وتأتى الزراعة في مقدمة حرف السكان فى الهند إذ يعمل بها نحو 68 % من جملة السكان والزراعة تساهم بحوالي 45 % من جملة الدخل القومي وتتمثل أهم الحاصلات في :

(1) الشاي : الذي يأتي في مقدمة الصادرات الزراعية الهندية من حيث القيمة إذ تشكل قيمته ما بين 45 - 50% من جملة قيمة الصادرات الزراعية، فالهند تتصدر دول العالم فى إنتاج الشاى إذ يبلغ إنتاجها السنوى أكثر من 600 ألف طن متر أي نحو 40% من الإنتاج العالمي، وأهم مناطق تتمثل في منطقة أسام Assam في شمال شرقى الهند، فتنتشر زراعة شجيرات الشاي على سفوح المرتفعات بوادي نهر برهما بوترا، فظروف الإنتاج الطبيعية ملائمة ولاسيما الأمطار ما بين 80 - 100 بوصة ووفرة الأيدي العاملة المدربة التي تعيش في قرى متناثرة تتوفر فيها الخدمات من شركات الإنتاج الكبرى فى المنطقة، ويصدر فائض الإنتاج أساساً من ميناء كلكتا . وأما منطقة دار جيلنج Darjeeling عند مقدمات سلاسل الهيمالايا قرب آسام فهي المنطقة الثانية في إنتاج الشاي وتأتى بعد ذلك منطقة ترافا نكور Travancore على السفوح الجنوبية الغربية من إقليم الغات الغربية وشيها أقل جودة من المناطق السابقة، وأخيراً تشير إلى إقليم تلال تلجيري Nilgiris قرب ميناء مدراس شرق الدكن.

(2) الأرز: إنتاج الهند في المركز الثاني عالمياً في إنتاجه بعد الصين حيث تنتج سنوياً نحو 60 مليون طن أى ما يقرب من 20% من إنتاج العالم. إلا أن الإنتاج ما كان ليغطى الاستهلاك المحلى فتستورد الهند كميات كبيرة من الأرز جعلها تأتى الثالثة في الدول المستوردة للأرز بعد اندونيسيا وماليزيا. وقد تغير هذا الوضع مع أوائل التسعينات للتوسع الأفقي والرأسي في الإنتاج حتى تمكنت الهند من تغطية الاستهلاك المحلى والأرز يشكل الغذاء الرئيسي في المناطق التي يزيد فيها معدل الأمطار على 40 بوصة ونقل أهميته في المناطق الأخرى. ومن أهم مناطق إنتاجه وأدى نهر الجانج بالهلال الهندى الخصيب والسهول الشرقية المعروفة بساحل كروماندل وأودتها النهرية، وتعتمد زراعة الأرز هنا على الري الصناعي مع مياه الأمطار ولاسيما إذا قل معدلها عن 30 بوصة سنوياً. كما تنتشر زراعة الأرز على السهول الساحلية الغربية المعروفة بساحل ملبار وتعتد على مياه الأمطار لغزارتها فتتراوح الكمية سنوياً ما بين 40 – 100 بوصة.

(3) القمح: وهو المحصول الرئيسي في شمال الهند وشمالها الغربي، إلا أنه لا يكفي لتغطية الاستهلاك المحلى فتستورد البلاد كميات كبيرة ولاسيما من استراليا، وتتمثل مناطقه الرئيسية فى شمل غرب هضبة الدكن حيث التربة الخصبة السوداء، وتعتمد الزراعة على الري الصناعي، وسيما في المناطق التي تقل أمطارها عن 40 بوصة، وهو هنا يشكل محصولاً شتوياً يحصد بل أمطار الصيف. كما يزرع القمح في الحوض الأوسط والأعلى لوادي نهر الجانج كزراعة كثيفة لاعتمادها على مياه النهر والأمطار، والهند من أهم مناطق إنتاج القمح في آسيا بعد الصين وأراضي روسا الآسيوية الاتحادية.

(4) الذرة: إذ تتصدر الهند دول آسيا الاتحادية المنتجة للذرة. فهي تنتج سنوياً نحو 7 مليون طن وهو ما يكون 10 % من إنتاجه القارة. وتنتشر زراعة الذرة في سهول الهند وهضبة الكن حيث نقل الأمطار للزراعة الأرز وتكثر في زراعة الذرة وتنتشر زراعته فى وسط وأعالى وأدي الجانج، وتزيد المساحة الخاصة بالذرة على نحو خمسة ملايين هكتار ويستهلك الإنتاج محلياً والذرة في الدورة الزراعية مع الأرز والقمح.

(5) القطن: وزراعته قديمة في الهند التي عرفت زراعته منذ نحو 3000 سنة وتنتج مزارع الهند سنوياً أكثر من مليون طن وبذلك تحتل المركز الثاني في آسيا بعد الصين، وأهم مناطق زراعته تتمثل في شمال غربی هضبة الدكن فهى أكثرها إنتاجاً وذلك لعوامل منها أن المناخ مداري بأمطار تناسب نمو القطن إذ لا تتعدى كميتها السنوية 40 بوصة تسقط معظمها خلال الصيف أى فصل نمو المحصول. والتربة خصبة بركانية تتسم بمقدرتها الكبيرة على الاحتفاظ بالرطوبة. وتعتمد الزراعة ايضا على مياه الري من الخزانات والآبار ولاسيما بعد انتهاء فصل الأمطار. والقطن في هذا الإقليم خشن قصير التلة. وإقليم القطن الثاني في هضبة الدكن يمتد حول مدراس حيث التربة الحمراء الخصبة، وفصل الأمطار. وتنتشر زراعة أقطان من أصل أمريكي. ويستخدم القطن في صناعة المنسوجات القطنية والصوفية وإعداد القطن الطبي. وأهم مراكز صناعته في مدراس وبمباى وأحمد أباد. وتصدر كميات كبيرة إلى السوق العالمية ولاسيما في اليابان.

(6) الجوت: إذ تتصدر الهند دول العالم إنتاجاً له وهو من محاصيل الأليف الرخيصة مستخدماً في بعض صناعة الأقمشة والحبال والأكلمة والأكياس لتعبئة محاصيل الحبوب خاصة وتنتج منه الهند سنوياً نحو مليون طن مترى أى ثلث إنتاج العالم ويزرع نبات الجوت في دلتا نهر الجانج التوفر عوامل نموه بنجاح من تربة رسوبية خصبة والأمطار الوفيرة والحرارة المرتفعة بالإضافة إلى وفرة الأيدى العاملة المدربة على زراعته وتعطينه. وتعتبر كلكتا المركز الرئيسي لصناعة الجوت.

(7) قصب السكر: فالهند من أهم دول العالم إنتاجاً له. إذ يتراوح إنتاجها ما بين 150 - 180 ألف طن أى أكثر من 20% من إنتاج العالم، وتنتشر زراعته في كل من الهند إلا أن أهم زراعته تمتد في وادي الجانج لمناخه المداري المناسب ولاسيما الأمطار الموسمية ما بين 25 - 35 بوصة تسقط صيفاً أى في فترة نمو الحصول الأولى بينما يتسم الشتاء بالجفاف النسبي وهو فترة نضج المحصول. وتمتد منطقة زراعته الثانية في جنوب شرق هضبة الدكن ولاسيما حول مدراس. وقد أدخلت الأساليب الحديثة على صناعة السكر الهندي التي تكفي استهلاك البلاد.

هذا وتتصدر الهند دول العالم إنتاجاً للفول السوداني بنحو 7 مليون طن سنوياً أى ثلث الإنتاج العالمي. ويزرع في هضبة الدكن ولاسيما في جنوبها الغربي. كما تعتبر الهند من دول الإنتاج الرئيسية لجوز الهند الذي تنتشر زراعته على طول السهول الساحلية ويستهلك محلياً. كما تنتشر زراعته في المجموعات الجزرية الهندية وزراعة التبغ تنتشر في كل الهند ولاسيما في الشمال الشرقي وهضبة الدكن وحول مدراس. وهي في المركز الثاني إنتاجاً له في آسيا بعد الصين بمعدل إنتاج يصل إلى نحو نصف مليون طن سنوياً أي 15% من إنتاج القارة. وأما عن الثروة الحيوانية فتصل فى عام 1999 إلى نحو 350 مليون رأس من الماشية ونحو 85 مليون رأس من الأغنام ونحو 190 مليون رأس من الماعز. ونحو 90 مليون رأس من الجاموس ونحو 20 مليون رأس من الخنازير وتربى في المزارع المنتشرة في الهلال الهندي الخصيب وعلى طول السهول الساحلية وفى هضبة الدكن وعلى المدرجات الجبلية في القوس الجبلي الشمالي وفي مرتفعات الغات الشرقية والغربية. وتهتم الهند بتنمية الثروة الحيوانية عن طريق التوسع في زراعة الحشائش الغذائية الغنية بالعناصر العضوية والمعدنية مع الاهتمام بتحسين السلالات ومقاومة الأمراض بالعناية البيطرية المتطورة فضلاً عن إدخال سلالات جديدة لتحسن الإنتاج الحيوانى مع ملاءمة البيئات المحلية. هذا وقد تقدمت صناعة تعليب اللحوم ومستخرجات الألبان في المدن الكبيرة وهي تغطى احتياجات الاستهلاك المحلي .