أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-10
1402
التاريخ: 2024-12-02
149
التاريخ: 2024-02-22
989
التاريخ: 2024-03-17
916
|
وإذا نظرنا إلى هذا التقرير من ناحية الأدب العالمي، فإنه يعد قصة من الأدب الراقي الذي وصل إلينا من عهد الدولة الحديثة، وإذا قسناها بغيرها من قصص الدولة الوسطى كقصة «سنوهيت» الراقية المغزى والتعبير، أو قصة الغريق السهلة التناول القوية الأسلوب وجدت أن أهم ميزة لقصتنا هذه هو الوصف الحي، الذي تضعه أمامنا والحوار الحاد الممتع الذي تعرضه على أسماعنا، وأهم من هذا وذاك البيئة التي أظهر القاص فيها، والجو الذي نقل القارئ إليه، والنواحي النفسية التي تتناولها كإبراز أخلاق «ونآمون» أهم شخصية فيها، وبيان أن الأسرة العشرين التي انحطت قوتها أعجز من أن تجلب لمصر ما اعتادت الأسر القوية أن تفعله، فلم يكن في مقدور حاكمها أن يصدر أمرًا في مصر لينفذ في لبنان. ولقد سرد الكاتب قصته أو تقريره بطريقة جميلة حتى لترسخ في ذهنك صورة أمير «جبيل» في حجرته العليا وظهره مستند إلى شرفتها وأمواج البحر السوري تتلاطم من خلفه، وحتى تشارك «ونآمون» أساه لهروب أحد أتباعه بما كان عنده من ذهب أو فضة، وحتى ترثي لخذلانه عندما طولب بإبراز ما يتسلح به من توصية أو عدة، وحتى تبكي معه سوء طالعه عندما رأى الطيور تنزح للمرة الثانية إلى مصر، وهو على حاله من الخيبة والفشل في سوريا مقيم.
وقد وضع الكاتب أمام أعيننا صورة مدهشة لتدهور الدولة المصرية وسقوطها مشربة باعتقاد رقيق مؤثر في قوة «آمون» وقدرته على انتشالها من وهدتها، وإعادتها لما كانت عليه في غابر الأزمان.
وهذه القصة جديرة بأن توضع جنبًا لجنب مع بعض أحسن القصص التي وردت في التوراة مثل قصة «يونس» ورسالته، أو قصة «راعوت» في وسط القمح مع فارق واحد وهو أن قصتنا قد سبقت كلًّا منهما بنحو خمسة قرون، كما أنها تقدم لنا صورة حية عن السياحة وعن التجارة في شرقي البحر الأبيض المتوسط، وتساعدنا على تصوُّر ذلك العالم على حقيقته، كما كان ذلك العالم الذي لا تزال صورته نتمتع بها في قصة «الأوديسا» بأسلوبها البسيط الخالي من المحسنات اللفظية العميقة القديمة. هذا إلى أن القاص يستميلنا أكثر من هذا بنكاته الدقيقة، التي تجري على لسانه من غير تكلف أو اصطناع (وسنورد فيما يأتي متن القصة حرفيًّا).
متن القصة: في اليوم السادس عشر من الشهر الثالث من فصل الصيف سنة خمس سافر في هذا اليوم «ونآمون» أكبر رجال قاعة إدارة «آمون» بالكرنك ليحضر الخشب للسفينة الكبرى المعظمة الخاصة «بآمون رع» ملك الآلهة، وهي التي على النهر وتسمى «وسرحات آمون». ففي اليوم الذي وصلت فيه إلى «تانيس» مقر «سمندس» و«تنتآمون» أعطيتها خطابات «آمون رع» ملك الآلهة، وقد قُرئت في حضرتيهما وقالا: نعم سنفعل كما قال سيدنا «آمون رع» ملك الآلهة، وقد مكثت إلى الشهر الرابع من الصيف في «تانيس»، ثم أرسلني «سمندس» و«تنتآمون» مع قائد المركب «منجبت «وفي اليوم الأول من الشهر الرابع من فصل الصيف نزلت في بحر سوريا العظيم. وقد وصلت إلى «دور» وهي مدينة «للزاكار «، وقد أمر «بدر» أميرها بإحضار (؟) رغيف لي وإناء من النبيذ وساق ثور. وقد ولى الأدبار أحد رجال سفينتي سارقًا أواني من الذهب … يبلغ مقدارها خمس دبنات وأواني فضة أربعًا، يبلغ مقدارها عشرين دبنًا، وفضة في كيس يبلغ مقدارها 11 دبنًا. فمجموع ما سرق خمسة دبنات من الذهب، وواحد وثلاثون دبنًا من الفضة، وكان في الكيس قطع من الفضة كانت تستعمل للتعامل زيادة على الأواني، وهذا مبلغ عظيم كان لا بد أن يستعمل معظمه لشراء الخشب.
وفي الصباح نفسه (؟) استيقظت وذهبت إلى حيث كان الأمير، وقلت له: لقد سُرقت في ثغرك، ولمَّا كنتَ أمير هذه الأرض وشرطيها، فابحث عن نقودي، وفي الحق إن المال ملك «آمون رع» ملك الآلهة ورب الممالك، وهو ملك «سمندس» وملك «حريحور» سيدي، وملك عظماء مصر الآخرين، ومن ملكك أنت، ومن مال «ورت» ملك «مكمر» و«زاكاربعل» أمير «جبيل«، فقال لي: أأنت مؤذٍ أم مسالم؟ انظر! أنا لا أفهم شيئًا في هذا الموضوع الذي حدثتني عنه؛ لأنه لو كان اللص الذي دخل السفينة وسرق المال من بلادي حينئذ كنت أدفعه لك ثانية من خزانتي إلى أن يُعرف اللص المذكور، ولكن الذي سرقك هو منك وتابع لسفينتك، فانتظر هنا بضعة أيام حتى أبحث عنه، وقضيت تسعة أيام مقيمًا في ثغره ثم ذهبت إليه وقلت: «انظر! إنك لم تجد نقودي (فسأقلع أنا) مع القائد ومن سيسافرون «.
وفي الكسر الكبير الذي في البردية في هذا المكان يمكن أن نقدر أن عبارة كالآتية قد قيلت. قامت مناقشة حادة بين «ونآمون» وأمير «دور»، إذ قال له: الزم الصمت. وقد أساء إليه إنسان النصيحة بأن يعمل مثل غيره على أن يسترد ماله ثانية بنفسه، أي يذهبون ليبحثوا عن سارقهم، ومن ثَمَّ أتى إلى «صور» (؟).
وأتيت في الفجر من «صور» واستمر في سياحته إلى «زاكاربعل» أمير «جبيل»، ولسوء الطالع قابل بعض أهالي «زاكار» في خلال سياحته، وظن أنه محق في أن يعوض على نفسه السرقة التي كان هو فريستها في مدينتهم من متاعهم، فسلب منهم كيسًا (؟) وجدت فيه ثلاثين دبنًا من الفضة فأخذتها، فاشتكوا ولكنه أجاب (حقًّا إنها) نقودكم غير أنها ستبقى معي إلى أن توجد نقودي. وعلى ذلك أوجد لنفسه أعداء من أهالي «زاكار»، ثم ذهبوا ووصل هو إلى ثغر «جبيل»، وهناك بحث لنفسه عن مكان أمين، وقد خبأت فيه «آمون الطريق» ووضعت فيه متاعه. ولكن أمير «جبيل» لم يظهر ارتياحه لزيارة رجل لم يكن على وئام مع «الزاكاريين»، فأرسل إلي أمير «جبيل» وقال: «اخرج من ثغري» (لم يبقَ من جواب «ونآمون» على هذا الطلب إلا الكلمات الأخيرة): «إذا كان هنا ناس على سفر فدعهم يأخذوني إلى مصر.» (والظاهر أن «ونآمون» نفسه كان مستعدًّا تمامًا ليتخلى عن هذه الرحلة الفاشلة، غير أنه لم يكن لديه أية فرصة ليسافر آمنًا إلى وطنه إذا لم يضمن له أمير «جبيل» مكانًا أمينًا على ظهر مركب مسافر إلى مصر. ثم يستمر المتن) وأمضيت تسعة عشر يومًا في ثغره، ولكنه استمر يبعث إليَّ كل يوم قائلًا: اخرج من ثغري، وبينما كان يقدم القرابين لآلهته أصاب الإله أحد شبانه النبلاء، فصار مخبولًا، وقال: «أحضر الإله هنا (؟) أحضر الرسول الذي معه، إنه «آمون» الذي أرسل، إنه هو الذي جعله يأتي«.
وهكذا استمر الشاب المخبول في خبله طول الليل. على حين أني وجدت سفينة مقلعة إلى مصر، وكنت أنقل كل ما عندي على ظهرها، وكنت أرقب الظلام حتى إذا أسدل ستاره أنزل الإله حتى لا تراه عين أخرى. وأتى إليَّ رئيس الثغر قائلًا: «امكث إلى الصباح تحت تصرف الأمير.» فقلت له: ألست الذي لا يفتأ يأتيني كل يوم قائلًا: اخرج من ثغري ولم تقل قط ابقَ؟ والآن سيدع الأمير المركب التي وجدتُها تسافر ثم أتى إليَّ ثانية قائلًا: فلتذهب؟
فذهب وأخبر الأمير بذلك، ولكن الأمير أرسل إلى قائد المركب قائلًا: «امكث إلى الصباح تحت تصرف الأمير«.
ولما جاء الصباح أرسل إليَّ وأحضرني أمامه والإله بقي في … الذي كان فيه على ساحل البحر، فوجدته قاعدًا في حجرته العليا وظهره متكئ على النافذة، وأمواج بحر «سوريا» العظيم تتلاطم من خلفه، فقلت له: «رحمة (؟) آمون!» فقال لي: ما المدة التي قضيتها منذ أتيت من مقر «آمون» إلى الآن؟ فقلت له: خمسة شهور كاملة إلى الآن … فقال لي: «أحقًّا تتكلم الصدق؟ وأين إذن مكتوب رئيس كهنة «آمون» الذي يجب أن يكون معك؟» فقلت له: أعطيته «سمندس» و«تنتآمون». فغضب جدًّا، وقال لي: «انظر. ليس لديك كتابة ولا خطاب، فأين على أقل تقدير سفينة خشب الأرز التي أعطاها إياك «سمندس»؟ وأين نواتيها السوريون؟ حقًّا إنه لم يسلمك لربان هذه السفينة لتذبح وتلقى في البحر فمن أين إذن أتوا (؟) بالإله؛ وأنت أخبرني من أين أتوا بك؟» وهكذا تكلم إليَّ وقد قلت له: «ولكنها سفينة مصرية ونواتيها مصريون يسيحون «لسمندس» وليس لديه ملاحون سوريون «. فقال لي: «ولكن يوجد في ثغري عشرون سفينة مشتركة مع «سمندس» وفي «صيدا» التي مررت بها سائحًا أيضًا خمسون مركبًا مشتركة مع «بركات إيل «، وهي تسافر إلى بيته «.
وقد كنت صامتًا في تلك اللحظة الرهيبة، فأجاب قائلًا: «لأي داع أتيت إلى هنا؟» فقلت له: «أتيت لأجل الخشب اللازم للسفينة العظيمة الشأن ملك «آمون» ملك الآلهة؛ وقد كان والدك وجدك معتادين أن يفعلا ذلك، وستفعل أنت كما فعلا أيضًا«.
وهكذا تكلمت معه. فقال لي: حقيقة قد فعلا ذلك؛ وإذا أعطيتني شيئًا مقابل تنفيذ هذه الرغبة فعلتها. وفي الحق إن قومي قد أنجزوا هذا الأمر، ولكن الفرعون قد أرسل ستة مراكب هنا محملة بسلع مصر، وقد أفرغوها في مخازنهم، فعليك إذن أن تحضر لي أنت بعض الشيء أيضًا، ثم ذهب وأحضر سجلات والده اليومية وأمر بقراءتها بصوت عالٍ في حضرتي، وقد وجد أن ما دخل سجله يبلغ ألف دبن من كل أنواع الفضة.
وقال لي: إذا كان حاكم مصر سيد أملاكي، وكنت أنا خادمه كذلك لم يكن لزامًا عليه أن يرسل فضة ولا ذهبًا حينما يقول: نفذ أمر «آمون» على أنها لم تكن هدية ملك التي أعطوها والدي؛ وأنا لذلك لست خادمك ولا خادم من أرسلك. وإذا بعثت إلى «لبنان» فإن السماء تفتح، وتكون الأشجار ملقاة هنا على شاطئ البحر. أعطني القلاع التي أحضرتها معك لتقلع بسفنك التي تعود بالخشب إلى مصر. أعطني كذلك الحبال التي أحضرتها معك لتربط بها بإحكام (؟) اﻟ … شجر الذي سأقطعه حتى أصنعها … لك … لأنك من غير هذا كله لا يمكنك أن تسافر بالخشب، وإذا صنعتها لك قلاعًا لسفنك فإن أطرافها ستكون ثقيلة أكثر من اللازم وتنكسر إلى قطع، وتهلك أنت في وسط البحر. وتأمل! إن «آمون» يرعد في السماء، ويجعل «سوتخ« يثور (؟) في وقته؛ لأن «آمون«قد أمدَّ كل البلاد، وقد أمدهم كما أمد أرض مصر التي أتيت منها فقد أمدها أولًا؛ لأن الشغل لدقيق قد أتى منها إلى مقري؛ وكذلك التعليم أتى منها ليصل إلى مقري.
فما هذه السياحات الصبيانية التي جعلوك تقوم بها؟! فقلت له: صه، إنها ليست سياحات صبيانية مطلقًا التي أقوم بها، فليست هناك سفينة على الماء إلا وهي ملك «لآمون»؛ فإنه هو البحر ولبنان ملكه، وهي التي تقول عنها «إنها ملكي» لأنها مزرعة للسفينة «وسرحات آمون» رب كل سفينة. وفي الحق هكذا تكلم «آمون رع» ملك الآلهة قائلًا «لحريحور»: «سيدي، أرسلني واجعلني أسافر مع هذا الإله العظيم، ولكن تأمل! لقد جعلت هذا الإله العظيم يمضي 29 يومًا، وبعد ذلك نزل إلى ثغرك وأنت تعلم تمامًا أنه كان هنا! وهو لا يزال على ما كان عليه أبديًّا، وأنت تقف الآن وتريد أن تساوم عن «لبنان» مع ربها «آمون «.
أما من جهة قولك: إن الملوك السالفين أرسلوا فضة وذهبًا، فإذا كانوا قد قدموا الحياة والصحة فإنهم كانوا في غنى عن إرسال هذه الأشياء، وقد فضلوا أن يرسلوا إلى آبائك هذه الأشياء بدلًا من الحياة والصحة.
والآن من جهة «آمون رع» ملك الآلهة فإنه هو رب الحياة والصحة، وقد كان رب آبائك الذين قضوا مدة حياتهم يقدمون القربان «لآمون»، وأنت كذلك خادم «لآمون». والآن إذا قلت: نعم سأفعلها، ونفذت أمره فإنك ستعيش وتفلح، وتكون في صحة جيدة، وستكون محسنًا إلى كل الأرض وإلى قومك. ولكن لا تأخذ شرها لنفسك أي شيء خاص «بآمون رع» ملك الآلهة، حقًّا إن السبع يحب متاعه! دع كاتبك يحضر إليَّ حتى أرسله إلى «سمندس» و«تنتآمون» قائدي الأرض، وهما اللذان قد منحهما «آمون» الجزء الشمالي من أرضه، وسيرسلان كل ما يحتاج إليه وسأكتب أنا إليهما قائلًا: أرسلها (أي: الأشياء) حتى أعود للجنوب، وأرسل لك كل ما أنا مدين به لك. وهكذا تحدثت له. وقد سلم خطابي إلى يد رسوله، ثم حمل خشب قعر المركب والمقدمة والمؤخرة، وكذلك أربع قطع أخرى، أي إن المجموع كان سبع قطع، وأمر بإرسالها إلى مصر، وقد ذهب رسوله إلى مصر، وعاد إليَّ في «سوريا» في أول شهر من الشتاء، وأرسل إلى «سمندس» و«تنتآمون«:
|
عدد |
---|---|
ذهب |
4 أباريق وإناء «كاكمنت» |
فضة |
5 أباريق |
ملابس من الكتان الملكي |
10 قطع |
كتان جيد من الوجه القبلي |
10 خرد |
بردي جميل |
500 |
جلود ثيران |
500 |
حقيبة عدس |
20 |
سلة سمك |
30 |
وكذلك أحضروا لي ملابس من كتان الوجه القبلي الجيدة 5 قطع، وكتانًا جديدًا من الوجه القبلي 5 خرد:
|
عدد |
---|---|
عدس |
1 حقيبة |
سمك |
5 سلات |
ففرح الأمير، وأعد ثلاثمائة رجل، وثلاثمائة ثور على رأسها ملاحظون لقطع الأخشاب، وقد قطعوها وبقيت ملقاة طول الشتاء. وفي الشهر الثالث من الصيف جُرَّت إلى شاطئ البحر.
وأتى الأمير ووقف عليها (أي الأشجار المقطوعة) وأرسل إليَّ قائلًا: تعال. ولما أُحضرت بالقرب منه سقط ظل مروحته عليَّ، ولكن «بنآمون« ساقيه وضع نفسه بيني وبينه قائلًا: إن ظل فرعون ربك قد سقط عليك، وقد غضب (الأمير) قائلًا: «دعه وهذه.» وأُحضرت بالقرب منه، وأجاب قائلًا لي: تأمل إن الأمر الذي قد أداه آبائي في الزمن الماضي قد أديته أيضًا، وإن كنت أنت من ناحيتك لم تفعل لي ما فعله آباؤك لي. انظر. إن آخر قطعة من خشبك قد وصلت الآن، وها هي ذي قد كُوِّمت، والآن افعل كما أريد؛ وتعال لشحنها لأنها في الحقيقة أعطيت إياك، ولكن لا تأتِ لتشاهد أهوال البحر، فإذا كنت ستشاهد هول البحر فشاهد هولي أيضًا، وفي الحق لم أفعل معك ما فعلوه مع رسل «خعمواست«، حينما قضوا سبع عشرة سنة في هذه الأرض، وقد ماتوا حيث كانوا.
ثم قال لساقيه: «خذه وأره قبورهم حيث يرقدون.» وقلت له: «لا ترني إياها.» أما عن «خعمواست» فإنه أرسل لك رجالًا رسلًا، وكان هو نفسه رجلًا، وأنا ليس معي أحد من رسله، ومع ذلك تقول: اذهب وانظر إلى زملائك. ألا يحسن بك أن تفرح وتأمر بعمل لوح تذكاري لك وتنقش عليه «آمون رع» الإله أرسل إلى (رسولًا) «آمون الطريق» ومع «ونآمون» رسوله من البشر من أجل الخشب اللازم لسفينة «آمون رع» ملك الآلهة العظيمة الفاخرة، وإن قطعتها وشحنتها وأرسلتها في سفني المجهزة بملاحي، وقد أرسلتهم إلى مصر ليلتمسوا لي حياة عشرة آلاف سنة من «آمون» أكثر مما هو مقدر لي، وسيحقق ذلك. وحينئذٍ عندما يأتي رسول من أرض مصر في الزمن المقبل، عالم بالكتابة ويقرأ اسمك على اللوحة التذكارية، فإنه سيقرب إليك ماء في الغرب مثل الآلهة الذين هنا. فقال: إنها لشاهدة عظمى على ما قد قصصته عليَّ. فقلت له: أما من جهة الأشياء العدة التي قلتها لي فإني لو وصلت إلى مقر كهنة «آمون» ونظر إلى ما أوصيت به فحينئذٍ سيجيبك إلى هذه التوصية بعض الشيء،
وذهبت إلى ساحل البحر حيث كان الخشب محزومًا، ولمحت إحدى عشرة سفينة تقترب في البحر وهي من متاع «زاكار» وقد أتت بالأمر. خذوه سجينًا ولا تسمحوا له بسفينة أن تذهب إلى أرض مصر، وعند ذلك قعدت وبكيت. ثم أتى كاتب خطابات الأمير إليَّ وقال لي: ماذا يؤلمك؟ فقلت له: لا ريب أنك ترى الطيور التي تذهب إلى مصر للمرة الثانية. انظر إليها إنها تذهب إلى البرك الباردة ولكن إلى أي وقت سأترك هنا؛ ولا شك أنك ترى هؤلاء الذين أتوا ثانية ليأخذوني سجينًا. فذهب وأخبر الأمير بذلك، فأخذ الأمير يبكي بسبب الأخبار المحزنة جدًّا التي قيلت له، وأرسل إليَّ كاتب خطاباته، وأحضر إليَّ قدحين من النبيذ وكبشًا، وزيادة على ذلك أحضر لي «تتنوت» وهي مغنية مصرية كانت معه قائلًا لها: غني له، ولا تجعلي قلبه تسكنه الهموم، وأرسل إليَّ قائلًا: كل واشرب، ولا تجعل قلبك مسكنًا للهموم، وستسمع كل ما أقوله غدًا، وعند الصباح أمر … ينادي، ووقف في وسطهم وقال لرجال «زاكار» ما معنى مجيئكم هذا؟ فقالوا له: قد أتينا وبحثنا وراء السفن التي يجب أن تحطم، والتي ترسلها إلى مصر مع … زملائنا، فقال لهم: أنا لا يمكنني أن آخذ رسول «آمون»، سجينًا في أرضي. دعوني أرسله بعيدًا، وعندئذٍ اقتفوا أثره لتأخذوه سجينًا (يظهر أن هذا كان نص القانون الدولي وقتئذ).
فوضعني على ظهر السفينة، وأرسلني بعيدًا عنه … إلى ثغر البحر، فساقتني الريح إلى أرض «أرسا« وخرج أهل المدينة ليقتلوني، وقد ساقوني بينهم إلى مكان سكن «حتب» ملكة المدينة، وقد وجدتها حينما كانت آتية من أحد بيوتها داخلة إلى بيت آخر لها، وقد حييتها وقلت للناس الذين وقفوا بجانبها: يوجد من غير شك واحد من بينكم يفهم المصرية، فقال أحدهم: أنا أفهمها، فقلت له: قل لسيدتي: لقد سمعت أنه يقال من أول «طيبة» حتى مكان «آمون»: إن الظلم يفعل في كل مدينة، ولكن الحق يفعل في أرض «أرسا». والآن كذلك يفعل الظلم كل يوم هنا. فقالت لي: ولكن ما الذي تعنيه بما تقول؟ فقلت لها: إذا كان البحر قد هاج، وساقتني الريح إلى الأرض التي تسكنينها فإنك لن تسمحي لهم أن يقبضوا عليَّ ليذبحوني مع العلم بأني رسول «آمون» فتدبري الأمر جيدًا. إني فرد سيجري البحث عنه باستمرار. أما من جهة ملاحي أمير «جبيل» الذين يبحثون عنهم ليقتلوهم فإن سيدهم لو عثر على عشرة من ملاحيك كذلك سيقتلهم، وعلى ذلك أمرت بإحضار الناس فأُحضروا أمامها وقالت لي: ارقد ونم. (وهنا كسرت ورقة البردي، ولا نعلم كيف هرب «ونآمون» من هذه الأخطار الجديدة، وهل أفلح في إحضار الخشب إلى مصر، وهل دفع ثمنه؟ وهل «آمون الطريق» الذي لم يستفد منه شيئًا قط في السياحة رجع سالمًا ثانية إلى الكرنك أو لم يرجع؟)
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|