أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
4334
التاريخ: 8-06-2015
11109
التاريخ: 27-2-2021
2836
التاريخ: 3-1-2016
12549
|
مقا- سور : أصل واحد يدلّ على علوّ ارتفاع ، من ذلك سار يسور ، إذا غضب وثار. وإنّ لغضبه لسورة ، والسور جمع سورة ، وهي كلّ منزلة من البناء. وأمّا سوار المرأة ، والإسوار من أساورة الفرس وهم القادة : فأراهما غير عربيّين.
وسورة الخمر : حدّتها وغليانها.
مصبا- ساريسور : إذا غضب ، والسورة : اسم منه ، والجمع سورات. وقال الزبيدي : السورة : الحدّة ، البطش. وسار الشراب يسور سورا وسورة : إذا أخذ الرأس ، وسورة الجوع والخمر : الحدّة أيضا ، ومنه المساورة وهي المواثبة. والسورة من القرآن جمعها سور. وسور المدينة : البناء المحيط بها ، والجمع أسوار.
مفر- السور : وثوب مع علوّ ، ويستعمل في الغضب والشراب ، وسوار المرأة معرّب وأصله دستواره ، وكيفما كان فقد استعملته العرب واشتقّ منه سوّرت الجارية وجارية مسوّرة ومخلخلة.
أسا- سار عليه : وثب ، وساوره ، والحيّة تساور الراكب ، وله سورة في الحرب ، وتسوّرت اليه الحائط ، وسرت اليه في أعالي السور ، وكلب سوّار : جسور على الناس ، وجلس على المسورة وجلسوا على المساور ، وهي الوسائد ، وهو سوّار في الشراب : معربد.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو هيجان مع اعتلاء وارتفاع ، وهذا المعنى يختلف خصوصية باختلاف المصاديق.
يقال : سار غضبه إذا هاج وظهر واعتلى أثره. وسار الشراب إذا هاج أثره وظهر السكر وبرز. وسارت الحيّة إذا هاجت وحملت على شخص ، وسار البناء إذا اعتلى وارتفعت مراتبه وطبقاته من دون انتظار.
وبهذه المناسبة يطلق السور على جدار عظيم وسدّ يمنع عن المخالف ويسدّ بين المتجاوزين أو متجاوز ، فالسور مظهر هيجان وارتفاع وعلامة وثوب وثوران وغضب ، وهو أعمّ من أن يكون سور بلد أو غيرها- كما قال تعالى :
{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} [الحديد : 13].
أي يضرب يوم القيامة بين المؤمنين والمنافقين بهذا السدّ للدفاع عن المنافقين وردّهم.
وبهذه المناسبة أيضا تسمّى سور القرآن كلّ واحدة منها بسورة : فانّ كلّ سورة منها كالسور يسدّ به ويدفع به المخالفون ، كما قال تعالى :
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة : 23].
{قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ} [يونس : 38].
فكلّ سورة سور في الحقيقة بين المؤمنين والكافرين ، وأسدّ عدّة معنويّة قطعيّة يدفع بها أيّ نوع من وساوس المخالفين وتعرّضهم ، وهو مظهر من هيجان الحقّ واعتلائه وظهوره في قبال المعاندين.
وبهذا ظهر أنّ السورة من القرآن كلّ قطعة وطائفة من الآيات الكريمة يكون على هذه الصفة ، وليست مخصوصة بما هو المشهور المعروف خارجا ، وإن كان هذا مصداقا كاملا له.
ويدلّ على هذا المعنى أيضا قوله تعالى : . { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ } [التوبة : 64].
{وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ} [التوبة : 86].
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } [محمد : 20].
فانّ وحشة المنافقين ودعاء المؤمنين ليست في نزول سورة كاملة تامّة ، بل في سورة تتضمّن التنبيه على ما في قلوبهم وذكر القتال فيها. وهكذا صدور حكم الايمان مع الجهاد في سورة ، فانّ المراد طائفة من الآيات الّتي تحتوي على هذه الأمور.
وعلى هذا المبنى : يلزم البحث عن وجود دليل قاطع يثبت وجوب قراءة سورة كاملة من القرآن في الصلاة بعد الحمد.
وأمّا عجز البشر عن إتيان بسورة مثل القرآن : فانّ القرآن مضافا الى محتوياته من المعارف العالية والحكم الجامعة والحقائق في كلّ جهة : قد نزّل على أحسن بيان وأفصح منطق وأكمل تأليف.
ومن وجوه إعجازه الّتي يبحث هذا الكتاب عنها : استعمال كلّ كلمة في معناه الحقيقيّ ، وانتخاب أيّ كلمة مخصوصة بالمورد من بين الألفاظ المترادفة والمتشابهة ، ورعاية صيغة مخصوصة من صيغ المادّة على مقتضى ما يستدعيه المورد ، وتركيب الكلمات على أجمل نحو يذكر في علم الفصاحة.
وهذا ممّا لا يمكن للبشر أن يأتي به وإن بلغ من العلم الى أقصاه ، وقد أثبتنا هذا الموضوع الى هنا من هذا الكتاب بتوفيقه وتأييده وتعليمه ، ونرجو أن يوفّقنا في إتمام الكتاب بمنّه وجوده.
{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [النور : 1].
الظاهر أنّ المراد هو السورة الكاملة وهي سورة النور ، وهكذا في قوله تعالى :
. {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود : 13].
وأمّا كلمة سوار والإسوار : فالظاهر كونهما معرّبتين من الفارسيّة. فالأسوار معرّبة من أسوار وسوار بمعنى الفارس في مقابل الراجل. والسوار معرّبة من دستوار ، بمعنى دست بند.
ويجمع السوار على أسورة وأساور ، وقد يشتقّ منه انتزاعا ، فيقال : سوّرها فتسوّرت ، أي جعل لها سوارا فأخذته واختارته.
{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الكهف : 31].
{وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان : 21].
{فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [الزخرف : 53].
التحلية هو التحسين بالزينة العرضيّة كالأساور ، وغيرها. والأساور جمع أسورة.
والآية الأخيرة راجعة الى موسى (عليه السلام) من جانب فرعون.
وأمّا تفسير الآيات الكريمة من جهة الروحانيّة : فالتحلية يكون إشارة الى ما يتجسّم من بعض الأعمال الصالحة الّتي تتحلّى بها النفوس. والأساور : تكون إشارة الى الموارد ومصادر الحلي ومجاليها ، وهي أيدي القدرة وسواعد المجاهدة والعمل.
والذهب والفضّة : تكون إشارة الى مقدار الخلوص وميزان الكيفيّة فيها-. { فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [هود : 115] *.
. {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ} [ص : 21 ، 22].
التسوّر تفعّل من السور ، وقلنا إنه الهيجان مع اعتلاء ، فيكون المعنى اختيار الهيجان والاعتلاء وإظهاره بالرغبة في محلّ المحراب ، فانّ التخاصم يقتضي تلك الحالة ويستدعي اختيار تلك المواثبة.
وبهذا التوضيح في تفسير تلك الآيات الكريمة : يتّضح ما في التفاسير وكتب اللغة من الوهن والاختلاف والخلاف. واللّه هو الهادي.
_____________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ.
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|