المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اشتراط بقاء عين النصاب طول الحول‌ في وجوب الزكاة
بيننا وبين القدماء في وصف بعض الأصوات (القدماء والأصوات)
25-11-2018
مصيبة يوم عاشوراء
8-04-2015
الزراعة في بولندا
2024-09-03
Summarizing Sections
2024-09-30
ابن نباتة المصري
26-1-2016


صفة النبي في خلقه وحليته  
  
3954   04:18 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص315-318
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

قد جاءت صفته هذه في كلام أم معبد وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأنس بن مالك وهند بن أبي هالة وفي كلامهم مع ذلك صفة بعض أخلاقه وأفعاله ولم نفصل بين الأمرين ليتبع الكلام بعضه بعضا ولا يكون مبتورا.

وصفته أم معبد الخزاعية حين مر عليها في هجرته إلى المدينة كما يأتي حين قال لها زوجها صفيه لي .

فقالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم  في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل  احور اكحل أزج اقرن شديد سواد الشعر في عنقه سطع وفي لحيته كثاثة إذا صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البها وكان منطقه خرزات نظم يتحدرن اجهر الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو انضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدا له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وان أمر تبادروا إلى امره محفود محشود لا عابس ولا مفند  .

وقيل لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) كيف لم يصف أحد النبي (صلى الله عليه وآله ) كما وصفته أم معبد قال لأن النساء يصفن الرجال بأهوائهن فيجدن في صفاتهن . ووصفه (صلى الله عليه وآله) علي أمير المؤمنين (عليه السلام) روى ذلك ابن سعد في الطبقات بعدة روايات بينها بعض التفاوت والاختلاف في الألفاظ وكانه وصفه عدة مرار ونحن نجمع بينها ونذكر حاصلها قال (عليه السلام) : كان (صلى الله عليه واله) أبيض اللون مشربا حمرة أدعج العين سبط الشعر أسوده وفي رواية لم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا كث اللحية  سهل الخد صلت الجبين ذا وفرة دقيق المسربة وفي رواية طويل المسربة كان عنقه إبريق فضة  له شعر من لبته إلى سرته يجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره شثن الكف والقدم إذا مشى كأنما ينحدر من صبب وإذا مشى كأنما ينقلع من صخر.

وفي رواية إذا مشى تقلع كأنما ينحدر من صبب أو كأنما يمشي في صبب وفي أخرى إذا مشى تكفا كأنما يمشي في صعد وفي رواية تكفا تكفؤا كأنما ينحط من صبب إذا التفت التفت جميعا كان عرقه في وجهه اللؤلؤ ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر إذا جاء مع القوم غمرهم ليس بالقصير ولا بالطويل وفي رواية كان ربعة من القوم وفي رواية ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة وفي أخرى وهو إلى الطول أقرب .

ولا بالعاجز ولا اللئيم لم أر قبله ولا بعده مثله تدوير اجرد أجود الناس كفا واجرأ الناس قلبا وأوسع الناس صدرا واصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه  يقول باغته أو ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه واله) (اه‍ ).

ومما وصفه به بوابه انس بن مالك فيما رواه ابن سعد في الطبقات فقال : ليس بالأبيض الأمهق  ولا بالآدم وفي رواية كان أسمر وهو ينافي الروايات الكثيرة القائلة إنه كان أبيض مشربا بحمرة : وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من ريحه كثير العرق .

وسئل سعد بن أبي وقاص كما في طبقات ابن سعد هل خضب رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لا كان شيبه في عنفقته وناصيته ولو أشاء أعدها لعددتها .

وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن الحسن بن علي (عليه السلام) انه سأل خاله هند بن أبي هالة التميمي عن حلية رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان وصافا فقال : كان رسول الله (صلى الله عليه واله) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر  ان انفرقت عقيصته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن .

بينهما عرق يدره الغضب اقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم  كث اللحية ضليع الفم  مفلج الأسنان دقيق المسربة كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك  سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب  شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف خمصان الأخمصين  مسيح القدمين ينبو عنهما الماء  إذا زال زال قلعا  يخطو تكفؤا  ويمشي هونا  ذريع المشية  خافض الصوت نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء  جل نظره الملاحظة  يسبق من لقيه بالسلام ويبدر أصحابه بالمصافحة دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير دمثا ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وان دقت لا يذم ذواقا  ولا يمدحه لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد  ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث يضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى وإذا غضب اعرض وأشاح  وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام (اه‍) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.