أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-10
1765
التاريخ: 27-8-2022
1442
التاريخ: 11-1-2016
13504
التاريخ: 1-2-2016
12527
|
مقا- سدو : أصل واحد يدلّ على إهمال وذهاب على وجه. من ذلك السدو ، وهو ركوب الرأس في السير. ومنه-. {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة : 36] - أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى. قال الخليل : زدو الصبيان بالجوز إنّما هو السدو ، فان كان صحيحا فهو من الباب ، لأنّه يخلّيه من يده. ومن الباب أسدى النخل إذا استرخت تفاريقه ، وذلك يكون كالشيء المخلّى من اليد ، والواحدة من ذلك السدية. وكان أبو عمرو يقول : هو السداء ممدود ، الواحدة سداءة. والسدى : الندى ، يقال سديت ليلتنا إذا كثر نداها ، وهو من ذاك ، لأنّ السحاب يهمله ويهمل به. ومن الباب السدى ، وهو ما يصطنع من عرف ، يقال اسدى فلان معروفا ، ومن الباب تسدّى فلان أمته إذا أخذها من فوقها ، كأنّه رمى بنفسه عليها.
مصبا- السدى من الثوب خلاف اللحمة ، وهو ما يمدّ طولا في النسج ، والسداة أخصّ منه ، والتثنية سديان ، والجمع أسداء ، وأسديت الثوب : أقمت سداه. والسدى أيضا : ندى الليل ، وبه يعيش الزرع. وسديت الأرض فهي سدية من باب تعب : كثر سداها. وسدا الرجل سدوا من باب قال : مدّ يده نحو الشيء.
وسدا البعير سدوا : مدّ يده في السير. وأسديته : تركته سدى أي مهملا.
التهذيب 13/ 37- قال الليث : السدو : مدّ اليد نحو الشيء ، كما تسدو الإبل في سيرها بأيديها ، وكما يسدو الصبيان إذا لعبوا بالجوز فرموا بها في الحفرة.
وفلان يسدو كذا وكذا : أي ينحو نحوه. وقول اللّه تعالى-. { أَنْ يُتْرَكَ سُدًى } [القيامة : 36]. قال المفسّرون أي يترك غير مأمور ولا منهيّ. قلت : السدى المهمل. وعن أبي زيد : أسديت إبلي إسداء : أهملتها ، والاسم السدى. ويقال : تسدّى فلان الأمر : إذا علاه وقهره. وتسدّى فلان فلانا : أخذه من فوقه. وتسدّى الرجل جاريته : إذا علاها.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الحركة الى جانب من دون فكر وتدبير ونظم صحيح ، سواء كانت تلك الحركة مهملة بذاتها كما في اللعب بالجوز ، أو مهملة بانتفاء القصد الصحيح كما في الحركات المهملة الباطلة لغوا.
من ذلك الندى والبلّة النازلة في الليل ، فانّها غير منظّمة كمّا ولا كيفا ولا في الجريان. ومن ذلك مشي مخصوص في السير بغير رويّة ويعبّر عنه بقولهم- ركب على رأسه أو رأسه. ومن ذلك السدى وهو ما يمدّ من خيوط النسج طولا ، فهو في نفسه وقبل اللحمة مهمل.
فهذه القيود مأخوذة في المادّة ، ولا بدّ من ملاحظتها في موارد استعمالاتها ، ولا يصحّ اطلاق المادّة في مورد بدون رعاية القيود.
{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة : 36].
السدى أصله سدو أو سدو ، اسم مصدر من السدو ، وحال من ضمير الإنسان ، وهو في المعنى كالصفة ، فيقال : جئت ركضا.
و مصدر منكّر حالا يقع بكثرة كبغتة زبد طلع
أي : مباغتا.
يراد إنّ الإنسان لا يُترك وهو على حالة السدى ، أي أن يتحرّك ويعمل من دون فكر صحيح وتدبر وتعقّل في امور حياته ومبدئه ومنتهاه ، وهو لا يدري ما يفعل وما ذا يكسب والى أيّ مقصد يسير.
ولا يصحّ التفسير بالإهمال :
فاوّلا- أنّه خلاف الأصل في المادّة.
وثانيا- أنّ المشتغل بالأمور الدنيويّة وتدبير جريان حياته الدنيا : لا يقال عرفا إنّه مهمل ، ولو كان غير متوجّه الى المبدأ والمعاد.
وثالثا- إنّ المعنى المذكور أدقّ وأشمل للموارد المقصودة كلّها ، بل ويشمل كلّ فرد من مؤمن أو غيره ، ليس له في أموره محاسبة ولا مراقبة ولا برنامج صحيح منظّم في سلوكه الى اللّه تعالى.
والمراد من تركهم : إدامة تلك الحياة بأن تدوم حياتهم على حالة السدى ، فانّهم يعملون في جريان أمرهم على هذا المبنى ، وحسابهم (بمعنى الاختبار والدقّة- رسيدگى) هذا باطل : فانّ أساس وجودهم ليس فيه اقتضاء الدوام ، وهو مستحدث من مادّة ضعيفة محدودة ، فكيف يجوز لهم الغفلة عن تحوّل حالاتهم ومحدوديّة زمان برنامجهم وانقضائه. والى هذا المعنى أشار تعالى بقوله : {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة : 37 ، 38].
____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|