أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2020
1997
التاريخ: 2024-06-13
571
التاريخ: 10-1-2017
1409
التاريخ: 2024-02-09
939
|
يظهر مما لدينا من الآثار الباقية أن «هليوبوليس» قد أعيد معظم مبانيها في عهد «سيتي الأول «(1)، ولكن مما يؤسف له جد الأسف أن هذه المدينة قد أصابها من التهديم والتخريب أكثر مما أصاب أي بلدة مصرية عظيمة؛ ولذلك لم يبقَ لنا إلا بعض دمن ضئيلة تدل على ما كانت عليه من عظمة وفخار في عصورها القديمة المختلفة، فنعلم مثلًا من ورقة «رولن» أن مدينة «هليوبوليس» كانت إحدى عواصم البلاد، وأن «سيتي الأول» كان له قصر فيها يسكنه هو وحاشيته أحيانًا (راجع Pleyte Rollin Papyrus 13).
مسلة «هليوبوليس»: قفا «سيتي الأول» تقاليد أجداده العظماء، فأقام — على ما وصلت إليه معلوماتنا — مسلة في «هليوبوليس»، والظاهر أنه أقام غيرها؛ لأن «رعمسيس الثاني» يحدثنا بأن والده قد ملأ «عين شمس» بالمسلات، وهذه المسلة نُقلت إلى «روما»، وهي منصوبة الآن في ميدان «بيازا-دل-بو بولو»، والظاهر أنها من أواخر الآثار التي أقامها؛ لأنه مات قبل أن يبدأ نقشها، وقد قام بهذا العمل ابنه «رعمسيس الثاني» الذي حفظ لنفسه إحدى واجهاتها، ودوَّن عليها ما فعله، أما النقوش فهي:
(1) الواجهة الشمالية: ألقاب الفرعون «سيتي الأول» صاحب الآثار الجميلة في «عين شمس» مكان الأبدية مثل عمد السماء الأربعة، مخلدة وباقية في ردهة «رع» الأمامية، وتاسوع الآلهة مرتاحون لأعماله لبيت «ابن رع سيتي مرنبتاح» محبوب آلهة «هليوبوليس»، ليته يعيش مثل «رع».
(2) الواجهة الجنوبية: ألقاب الفرعون «سيتي الأول» الذي زين «هليوبوليس» لسكانها، والذي طهرها «لرع» ربها، وأرباب السماء والأرض يبتهجون، وحظوته قد تضاعفت بسبب أعماله العظيمة، ليت ابن الشمس «سيتي مرنبتاح» محبوب «حور اختي» يعيش بوساطته مثل «رع».
(3) الواجهة الغربية: … «سيتي الأول» الذي ملأ «هليوبوليس» بمسلاته المضيئة بالأشعة، وبيت «رع» قد غمر بجماله، وآلهة البيت العظيم فرحون به، ليت «ابن رع» «سيتي مرنبتاح» محبوب التاسوع الذين في البيت العظيم، يعطي الحياة بوساطته (أي رع).
(4) الواجهة الشرقية: ألقاب الفرعون «رعمسيس الثاني» الذي أقام آثاره مثل نجوم السماء، وأعماله تناطح القبة الزرقاء، مبتهجًا بما يشرق عليه «رع» في بيت ملايين السنين، وإن جلالته هو الذي جمَّل هذا الأثر بالنقوش لوالده؛ ليجعل اسمه يبقى في بيت «رع»، ليت «رعمسيس الثاني» محبوب «آمون»، ومحبوب «آتوم»، ورب «هليوبوليس» يعطي الحياة بوساطته (أي رع) (2).
ولدينا نقش في «أسوان» مؤرَّخ بالسنة التاسعة من عهد «سيتي الأول» دوَّن تذكارًا لحملة أرسلت للمحاجر هناك للحصول على جرانيت لعمل مسلات، وتماثيل ضخمة، والجزء الأعلى من هذه اللوحة المنقورة في الصخر يظهر فيه «سيتي الأول» مقدمًا قربانًا للآلهة «خنوم»، و«ساتت»، و«عنقت»، وفي الجزء الأسفل نقرأ المتن التالي: «السنة التاسعة في عهد جلالة «سيتي الأول»؛ هنا تأتي ألقابه العادية، وقد أمر جلالته — له الحياة والفلاح والصحة — بإنجاز أعمال عدة لصنع مسلات عظيمة جدًّا، وتماثيل ضخمة مدهشة باسم جلالته …» (3)
هذا بالإضافة إلى نقش آخر في نفس البقعة، ولكنه مهشم، والنسخة التي وصلتنا من «لبسيوس» محشوة بالأخطاء، ومؤرَّخة بالسنة التاسعة، وتبتدئ هكذا (4):
إن جلالته — له الحياة والسعادة والصحة — قد أمر بعمل مسلات عظيمة لمصر، ثم وجد جلالته …
وقد ضاع الجزء الباقي من هذا النقش بكل أسف، ويحتمل ألا نعرف ما كان عليه قط.
عارضة باب من «هليوبوليس»: يوجد الآن بمتحف «الإسكندرية» عارضة باب من الحجر الرملي الأصفر، وهي بلا شك من المباني التي أقامها «سيتي الأول» في «هليوبوليس»، كما تدل على ذلك النقوش التي عليها، فعلى أحد وجوهها أربعة مناظر وضعت في أربعة صفوف بعضها فوق بعض، فنشاهد في الصف الأعلى إلهًا ممسكًا بيده علامة الحياة، ومتجهًا نحو «سيتي» ويقول: «خذ لنفسك الحياة بأنفك.» وفوق هذا المنظر عقاب يُحلق، وفي الصف الثاني يرى الإله «آتوم» رب الأرضين في «هليوبوليس» ممسكًا بيده الفرعون، ومقدمًا علامة الحياة لخيشومه قائلًا: «خذ الحياة بأنفك.» وفي الصف الأسفل يشاهد تمثال «بولهول» برأس إنسان يجثم على قاعدة، ويحلق فوق رأسه عقاب ولم يبقَ من النقوش التي تصحبه إلا بعض كلمات لا تؤدي معنى مفهومًا.
أما الوجه الثاني للعارضة، فمنقوش عليه المتن التالي في ثلاثة أسطر، وهو:
(1) «حور» الثور القوي، الظاهر في «طيبة»، ومنعش الأرضين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «من ماعت رع» محبوب «آتوم»، رب الأرضين في «هليوبوليس»، الإله العظيم، سيد البيت الكبير، معطي الحياة والثبات والسعادة مثل «رع» أبديًّا.
(2) محبوب الإلهتين، مجدد التوالد، صاحب السيف البتار، وقامع الأقواس التسعة، ابن الشمس «سيتي مرنبتاح» محبوب الإله «شو»، والإلهة «تفنوت»، ولقد أقامه أثرًا لوالده «آتوم» رب «هليوبوليس».
(3) أقام له بابًا من الحجر الرملي، وأبوابه من خشب الصنوبر المصفح ﺑ … ومؤسسًا بوصفه عملًا سرمديًّا، وهو الذي عمل لجلالته؛ لأنه كان يرغب كثيرًا … لأرواح «عين شمس» (5).
مائدة قربان من «هليوبوليس»: عثر على مائدة قربان من الجرانيت مبنية في جدار أحد البيوت بعطفة «البرقدار» بالقرب من «بوابة الفتوح»، وتدل نقوشها على أنها من «عين شمس»، وقد مثل عليها منظران يظهر فيهما «سيتي الأول» يقدم إناءين للإله «آتوم خبر» الذي أوجد نفسه، هذا بالإضافة للنقش التالي:
الإله الطيب البار بوالده عظيم الآثار … ابن «آتوم» عالي العرش (؟) ومن جماله صوَّر أرواح «هليوبوليس» (الملوك القدامى) ملك الوجه القبلي والوجه البحري «من ماعت رع» (إوعو رع) ابن الشمس، رب التيجان «سيتي مرنبتاح» محبوب «بتاح»، ومحبوب «آتوم خبري» خالق نفسه، معطي الحياة مثل «رع» مخلدًا.
«الإله الطيب ابن آتوم صاحب التاجين، وجلالة «خبري»، والذي خرج من البذرة الفاخرة لثور «هليوبوليس»، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، حاكم الأقواس التسعة، ورب الأرضين «من ماعت رع» (إوعو رع) ابن الشمس، رب التيجان «سيتي مرنبتاح»، محبوب «آتوم» (خالق نفسه)، معطي الحياة مثل «رع».».
ويعتقد «كمال باشا» أن هذه المائدة قد جيء بها من مدينة «هليوبوليس» المقدسة، ومعها آثار أخرى في زمن «بهاء الدين يوسف» حوالي عام 1175م، وفي تلك المدة كانت الآثار المصرية مستعملة محاجر لبناء العمائر الجديدة التي زين «بهاء الدين» هذا بها عاصمة البلاد (القاهرة) (6)، وفي متحف «برلين» عمود مثمن الأضلاع من بناء في «هليوبوليس» أقامه «سيتي الأول» (7)، والنقوش التي عليه تحدثنا عن «سيتي» بأنه محبوب «آتوم» سيد «هليوبوليس»، ومحبوب «رع حور اختي» سيد السماء، وقد نُقش على جانبين منه صورة «بولهول»، ولكنها غريبة في بابها؛ إذ مثل جالسًا على مؤخرته، ورافعًا إحدى ذراعيه التي على هيئة ذراع الآدمي في صورة تضرع، والظاهر أنه يمثل الملك الذي ظهرت طغراؤه أسفل منه. ويلاحظ أن صورة الإله «ست» التي كانت في الطغراءات التي تحوي اسم «سيتي» قد مُحيت عمدًا. وفي متحف «بروكسل» قطعة حجر من الجرانيت الأزرق الرمادي، نُقش عليها مناظر الاحتفال بتتويج «سيتي الأول» (8). ويشاهد حفل التتويج والتقديس بالإناء «حس»، يقوم به الإلهان «حور»، و«ست» على التوالي، والنقوش تحتوي على لقب «سيتي» المبكر، وهو «من ماعت رع إوعو رع» (9)، ويظهر الفرعون على جانبي المجموعة الرئيسية مقدمًا إناءين للإله «آتوم»، وعطورًا للإله «حور».
..............................................
1- راجع: Petrie History III, p. 118.
2- راجع: Br. A. R. III § 545 ff..
3- راجع: Br. A. R. III 201.
4- راجع: L. D. III, pl. 141, i.
5- راجع: A. S. V., p. 120-1; Br. A. R., III, § 245.
6- راجع: A. S., II, p. 95.
7- راجع: Inschrift. Mus. Berlin II, p. 322.
8- راجع: Speelers Inscrip Egyp. Musée Bruxcelles p. 46.
9- راجع: Seele. The Coregency of Ramses II, with Seti I, p. 29.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|