المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ABSOLUTE FIELD OF VIEW
10-11-2020
تاريخ الفصل بين وظيفتي الاتهام والتحقيق في التشريع العراقي
15-5-2017
ابن الطفيل
7-8-2016
صلاة الوصية
7-2-2017
حرارة الهدرتة (التَّمَوُّه) heat of hydration
31-12-2019
طريقة الوصول إلى جزيرة بوهول
25-5-2018


قواعد ادارة الخلاف / فهم الطرف الآخر  
  
45   07:53 صباحاً   التاريخ: 2025-01-06
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 14 ــ 15
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الخلاف في حياتنا مشكلة واقعية، لا يمكن ان نهرب من حقيقته ببعض الكلمات الطيبة، فالحقيقة ان الخلاف يعد من اعقد المشاكل التي تعاصر البشرية، منذ اول يوم ظهر نبينا آدم (عليه السلام)، وحتى هذه اللحظة، فلا مهرب منه ابداً، هذا لا يعني ان نستسلم له خاضعين منكسي رؤوسنا لا نملك حولاً ولا قدرة!

ان ادارة الحوار بشكل رصين واسلوب ذكي خطوة في غاية الاهمية، فاغلب مشاكلنا تأتي من الضعف الاداري، اذ لا نتمكن من ادارة المشكلة او الخلاف، ولا نملك قاعدة مسبقة نتعامل على ضوئها تجاه اي مشكلة تطرأ علينا، ولعل بعضنا لم يفكر في ذلك اطلاقاً، والبعض الآخر لم يسمع يوماً شيئاً اسمه قواعد ادارة المشكلة او الخلاف، لأسباب عدة لا يمكننا حصرها الان، لكن دعونا نتعرف على تلك القواعد الرئيسة في ادارة الخلاف.

ـ فهم الطرف الآخر

عندما تحدث المشكلة بينك وبين شخص آخر، عليك ان تفهم الشخص المقابل فهماً دقيقاً صحيحاً، فاذا عرفت حاله وشخصيته استطعت ان تتفاعل معه وفق ما يريد على قدر ما، وبذلك تسحب ما تريد وتخرج بالنتيجة التي تنفعك، فلا ريب في حصول النتيجة المذهلة، اذا عرفنا كل شخصية وعرفنا مدى قناعتها بالمحيط الخارجي من الناس اجمعين، استطعنا ان ندرك جيداً كيف نتعامل معها، ونتخلص منها دون حدوث الخلاف او وقوع المشكلة، فاذا عرفنا ان الطرف الآخر متوتر المزاج نقف ولا نتحرك بكلمة حتى ينتهي من حديثه وانفعاله؛ لأن المتوتر تصدر منه سهام نحوك فاذا بادرته بنفس المزاج خرجت منك سهام واصطدمت بسهامه، وفي منطقة الوسط سيحصل الخلاف بينما اذا سكتَّ فان سهامك ستقف دون الوصول اليه، وبذلك ستمتص غضبه وتوتره بطريقتك، وتنتهي المشكلة بكل سهولة، لكن عليك ان تتدرب وتتمرن على هذه الطريقة جيداً، فقد وجدت الكثير من المشاكل والخلافات تحدث نتيجة عدم فهم الآخر، والوقوع في شبكة التوتر، فقلما تجد مشكلة تقع بين انسان يتسم بالهدوء وآخر يتسم بالتوتر؛ لان الهادئ يسحب غضب المتوتر ويحاول ان يكون أكثر حنكة في ادارة الخلاف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.