أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-01
941
التاريخ: 2023-08-13
839
التاريخ: 2023-10-06
1177
التاريخ: 2024-10-25
36
|
لقد اختلفت أقوال المؤرخين في مدة هذه الدولة وعدد ملوكها منذ نشأت حتى انقراضها؛ فمِن قائل إن مدتها كانت 397 سنة، ومِن قائل إنها عاشت 481 سنة، ومِن قائل إنها دامت 474 سنة، ويزعم بعضهم أن عدد ملوكها 31 ملكًا، ويقول آخَرون 30 ملكًا، وإن الذين حكموا العراق منهم عشرون ملكًا أولهم مهرداد السادس، وآخِرهم أردوان الرابع، ويروي البعض أن عددهم 19 ملكًا. وكذلك جاءت أسماء هؤلاء الملوك مختلفة جدًّا؛ فمنهم مَن يُسمَّى أردوان باسم أرطبان، ومنهم مَن يذكر أولغاش بدلًا من أردوان، ومنهم مَن لم يذكر اسم أحد من هؤلاء الملوك إلا في سياق ذِكْر حادثة حربية أو فتنة داخلية. وبينما نرى تواريخ الرومانيين تذكر أربعة ملوك سُمُّوا باسم أردوان، نرى تواريخ الفرس لا تذكر غير ملكين سُمِّيَا بهذا الاسم، ونرى من جهة أخرى أن بعضهم يلقِّب كل ملك بلقب أرشاق، ويقول إن أولهم أرشاق الأول وآخِرهم أرشاق الواحد والثلاثون (1).
ورأى بعض المؤرخين أن الذي تولَّى بعد أرشك الأول أشكان الأول، ثم أشكان الثاني، ثم شابور، ثم بهرام، ثم بلاش، ثم هرمز، ثم نرسي، ثم فيروز، ثم بلاش الثاني، ثم خسرو، ثم بلاشان، ثم أردوان، ثم خسرو الثاني، ثم بلاش الثالث، ثم كودرز، ثم نرسي الثاني، ثم كودرز الثاني، ثم أردوان الثاني، وبه انقرضت هذه الدولة.
ويقول آخَر إن الذي تولَّى الأمر بعد أرشك أخوه تيرداد، ثم أردوان الأول، ثم أفراسياب، ثم فرهاد، ثم مهرداد الأول الذي قاتل السلوقيين وأخذ منهم بلاد «مادي» وبلاد «آشور» وبلاد «بابل»، وأَسَرَ الملك السلوقي ده مترئيوس في الحادثة التي وقعت على ساحل «الفرات» بعد حروب هائلة. ويروي لنا غيره أن أولهم أرشاق أو أرشك ثم تسيردات الأول، ثم أرشاق الثاني، ثم أبراهاباط، ثم أبراهاط الأول، ثم ميثريدات الأول، ثم أبراهاط الثاني، ثم أرطبان الأول، ثم ميثريدات الثاني، ثم أرطبان الثاني، ثم سيناطروق، ثم أبراهاط الثالث، ثم ميثريدات الثالث، ثم أورود، ثم أبراهاط الرابع، ثم أبراهاطاس، ثم أورود الثاني، ثم أونون، ثم أرطبان الثالث، ثم تيردات الثاني، ثم وردان، ثم كوتارز «أوكورتارسن»، ثم أوجودرز، ثم أولغاش الأول، ثم باقور، ثم خوسرو، ثم برثاتسباط، ثم أولغاش الثاني، ثم أولغاش الثالث، ثم أولغاش الرابع، ثم أرطبان الرابع. وذكر بعضهم أن الذي جلس على العرش بعد أرشك هو تيراد، ثم أردوان الأول، ثم أفراسياب، ثم فرهاد الأول، ثم مهرداد الأول، ثم فرهاد الثاني، ثم هرمز، ثم فرهاد الرابع — ولم يذكر الثالث — ثم فيروز، ثم خسرو، ثم بلاش الثالث — ولم يذكر بلاش الأول ولا الثاني — ثم أردوان الخامس — ولم يذكر غير الأول قبل هذا — وبه انقرضت هذه الدولة.
وخلاصة القول: إن المؤرخين لم يتمكَّنوا من ضبط أسماء ملوك هذه الدولة بصورة صحيحة، ولم يتوفَّقوا إلى معرفة تاريخها بالضبط؛ ولذلك تناقَضَتْ أقوالهم واختلفت أخبارهم، خصوصًا وأن هذه الدولة لم تترك آثارًا تاريخية حتى يتوصَّل الباحثون إلى ما يحتاجه التاريخ، ومع ذلك فإننا قدمنا في أبحاثنا ما هو الأرجح، وذكرنا في هذا البحث ما وصلنا عن المؤرخين، ولا بد من يوم نقف فيه على ضالتنا بواسطة ما يستخرجه النقَّابون من أطلال المدن القديمة، ولا سيما إذا حفروا أطلال «أكتسيفون» التي كانت عاصمة هذه الدولة (2).
..........................................
1- وعلى هذا فإنهم كانوا يُلقَّبون بهذا اللقب كما لقَّبوا ملوك الروم بالقياصرة، وكما كان الساسانيون يُلقَّبون بالأكاسرة، وإن كلمة «أرشاق» كانت تضاف إلى اسم الملك، كما كانت كلمة «قيصر» تضاف إلى اسم ملك الروم، وكلمة «كسرى» تضاف إلى اسم الملك الساساني.
2- أكتسيفون أو أكتزيفون، يقال إن البرتيين سموها «تيسفون»، فسماها العرب «طيسفون» و«طيسفونج»، وموقعها على ضفة «دجلة» الشرقية في جنوب «بغداد»، بناها البرتيون واتخذوها عاصمةً بعد «سلوقية»، فنالت في أيامهم من العز والحياة والثروة ما لم تبلغه مدينة في ذلك العهد، وكثرت فيها المعاقل والحصون، وتعدَّدت فيها الهياكل والمباني العظيمة والقصور، وكان لها سور حصين، وبقي البرتيون الواحد بعد الآخَر يزيد فيها من المباني الفخمة والقصور العظيمة والهياكل الشامخة، حتى صارت من أعظم مدن «العراق»، ولكنها نكبت مرارًا على يد الروم، وأول مَن زحف منهم عليها ثريانوس قيصر، وتمكَّنَ من فتحها عنوة سنة 115م، واستباحها بالقتل والنهب والأسر، ثم حمل عليها فبروس الروماني بعد أن فتح «سلوقية» عنوةً، فافتتحها ومحى ما بقي من آثارها، ثم أعاد بناء سورها البرتيون وأكثروا فيها من الحصون والمعاقل وأسباب القوة، فلم يتمكَّن الروم من الاستيلاء عليها بعد ذلك، وكان محيط هذه المدينة ميلين.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|