أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2017
3341
التاريخ: 30-3-2017
3056
التاريخ: 2-4-2017
3355
التاريخ: 2-4-2017
4471
|
1 - لقد اهتم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالعقل أشدّ الاهتمام ، فعرّفه وبيّن وظيفته ودوره في الحياة : على مستوى التكليف والمسؤولية ، وعلى مستوى العمل والجزاء ، كما بيّن عوامل رشده وتكامله ، فقال :
« إن العقل عقال من الجهل ، والنفس مثل أخبث الدوّاب ، فإن لم يعقل حارت ، فالعقل عقال من الجهل ، وإن اللّه خلق العقل ، فقال له : أقبل فأقبل ، وقال له : أدبر فأدبر ، فقال له اللّه تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك ولا أطوع منك ، بك ابدي وأعيد ، لك الثواب وعليك العقاب .
فتشعّب من العقل الحلم ، ومن الحلم العلم ، ومن العلم الرشد ، ومن الرشد العفاف ، ومن العفاف الصيّانة ، ومن الصيّانة الحياء ، ومن الحياء الرزانة ، ومن الرزانة المداومة على الخير ، وكراهية الشر ، ومن كراهية الشرّ طاعة الناصح .
فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير ، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع . . . »[1].
2 - واهتم الرسول الرائد ( صلّى اللّه عليه واله ) بالعلم والمعرفة ، مبيّنا دور العلم في الحياة وقيمته إذا ما قيس إلى سائر أنواع الكمال ، فقال :
« طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانّه ، واقتبسوه من أهله ، فإنّ تعليمه للّه حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى اللّه تعالى ؛ لأنّه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنّة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدّث في الخلوة ، والدليل على السّرّاء والضرّاء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلّاء . يرفع اللّه به أقواما ، فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم . بأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم . يستغفر لهم كل رطب ويابس ، حتى حيتان البحر وهوامّه ، وسباع البر وأنعامه . إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظّلمة ، وقوة الأبدان من الضعف . يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة . الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام . به يطاع الرب ، وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال والحرام . العلم إمام العمل والعمل تابعه .
يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه اللّه منه حظّه .
وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه ، ويتجاوز عمّن ظلمه ، ويتواضع لمن هو دونه ، ويسابق من فوقه في طلب البر . وإذا أراد أن يتكلم تدبّر ، فإن كان خيرا تكلم فغنم ، وإن كان شرّا سكت فسلم ، وإذا عرضت له فتنة استعصم باللّه ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة انتهز بها . لا يفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل .
وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه ، ويتعدّى على من هو دونه ، ويتطاول على من هو فوقه . كلامه بغير تدبّر ، إن تكلّم أثم ، وإن سكت سها ، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها . لا يخاف ذنوبه القديمة ، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب . يتوانى عن البرّ ويبطئ عنه ، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه ، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل[2].
[1] راجع تمام الحديث في تحف العقول ، باب مواعظ النبي وحكمه . وروي أنّ شمعون بن لاوي المسيحي دخل على رسول اللّه وناقشه طويلا ثم اعتنق الإسلام فقال : أخبرني عن العقل ما هو ؟ وكيف هو ؟ وما يتشعب منه وما لا يتشعب ، وصفه وصف لي طوائفه كلها ، فقال الرسول : . . . ان العقل عقال من الجهل . . .
راجع أيضا كلمة الرسول الأعظم : 91 .
[2] بحار الأنوار : 1 / 171 طبعة مؤسسة الوفاء ، وراجع تحف العقول : 28 طبعة مؤسسة النشر الاسلامي .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|