أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-25
1278
التاريخ: 23-9-2019
1759
التاريخ: 2024-10-25
124
التاريخ: 2023-08-17
887
|
تولَّى عرش الدولة الكيانية بعد كورش ابنه الأكبر قمبيز (1) (529–521ق.م)، وكان سلوكه كسلوك أبيه مع البابليين، ومن أجل ذلك أحبوه كما أحبوا أباه قبله واحترموه، ولم يحدث في أيامه بالعراق ما يكدر جو السياسة، أو ما يخلُّ بنظام البلاد وإدارتها.
فلما مات قنبيز حين عودته من مصر قاصدًا بلاد «مادي» التي أجلست على سريرها برديا (2)، اضطربت شئون الدولة الفارسية وطمع بها أمراؤها، وكثرت فيها الفتن الداخلية، فاغتنم البابليون فرصة ذلك الانقلاب فثاروا على الفرس الذين في بلادهم فقتلوهم وأعلنوا الاستقلال، وملَّكوا عليهم أحد أعقاب الملك نبونا هيد المدعو ندين توبيل — ندين تابل — وأجلسوه على سرير «بابل»، فلقَّبَ هذا الملك نفسه «نيوكد نصر الثالث»، وأعلن الاستقلال التام واستعَدَّ للدفاع عن بلاده، غير أن ذلك الاستقلال التام لم يَدُمْ غير سنتين تقريبًا (521–519ق.م)؛ لأن الفرس اجتمعت كلمتهم على دارا الأول (521–485ق.م)، فقمع الفتن الداخلية وردع الأمراء الطامعين بالملك، واستتب أمره في البلاد، ثم زحف على بلاد بابل بجيوشه الفارسية.
دارا الأول
حمل دارا على «بابل» فخرج لملاقاته ملكها ندين توبيل بجيوشه العراقية، والتقى الملكان بالقرب من «دجلة» في أراضي «آشورية»، فانكسر الجيش العراقي واضطر إلى الانسحاب، فعبر «دجلة» ونزل على ساحل «الفرات»، فلحقه دارا، وهناك حدثت حرب شديدة انخذل في آخِرها البابليون، وانهزموا إلى عاصمتهم مدينة «بابل» وتحصَّنُوا فيها، أما دارا فإنه جَدَّ بالمسير بعد ذلك النصر حتى ألقى الحصار على مدينة «بابل»، فدافع ملكها ومَن معه دفاع المستميت أيامًا حتى عجزوا عن مقاومة الفرس؛ لكثرة عُدَدهم وعَدَدهم، فسقطت عاصمتهم سنة «519ق.م» ودخلها دارا ظافرًا، وقتل ملكها ندين توبيل الملقَّب نبوكد نصر الثالث، الذي لم يملك غير سنتين تقريبًا قضاهما في إعداد المعدات الحربية دفاعًا عن حقه الصريح، وحفظًا لاستقلال بلاده.
سقطت «بابل» فسلمت جميع المدن العراقية لدارا، وخضع الحضر والبدو له، وبعد أن نظم شئون البلاد ولَّى عليها حاكمًا عامًّا أحد قوَّاده المسمَّى زوبيروس — زبورا — وعاد إلى مقره، ورجعت الأمور كما كانت في عهد كورش، واشتغل العراقيون بالتجارة والزراعة، وزادت ثروة بلادهم وعاشوا في بحبوحة الأمن والسعادة تحت راية دارا الأول المشهور بالعدل وحب العمران، والولوع في كل ما يرقي التجارة وينشط الزراعة ويجلب الخير والسعادة إلى رعاياه.
.............................................
1- ويُسمَّى «قامبيز» و«كمبيز» و«قنباسوس» و«قنبوسيا» و«كمبوزيا» و«قمبوسيوس» و«قمباسوس» و«قامبوجيا»، ويسميه اليونان «كمبوس»، وسماه بعضهم «كيكاوس «.
2- وسمَّاه بعضهم غوماتو، وبعضهم غاماليس، وآخَرون سمرديس أو سمرديز، ويُروَى أنه كان كاهنًا فاغتصب المُلك في «ميدية»، وقيل هو أحد الحكَّام الفرس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|