقوّة شخصيته ، فهذا من شأنه أن يساعده على المحافظة والانضباط في دائرة الأسرار.
وكذلك التفكّر في العقوبات الإلهية الشديدة المترتبة على إفشاء أسرار الناس والمجتمع والتي تقدّم الحديث عنها سابقاً يمكن أن يعدّ من الامور النافعة للوقاية من هذه الرذيلة أو علاجها.
ومن العوامل المهمّة الاخرى هو الالتفات إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ إفشاء أسرار الآخرين إذا تسبب في لحوق الضرر والخسارة بهم فإنّ المذيع لسّرهم يعدّ مسبباً لهذه الأضرار وفي الكثير من الموارد يعتبر ضامناً شرعاً وقانوناً لها.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
اللجنة التحضيريّة تعلن انتهاء الاستعدادات لإقامة مؤتمر (ذاكرة الألم في العراق)
|
|
|