المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تعريفات السياحة
28-11-2017
شعر لأبي بكر ابن مرتين
28-1-2023
 صودى      f . soddy
18-11-2015
وداع الشام
4-3-2022
العمل ومسؤولية الأبوة
21-4-2016
من موبقات يزيد
27-5-2017


مثلى الطريقة في ذم الوثيقة  
  
270   03:05 مساءً   التاريخ: 2024-12-04
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 273-278
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2016 6524
التاريخ: 17-9-2019 4854
التاريخ: 30-09-2015 12829
التاريخ: 5-8-2018 2875

مثلى الطريقة في ذم الوثيقة 

ومن نثر لسان الدين رحمه الله تعالى قوله في قضية امتناع بعض الموثقين من أكل طعامه بمدينة سلا ، وقد صدر به كتابه المسمى بـ « مثلى الطريقة في ذم الوثيقة » وهذا نصه : أما بعد حمد الله الذي قرر الحكم وأحكمه ، وبين الحلال من الحرام بما أوضحه من الأحكام وعلمه ، ونوع جنس المعاش وقسمه، وماز كل نوع منه ووسمه ، فأثبته متفاوتاً في درجات التفضيل ورسمه ، والصلاة والسلام على مولانا محمد رسوله الذي فضله على الأنبياء وقربه وطهر من دنس الشبهات شيمه ، فما استعمله في غير طاعته ولا استخدمه ، ولا أعمل في سوى

 

                                                 273

البر والهدى بنائه ولا قدمه ، والرضى عن آله وأصحابه الذين رعوا ذممه واستمطروا ديمة ، وتواصوا من أجله بالبر وتواصوا بالمرحمة ، فهذا كتاب مثلى الطريقة في ذم الوثيقة » دعا إلى جمعه قلة الإنصاف من المداهن والمعاصر، والمباهت في مدرك النور الباصر ، ورضى مظنة النيل منهم بالباع القاصر ، والمناضلة عن الحمى الذي لم يؤيده الحق بالولي ولا بالناصر ، ولوضعه حكاية ، ولنفئته شكاية ، إذ معرفة الأشياء بعللها مما يتشوق إليه ، ويحرص عليه ، وهو أني لما قدمت على مدينة فاس حرسها الله تعالى ، مستخلصاً بشفاعة الخلافة ، ذات الإنافة ، مستدعى برسالة الإيالة ، ذات الجلالة ، فانسحب والمنة لله الستر ، وانفسح الفتر، وشفع من النعم الوتر ، واقتدى المرؤوس بالرئيس، وتنافس الأعلام في التأنيس، واتصل الاحتفاء والاستدعاء ، وانتخب الموعى والوعاء ، وأخذ أعقاب الطيبات الوضوء والطيب والدعاء ، تعرفت فيمن جمعته الأخونة ، والمداعي المتعبنة ، برجل من نبهاء موثقيها غرني بمخيلة البشاشة التي يستفز بها الغريب ، ويستخلص هوى من لم يعمل التجريب ، فأنست بمكانه ، واستظهرت على ما يعرض من مكتتب بدكانه ، وشأني في الاغتباط بمن عرفت شاني ، فلست للمقة بشاني ، واسترسالي ، حتى لمن أسا لي ، طوع عناني :

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ضميري ويتلوه يدي ولساني ولم يك إلا أن حللت بمدينة سلا حرسها الله تعالى مقصود المحل وإن رغم الدهر فأقصد ، معتمداً بفتوحات الله تعالى وإن أرتج الباب بزعمه وأوصد ، مصحباً بمدد عنايته وإن كمن وأرصد ، لا يمر فاضل إلا عرج على منواي، وأنى من البر فوق هواي ، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، وتعرفت عن صاحبي علينا من سخر عملية فلا لها الدسر المنهوبة ، وتخللها المسبعة المرهوبة ،

واغتذى الأطعمة التي مرقتها الدموع ، ومطبختها الحمى المتروع ، واستقر

بالمدينة بعد أن لان وضرع، وجدل وصرع ، نافق البقلة كاسة الورع  /   274

ونزل بمثوى خمول ، ومحط مجهول ، وكنف ممقوت ، وجوار لا يبخل بغيبة يسمح بقوت ، فبادرت استدعاءه بفاضل من الطلبة ممن يتلقى به الوارد ، ويقتاد الشارد ، وقد أغرب بقراءة الاحتفاء والاحتفال ، وأجنب الإغفاء والإغفال ، وجهزت السرايا إلى التماس نعم الله تعالى فحلت الأنفال ، فلما عرض عليه الدعوة تعجرف ونفر ، ولما مسح عطفه بالاستنزال نزا وطفر ، حتی بهت الرسول كما بهت الذي كفر ، وآب يحمل عذراً بارداً ، واحتجاجاً شارداً ، فأقطعته جانب شماسه، وخليت بينه وبين وسواسه ، ومن الغد قصدني فاعتذر ، وأكثر الهذر ، ولم ينبت الله النبات الحسن شيئاً مما بذر ، وكان جوابي إياه

ما نصه :

أبيم  دعوتي  إما لبأو        وتأبى  لومه  مثلى الطريقه

وبالمختار   للناس اقتداء       وقد  حضر  الوليمة  والعقيقه

وغير  غريبة  أن رق حر      على من  حاله  مثلي   رقيقه

وإما  زاجر  الورع  اقتضاها      ويأبى ذاك دكان  الوثيقه

وغشيان  المنازل لاختيار          يطالب  بالجليلة  والدقيقه

شكرت  مخيلة مجازا                لكم  وحصلت  بعد  على الحقيقه

وذاع خبرها فقلبت عنها الجنوب ، وكلف بها الطالب والمطلوب ، وهش إلى المراجعة عنها أحد الموثقين بسلا ممن يحوم حول حمى الإدراك ، ويروم درجة الاختصاص ببعض الفنون والاشتراك ، وله في الأدب مساس ، وجلب الباس ،

بما نصه :

رسولك لم يبن لي عن طريقه       تقرب من حديقتك الأنيقه

فلا بأو لدي ولا إباء               ولكن ساء في الغرض الطريقه

وهب أني أسأت فكم صديق            تدلل واعتدى فجفا صديقه

 

                                                 275

فلا عجب  فديت  لرفق  حر         يسكن   عند  خجلته  رفيقه

وإني فيك معتقد  ولكن                  أرى  الأيام  حاقدة  حنيقه

على  ذي الود فيمن  ود حتى             يفارقه  وإن  أضحى  رفيقه

فراجعته  بما نصه لما  أسلفته  من جزاء  مصاعه  وكلت  له بصاعه

من استغضبت من هذي الخليقه         بمغضبة  بإنكار  خليقه

ولم يغضب فتيس أو حمار               مجازا  لا لعمري  بل  حقيقه

بعثت  بمرسل  لك مع  عتيقي           فلم  تطع  الرسول  ولا  عتيقه

وطوفت  السفير  الذنب لما                عجلت  به ولم  تبلعه    ريقه

إمام  جماعة وقريع تقوى                   ومبلغ  حجة  وحفيظ  سيقه

فبؤت  بها على  الأيام داء                      عضالا  لا تفيق  عليه فيقه

وقد  عارضت عذرك باعراف               فزدت  مذمة  تسم  الطريقه

وهل  بعد اعراف  من نزاع                    وهل  بعد افتصال  من وثيقه

ومن جهل  الحقوق  أطاع  نفسا                   ببحر  الجهل راسبة  غريقه

ومنجى نيقه أمر بعيد                              إذا  نصب المهندس  منجنيقه

فأمسك  حينئذ  واقصر  ورأى   الأمر  يطول  فاختصر  إلا   أنه  نمي  لي عنه  قوله

إن دكان  الوثيقة   إن نافى  الورع  فبغير  بلده   وأذهلته   لذة  لدده  عما  هو بصدده

فارهنت  له أن  أنصر  الدعوى  بما  يسلمه   المساهل  وينكره   الأرعن الجاهل 

وتشد به  المنازل  والمناهل  والمعالم   والمجاهل  مستندا  الى الحكم   الشرعي  والسنن  المرعي  والمشاهد  والحس  وشهادة  الجن  والإنس

 

                                                   276

                                  ولو ترك القطا ليلاً لناما

والله يجعله موقظاً من السنات ، وازعاً عن كثير من الهنات ، وينفع فيه بالنية فإنما الأعمال بالنيات ، وها أنا أبتدئ وعلى الله الإعانة ، وبحوله وقوته الإفصاح والإبانة

قلت : ينحصر الكلام فيه في سبعة أبواب، الباب الأول : في جواز الإجارة فيها عند العلماء ، الباب الثاني : في الشركة المستعملة بين أربابها ، الباب الثالث : في محلها من الورع إن سوغها الفقه ، الباب الرابع : في منزلتها من الصنائع والمهن ، الباب الخامس : في أحوال منتحليها من حيث العلم غالباً ، الباب السادس : في أحوالهم من جهة استقامة الرزق وانحرافه ، الباب السابع : في رد بعض ما يحتج به فيها . انتهت الخطبة المقتطعة من تأليف لسان الدين رحمه الله تعالى وهذا التأليف في نحو كراسة ، وقال في آخره ما صورته : فإن قيل : ترك الأجر وقبول العوض في هذا الأمر يدعو إلى تعطيله ، فيفقد الناس منفعة هذه الطريقة وغناءها ، قلت : الإنصاف فيها اليوم أن لو كان متوليها يرتزق من بيت المال وأموال المصالح والأوقاف التي تسع ذلك ، وحال الجماهير في فقدانها والاضطرار إليها ورفع أمورهم بها إلى السلطان ورغبتهم في نصب من يتولى ذلك حالهم في فقدان أئمة الصلاة في المساجد الراتبة في جريانه من بيت المال بعلة التزامهم وارتباطهم فقط ، حسبما نقل الإجماع فيه القاضي أبو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى ومنع الارتزاق من غيره إجماعاً ، وقد كان بالمدن المعتبرة من بلاد الأندلس - جبرها الله تعالى - ناس من أولي التعفف والتعين ، كبني الجد بإشبيلية وبني الخليل وغيرهم بغيرها ، يتعيشون من فضول أملاكهم ، ووجائب رباعهم ، ويقعدون بدورهم عاكفين على بر منتابين لرواية وفتيا ، يقصدهم الناس في الشهادة فيجاملونهم ، ويبركون على صفقاتهم ، ويهدونهم إلى سبيل الحق فيها من غير أجر ولا كلفة ، إلا الحفظ على المناصب ، وما يجريه السلطان من الحرمة

                                         277

والتفقد في الضرورة ، وما يهديهم الناس من الإطراء والتجلة ، والله سبحانه ينيلهم من الأجر والمثوبة ، وبلغني اليوم أن حالها بمدينة سجل ماسة ينظر إلى هذا الحال من طرف خفي، ولم يفسد بها كل الفساد ، وكذلك لم نزل نتعرف أن الأمر في شأنها بمدينة تونس أقرب ، وبعض الشر أهون من بعض ، ولو بقيت بحالها

لوجب تقرير فضلها وتقريظ منتحلها ، فالصدق أنجى ، والحق عند الله أحجي

والله عز وجل يستعملنا فيما يرضيه ، ويلطف بنا فيما يجريه علينا من أحكامه وما يقضيه ، ويجعلنا ممن ختم له بالحسنى ، ويقربنا إلى ما هو أقرب من رحمته و أدنى ، وصلوات الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ؛ انتهى وكتب على ظهر الورقة الأولى من هذا التأليف شيخ شيوخ شيوخنا الإمام الكبير المؤلف الشهير سيدي أحمد الونشريسي رحمه الله تعالى ما صورته : الحمد لله ، جامع هذا الكلام المقيد هذا بأول ورقة منه قد كد نفسه في شيء لا يعني الأفاضل ، ولا يعود عليه في القيامة ولا في الدنيا بطائل ، وأفني طائفة من نفيس عمره في التماس مساوئ طائفة تستباح الفروج ، وتملك مشيدات الدور والبروج ، وجعلهم أضحوكة لذوي الفتك والمجانة ، وانتزع عنهم جلباب الصدق والديانة ، سامحه الله تعالى وغفر له ، قال ذلك وخطه بيمنى يديه عبيد ربه بن يحيى بن محمد بن علي الونشريسي خار الله سبحانه له ؛ انتهى ما ألفيته وقد كان لسان الدين رحمه الله تعالى كثيراً ما يعرض ويصرح بهجو بعض أهل سلا أو كلهم حتى قال :

أهل سلا صاحت بهم صائحة        غادية" في دورهم رائحة

يكفيهم من عون أنهم                   ريحاتهم ليست له رائحه

والله المرجو للعفو عن الزلات

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.