المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العفّة والمتانة في البيان
19-09-2014
آيات الآفاق والأنفس
26-09-2014
علي واله سفن النجاة
29-01-2015
حكم من عيّن أو أوجب أضحيّة بعينها.
28-4-2016
مبادئ المسؤولية الجزائية في الجريمة المنظمة العابرة للحدود
3-7-2019
تلوث الهواء- مصادر طبيعية
30-10-2021


دعوة النبي بني عبد المطلب إلى الاسلام  
  
4409   04:23 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص331-333
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال : لما أنزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه واله) {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعاني رسول الله(صلى الله عليه واله)فقال لي يا علي أن الله امرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعلمت اني متى أبادئهم أبادرهم بهذا الأمر ارى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبريل فقال يا محمد أنك الا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم أجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما امرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله(صلى الله عليه واله)جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا باسم الله فاكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا فلما أراد رسول الله(صلى الله عليه واله)ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله(صلى الله عليه وآله).


فقال الغد يا علي أن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعدلنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله(صلى الله عليه واله)فقال يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا انا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (اه)‍ .

رواه الطبري في تفسيره مثله سندا ومتنا إلا أن الطابعين جريا على الشنشنة الأخزمية حربوه فابدلوا قوله على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم بلفظ على أن يكون أخي وكذا وكذا وأبدلوا قوله أن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم بلفظ أن هذا أخي وكذا وكذا وابقوا قوله فاسمعوا له وأطيعوا وفيه كفاية : وما حذفوه وأبدلوه هو إشارة إلى ما صرح به في التاريخ يقينا لاتحاد السند والمتن فيهما إلا في كلمتي وكذا وكذا .

وعلمت أن الدكتور محمد حسين هيكل المصري أثبته في كتابه حياة محمد في الطبعة الأولى وحذفه في الطبعة الثانية نزولا عند إرادة من ضغط عليه فانظر واعجب .

ولما كان تصحيح هذا الحديث من الأهمية بمكان فلا باس بالإشارة إلى جملة ممن رواه من أجلاء علماء المسلمين ليعلم بذلك اشتهاره واستفاضته بينهم فرواه من مشاهير علماء أهل السنة محمد بن جرير الطبري في تاريخه  وتفسيره كما سمعت ورواه منهم البغوي كما ستسمع .

ورواه منهم الثعلبي في تفسيره قال : اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عبد الله بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال : لما نزلت وانذر

عشيرتك الأقربين جمع رسول الله(صلى الله عليه واله)بني عبد المطلب وهم أربعون رجلا فامر عليا برجل شاة فأدمها ثم قال أدنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال اشربوا باسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل فسكت رسول الله(صلى الله عليه واله)ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم فقال يا بني عبد المطلب اني انا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فاسلموا وأطيعوني تهتدوا ثم قال من يواخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي(عليه السلام)أنا فقال في المرة الثالثة أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك (اه‍) .

وأورد هذا الحديث النسائي في الخصائص قال : أخبرنا الفضل بن سهل حدثني ابن عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك قال جمع رسول الله(صلى الله عليه واله)أو قال دعا سول الله بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من الطعام فأكلوا حتى شبعوا ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا فقال يا بني عبد المطلب اني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة أيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال أجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي . ثم قال فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي أقول هذا التعليل في الميراث لا يصح أن أريد أرث المال أما عندنا فلأن الميراث للبنت بالفرض والرد وأما عند غيرنا فلأن الأنبياء لا تورث إلا أن يراد ارث العلم ولكن ظاهر السياق خلافه .

وأورد هذا الحديث صاحب السيرة الحلبية بنحو ما مر عن الطبري إلى أن قال يا بني عبد المطلب أن الله قد بعثني إلى الخلق كافة وبعثني إليكم خاصة فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به ؟ قال علي أنا يا رسول الله قال وزاد بعضهم في الرواية يكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم فقام علي وقال أنا يا رسول الله قال أجلس ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا فقام علي وقال أنا يا رسول الله فقال أجلس ثم أعاد القول ثالثا فلم يجبه أحد منهم فقام علي فقال أنا يا رسول الله فقال أجلس فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي .
ثم حكى عن ابن تيمية أنه قال في الزيادة المذكورة أنها كذب وحديث موضوع من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك وقد رواه مع زيادته المذكورة ابن جرير والبغوي باسناد فيه أبو مريم الكوفي وهو مجمع على تركه وقال أحمد أنه ليس بثقة عامة أحاديثه بواطيل وقال ابن المديني كان يضع الحديث (اه) ‍

أقول لا شئ أعجب من قدح ابن تيمية المجسم بشهادة ابن بطوطة مشاهدة والذي مات سجينا بيد أهل نحلته على الأقوال والعقائد المنافية لملة الاسلام في الأحاديث المستفيضة عند جميع المسلمين بالهوى والغرض وقوله أن من له أدنى معرفة بالحديث يعلم ذلك مع أن من عنده أدنى معرفة يعلم أن قدح ابن تيمية فيه لم يستند إلى معرفة بل إلى التحامل على علي وأهل بيته والنصب فقد سمعت سند هذا الحديث في رواية الطبري في تاريخه وتفسيره ورواية الثعلبي له في تفسيره وليس فيه أبو مريم الكوفي على فرض صحة ما قاله في رواية البغوي وأن في سندها أبو مريم الكوفي وأنه ضعيف فهل إذا كان الحديث مرويا بعدة طرق بعضها ضعيف يكون قدحا في سنده بل الرواية الضعيفة إن لم تكن معتضدة ومتقوية بالروايات الصحيحة غيرها لا يكون ضعفها موجبا للقدح في الصحيحة وكل من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك 

ورواه من مشاهير علماء الشيعة وثقات محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا عبد العزيز حدثنا المغيرة بن محمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله(صلى الله عليه واله)بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال أيكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى علي فقال أنا يا رسول الله فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام .

ورواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه قال حدثنا جماعة عن أبي المفضل حدثنا أبو جعفر الطبري سنة 308 حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش حدثني محمد بن إسحاق بن عبد الغفار قال أبو الفضل حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي واللفظ له حدثنا محمد بن الصباح الجرحلي حدثنا سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية وذكر مثل رواية الطبري بعينها مع تفاوت يسير في بعض الألفاظ لا يخل بالمعنى إلى غير ذلك .

وبعد توافق علماء الفريقين على هذه الرواية لم يبق لما ذكره ابن تيمية قيمة .

وروي الطبري في تاريخه وتفسير بسنده إلى ابن عباس قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين خرج رسول الله(صلى الله عليه واله)حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فقال يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف فاجتمعوا إليه فقال أ رأيتكم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أ كنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة تبت يدا أبي لهب وتب إلى آخر السورة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.