أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
20578
التاريخ: 21-05-2015
3602
التاريخ: 21-05-2015
6438
التاريخ: 2023-04-02
1897
|
بحثنا في الفصل الأول : ظاهرة صِغَر السن في ثلاثة من الأنبياء هم سليمان وعيسى ويحيى ( عليهم السلام ) ، وثلاثة من الأئمة هم الجواد والهادي والمهدي ( عليهم السلام ) . وبَيَّنا أن صغر السن في قدرة الله تعالى لا يمنع من إعطاء النبوة والإمامة .
ثم أوردنا النصوص في تمهيد الأئمة ( عليهم السلام ) لتقبل إمامة صغير السن .
وعرضنا في الفصل الثاني : كيف خشع المؤمنون لله تعالى ، عندما رأوا الإمام الجواد ( عليه السلام ) وما أعطاه الله تعالى ، فقبلوا إمامته ، ولم يجرؤ خصومهم أن ينتقدوهم بعد أن أحضره المأمون وأمر كبار العلماء أن يسألوه ويمتحنوه فأفحمهم الإمام !
فقال لهم المأمون كما في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 488 ) : ( ويحكم إني أعرف به منكم ، وإن أهل هذا البيت علمهم من الله ومواده وإلهامه فإن شئتم فامتحنوه ) !
( ويحكم ، إن أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل ، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال . أما علمتم أن رسول الله افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام وحكم له به ، ولم يَدْعُ أحداً في سنه غيره . وبايع الحسن والحسين وهما دون الست سنين ولم يبايع صبياً غيرهما ، أفلا تعلمون الآن ما اختص الله به هؤلاء القوم ، وأنهم ذرية بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ) . ( الإرشاد : 2 / 287 ) .
وقد انتشر ذلك في البلاد ، فتحدث الناس عن الجواد ( عليه السلام ) وافتخر بإمامته الفقهاء ، وأنشد فيه الشعراء ، وتوافد اليه الناس إلى مدينة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وبحثنا في الفصل الثالث : إعجاب المأمون بالإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وكيف عقد زواجه على ابنته أم الفضل ، بعد أن اعترف العباسيون بتميزه ، وأقام حفلاً تاريخياً لذلك ، ووزع الجوائز على رجال الدولة ، ونثرها على الحاضرين .
لكن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لم يكن يحب حياة القصور ، فعاد إلى المدينة وعاش فيها ، وكان يحضر إلى بغداد لمناسبة واجبة ، أو إذا أحضره المأمون .
وبقي الإمام في المدينة وكبر وتزوج ورزق بأولاد ، ولم يزف زوجته بنت المأمون حتى صار عمره أكثر من عشرين سنة ! فأحضره المأمون وأمره أن يدخل بزوجته ، وهيؤوا له قصراً وزفوه فيه ، لكن لم يثبت عندنا أنه دخل بها !
قال الطبري ( 7 / 189 ) : ( ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائتين . . شَخَص المأمون من مدينة السلام لغزو الروم . . فلما صار المأمون بتكريت قدم عليه محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، من المدينة في صفر ليلة الجمعة من هذه السنة ولقيه بها ، فأجازه وأمره أن يدخل بابنته أم الفضل وكان زَوَّجَهَا منه ، فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دجلة . . ) .
وروى التاريخ محاولة ثانية لزفاف الإمام الجواد ( عليه السلام ) إلى عروسه أم الفضل قامت بها زبيدة سيدة القصور ! ولعلها كانت بعد الزفاف الرسمي بأمر المأمون ، وحتى لو كانت قبلها فهي تدل على أن الإمام ( عليه السلام ) كان يتعذر من الزواج ، ولا بد أن وضع بنت المأمون لايعجبه ، وقد تكون مريضة من صغرها بالمرض الذي عرف عنها في كبرها ، وهو ناصور في موضع حساس !
لكن الإمام الجواد ( عليه السلام ) كان يداري المأمون ، ليبقي علاقته جيدة معه ، ويشجعه على مواصلة إعلانه حقانية التشيع لعلي ( عليه السلام ) .
وكان المأمون يناظر الفقهاء والعلماء في ذلك ، وقد عقد أكبر مناظراته وأهمها مع أكثر من أربعين فقيهاً ومحدثاً ، وناظرهم من الصبح إلى الظهر ، وأفحمهم !
كان المأمون يريد بذلك إخضاع العباسيين وإثبات أنه أعلم من فقهاء الدولة ، ليقبلوا ابنه ولي عهده ويقبلوا التغييرات التي يريدها في مذهب الدولة الرسمي !
وخضع له العباسيون له في الظاهر ، وقبلوا منه ابنه العباس ولي عهد مع أنه كان ضعيفاً ، لكن ما إن مات المأمون حتى اتفق أخوه المعتصم مع قادة الجيش وخلع ابن أخيه وجلس مكانه ، ثم اتهمه بمحاولة قتله فحبسه ، وأمر بلعنه ، ثم قتله !
كما بينا في هذا الفصل الوجه الآخر للمأمون ، وأنه كان مستغرقاً في الشهوات ، وكان يبذر أموال المسلمين على اللهو .
ثم عقدنا الفصل الرابع : لحياة الإمام الجواد ( عليه السلام ) في عهد المعتصم ، فذكرنا ما عرف به المعتصم من الغيرة على المسلمين ، ثم كشفنا حقيقة شخصيته بشهادة المؤرخين ، وأنه كان مفرطاً في الشراب ، مفرطاً في سفك دماء المسلمين ، وأنه كان يغضب فلا يبالي ما فعل ولا من قتل !
وكان المعتصم معجباً بالإمام الجواد ( عليه السلام ) كأخيه المأمون ، وكان في خلافته يستشيره في القضايا الفقهية ويأخذ برأيه ، ويصدر الأمر إلى قضاة المسلمين بالعمل به . حتى عبأه قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد ضد الإمام ( عليه السلام ) وحذره بأنك إن عممت على الدولة الأخذ بفتواه وشطر من الأمة يقولون بإمامته ، فستزداد شعبيته ، وقد يثور عليك في أي لحظة !
فقرر المعتصم أن يقتل الإمام ( عليه السلام ) فأحضره من المدينة ، ودبر شهادات زور ضده بأنه يهيئ للثورة عليه ، فظهرت للإمام ( عليه السلام ) معجزة ، وفشلت محاولة المعتصم .
ثم حاول المعتصم سم الإمام ( عليه السلام ) مرات ، حتى قتله ، صلوات الله عليه .
وفي الفصل الخامس : فصلنا أحداث شهادة الإمام ( عليه السلام ) ، وسبب حسد ابن أبي دؤاد له ، ودفعه المعتصم إلى قتله ، ومحاولات المعتصم المتكررة لسمه .
وذكرنا أن بنت المأمون كانت كالمجبرة على الزواج من الإمام ( عليه السلام ) وكانت تدعو على أبيها لأنه زوجها ( ساحراً ) يعرف عنها كل شئ حسب تعبيرها !
فاستجابت لتحريك أخيها جعفر ، ووعود عمها المعتصم ، وقامت بسم زوجها ( عليه السلام ) ! لكنها سرعان ما ندمت وكانت تبكي وتصيح توبيخاً لنفسها !
وبحثنا الأماكن التي سكن فيها الإمام ( عليه السلام ) في بغداد ، وأنه لم يعش في قصور الخلافة في زمن المعتصم ، بل كان له بيت قرب قنطرة البردان ، في أول رحبة أسوار بن ميمون ، وأنه تمرض مدة قبل موته وتوفي في منزله ، وصلى عليه قرب منزله الواثق بن المعتصم وولي عهده ، وقد شُيِّعَ ودفن عند جده الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) .
كما أوردنا نصوص وصية الإمام الجواد لابنه الإمام الهادي ( عليهما السلام ) ، وأن الشيعة اجتمعوا على إمامةالهادي وعمره سبع سنوات كما اجتمعوا على إمامة أبيه ( عليهما السلام ) .
وقام المعتصم بفرض الإقامة الجبرية على الإمام الهادي ( عليه السلام ) في المدينة وهو في سن السابعة ، وعين له معلماً ليقول بذلك للناس إنه طفل يجب تعليمه .
روى المسعودي في دلائل الإمامة / 230 ، عن محمد بن سعيد ، قال : ( قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة حاجاً بعد مضي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ، فأحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين المعادين لأهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لهم : أُبْغُوا لي رجلاً من أهل الأدب والقرآن والعلم ، لا يوالي أهل هذا البيت ، لأضمه إلى هذا الغلام وأُوكله بتعليمه ، وأتقدم إليه بأن يمنع منه الرافضة الذين يقصدونه .
فأسموا له رجلاً من أهل الأدب يكنَّى أبا عبد الله ويعرف بالجنيدي ، وكان متقدماً عند أهل المدينة في الأدب والفهم ، ظاهر الغضب والعداوة ( لأهل البيت ) !
فأحضره عمر بن الفرج ، وأسنى له الجاري من مال السلطان ، وتقدم إليه بما أراد ، وعرفه أن السلطان ( المعتصم ) أمره باختيار مثله ، وتوكيله بهذا الغلام .
قال : فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن ( عليه السلام ) في القصر بصرياً ( أي في البيت في مزرعة صريا بضاحية المدينة ) فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله ، وأخذ المفاتيح إليه !
فمكث على هذا مدة وانقطعت الشيعة عنه وعن الاستماع منه ، والقراءة عليه .
ثم إني لقيته في يوم جمعة فسلمت عليه وقلت له : ما حال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه ؟ فقال منكراً عليَّ : تقول الغلام ، ولا تقول الشيخ الهاشمي ! أُنشدك الله هل تعلم بالمدينة أعلم مني ؟ قلت : لا . قال : فإني والله أذكر له الحزب من الأدب ، أظن أني قد بالغت فيه ، فيملي عليَّ بما فيه أستفيده منه ، ويظن الناس أني أُعلمه وأنا والله أتعلم منه ! قال : فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ما سمعته منه ، ثم لقيته بعد ذلك فسلمت عليه وسألته عن خبره وحاله ، ثم قلت : ما حال الفتى الهاشمي ؟ فقال لي : دع هذا القول عنك ، هذا والله خير أهل الأرض ، وأفضل من خلق الله تعالى ، وإنه لربما همَّ بالدخول فأقول له : تنظر حتى تقرأ عشرك فيقول لي : أي السور تحب أن أقرأها ؟ وأنا أذكر له من السور الطوال ما لم يبلغ إليه ، فيهذُّهَا بقراءة لم أسمع أصح منها من أحد قط ، بأطيب من مزامير داود النبي ( عليه السلام ) التي بها من قراءته يضرب المثل .
قال ثم قال : هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ، ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا ؟ قال : ثم ما مرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به ) !
أما الفصل السادس المختصر : فعقدناه لتاريخ الخليفة الواثق ، الذي صلى على الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وسميناه الخليفة الذي طبخ نفسه في التنور ، وهو كلام حقيقي لأنه كان مفرطاً في الأكل والخمر والجنس ، وأصيب بمرض استسقاء المعدة ، فوصفوا له تنشيف بدنه بالتنور ، فجلس فيه وأحبه ، فخرجت في بدنه فقاعات كبيرة ، وأمرهم أن يردوه اليه : ( فأجلسه الأطباء ، فلما وجد روح الهواء اشتد به الوجع والألم ، وأقبل يصيح ويخور خَوَرَان الثور ويقول : رُدُّوني إلى التنور فإني إن لم أُرَدَّ مُتُّ ! فاجتمع نساؤه وخواصه لما رأوا ما به من شدة الألم والوجع وكثرة الصياح ، فرجوا أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور ، فردُّوه إلى التنور ، فلما وجد مس النار سكن صياحه ، وتقطرت النفاخات التي كانت خرجت ببدنه وخمدت ، وبرد في جوف التنور فأخرج من التنور وقد احترق وصار أسود كالفحم ، فلم تمض ساعة حتى قضى ) ! ( المنتظم لابن الجوزي : 11 / 187 ) .
وعقدنا الفصل السابع : لترجمة الشخصيات الحكومية التي عاصرت الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، لأن الضد يُظهر حسنه الضد ، ولأن ذلك يعطي القارئ صورة عن عصره ( عليه السلام ) ، وعن جهاز الخلافة وأجواء الخليفة ، الذي أحاطه الرواة والعوام بهالة كاذبة من القيم الإسلامية والفضائل ، مع أن واقعه أنه أقل مستوىً من ملوك الحكم المعاصرين ، وشيوخه الفاسدين !
وقد ترجمنا لاثنين توليا منصب قاضي القضاة ، وهو أكبر منصب ديني في الخلافة وهما يحيى بن أكثم وأحمد بن أبي دؤاد . ثم ترجمنا لزبيدة سيدة قصور الخلافة التي قتل المأمون ابنها ، فهنأته بالخلافة وقالت له خسرت ولداً وربحت ولداً ، فأبقاها على مكانتها ومخصصاتها ، وقد حسب بعضهم أن أم جعفر التي ورد ذكرها في سيرة الجواد ( عليه السلام ) هي أخت المأمون ، ورجحنا أنها أم جعفر زبيدة .
وترجمنا لعمر بن الفرج الرخجي وزير المعتصم والواثق والمتوكل ، وهو مبغض لأهل البيت ( عليهم السلام ) . ثم لأخيه المؤمن الثقة محمد بن الفرج الرخجي رضي الله عنه .
وكان الفصل الثامن : لإلقاء أضواء على إدارة الإمام الجواد ( عليه السلام ) لشيعته في البلاد الإسلامية ، مباشرة وبواسطة وكلائه ، ومراسلاته ، وبواسطة علماء المناطق . وأوردنا نماذج من ذلك ، ومن توجيهاته للشيعة .
وفي الفصل التاسع : أوردنا نماذج من علم الإمام الجواد ( عليه السلام ) في توحيد الله تعالى ، والنبوة والإمامة ، وفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأحاديثه الطبية ، وقصار كلماته ( عليه السلام ) .
وترجمنا في الفصل العاشر : لبعض كبار تلاميذ الإمام الجواد ( عليه السلام ) وأصحابه كعثمان بن سعيد العمري ، واللغوي النابغة ابن السكيت ، والشاعر أبي تمام الطائي ، وأبي الصلت الهروي ، وداود بن القاسم الجعفري ، وعبد الهظيم الحسني ، والفضل بن شاذان ، ومحمد بن خالد البرقي . رضوان الله عليهم .
وعقدنا الفصل الحادي عشر : لبيان عقيدة المعصوم ( عليه السلام ) بربه عز وجل ، وكيفية عبوديته له ، وبرنامجه العبادي اليومي ، وذكرنا نماذج من أدعية الجواد ( عليه السلام ) .
وأوردنا في الفصل الثاني عشر : بعض معجزات الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وختمنا بذكر مشهد الجوادين ، أو الكاظمين ( عليهما السلام ) . وبخلاصة للكتاب . .
قصيدة باب المراد في مدح الإمام الجواد ( عليه السلام )
هو الجوادُ بالوجود الساري * وجودُه مظهرُ جودِ الباري
وبابُ أبوابِ المراد بابُهُ * والحرزُ من كلِّ البَلا حِجابهُ
كهفُ الورى وغوثُ كل ملتجِي * في الضيق والشدةِ بابُ الفرجِ
عينُ الرضا لا بد منها فيهِ * فهو إذاً سرُّ الرضا أبيهِ
بل هوَ كالكاظمِ في مراتبهْ * فإن كظمَ الغيظِ جودُ صاحبهْ
يُمثِّلُ الصادقَ فيما وعدا * إذْ صادقُ الوعد جوادٌ أبدا
يمثِّلُ الباقرَ في المكارم * فإن نشرَ العلم جودُ العالمِ
يُمَثِّلُ السجادُ في فضائلِهْ * فإنَّ بذلَ الجهدِ جودُ باذلِهْ
قضى شهيداً فهو في شبابهِ * دُسِّ إليه السمَّ في شرابهِ
قضى بعيد الدار عن بلادهِ * وعن عيالهِ وعن أولادهِ
تبكي على غربته الأملاكُ * تنوح في صريرها الأفلاكُ
تبكيه حزناً أعين النجومِ * تلعنُ قاتليهِ بالرجومِ
تعساً وبؤساً لابنة المأمونِ * من غدرها لحقدها المكنونِ
فإنها سرُّ أبيها الغادرْ * مشتقةٌ من أسوإِ المصادرْ
قد نال منها من عظائم المحنْ * ما ليس يُنسى ذكره مدى الزمنْ
حتى إذا تمَّ لها الشقاءُ * أتت بما اسْوَدَّ به الفضاءُ
سمتهُ غيلةً بأمر المعتصمْ * والحقدُ داءٌ هو يُعمي ويُصِمْ
ويلٌ لها مما جنت يداها * وفي شقاها اتبعت أباها
بل هي أشقى منه إذ ما عرفت * حقَّ وليِّهَا ولا به وَفَتْ
ولا تحنَّنَتْ على شبابهْ * ولا تعطفت على اغترابهْ
تبَّتْ يداها ويدا أبيها * مصيبةٌ جلَّ العزاءُ فيها
( مقتطف من الأنوار القدسية لآية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني ( قدس سره ) / 102 )
على باب الجواد أنختُ ركبي
سموتَ وأنت سرٌّ في اعتقادي * بمنزلة الشغاف من الفؤاد
تجلى نورُك الألقُ اتِّقاداً * فغطَّى كل نور واتِّقادِ
تؤُمُّ ضريحك الأرجَ المندى * وفودُ الله من حَضَرٍ وَبَادِ
فيعمرُ بالصلاة وبالتَّناجي * ويزهرُ بالدعاء وبالسُّهاد
كأنَّ المسكَ ضَمَّخَ جانبيهِ * بأشذاءِ الروائح والغوادي
أبا الهادي سلام الله يسري * على تاريخك النَّضِرِ المُعاد
فأنت العروة الوثقى بحقٍّ * وحِصْنُ الله في الكُرَب الشِّدَاد
وبابٌ للحوائج جئتُ أسعى * اليه فطابُ لي نيلُ المراد
على باب الجواد أنختُ ركبي * فإن الفتحُ في باب الجواد
ولا عجب فقد قالوا قديماً * وفدت على الكريم بغير زاد
شبيه يحيى وعيسى في إمامتهً
فتى الرضا . . لا حُرمنا منك مكتسباً * وأنت في الله ما أعطى وما وهبا
زوروا الجواد وأُمُّوا قدسَ ساحته * فكل فخرٍ إلى أمجاده انتسبا
شبيهُ يحيى وعيسى في إمامته * من يقرأ الذكرَ يقرأْ آيَهُ عَجَبا
ويانزيلاً على بغداد محتضناً * في الكاظمية جداً خاشعاً رهِبَا
موسى بن جعفرِ من جلَّت مواقفُه * ومن تحدى من الطغيان مؤتَشِبا
شربتُ حبكمُ طفلاً وخامرني * فتى . . وذا الشيبُ في رأسي قد التهبا
فأنتم الآيةُ العظمى التي نطقت * بالمعجزات . . وكلُّ الكائناتِ هبا
الواقفونَ على الأعرافِ تكرمةً * والحاملون لواءَ الحمد منتصِبا
غداً شفاعتُكم تُرجى . . ورحمتُكم * تجري لتنقذ هذا المذنب الثَّرِبا
واليومَ يأمل أن يُشْفَى على يدكم * ومن أتى البحرَ حازَ اللؤلؤَ الرَّطِبا ) .
( من قصيدتين للدكتور محمد حسين الصغير / الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) / 270 ).
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|