أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-21
375
التاريخ: 10-12-2015
2762
التاريخ: 2024-09-18
321
التاريخ: 29-1-2016
2758
|
مصبا- الساعة : الوقت من ليل أو نهار ، والعرب تطلقها وتريد بها الوقت والحين ، وإن قلّ ، وعليه قوله تعالى-. {لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } [الأعراف : 34] * ، والجمع ساعات. وسواع وهو منقوص ، وساع أيضا.
مقا- سوع : يدلّ على استمرار الشيء ومضيّه ، من ذلك الساعة ، سمّيت بذلك. يقال جاءنا بعد سوع من الليل وسواع ، أي بعد هدء منه ، وذلك أنّه شيء يمضي ويستمرّ. ومن ذلك قولهم عاملته مساوعة ، كما يقال مياومة ، وذلك من الساعة. ويقال أسعت الإبل إساعة ، وذلك إذا أهملتها حتّى تمرّ على وجهها ، وساعت فهي تسوع. ومنه يقال هو ضائع سائع ، وناقة مسياع ، وهي الّتي تذهب في المرعى.
صحا- الساعة : الوقت الحاضر ، والجمع الساع والساعات ، وساعة سوعاء أي شديدة ، كما يقال ليلة ليلاء. والساعة : القيامة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو زمان محدود ، هذا إذا استعملت نكرة وأمّا إذا استعملت معرّفة فتكون إشارة الى زمان محدود معيّن خارجا ، إمّا بالعهد السابق الخارجيّ ، أو بجريان معهود.
فالنكرة كما في : {لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } [الأعراف : 34] * ، . {يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} [الأحقاف : 35] ، {يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} [الروم : 55]. يراد زمان محدود.
والمعرفة المخصّصة بالنسبة كما في : {اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة : 117] ، . { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ } [يونس : 45] - أي في زمان محدود كنتم في عسرة. ويظنّون أنّهم لم يلبثوا من نهارهم التي كانوا عليها إلّا زمانا محدودا.
والمعرّف باللام كما في : {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} [الأنعام : 31] ، . {أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} [الأنعام : 40] ، . { يَسْئَلُونَكَ عَنِ الساعة }* ، . {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ} [الحجر : 85] ، . {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ } [النحل : 77] - وقد ذكرت هذه الكلمة معرّفة باللام في أربعين موردا من القرآن الكريم ، ويراد منها زمان محدود في مستقبل أيّام من جريان حياة الناس.
وهذا الزمان هو مرحلة الموت والانقطاع عن التعلّقات الدنيويّة ، وطرح قاطبة مراتب المادّة وقواها ، والورود الى عالم فوقها ، والابتداء بحياة جديدة في عالم جديد لطيف ، بأسباب وقوى ووسائل مناسبة.
وفي هذا التحوّل العظيم : يتبدّل جميع ما للإنسان من العلائق الجسمانيّة ، ويفني جميع تمايلاته ومشتهياته الماديّة ، ويختتم أيّ نوع من اللذّات والعناوين والتملّك والقدرة والقوّة الدنيويّة.
وهذا تحوّل في طول حياة الإنسان ، لا يتصوّر أعظم وأشدّ منه ، وعلى هذا يستعمل لفظ الساعة عند الإطلاق في آيات اللّه العزيز : في قبال هذا المعنى ، أي التحوّل العظيم وهو الموت ، وهذا المعنى هو مورد البحث وفي معرض الترديد والشكّ والاعتراض لأهل الدنيا.
وكيف يصدّق ويعتقد بهذا المعنى : من لم يطّلع على مرتبة من مقامات الآخرة ، ولم يشاهد أثرا من آثار منازل لما بعد الموت.
وكيف يمكن لإنسان مستغرق في الحياة الدنيا المادّيّة : أن يذعن لتحوّل يذهب بحواسّه وقواه وتمايلاته وشهواته ، وأن يهدم ماله وملكه وسلطته وقدرته وشخصيّته وعنوانه ، وأن يبعّد الأقربين والأدنين منه ، وأن يجعله صفر اليد فقيرا محتاجا لا يملك شيئا ، وهو في ظلمات وابتلاءات.
{سْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف : 187].
{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل : 77].
{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} [الكهف : 36].
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ} [الفرقان : 11].
{أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [الشورى : 18].
وليس المراد من الساعة الّتي هي في معرض النفي والتكذيب : القيامة الكليّة العامّة ، فانّها ليست في مورد الابتلاء في الجريان لحياة الأشخاص ، بل القيامة الشخصيّة- فانّ من مات فقد قامت قيامته.
و في آيات الساعة : إشارات الى خصوصيّاتها وآثارها ولوازمها :
1- تأتي بغتة : {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} [الأنعام : 31].
. {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف : 107].
2- علمها عند اللّه : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان : 34].
{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} [الأعراف : 187].
{وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الزخرف : 85].
3- الحسرة : {السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا } [الأنعام : 31].
4- التفرّق : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم : 14].
5- اليأس : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ} [الروم : 12].
6- رؤية الجزاء : {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ} [طه : 15].
7- الخسارة : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } [الجاثية : 27].
8- الخوف منه : {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ} [الأنبياء : 49] * . {وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 49].
9- زلزلتها عظيمة : {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج : 1] 1.
10- نزول العذاب : {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان : 11].
. {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر : 46].
هذه آثار تنطبق جميعها على الموت وتحوّل عالم المادّة ، بظهور ما في السرّ ورفع الحجب الدنيويّة وشهود ما كان في الحياة من عمل وفكر وعروض التحسّر الشديد و اليأس عن الخير والفلاح وتحقّق تزلزل واضطراب عظيم في الظواهر والبواطن والحالات تفرّق ما كان مجتمعاً.
فهذه آثار وخصوصيّات تظهر بمجرّد الموت ، وتشاهد بعد التحوّل من دون تأخير وتمهّل ، والساعة الّتي تقع موردا للخلاف والإنكار : هي هذه البرهة من زمان بعد الموت والتحوّل ، وامّا نفس الموت بمعناه الظاهريّ ومن حيث هو : فأمر محسوس مسلّم ومشاهد لكلّ أحد ، ولا يقبل الإنكار ، وإنّما الخلاف في حالة واقعة بعد الموت-. { إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون : 37].
و يدلّ على المعنى المذكور من الساعة : هذه الآيات الكريمة :
1-. {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا} [الأنعام : 31] - فانّ مجيئها بغتة يصدق على الموت ، وكذا تحسّرهم إنّما يتحقّق في أوّل مرتبة بعد التحوّل من الحياة الدنيا.
2-. {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} [الأنعام : 40] - فإتيان الساعة في عرض إتيان العذاب والابتلاء ، وهما يحدثان في زمان حياتهم وفي طول كونهم مخاطبين.
3-. {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل : 77] - فانّ الإنسان في جميع الآنات مستعدّ للموت ، وأمّا القيامة الكبرى فليست كذلك.
4-. {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 49] - فانّ الإشفاق والخوف إنّما هو من جهة آثار اعماله السوء ، وهذا إنّما يتحصّل بالموت ، وهكذا سائر الآثار المذكورة المتحقّقة بتحوّل الحياة الدنيا الى حياة اخرى.
5-. {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} [الكهف : 36] - يراد أوّل زمان يكون في معرض مشاهدة ما له من الجزاء ، وأوّل زمان يرجع الى ربّه ، وهذا إنّما يكون بالموت.
هذه الآيات الكريمة ونظائرها تنفي حملها على القيامة الكبرى والبعث والحشر العامّ ، ولتحقيقها وتحقيق المعاد الجسمانيّ : موضع آخر.
فظهر أنّ الساعة معرّفة تنصرف عند الإطلاق الى المعنى المذكور إلّا إذا كانت قرينة مقاليّة أو حاليّة أو خارجيّة تعيّن المراد ، من زمان محدود معيّن له خصوصيّة وامتياز خاصّ على سائر الأزمنة ، ولا سيّما في الروايات.
وأمّا سواع : فهو اسم لصنم كان للعرب في الجاهليّة ، وكأنّه مأخوذ من كلمة- شووع عبريّة ، بمعنى النبيل والشريف.
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|