المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى التربص
2024-04-06
الانحراف عن قانون بيير
2023-09-24
استيلاء معز الدولة البويهي على البصرة
2024-11-07
تفسير الاية (1-19) من سورة الاعلى
31-1-2018
الغابات المدارية
31-5-2016
الاتصال الشفوي ووسائله
24-6-2016


تشريع الحج  
  
1016   05:01 مساءً   التاريخ: 2024-11-03
المؤلف : الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : تفسير الصافي
الجزء والصفحة : ج1، ص358-363
القسم : القرآن الكريم وعلومه / آيات الأحكام / العبادات /

قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران: 97]

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ{[1]  كقهره لمن تعرض له من الجبابرة بسوء كأصحاب الفيل وغير ذلك مقام إبراهيم أي منها مقام إبراهيم.

في الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل ما هذه الآيات البينات قال مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه والحجر الأسود ومنزل إسماعيل.

أقول : أما كون المقام آية فلما ذكر ولارتفاعه بإبراهيم ( عليه السلام ) حتى كان أطول من الجبال كما يأتي ذكره في سورة الحج إن شاء الله .

 وأما كون الحجر الأسود آية فلما ظهر منه للأنبياء والأوصياء من العجائب إذ كان جوهرة جعله الله مع آدم في الجنة وإذ كان ملكا من عظماء الملائكة القمة الله الميثاق وأودعه عنده ويأتي يوم القيامة له لسان ناطق وعينان يعرفه الخلق يشهد لمن وافاه بالموافاة ولمن أدى إليه الميثاق بالأداء وعلى من جحده بالإنكار إلى غير ذلك كما ورد في الأخبار عن الأئمة الأطهار ولما ظهر لطائفة من تنطقه لبعض المعصومين كالسجاد حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في أمر الإمامة كما ورد في الروايات ومن عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة، وأما كون منزل إسماعيل آية فلانة أنزل به من غير ماء فنبع له الماء، وإنما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره لأنه أظهر آياته اليوم للناس، قيل سبب هذا الأثر أنه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة فغاضت فيه قدماه، وقيل أنه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة إسماعيل انزل حتى نغسل رأسك فلم ينزل فجاءته بهذا الحجر فوضعته على شقه الأيمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ثم حولته إلى شقه الأيسر حتى غسلت الشق الآخر فبقي أثر قدميه عليه .

وفي الكافي عن الباقر ( عليه السلام ) وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم ( عليه السلام ) عند جدار البيت فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم فلما فتح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم ( عليه السلام ) فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب فسأل الناس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام فقال رجل أنا قد أخذت مقداره بنسع [2] فهو عندي فقال تأتيني به فآتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان ومن دخله كان آمنا .

 

في العلل عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال لأبي حنيفة أخبرني عن قول الله عز وجل ومن دخله كان آمنا أين ذلك من الأرض قال الكعبة قال أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها قال فسكت فسئله عن الجواب فقال من بايع قائمنا ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمنا .

 

والعياشي عنه ( عليه السلام ) من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف به خرج من ذنوبه وكفي هم الدنيا والآخرة .

وفي الكافي والعياشي عنه ( عليه السلام ) قال من أم هذا البيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمره الله عز وجل به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة .

وفي المجمع عن الباقر ( عليه السلام ) أن من دخله عارفا بجميع ما أوجبه الله عليه كان آمنا في الآخرة من العذاب الدائم .

وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) في أدعية دخول البيت اللهم انك قلت ومن دخله كان آمنا فامني من عذاب النار .

وفيه والعياشي عنه ( عليه السلام ) قال من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن به من سخط الله ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم .

وعنه ( عليه السلام ) قال إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لأحد أن يأخذه في الحرم ولكن يمنع من السوق ولا يباع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيؤخذ وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم .

وزاد في الكافي لأنه لم يرع للحرم حرمته .

وفي رواية إن سرق سارق بغير مكة أو جنى جناية على نفسه ففر إلى الحرم لم يؤخذ ما دام في الحرم حتى يخرج منه ولكن يمنع من السوق فلا يباع ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ وان أحدث في الحرم ذلك الحدث أخذ فيه .

وفي الكافي عنه ( عليه السلام ) وقد سأله سماعة عن رجل لي عليه مال فغاب عني بزمان فرأيته يطوف حول الكعبة أفأتقاضاه مالي قال لا لا تسلم عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم .

وعنه من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر من بر الناس وفاجرهم .

وفي الفقيه من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين ومن مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان ومن دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر ولله على الناس حج البيت وقرئ بكسر الحاء يعني به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان من استطاع إليه سبيلا .

العياشي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه سئل عن هذه الآية فقال الصحة في بدنه والقدرة في ماله .

وفي الكافي والعياشي عنه ( عليه السلام ) أنه سئل ما السبيل قال أن يكون له ما يحج قال قلت من عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك أهو ممن يستطيع إليه سبيلا قال نعم ما شأنه يستحيي ولو يحج على حمار أجدع أبتر فإن كان يطيق أن يمشي بعضا ويركب بعضا فليحج .

 وفي رواية يخرج ويمشي ان لم يكن عنده ، قيل لا يقدر على المشي قال يمشي ويركب قيل لا يقدر على ذلك قال يخدم القوم ويخرج معهم .

 وفي رواية أنه سئل عن هذه الآية فقال من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه وله زاد وراحلة فهو ممن يستطيع الحج أو قال ممن كان له مال .

 وفي رواية أنه ( عليه السلام ) سئل عن هذه الآية فقال ما يقول الناس فقيل الزاد والراحلة فقال قد سئل أبو جعفر ( عليه السلام ) عن هذا فقال هلك الناس إذا لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت به عياله ويستغني به عن الناس ينطلق إليهم فيسألهم إياه لقد هلكوا فقيل له وما السبيل قال فقال السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقي بعضا يقوت به عياله أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلا على من يملك مائتي درهم .

أقول : معنى الحديث لئن كان من كان له قدر ما يقوت به عياله فحسب وجب عليه أن ينفق ذلك في الزاد والراحلة ثم ينطلق إلى الناس يسألهم قوت ياله لهلك الناس إذا وينبغي أن يحمل اختلاف الروايات على اختلاف الناس في جهات الاستطاعة ودرجات التوكل ومراتب القوة والضعف بل الانسان على نفسه بصيرة ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قيل وضع كفر موضع من لم يحج تأكيدا لوجوبه وتغليظا على تاركه .

وفي الفقيه وفي وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) يا علي تارك الحج وهو مستطيع كافر قال الله تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] يا علي من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا .

وفي الكافي والتهذيب عن الصادق ( عليه السلام ) من مات ولم يحج حجة الإسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا .

وفي التهذيب عنه ( عليه السلام ) في قوله تعالى ومن كفر قال يعني من ترك .

وعن الكاظم ( عليه السلام ) وقد سأله أخوه علي من لم يحج منا فقد كفر قال لا ولكن من قال ليس هذا هكذا فقد كفر .

أقول : وذلك لأن الكفر يرجع إلى الإعتقاد دون العمل فقوله تعالى ومن كفر أي ومن لم يعتقد فرضه أو لم يبال بتركه فان عدم المبالاة يرجع إلى عدم الإعتقاد .

والعياشي عنه ( عليه السلام ) قال هو كفر [3] النعم وقال يعني من ترك ، وروي انه لما نزل صدر الآية جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرباب الملل فخطبهم وقال إن الله كتب عليكم الحج فحجوا فآمنت به ملة واحدة وكفرت خمس ملل فنزلت ومن كفر قيل وقد أكد أمر الحج في هذه الآية من وجوه الدلالة على وجوبه بصيغة الخبر وابرازه في صورة الاسمية وايراده على وجه يفيد أنه حق واجب لله تعالى في رقاب الناس وتعميم الحكم أولا وتخصيصه فإنه كإيضاح بعد ابهام وتثنية وتكرير للمراد وتسمية ترك الحج كفرا من حيث أنه فعل الكفرة وذلك الاستغناء في هذا الموضع مما يدل على المقت والخذلان وقوله على العالمين بدل عنه لما فيه من مبالغة التعميم والدلالة على الاستغناء عنه بالبرهان والإشعار بعظم السخط لأنه تكليف شاق جامع بين كسر النفس واتعاب البدن وصرف المال والتجرد عن الشهوات والإقبال على الله تعالى . 

 


[1] عن ابن عباس انه قرء آية بينة مقام إبراهيم فجعل مقام إبراهيم وحده هو الآية وقال أثر قدميه في المقام آية بينة كذا في المجمع ، وقيل المشاعر كلها آيات بينات لازدحام الناس عليها وتعظيمهم لها ويحكى أن الطواف بالبيت لا ينقطع ابدا ولانحراف الطير عن موازاة البيت ومخالطة الصيود في الحرم لضواري السباع واستيناسها بالناس ولانمحاق الجمار على كثرة الرماة فلولا أنه ترفع لكان يجتمع هناك من الحجارة مثل الجبال إلى غير ذلك ( منه ) .

[2] النسع بالكسر : سير ينسج عريضا ويشد به الرحال ( منه قده ) .

[3] لأن امتثال امر الله شكر لنعمته وترك المأمور به كفر لنعمته ( مجمع ) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .