يوجد كذلك العديد من الشواطئ الصخرية حول العالم والتي تتكون من الصخور الصلبة فالشواطئ التي تتكون من الصخور الصلبة تسمى بالسواحل الصخرية ويمكننا تمييز أربع مناطق تبرز فيها الحياة في هذه الشواطئ وهذه المناطق هي الجزء العلوي من منطقة المد وكذلك الجزء الأوسط من منطقة المد والجزء السفلى ومنطقة أسفل الجزر.

أ ـ فالجزء العلوي من منطقة المد يكون مكانا رطبا حيث يسمى بمنطقة رزاز الأمواج حيث تحصل هذه المنطقة على رطوبتها من رزاز مياه الأمواج المحطمة وهذه الصخور الرطبة توفر بيئة ملائمة لنمو الطحالب الخضراء المزرقة والتي تكون غطاء رقيق على الصخور حيث تقوم هذه الطحالب بعملية البناء الضوئي وعندما تموت فأنها تتحلل وتصبغ الصخور باللون الأسود الشبيه ببقع انسكاب زيت البترول وهناك بعض الرخويات التي تتغذى على هذه الطحالب حيث تقوم بكشطها من على الصخور والتهامها.

ب ـ اما في الجزء الأوسط من منطقة المد والتي يتواجد فيها برانقيل الصخر وبلح البحر والأعشاب البحرية حيث تتواجد هذه الأنواع ملتصقة بالصخور بقوة شديدة لكي لا تستطيع الأمواج انتزاعها من مكانها وعند حلول المد فان هذه الكائنات تغطى بالماء حيث تقوم حينها بترشيح المياه للتغذية فهي كائنات ترشيحية التغذية على الهوام والفتات العضوي عن طريق التحريك المستمر والمنتظم لأهدابها الريشية الشكل مما ينتج عنه تيار مائي متصل داخل إلى الأصداف البحرية للحصول على الغذاء وعند حلول الجذر فان المحار والبرانقيل تكون معرضة للهواء لعدة ساعات لذلك فهي تكون معرضة لفقد الماء والجفاف لذا فهي تغلق أصدافها بأحكام لمنع البخر وتجنب الجفاف ، كما أن الصدفة القوية البرانقيل الصخر تحميه كذلك من المفترسات ومع ذلك فان احد القواقع البحرية (Nucelli lapillus) يستطيع حفر الثقوب في صدفة البرانقيل لكي يأكله عن طريق إفراز مركب حمضي من غدته القدمية والتي تضعف صدفة البرانقيل قبل أن يبدأ هذا القوقع الحفر في الصدفة عن طريق استخدام رادي ولاته ، اما تحت منطقة تواجد البرانقيل تتواجد الأعشاب البحرية وأعداد كبيرة من بلح البحر حيث يلتصق بلح البحر بالصخور بواسطة خيوط ليفية ليمنع نفسه من الانجراف بفعل الأمواج وبلح البحر ترشيحي التغذية كذلك مثل البرانقيل ومجموعة بلح البحر تقوم بجذب العديد من المفترسات إلى هذه المنطقة مثل القواقع الثاقبة لصدفة البرانقيل والتي تتغذى كذلك على بلح البحر وكذلك نجم البحر الذي يتغذى على أعداد كبيرة من بلح البحر وكذلك السمكة السوداء (Tautoga amities) والتي لها أسنان أمامية قوية متحورة تمكنها من تكسير الأصداف والتهام ما بداخلها وكذلك فان الطحالب البنية المسماة بأعشاب الصخر (focus) أيضا تعيش في منطقة وسط المد وعندما ينخفض المد فان مجموعة كبيرة من أعشاب الصخر يمكن أن تلقاها ملتصقة بالصخور عن طريق أقدامها الماسكة (holdfast (pad) حيث توفر هذه الأعشاب الحماية للعديد من الكائنات التي تعيش على وبين الصخور مثل القواقع والسرطانات الصغيرة والديدان وعندما يعلو المد فان أعشاب الصخر تطفـو قـرب السطح بفعل أكياسها الهوائية .

ج - الجزء السفلي من منطقة المد (lower intertidal zone) حيث تكثر في هذه المنطقة وجود الطحالب وخاصة الطحالب الحمراء التي تكسو الصخور وكذلك فانه عند انخفاض المد فانه يترك وراءه بعض الحفر الصغيرة الممتلئة بالماء والتي تسمى بالحفر المدينة والتي تكون بيئة مناسبة للعديد من الطحالب واللافقاريات مثل القواقع والسرطانات وكذلك الأسماك الصغيرة.

د- منطقة أسفل الجزر (subtidal zone) :توجد تحت منطقة أقصى جزر حيث تكون مغطاة دوما بالمياه دائما لذا فان أفضل طريقة لمتابعة الحياة في هذه المنطقة تكون البحر الملتصق عن طريق الغوص الأنبوبي حيث يمكنك ملاحظة قنفد البحر والقواقع التي تتغذى على الطحالب وكذلك نجم بالصخور حيث يتحكم في حركته علو او انخفاض مياه المد فعندما ترتفع المياه يتحرك نجم البحرمن منطقة أسفل الجزر إلى منطقة المد ليتغذى على المحار وبلح البحر وكذلك يتواجد تنوع من سمكة المهرج وكذلك السرطانات و جراد البحر المختبئة بين شقوق الصخور حيث يخرج جراد البحر من أماكن اختبائه إلى الماء ليتغذى، وكذلك فان العديد من الأسماك القادمة من المياه العميقة تأتي إلى هذه المنطقة لتتغذى على الوفرة من اللافقاريات الموجودة في هذه المنطقة .

كما في الشكل ( 1ــ 41) .