المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مكانة الزهراء عند ابيها
16-12-2014
معنى كلمة كود‌
14-12-2015
النداءات الإلهية
2023-09-16
الجزاءات الفاسخة التي تستخدمها الادارة
11-4-2017
مكثف condenser
19-6-2018
الشطة السوداني
21-3-2016


قواعد ادارة الخلاف / تقدير سبب الخلاف  
  
44   07:52 صباحاً   التاريخ: 2025-01-06
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 12 ــ 14
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2021 2827
التاريخ: 7-3-2022 4649
التاريخ: 14-9-2019 1992
التاريخ: 28-7-2022 1620

الخلاف في حياتنا مشكلة واقعية، لا يمكن ان نهرب من حقيقته ببعض الكلمات الطيبة، فالحقيقة ان الخلاف يعد من اعقد المشاكل التي تعاصر البشرية، منذ اول يوم ظهر نبينا آدم (عليه السلام)، وحتى هذه اللحظة، فلا مهرب منه ابداً، هذا لا يعني ان نستسلم له خاضعين منكسي رؤوسنا لا نملك حولاً ولا قدرة!

ان ادارة الحوار بشكل رصين واسلوب ذكي خطوة في غاية الاهمية، فاغلب مشاكلنا تأتي من الضعف الاداري، اذ لا نتمكن من ادارة المشكلة او الخلاف، ولا نملك قاعدة مسبقة نتعامل على ضوئها تجاه اي مشكلة تطرأ علينا، ولعل بعضنا لم يفكر في ذلك اطلاقاً، والبعض الآخر لم يسمع يوماً شيئاً اسمه قواعد ادارة المشكلة او الخلاف، لأسباب عدة لا يمكننا حصرها الان، لكن دعونا نتعرف على تلك القواعد الرئيسة في ادارة الخلاف.

ـ تقدير سبب الخلاف

القضايا التي تنشأ بسببها الخلافات كثيرة، تتنوع حسب القضايا أهمية وتميزاً، فالخطوة الثانية التي يطلبها الفن الاداري للخلاف، ان نُقيم سبب المشكلة ونتأمله، هل السبب كفيل بأن يجعلني مختلفاً مع زيد ام لا؟ فتشخيص السبب المرحلة الأولى، وتقديره من حيث الاهمية والقيمة، شيء ثانٍ ومهم في نفس الوقت، فان قيمة السبب لها التأثير في رسم حجم المشكلة، وكثيراً ما نسمع من بعض الاجداد او الاشخاص الذين يتمتعون بالخبرة الكافية في الحياة كلمات نحو: (بني هل السبب يتطلب هذا الخلاف الحاد بينك وبين صديقك؟) وغيرها من الكلمات، فان بعض الخلافات التي تنشأ، تقوم على سبب بسيط غير مهم، كأن يُسمعه كلمة قبيحة، أو شتم شخصية معجب بها، وغيرها، فمثل هذه الاسباب لا تستحق ان يقام عليها الخلاف بين الطرفين، فلو ادرك جيداً كل طرف سبب الخلاف، وتركوا التعصب جانباً لما حصل بينهم الخلاف او زرعت بينهم المشكلة، فان تفاهة الاسباب لا تقوي المواقف وتجعلها في أزمة حادة، الا ان الكثير لا ينظرون الى المواقف واسبابها، بل الى المزاجية وكيف اتناوله وأُنزل من قيمته او آخذ حقه وهو لا يعلم، او أتكلم عليه بالغيب، وهكذا تستمر حلقة الاسباب، دون ان نجد سبباً معتداً به يجعل كلاً من الطرفين له الحق في ترك أحدهم الآخر، وكم اعرف اشخاصاً لأجل مزاح هزيل تركوا خيراً كثيراً بل وقعوا في محرمات جسام، أفهل يعقل ان يترك شخص والده سنوات! دون ان يكلمه كلمة واحدة بسبب اتهامه بالكذب يوماً ما؟ لعل الاب توهم او نُقلت اليه المعلومة في الخطأ، او لم يكن قاصداً او لم يكن في وعيه التام، قد يكون متوتراً أو منزعجاً المت به مصائب الدنيا، فسنوات انت في رعاية والدك واهلك ومن صغرك الى ان شاب رأسك، وهم يكنون لك الحب والود وفي ظرف تتركهم ولا تكلمهم، ما هكذا المعروف!

وليس من المعقول ان تصبح المشاكل من أعقد مفاصل الحياة التي نعيشها، وهي قائمة على اسباب تافهة! فلا أقل ان ننتبه لكل مشكلة، او خلاف يحدث ونتأمل جيداً في اسبابه، رغم بساطة هذه الكلمات التي انسجها امامك، الا ان الأمر ليس سهلاً كما تتصور وليس صعباً كما كنت تتصور، فخذ الحالة الوسطى تسر سليماً صحيحاً، فان قلت لك ان التطرف في هذه المواضيع لا فائدة فيه ابداً، فلا تتعجب، ولم يكن ثمة فرق بين الانسان المندفع نحو المشاكل وبين من لا يجيد التعامل مع الخلاف فكل واحد منهما سوف يقع اسيراً للخلافات، فقدر الخلاف ومن ثم أعطِ مدى كبر الخلاف او صغره. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.