أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30
1203
التاريخ: 2025-01-20
60
التاريخ: 11-10-2021
3784
التاريخ: 17-10-2014
2159
|
ستر الله على عبده
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر: 38، 41].
قال الشيخ الطبرسي : إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فلا يخفى عليه شيء مما يغيب عن الخلائق علمه إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أي : فلا تضمروا في أنفسكم ما يكرهه سبحانه ، فإنه عالم به .
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ أي : جعلكم معاشر الكفار أمة بعد أمة ، وقرن بعد قرن . وقيل : جعلكم خلائف القرون الماضية بأن أحدثكم بعدهم ، وأورثكم ما كان لهم . فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ أي : فعليه ضرر كفره ، وعقاب كفره . وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً أي : أشد البغض .
وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً أي : خسرانا وهلاكا .
قُلْ يا محمد أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ معناه : أخبروني أيها المشركون عن الأوثان الذين أشركتموهم مع اللّه في العبادة ، أروني ما ذا خلقوا من الأرض أي : بأي شيء أوجبتم لهم شركا مع اللّه تعالى في العبادة ، أبشيء خلقوه من الأرض . أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أي : شركة في خلقها . ثم ترك هذا النظم فقال : أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً أي : أم أنزلنا عليهم كتابا يصدق دعواهم فيما هم عليه من الشرك فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ أي : فهم على دلالات واضحات مِنْهُ أي : من ذلك الكتاب . أراد فإن جميع ذلك محال لا يمكنهم إقامة حجة ، ولا شبهة ، على شيء منه . وقيل : أم آتيناهم كتابا بأن اللّه لا يعذبهم على كفرهم ، فهم واثقون به بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً معناه : ليس شيء من ذلك ، لكن ليس يعد بعض الظالمين بعضا إلى غرورا ، لا حقيقة له يغرونهم ، يقال : غره يغره غرورا : إذا أطعمه فيما لا يطمع فيه .
ثم أخبر سبحانه عن عظم قدرته ، وسعة مملكته ، فقال : إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ معناه أنه يمسك السماوات من غير علاقة فوقها ، ولا عماد تحتها ، ويمسك الأرض كذلك أَنْ تَزُولا أي : لئلا تزولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ أي : وإن قدر أن تزولا عن مراكزهما ما أمسكهما أحد ، ولا يقدر على إمساكهما أحد مِنْ بَعْدِهِ أي : من بعد اللّه تعالى .
وقيل : من بعد زوالهما إِنَّهُ كانَ حَلِيماً أي : قادرا لا يعاجل بالعقوبة من استحقها غَفُوراً أي : ستارا للذنوب ، كثير الغفران « 1 ».
وقال الصادق أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه
وبين أربعين سنة ، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى ملائكته : أني قد عمرت عبدي عمرا ، فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره ، وصغيره وكبيره ».
وسئل الصادق عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} فقال : « توبيخ لابن ثماني عشرة سنة » « 2 » .
وروى ابن بابويه الحديث الأخير في ( الفقيه ) أيضا ، مرسلا عن الصادق عليه السّلام « 3 ».
________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 249 و 252 .
( 2 ) أمالي الصدوق : ص 40 ، ح 1 .
( 3 ) من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 118 ، ح 561 .
|
|
دون أهمية غذائية.. هذا ما تفعله المشروبات السكرية بالصحة
|
|
|
|
|
المنظمة العربية للطاقة تحذر من خطر.. وهذه الدولة تتميز بجودة نفطها
|
|
|
|
|
وفد أكاديمي يشيد بجهود مؤسسة الوافي في مجال التوثيق وحفظ التراث
|
|
|