عمل لويس الرابع عشر على عزل هولندا وابعادها عن حلفائها قبل الدخول في العمليات الحربية ضدها. واستمرت المفاوضات مدة ثلاث سنوات، وحصل لوي الرابع عشر على تحالف مع انجلترا، وتحالف مع السويد، نظير دفعه لكل منهما مبلغا يزيد 200,000 جنيه على ما كانت تدفعه هولندا لهما. وحصل على تحالف مع منتخب كولونيا وامراء منطقة الراين، واشترى كذلك حياد الامبراطور ليوبولد، الذي كان في حاجة الى المال. وفي هذا الوقت كان الهولنديون منصرفين الي تجارتهم، وبذروا اموالهم على المخالفات، بدلا من انفاقها على انشاء جيش دائم، وكان مجلس الاقاليم المتحدة قد رفض تجنيد الاهالي، وكانت روح التجارة مسيطرة حتى انهم كانوا يبيعون البارود لعملاء لوي الرابع عشر. ولذلك فانهم فوجئوا بمحاربة لويس الرابع عشر لهم.

وبدا لويس الرابع عشر حربه ضد هولندا في شهر مايو سنة 1672، وقاد بنفسه 120 ألف رجل، وساعده في القادة كل من تورين وكونديه. وفي فترة ثلاثة ايام، شعر الفرنسيون انهم قد سيطروا على هولندا. ولكن الهولنديين قاموا يوم 15 يونيو بتحطيم السدود التي كانت تحمي اراضيهم الزراعية، والتي كانت اقل انخفاضا من سطح البحر، فغرقت البلاد. وتحولت المدن الي جزر لا يمكن الوصول اليها الا بالسفن. وفي نفس الوقت طلب الهولنديون الصلح نظير دفع غرامة حربية تبلغ 10 ملايين جنيه. لكن لويس الرابع عشر طالب بـ 25 مليونا، ويبعض الاقاليم. فصمم اهالي الجنوب على ضرورة مواصلة الحرب، واختاروا الامير وليام اورانج لقيادة عملياتهم وكان له من العمر إحدى وعشرين عاما، وسيظل طوال حياته الخصم العنيد للويس الرابع عشر، والمحرك الاول للعمليات المقاومة ضد مشروعاته.

وتغير نظام المحالفات تماما، وتخلي بعض حلفاء لوي الرابع عشر عنه: فانضم الامبراطور للهولنديين، ثم انضمت إليهم اسبانيا والامبراطورية، وأنشأوا تكتلا في لاهاي سنة 1673، وتحولت الحرب ضد هولندا الى حرب اوربية.

وعندئذ ترك لويس الرابع عشر الحرب ضد هولندا، وحول كل مجهوده ضد اسبانيا، في حرب هجومية كبيرة: فاستعاد منها فرانش كونتيه للمرة الثانية، ثم عمد الى اعادة غزو الاراضي المنخفضة، موقع بعد موقع، من سنة 1674 الي 1678.

اما فيما يتعلق بالحرب ضد الامبراطور والالمان، فان لويس الرابع عشر قد اكتفي بحرب دفاعية. وكانت اهم مراحلها اثناء شتاء سنة 1674 - سنة 1675 حين عبر جيش فرنسي قوي نهر الراين، ودخل الى الالزاس، وهاجم قوات الامبراطور عند ستراسبورج. ولقد تدخل في هذه العمليات منتخب براندبورج، فريدريك ويليام، المنتخب الاكبر، الذي سنعود اليه في القرن الثامن عشر. ولقد انتصرت القوات الفرنسية، وضمنت السيطرة على الالزاس، وان كان قائدها، تورين قد توفي بعد ذلك بستة أشهر.

ورغم هذه المجهودات التي بذلوها شعر المتكتلون بأنهم لم يحصلوا على اي ميزة عل لويس الرابع عشر، ولذلك فانهم عقدوا معه الصلح سنة 1678. وحصل الهولنديون على ميزات تجارية مع فرنسا وكانت اسبانيا هي التي دفعت الثمن وتركت لفرنسا الفلاندر وفرانش كونتيه. وقامت فرنسا بضم ستراسبورج في سنة 1681، وانهت وضعيتها غير المحددة، حتى تمنع المانيا من استخدامها كقاعدة شرقية لغزو فرنسا.

ورغم ان هذه التسوية كانت تخيف الدول، الا انها لم تتحرك، نتيجة لخوفها من الجيوش الفرنسية. وكانت الامبراطورية مشغولة بوصول الاتراك حتى فيينا في سنة 1683 ولكن نفس هذه المخاوف ساعدت على تجميع الخائفين في تكتل جديد ضد فرنسا.