أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-06-2015
5278
التاريخ: 7-10-2014
5081
التاريخ: 20/11/2022
1116
التاريخ: 2023-08-07
1004
|
علي وشيعته هم الذين تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
قال تعالى : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 16، 17].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « جاء رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : يا رسول اللّه ، أخبرني عن الإسلام : أصله ، وفرعه ، وذروته ، وسنامه . فقال : أصله الصلاة ، وفرعه الزكاة ، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل اللّه تعالى .
قال : يا رسول اللّه ، أخبرني عن أبواب الخير . قال : الصيام جنة « 1 » ، والصدقة تذهب الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربه » . ثمّ قال : {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ }« 2 » .
وقال أبو جعفر عليه السّلام لأبي عبيدة الحدّاء في قول اللّه عزّ وجلّ :
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ : « لعلك ترى أن القوم لم يكونوا ينامون ؟ » فقلت : اللّه ورسوله أعلم .
فقال : « لا بدّ لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه ، فإذا خرج نفسه استراح البدن ، ورجعت الروح فيه ، وفيه قوة على العمل ، فإنما ذكرهم اللّه تعالى ، فقال : تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام وأتباعه من شيعتنا ، ينامون أول الليل ، فإذا ذهب ثلث الليل ، أو ما شاء اللّه ، فزعوا إلى ربهم راهبين راغبين طامعين فيما عنده ، فذكرهم اللّه عزّ وجلّ في كتابه لنبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأخبره بما أعطاهم ، وأنه أسكنهم في جواره ، وأدخلهم جنّته ، وأمن خوفهم وسكن روعتهم ».
قلت : جعلت فداك إذا أنا قمت آخر الليل ، أي شيء أقول إذا قمت ؟
قال : « قل : الحمد للّه ربّ العالمين ، وإله المرسلين ، الحمد للّه الذي يحيي الموتى ، ويبعث من في القبور ، فإنك إذا قلتها ذهب عنك رجس الشيطان ووساوسه إن شاء اللّه تعالى » « 3 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن ، إلا صلاة الليل ، فإن اللّه لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده ، فقال :
{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ إلى قوله يَعْمَلُونَ } .
ثم قال : « إن للّه كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فإذا كان يوم الجمعة بعث اللّه إلى المؤمنين ملكا معه حلتان ، فينتهي إلى باب الجنة ، فيقول : استأذنوا لي على فلان . فيقال له : هذا رسول ربك على الباب . فيقول لأزواجه : أيّ شيء ترين عليّ أحسن ؟ فيقلن : يا سيدنا ، والذي أباحك الجنة ، ما رأينا عليك شيئا أحسن من هذا ، قد بعث إليك ربك ، فيتّزر بواحدة ، ويتعطف « 4 » بالأخرى ، فلا يمرّ بشيء إلا أضاء له ، حتى ينتهي إلى الموعد ، فإذا اجتمعوا تجلى له الرب تبارك وتعالى ، فإذا نظروا إليه ، أي إلى رحمته ، خرّوا سجدا ، فيقول : عبادي ، ارفعوا رؤوسكم ، ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، قد رفعت عنكم المؤونة « 5 » . فيقولون : يا رب ، وأي شيء أفضل مما أعطيتنا ! أعطيتنا الجنة فيقول : لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا . فيرى المؤمن في كل جمعة سبعين ضعفا مثل ما في يديه ، وهو قوله : {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] وهو يوم الجمعة ، إنها ليلة عزاء ويوم أزهر ، فأكثروا فيها من التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، والثناء على اللّه ، والصلاة على رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم » .
قال : « فيمرّ المؤمن فلا يمر بشيء إلا أضاء له ، حتى ينتهي إلى أزواجه ، فيقلن : والذي أباحك الجنة - يا سيدنا - ما رأيناك أحسن منك الساعة .
فيقول : إني قد نظرت إلى نور ربي » . ثم قال : « إن أزواجه لا يغرن ، ولا يحضن ، ولا يصلفن » « 6 » .
قال : قلت : جعلت فداك ، إني أردت أن أسألك عن شيء أستحي منه ، قال : « سل » .
قلت : جعلت فداك ، هل في الجنة غناء ؟
قال : « إن في الجنة شجرة ، يأمر اللّه رياحها فتهب ، فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا » . ثم قال : « هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا من مخافة اللّه » .
قال : قلت : جعلت فداك ، زدني .
فقال : « إن اللّه خلق الجنة بيده ، ولم ترها عين ، ولم يطلع عليها مخلوق ، يفتحها الربّ كل صباح ، فيقول لها : ازدادي ريحا ، ازدادي طيبا ، وهو قول اللّه تعالى : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ » « 7 » .
وعن أبي جعفر ، وأبي عبد اللّه عليهما السّلام ، قالا : « قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، لعلي : يا علي ، إني لما أسري بي ، رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأشد استقامة من السهم ، فيه أباريق عدد النجوم ، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض ، فضرب جبرئيل عليه السّلام بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة .
ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، إن في الجنة لشجرا يتصفّق بالتسبيح ، بصوت لم يسمع الأولون والآخرون مثله يثمر ثمرا كالرمان ، تلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة ، والمؤمنون على كراسي من نور ، وهم الغر المحجّلون ، أنت إمامهم يوم القيامة ، على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور ، يضيء أمامهم حيث شاءوا من الجنّة ، فبيناهم كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه ، تقول : سبحان اللّه - يا عبد اللّه - أما لنا منك دولة ؟ فيقول : من أنت ؟ فتقول : أنا من اللواتي قال اللّه تعالى : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ . ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه » « 8 » .
وفي كتاب ( الجنّة والنار ) : بالإسناد عن الصادق عليه السّلام - في حديث يذكر فيه أهل الجنّة - قال عليه السّلام : « وإنه لتشرف على وليّ اللّه المرأة ، ليست من نسائه ، من السجف « 9 » ، فتملأ قصوره ومنازله ضوءا ونورا ، فيظن ولي اللّه أن ربه أشرف عليه ، أو ملك من الملائكة ، فيرفع رأسه فإذا هو بزوجة قد كادت يذهب نورها نور عينيه - قال - فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة - قال - فيقول لها : ومن أنت ؟ - قال - فتقول : أنا ممن ذكر اللّه في القرآن {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ق: 35] ، فيجامعها في قوّة مائة شابّ ، ويعانقها سبعين سنة من أعمار الأولين ، وما يدري أينظر إلى وجهها ، أم إلى خلفها ، أم إلى ساقها ، فما من شيء ينظر إليه منها إلا ويرى وجهه من ذلك المكان من شدة نورها وصفائها ، ثم تشرف عليه أخرى أحسن وجها ، وأطيب ريحا من الأولى ، فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة - قال - فيقول لها : ومن أنت ؟ فتقول : أنا ممن ذكر اللّه في القرآن : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ » « 10 » .
وقال الشيخ في ( أماليه ) : بإسناده : قال الصادق عليه السّلام ، في قوله :
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً ، قال : « كانوا لا ينامون حتّى يصلّوا العتمة » « 11 » . وقال الصادق عليه السّلام : أي ترتفع جنوبهم عن مواضع اضطجاعهم لصلاة الليل ، وهم المتهجدون بالليل ، الذين يقومون عن فرشهم للصلاة « 12 » .
______________
( 1 ) الجنة : الوقاية « النهاية : ج 1 ، ص 308 » .
( 2 ) التهذيب : ج 2 ، ص 242 ، ح 958 .
( 3 ) من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 305 ، ح 1394 .
( 4 ) تعطف بالرداء : ارتدى ، وسمي الرداء عطافا لوقوعه على عطفي الرجل . « لسان العرب - عطف - ج 9 ، ص 251 » .
( 5 ) المؤونة : التعب والشدة . « الصحاح - مأن - ج 6 ، ص 2198 » .
( 6 ) صلفت المرأة : إذا لم تحظ عند زوجها ، وأبغضها . « الصحاح - صلف - ج 4 ، ص 1387 » .
( 7 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 168 .
( 8 ) المحاسن : ص 180 ، ح 172 .
( 9 ) السجف والسجف : الستر . « الصحاح - سجف - ج 4 ، ص 1371 » .
( 10 ) الاختصاص : ص 352 .
( 11 ) الأمالي : ج 1 ، ص 300 .
( 12 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 517 .
------------------------------
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|