الجرافيت (Graphite)

كان يعتقد سابقاً أن الجرافيت صورة من صور عنصر الرصاص، وظل هذا الاعتقاد سائدا حتى عام 1779م، وذلك حين أعلن كارل سشيل (Carl Schle) أن ناتج احتراق الجرافيت هو ثاني أكسيد الكربون كما هو الحال في احتراق الكربون غير المتبلور ومنذ ذلك التاريخ عد الجرافيت صورة أخرى من صور الكربون ( انظر الشكل رقم 1) .

ويأخذ الكربون في الضغط الجوي العادي شكل الجرافيت وفيه ترتبط كل ذرة بثلاث ذرات في مستوى يتكون من شكل سداسي في كل الحلقات مثل الحلقات الموجودة في الهيدروكربونات الأروماتية.

ويعد الجرافيت من أكثر المواد ليونة، حيث ترتبط فيه ذرات الكربون بثلاثة إلكترونات في مدار SP2، ويكون شكلها مسطحًا في بعدين؛ مما يشكل ما يشبه الصفائح الممتدة، والمتراصة فوق بعضها بعضا، وحلقات الكربون هذه متصلة ببعضها بعضًا على شكل صفائح مسطحة تنزلق فوق بعضها بعضًا (انظر الشكل رقم 2). ولهذا السبب يكون الجرافيت طرياً وزيتياً من حيث المظهر والملمس.

شكل رقم (1) الجرافيت بمنزلة طبقات مستوية ومتوازية ومرتبة الواحدة فوق الأخرى.

شكل رقم (2) ارتباط ذرات الكربون ببعضها بعضا مكونة صفائح الجرافيت.

وللجرافيت خواص تعتمد على تركيبته الذرية؛ لأن كل ذرة كربون تتصل فقط بثلاث ذرات أخرى في حلقة تاركة إلكتروناً حرًّا بين هذه الذرات؛ لحمل التيار الكهربائي، ومن ثم فإن هذه المادة الصلبة قائمة اللون من بين غير الفلزات، وفي الوقت نفسه قادرة على إيصال التيار الكهربائي . وللجرافيت استخدامات كثيرة في الصناعة، حيث يستعمل كزيت التزليق  (مخفف الاحتكاك ) ؛ لأنه طري وزلق، كما يستخدم الجرافيت في صناعة أقلام الرصاص الخشبية، وذلك بمزجه بمادة طينية، كما يستخدم مسحوق الجرافيت أيضًا في الطبخ كالفحم، وكذلك في الأعمال الفنية، وذلك بعد إعادة قولبته.