المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Sample lexical entries
2024-08-14
مشروعية موضوع المصنف المراد ترجمته من الواجبات الموضوعية.
30-5-2016
عبد الحسين بن محمد علي بن حسين الأعسم.
14-7-2016
Eicosanoids
26-2-2018
اصناف الفول الرومي (الباقلاء)
8-10-2020
الموظف سنموت في عهد حتشبسوت.
2024-04-06


تهذيب الشعائر الحسينية  
  
3948   12:36 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص664-667.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

[ الغناء] لا شك في حرمة استماعه مطلقا سواء في مجالس عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) و ذكر مراثيه أم‏ غيرها ، و نكتفي هنا بنقل ما ذكره صاحب شفاء الصدور في شرح زيارة عاشوراء فانّه قال : قام الاجماع من علمائنا على حرمة الغناء.

وروى في الكافي بسنده عن محمد بن مسلم انّ الامام الصادق (عليه السلام) قال : الغناء مما وعد اللّه عز و جل عليه النار و تلا هذه الآية : {مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان : 6] و فسّر لهو الحديث بالغناء ، و يمكن دعوى تواتر أخبار أهل البيت (عليهم السّلام) على هذا المعنى.

وتعريف الغناء (هو الصوت الذي يخرج لهوا سواء كان فيه ترجيع أم تقطيع للصوت أم موازنة) و صرح بهذا التعميم الشيخ الافقه الاكبر الشيخ جعفر في شرح القواعد ، و لا فرق في حرمة الغناء بين ما لو كان رثاء لسيد الشهداء (عليه السلام) أو لا ، على المشهور، و لا يشترط حسن الصوت و جودته بل الملاك هو الصوت الذي يلهو به أهل الطرب عند وجدهم ، و يطلق عليه التغني عرفا ، بايّ صورة كان و بأيّ شكل قرء ، فكل هذه الوجوه حرام و مدخلة الى النار.

 من المناسب هنا نقل كلام الشيخ الاجل الاعظم استاذ من تأخّر و تقدّم ، حجة الفرقة الناجية ، علامة الملّة الزاكية ، شيخنا الاستاذ الاكبر نور اللّه ضريحه المطهر الشيخ مرتضى الانصاري ، عن المكاسب في ردّ من زعم ان الغناء في المراثي يوجب كثرة البكاء و التفجع ، فقال رحمه اللّه : «اما كون الغناء معينا على البكاء و التفجع فهو ممنوع ، بناء على ما عرفت من كون الغناء هو الصوت اللهوي ، بل و على ظاهر تعريف المشهور من الترجيع المطرب لانّ الطرب الحاصل منه ان كان سرورا فهو مناف للتفجيع لا معين له ، و ان كان حزنا فهو على ما هو المركوز في النفس الحيوانية من فقد المشتهيات النفسانية لا على ما أصاب سادات الزمان مع انّه على تقدير الاعانة لا ينفع في جواز الشي‏ء كونه مقدمة لمستحب أو مباح ، بل لا بد من‏ ملاحظة عموم دليل الحرمة له.

ثم انّه يظهر من هذا و ما ذكر اخيرا من أنّ المراثي ليس فيها طرب ، انّ نظره الى المراثي المتعارفة لأهل الديانة التي لا يقصدونها الّا للتفجع ، و كأنّه لم يحدث في عصره المراثي التي يكتفي بها أهل اللهو و المترفون من الرجال و النساء بها عن حضور مجالس اللهو و ضرب العود و الاوتاد و التغني بالقصب و المزمار كما هو الشائع في زماننا الذي قد أخبر النبي (صلى الله عليه واله) بنظيره في قوله «يتخذون القرآن مزامير».

كما انّ زيارة سيدنا و مولانا ابي عبد اللّه (عليه السلام) صار سفرها من أسفار اللهو و النزاهة لكثير من المترفين.

و قد أخبر النبي (صلى الله عليه واله) بنظيره في سفر الحج «و انّه يحج أغنياء امتي للنزهة و الاوسط للتجارة و الفقراء للسمعة» و كان كلامه (صلى الله عليه واله) كالكتاب العزيز واردا في مورده و جاريا في نظيره.

انتهى ما اردناه من مكاسب الشيخ قدس اللّه نفسه و روّح رمسه‏ و لما كان الناس العالم متهم و الجاهل يجرون كلام هذا الشيخ المعظم مجرى النصوص، لا بأس ان يجعلوا كلامه نصب أعينهم و يعملوا به و لا يتركوه ، و من اعظم المصائب على الاسلام التي لا يلام المؤمن الغيور لو مات أسفا بسببها ، انّ أهل اللهو و الطرب يذكرون اسماء أهل البيت (عليهم السّلام) الذين ذكرهم اللّه تعالى في القرآن بالعظمة ، مع آلات اللهو و اللعب كاسم زينب و سكينة (عليهما السّلام) و يجرون اسماءهم مجرى الاسماء التي تذكر في الاغاني و المثاني كسلمى و ليلى ، فيقيمون بزعمهم مجلس عزاء لسيد الشهداء لكن بطريقة بني أميّة و بني مروان ، مجالس محفوفة بالبهجة و الطرب و التنعم و التغنّي و لو تأمّل متأمل لرأى انّ هذا العمل فسق بل كفر و الحاد (نعوذ باللّه من الخذلان و غلبة الهوى و مكيدة الشيطان).

وذكرت نصيحة بالغة و موعظة جامعة في مقدمة كتاب «الاربعين الحسينية» لا يخلو ايرادها عن فائدة ، قال ما مضمونه : ليعلم الشيعة الاثنا عشرية انّه ليس لهم شعائر اكثر شيوعا من اقامة العزاء لسيد الشهداء (عليه السلام) و البكاء عليه بل قد اندرست اكثر الآثار و السنن و الآداب الشرعية و هجرت الّا التوسل بسيد الشهداء (عليه السلام) فهذه المجالس بحمد اللّه تترقى و تتكامل يوما فيوم.

فالجدير حفظ حدود و ضوابط هذا العمل المهم بحيث لا يخرج عن حد قواعد الشرع الاقدس و ضوابطه و لا يدع مجالا لأهل العناد و الخلاف للاعتراض و الطعن و لا سيما في زماننا هذا الذي اختلط فيه أهل المذاهب و تعاشر بعضهم ببعض و قد ذكرت وقعة الطف و مقتل سيد الشهداء (عليه السلام) في اكثر كتب التاريخ فلا بد من التحرز عن ذكر الامور المبتدعة في مجالس العزاء و ترك المنهيات الشرعية كالرثاء المطرب مع ضرب المزامير و الطبول و عسى ان يكون الطرب في هذه المجالس اكثر منه في مجالس اللهو و اللعب.

وقد ذكر وصف هؤلاء القوم في الحديث انّهم : يطلبون الدنيا بأعمال الآخرة ، و من المعلوم انّ هذه الافعال تسبب الحرمان من عظيم الاجر و الثواب و الشيطان لا يغفل عن الاغواء في هذا المجال لانّه عدوّ الانسان و يريد افساد الاعمال التي تنفع الانسان اكثر من غيرها ، كالتوسل بسيد الشهداء (عليه السلام) الذي يسبب الفوز و النجاة من النار بحسب الاخبار و الروايات..

وتتجه انظار الجهال و طلبة الدنيا الى كل ذي منفعة دنيوية فحتى ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السّلام) أصبح اليوم وسيلة لتحصيل المعاش و التكسب ، و لم تلحظ جهة العبودية فيه غالبا ، و بلغ الامر الى حدّ بحيث تذكر الاكاذيب الصريحة في مجامع العلماء دون أن ينهى عن المنكر و يتجاوز البعض من الخطباء حدّه و يختلق الحكايات المبكية و يزعم دخوله في «من أبكى فله الجنة».

ويتداول هذا الكلام الكاذب و هذه الحكايات المختلقة لفترة زمينه حتى يشيع و يذكر في التأليف الجديدة و كلما منع من ذكر هذه الاكاذيب محدّث مطلع امين نسبوه الى كتاب مطبوع أو كلام مسموع أو تمسكا بقاعدة التسامح في أدلة السنن و ذلك يؤدي الى ذم و لوم الاقوام الاخرى من سائر المذاهب كالوقائع المعروفة المتداولة في الكتب الجديدة التي لا أثر لها لدى أهل العلم و الحديث كعرس القاسم في كربلاء الذي ذكر في كتاب روضة الشهداء للفاضل الكاشفي ، و نقل عنه الشيخ الطريحي الذي هو من المعتمدين و العلماء ، لكن توجد مسامحات كثيرة في كتابه المنتخب ، كما لا يخفى على أهل البصيرة و الاطلاع.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.