أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
1731
التاريخ: 27-11-2015
2094
التاريخ: 29-11-2015
1914
التاريخ: 23-09-2014
2249
|
قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} غل [1] اليد كناية عن البخل وبسطها عن الجود.
والقمي قال قالوا قد فرغ الله من الأمر لا يحدث الله غير ما قدره في التقدير الأول فرد الله عليهم فقال {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ينفق كيف يشاء أي يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البداء والمشيئة.
وفي التوحيد عن الصادق ( عليه السلام ) في هذه الآية لم يعنوا أنه هكذا ولكنهم قالوا قد فرغ الله من الأمر فلا يزيد ولا ينقص قال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} ألم تسمع الله تعالى يقول { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].
وفي العيون عن الرضا ( عليه السلام ) في كلام له في إثبات البداء مع سليمان المروزي وقد كان ينكره فقال أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب قال أعوذ بالله من ذلك وما قالت اليهود قال قالت اليهود يد الله مغلولة يعنون إن الله قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئا الحديث .
والعياشي عن الصادق ( عليه السلام ) يعنون أنه قد فرغ مما هو كان {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا} بما قالوا دعاء عليهم {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} تثنية [2] اليد إشارة إلى تقابل أسمائه سبحانه وكناية عن غاية الجود فإن الجواد في الغاية إنما يعطي بيديه جميعا {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } على ما تقتضيه الحكمة والصلاح {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا} وكفرا على طغيانهم وكفرهم كما يزداد المريض مرضا من تناول غذاء الأصحاء.
{وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} فكلماتهم مختلفة وقلوبهم شتى فلا يقع بينهم موافقة [3]{ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} كلما أرادوا محاربة غلبوا قيل كانوا في أشد بأس وأمنع دار حتى أن قريشا كانت تعتضد بهم وكان الأوس والخزرج تتكثر بمظاهرتهم فذلوا وقهروا وقتل النبي بني قريظة وأجلى بني النضير وغلب على خيبر وفدك واستأصل الله شأفتهم [4] حتى إن اليوم تجد اليهود في كل بلدة أذل الناس ويسعون في الأرض فسادا للفساد بمخالفة أمر الله والاجتهاد في محو ذكر الرسول من كتبهم قيل لما خالفوا حكم التوراة سلط الله عليهم بخت نصر ثم أفسدوا فسلط الله عليهم فطرس الرومي ثم أفسدوا فسلط الله عليهم المجوس ثم أفسدوا فسلط الله عليهم المسلمين والله لا يحب المفسدين فلا يجازيهم إلا شرا .
[1] غل فلانا من باب منع ادخل عليه الغل وهو معروف والمصدر غل بفتح الفاء أو غلول كقعود .
[2] ويمكن أن يكون المراد النعمة ويكون الوجه في تثنية النعمة انه أراد نعم الدنيا ونعم الآخرة لان الكل وان كانت نعم الله فمن حيث أخص كل منهما بصفة تخالف صفة الآخر كأنهما جنسان ويمكن أن يكون تثنية النعمة انه أريد بهما النعم الظاهرة والباطنة كما قال الله وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وقيل إن المراد باليد القوة والقدرة عن الحسن ومعناه قوتاه بالثواب والعقاب مبسوطتان بخلاف قول اليهود ان يده مقبوضة عن عذابنا .
[3] وفي هذا دلالة معجزة لان الله أخبرهم فوافق خبره المخبر فقد كانت اليهود أشد أهل الحجاز بأسا وامنعهم داراإلى آخر ما ذكره في مجمع البيان وأورد خلاصته في هذا الكتاب .
[4] الشأفة قرحة تخرج في أصل القدم فيكوى فتذهب وإذا قطعت مات صاحبها والأصل واستأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه ازاله من أصله .
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|