المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6432 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عيوب المنهج التجريبي
2025-01-22
مميزات المنهج التجريبي
2025-01-22
خطوات المنهج التجريبي
2025-01-22
المنهج التجريبي
2025-01-22
منهج دراسة العلاقات المتبادلة في البحوث الإعلامية
2025-01-22
الديانة العبرانية
2025-01-22

المتغيـرات المؤثـرة عـلى نـظـام الإبـداع
13-1-2022
أهداف الإعلان
27-6-2022
حجج القائلين بوجوب المقدّمة
3-7-2020
Theon of Alexandria
20-10-2015
رعمسيس ومعبد (سره)
2024-08-05
عقائد الاشاعرة
26-05-2015


الأمانة والخيانة في بيت المال  
  
31   01:13 صباحاً   التاريخ: 2025-01-22
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج3/ ص167-169
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / اداء الامانة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-22 30
التاريخ: 2025-01-22 31
التاريخ: 2025-01-22 33
التاريخ: 2025-01-21 52

إنّ الأمانة خلق محمود ومطلوب في أي مكان ومورد ، ولكن بالنسبة إلى بيت المال ورؤوس الأموال المادية والمعنوية المتعلّقة بالمجتمع لا بشخص معيّن فقد ورد التأكيد على الأمانة فيها بشكل خاص في النصوص الدينية ، والحكمة في ذلك واضحة لأنّه أولاً : أنّ البعض يتصوّر أنّ مثل هذه الأموال بما أنّها لا تقع في دائرة الممتلكات لشخص معيّن بل هي ملك عموم الناس فإنّهم أحرار في تصرفاتهم وتعاملهم بها.

وثانياً : إذا تفشّت الخيانة بالنسبة إلى الأموال العامة وبيت المال فإنّ نظم المجتمع سوف يتلاشى وينهار ، فلا يرى مثل هذا المجتمع البشري وجه السعادة أبداً.

ومن أجل درك أهميّة هذا الموضوع يكفي مطالعة قصّة(الحديدة المحماة) حيث ورد أنّ عقيل رضى الله عنه جاء إلى أخيه علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام) وطلب منه أن يزيده قليلاً من حصّته وسهمه من بيت المال دون مراعاة ضوابط العدالة والمساواة بين المسلمين على أساس العلاقة الاخويّة بينه وبين الإمام علي (عليه‌ السلام) ، فما كان من الإمام علي (عليه‌ السلام) إلّا أن أحمى له حديدة وقرّبها منه ، صرخ عقيل من حرارتها فقال له الإمام (عليه‌ السلام) : «يا عَقِيلُ أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحماها إِنسانَها لِلَعبِهِ وَتَجِرُّنِي إِلى نارٍ سَجَرَها جَبارُها لِغَضَبِهِ ، أَتَئِنُّ مِنْ الأَذى وَلا أَئِنُّ مِنْ لَظى» ([1]).

وقال أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في مكان آخر كلاماً مثيراً بالنسبة إلى عطايا عثمان من بيت المال إلى أقربائه وذويه حيث عزم الإمام علي (عليه‌ السلام) على ردّها جميعاً إلى بيت المال وقال : «وَاللهِ لَو وَجَدته قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّساءُ ومُلِكَ بِهِ الإِماءُ لَرَدَدتُهُ ، فَإنَّ فِي العَدلِ سَعَةً ، وَمَنْ ضَاقَ عَلَيهِ العَدلُ فَالجَورُ عليه أَضيَقُ» ([2]).

وعند ما اقترح عليه استخدام الأشخاص المعروفين في تدبير أمر الحكومة وزيادة رواتبهم وعطاياهم من بيت المال لغرض الاستعانة بهم في امور الدولة والحكومة (ولا أقل في بداية خلافته) فقال : «أَتَأمُرُنِي أَنْ أَطلُبَ النَّصرَ بِالجَورِ فِيمَن وُلِّيتُ عَلَيهِم وَاللهِ لا أَطُورُ بِهِ ما سَمَرَ سَمِيرٌ وَما أَمَ نَجمٌ فِي السَّماءِ نَجمَاً ، وَلَو كانَ المَالُ لِي لَسَويَّتُ بَينَهُم فَكَيفَ وَإِنَّما المَالُ مالُ اللهِ» ([3]).

بل إنّ الإمام علي (عليه‌ السلام) تحرّك لحفظ الأمانة في بيت المال من موقع التهديد الشديد لأقرب المقرّبِينَ إليه حتّى يتّعظ بذلك الأبعد من الناس ويعلم أنّ المسألة هنا جدّية فلا مهادنة في بيت المال ، ولذلك نقرأ في الكتاب الذي أرسله أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) إلى بعض امرائه في البلد الإسلامي الذي أساء الاستفادة من بيت المال وأنفقه في موارد اخرى ، فكتب له الإمام يقول : «فَاتَّقِ اللهَ واردُد إلى هَؤلاءِ القَومِ أَموالَهُم فَإِنَّكَ إنْ لَم تَفعَل ثُمَّ أَمكَننِي اللهُ مِنكَ لأَعذِرنَّ إِلى اللهِ فِيكَ وَلأَضرِبَنَّكَ بِسَيفِي الَّذِي ما ضَربَتُ بِهِ أَحَداً إِلّا دَخَلَ النَّارَ ، وَاللهِ لَو أَنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ فَعَلا مِثلَ الَّذِي فَعَلتَ ما كَانَتْ لَهُما عِندِي هَوادَةٌ ، ولا ظَفِرَا مِنِّي بِإرَادَةٍ حَتّى آخُذَ الحَقُّ مِنهُما» ([4]).

ونعلم أنّ النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) عند ما فتح مكّة قد عفى عن قريش وجميع المجرمين والجناة من قريش وغير قريش الذين حاربوه قرابة عشرين سنة وسفكوا دماء الكثير من المسلمين ورغم ذلك فقد أصدر النبي أمره بالعفو عنهم وإسدال الستار على ما مضى من جرائمهم وعداوتهم ، ولكن مع ذلك فقد استثنى النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) عدّة أشخاص من هذا العفو وأهدر دمهم وأمر بقتلهم في أي مكان كانوا ، وأحد هؤلاء هو (ابن خطل) وكان ذنبه أنّه اعتنق الإسلام في الظاهر وهاجر إلى المدينة ، فجعله النبي (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) على الزكاة وجمعها وأرسل معه شخصاً من قبيلة خزاعة ، فعند ما ذهب لجمع الزكاة واجتمع لديه مقدار مهم من الزكاة قتل صاحبه وهرب بالأموال إلى مكّة ، وعند ما سأله المشركون في مكة عن سبب رجوعه قال : «لم أجد ديناً أفضل من دينكم» ، وأخذ يهجو النبي بقصائد من الشعر وكانت لديه بعض الجواري المغنيّات والراقصات ، فكان يجلس مجالس الطرب واللهو ويشترك معه مجموعة من المشركين فيشربون الخمر ويهجون النبي بهذه الأشعار ، وبما أنّه بلغ من الوقاحة والخيانة في بيت المال إلى هذه الدرجة العظمية حتّى أنّ هذه الخيانة تسببت في ارتداده عن الإسلام وهتكه لحرمة النبي الأكرم ، فلذلك أصدر النبي أمره هذا ، فلّما سمع بذلك التجأ إلى الكعبة ، وبما أنّ من يلوذ بالكعبة سوف يصان دمه ، فلذلك سحبوه إلى خارج الحرم وقتلوه ([5]).

فهذه التصريحات الشديدة والأحاديث المثيرة تشير إلى أنّ الخيانة في بيت مال المسلمين ورغم أنّ البعض يتصوّر أنّها سهلة ويسيرة فإنّها من أعظم الذنوب والخطايا ، وعقوبتها من أشدّ أنواع العقوبات الدنيوية والاخروية.

ونختم هذا البحث بالإشارة إلى حادثة وقعت في زمان رسول الله حيث تبيّن الأهميّة الكبيرة لبيت المال ، والحادثة هي أنّ رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) عند ما عاد من خيبر ووصل إلى وادي القرى كان معه غلام أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي قال : فو الله إنّه ليضع رحل رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) إذا أتاه سهم غرب فأصابه فقتله ، فقلنا : هنيئاً له الجنّة ، فقال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) : «كَلّا والذي نفس محمد بيده إنّ شَملتّهُ الآن لتحترق عليه في النار كان غلها من فيء المسلمين يوم خيبر».

قال : فسمعها رجل من أصحاب رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) فأتاه فقال : يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي ، قال :

فقال (عليه‌ السلام) : «يُقد لك مثلهما من النار» ([6]).


[1] نهج البلاغة ، الخطبة 224.

[2] المصدر السابق ، الخطبة 15.

[3] نهج البلاغة ، الخطبة 126.

[4] المصدر السابق ، الرساله 41.

[5] شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج 18 ، ص 14 و 15.

[6] سيرة ابن هشام ، ج 2 ، ص 353.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.