أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-30
245
التاريخ: 2024-06-02
886
التاريخ: 2024-08-07
608
التاريخ: 2024-04-01
887
|
حَكَمَ «شيشنق» على حسب ما جاء في «مانيتون» إحدى وعشرين سنة (راجع Unger Chronologie des Manetho p. 232. Variants Sesonchusis, Senechosis, Sesochons, M. Wiedemann, Aegyp. Gesch. p. 548 note 2.)، وقد وحَّد «فيدمان» هذا الملك بالملك المسمى «سوساكوس Sousakos» الذي ذكره «جوسيفس»، وبالملك الذي ذكره «أبو الفرج» باسم «شساكوس» (1).
وأحدَثُ تاريخٍ عُثر عليه لهذا الملك على الآثار هو السنة الواحدة والعشرون والرابعة والعشرون (راجع Rec. Trav. XX. p. 12–21).
والظاهر أن حكم «شيشنق» كان معاصرًا بضع سنين لحكم آخِر فراعنة «تانيس»، وهو على حسب رأي «جوتييه» «بسوسنس الثالث» (راجع Rec. Trav. XXVII. p. 76 et Ibid XXV. p. 144).
وتاريخ تولية «شيشنق» الملك لا يمكن معرفته على وجه التأكيد، ولكنه لا بد قد وقع بعد عام 945ق.م.
وقد كَشَفَتْ لنا اللوحة التي دوَّن عليها «حور باسن» تاريخ أحد عجول أبيس عن تاريخ أسرة «شيشنق» ورسوخ قدمها في مصر منذ زمن طويل، وقد عرفنا منها ومن غيرها من النقوش ما كان لهذه الأسرة اللوبية من نفوذ في أنحاء البلاد، وبخاصة من الوجهة الحربية والوجهة الدينية.
وقد رأينا فيما سبق (في الجزء الثامن من مصر القديمة) أن «شيشنق» أمير «أهناسيا المدينة» قد دفن ابنه «نمروت» في معبد «العرابة»، وأنه لجأ إلى قرار الوحي الإلهي عندما اعتُدِيَ على هذا القبر، كما كان يفعل المصريون القدامى في كل عصور تاريخهم، ومع ذلك نجد أن هؤلاء «المشوش» أو اللوبيين كانوا يحتفظون بأسمائهم اللوبية، وكذلك كانوا يحتفظون بعادة وضع ريشتين في شَعرهم المستعار وهي عادة لوبية. ولا غرابة في ذلك فقد كان يُطلَق عليهم القوم الذين يلبسون الريشتين.
وتدل ظواهر الأمور على أن أسرة «شيشنق» كان لها شأن خاص إذا ما قُرنت بالأسر اللوبية الأخرى المنتشرة في أنحاء البلاد؛ فقد كانوا أصحاب النفوذ والسلطان في «أهناسيا المدينة» منذ زمن بعيد؛ إذ إن جدهم «ماواساتا» كان يعمل في بادئ الأمر بوصفه الكاهن والد الإله في هذه المدينة، وعلى الرغم من أن أخلافه كانوا يحملون نفس هذا اللقب فإنَّا نجد فيما بعد أنهم قد أصبحوا ذوي نفوذ في هذه المقاطعة وكذلك في مصر الوسطى، فنجد أن «شيشنق» قد أفلح في بسط سلطانه الحربي بوصفه الرئيس الأعلى الحربي لهذه المستعمرة اللوبية التي كان مقرها «أهناسيا المدينة»، وكان كما ذكرنا من قبل يحمل بجانب هذا اللقب الوراثي (الرئيس الأعظم لقَوْمِ «مي») وهو اللقب الذي كان يحمله ابنه (نمروت) و«شيشنق» نفسه قبل توليته عرش الملك. وقد ذكر لنا «مانيتون» أن هذه الأسرة من أصل بوباسطي لا من أصل أهناسي، وتدل الأحوال على أن ابن «نمروت» قد أفلح في بسط نفوذه في أواخر عهد آخر ملك في «تانيس» حتى مدينة «بوباسطة»؛ وذلك لأنه قد عثر في أثناء الحفائر التي قامت في تلك الجهة على قاعدة تمثال كُتب عليها (الرئيس العظيم لقوم «مي» «شيشنق»). وهذا الأثر يدل على أنه قد عُمِلَ قبل تولي هذا العاهل ملك مصر. وبدهي أن هذا الفرعون لم يَعْتَلِ عرش الملك إلا بعد موت الملك بسوسنس آخر ملوك الأسرة الواحدة والعشرين، وليس لدينا أي دليل على أن شيشنق قد اغتصب الملك قسرًا، أو ما يشير إلى قيام أي ثورة للاستيلاء على العرش، بل على العكس نرى أن هذا الفرعون كان يمجد آثار من سبقه من ملوك الأسرة الواحدة والعشرين، والظاهر أنه قد عمل على أن تكون توليته الملك بصفة شرعية، ويدل على ذلك أنه زوَّج ابنه أوسركون الذي أصبح فيما بعد الفرعون أوسركون الأول من ابنة الملك «بسوسنس» التي تُدْعى ماعت كارع.
هذا في الوجه البحري، أما في طيبة عاصمة الملك الدينية فتدل الظواهر على أن «شيشنق» لم يمد سلطانه على الوجه القبلي و«طيبة» كما حدث في شمالي البلاد، حقًّا إن كهنة آمون لم يكن في مقدورهم تجاهل حادث تولية شيشنق عرش الملك الذي أُعلن في كل أنحاء البلاد، والظاهر أنهم لم يعترفوا بلقب الملك له في الحال، كما يدل على ذلك نقش وجد على قطعة حجر بالكرنك نقش على أحد وجهيها التاريخ التالي: «السنة الثانية من عهد الرئيس العظيم لقوم مي شيشنق.» وعلى الوجه الآخر نجد نقشًا مؤرَّخًا بالسنة الثالثة عشرة من عهد الملك شيشنق محبوب آمون (راجع Rec. Trav. 22 p. 54 note 4).
ويظن بعض المؤرخين بحق أن تولية شيشنق ملكًا على البلاد وتنصيب ابنه أوبوت كاهنًا أكبر على طيبة قد أحفظ معظم كهنة آمون وجعلهم يتركون البلاد ويلجئون إلى أعالي بلاد النوبة في إقليم «نباتا» القريبة من الشلال الرابع، ومن هؤلاء الكهنة كان أصل ملوك أثيوبيا الذين فتحوا البلاد المصرية، وأسسوا فيها الأسرة الخامسة والعشرين كما سنرى بعد.
ولا غرابة في ذلك؛ فقد كان كهنة آمون هم المسيطرون على شئون الوجه القبلي خلال الأسرة الواحدة والعشرين، وكانوا يُعَدُّون بمثابة ملوك لهذا الجزء من البلاد كما تحدثنا عن ذلك من قبل، فكان غضب بعضهم وتركه للبلاد أمرًا لا يدعو للدهشة.
وأقدمُ أثر لدينا يدل على تولية أوبوت وظيفة الكاهن الأكبر في «طيبة» من قبل والده شيشنق يرجع إلى السنة الخامسة من عهد هذا الفرعون؛ فقد عُثر باسمه واسم والده على لفافة من نسيج الكتان مهداة إلى الكاهن الثاني زد بتاحف عنخ الذي كان يلقب ابن الملك لرعمسيس، وقد وجدت لفائف أخرى مؤرخة بالسنة الحادية عشرة والسنة العاشرة.
..................................................
1- وقد اختُلف في نطق اسم «شيشنق»؛ فبعضهم ينطقه «شوشنق» وقد كُتب بالمصرية «شيشق» (راجع في هذا الموضوع (J-Simons. Egyptian Topographical Lists p. 88). وإنه لمن الصعب القول بأن أسرة «شيشنق» ترجع إلى أصل بابلي، غير أن الأثري «مونتيه» قد قرر ذلك دون أن يفسر لنا السبب الذي دعاه إلى اتخاذ هذا الرأي تفسيرًا شافيًا. وعلى أية حال، فإن هؤلاء الأمراء اللوبيين قد تمصَّروا بمرور الزمن. أما موضوع وجود أسطوانات بابلية في مقابر «شيشنق حقا خبر رع» والأمير «حورنخت» ابن «أوسركون» الثاني فيمكن أن تكون دليلًا يَعْضُدُ فكرة أن هذه الأسرة من أصل شرقي، وقد كان في الإمكان أن نضيف إلى ذلك عادة وجود الضحايا الإنسانية التي تبرهن على وجودها الهياكل الإنسانية في الرمال موضوعة على سرير مثلث من اللبنات بجوار المقابر الملكية إذا لم يكن أقرب هذه المقابر الملكية من هذه الدفنات هو قبر الملك «بسوسنس» الذي لم يكن من أسرة «شيشنق»، وكذلك إذا لم يكن قرب آسيا كافيًا لتفسير هذه العلاقات الدالة على تأثير عاداتها في مصر (راجع Chronique D’Egypte p. 47 1949).
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|