أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
262
التاريخ: 2024-04-22
781
التاريخ: 2024-07-03
574
التاريخ: 2024-06-20
726
|
قامت الحرب الثانية التي نشبت بين مصر وسكان «لوبيا» في السنة الحادية عشرة من حكم «رعمسيس الثالث». والمصادر التي وصلت إلينا عن هذه الحرب خمسة وهي:
(1) المتن الكبير المؤرَّخ بالسنة الحادية عشرة، وهو منقوش على الجدار الشرقي داخل الردهة الثانية لمعبد مدينة «هابو» الكبير.
(2) يوجد في منظر الواقعة المصورة على الجدار الشرقي جنوبي البوابة الكبيرة من الردهة الأولى نقشان، وهما بداية النقش الكبير الثالث، ونقش آخر لا يحتوي إلا على جمل اصطلاحية في تمجيد الفرعون وذكر نعوته، وبعض إشارات بسيطة عامة عن الحرب.
(3) القصيدة التي أُنشئت احتفالًا بحروب السنة الحادية عشرة.
(4) المناظر التي تركها لنا «رعمسيس» على جدران المعبد.
(5) ما جاء في «ورقة هاريس» وقد ذكرناه من قبل.
وسنحاول هنا أن نضع ترجمة للمتن الكبير على الرغم مما أصابه من تهشيم وتكسير. هذا فضلًا عما به من صعوبات لغوية لم يمكن التغلب عليها حتى الآن. ومع ذلك يمكن الإنسان أن يتتبع منه سير الحوادث كما قُصت من الوجهة المصرية.
وتسهيلًا لمتابعة المتن نضع التحليل التالي:
(1) التاريخ والعنوان والمديح العام للملك (من سطر 1–14).
(2) الحرب اللوبية الثانية (من سطر 14–35).
وتشمل:
(أ) هجرة قوم «المشوش» لاستيطان مصر (من سطر 14-15).
(ب) إحباط خطط «المشوش» واستعداد «رعمسيس الثالث» للوقوف أمامهم عند زحفهم على مصر (من سطر 15–18).
(جـ) سير «رعمسيس» لحماية حدوده (من سطر 18–19).
(د) الواقعة (من سطر 19–23).
(هـ) هزيمة «المشوش» (من سطر 23–25).
(و) فرار «المشوش» واختفاء أثرهم (من سطر 26–35).
(3) «المشوش» يندبون حظهم (من سطر 35–48).
(4) تسليم «المشوش» (من سطر 48–56).
(5) فخار «رعمسيس» بأعماله (من سطر 56–61).
(6) خاتمة ومديح «رعمسيس» (من سطر 61-62).
وهاك نص المتن:
السنة الحادية عشرة، الشهر الرابع من الفصل الثالث، اليوم 10 + س من عهد ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع) ابن «رع» رب التيجان. «رعمسيس الثالث»: فاتحة نصر مصر (2) الذي سجله الملك العظيم، الذي يتقبل عرش الابتهاج، ويدبر ملك «رع»، ويوسع ملك مصر، ويصد «الأقواس التسعة». إن الفزع قد حل في كل أرض على يد السيد (3) الأوحد، الذي خلق السموات والأرض منذ كانت الدنيا «آمون رع» ملك الآلهة، والثور الجبار حاد القرنين، والآن قد خلق قلب هذا الإله الأرض مرة أخرى ليضع بصورة فاصلة (4) حدود مصر، بفضل الانتصارات العظيمة، وقد انتخب (الإله) سيدًا واحدًا قد خلقه، وهو البذرة (5) التي خرجت من صلبه، شاب إلهي، وصبي (6) وجيه، عظيم البطش، قوي الساعد، صاحب الخطة النافذة، رب النصائح، ثابت الجنان، (7) ماضي الخطط، ومن يعرف الحياة مثل «تحوت»، فطن مثل «شو» بن «رع» (وسرماعت رع مري آمون) (8) وهو البيضة التي قد خرجت من «رع»: «رعمسيس الثالث» السيد الفتى الشجاع، ومن قد وعد (9) بالنصر وهو في الفرج، والقوة العظيمة السامية مثل «منتو»، وقد كلف بتحطيم (10) الأراضي وهزيمة أهلها، وصدهم عن مصر. والإلهان «منتو» و«ست» معه في (11) كل واقعة، و«أنات» و«عشتارت» درع له، في حين أن «آمون» يميز (12) كلامه (أي يوجه قراراته). وإنه لا يولي الأدبار عندما يحمل بقوة مصر على الآسيويين، ولم تبقَّ أرض يرفع (13) أهلها رءوسهم مناهضين مصر؛ لأن الإله قد جعلهم يُسحبون بعيدًا ليُقضى عليهم، وإن السيد الأوحد هو الأسد القوي الشجاع؛ لأن مخلبه على استعداد كأنه أحبولة، وإنهم يمشون بعيدًا ويأتون وأجسامهم ترتعد ليضعوا (14) أنفسهم تحت ذراعيه كالفئران، ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب الأرضين (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث» (1).
وقد كان رئيس «المشوش» السابق آتيًا من قبل أن يُرى — أي من قبل أن يعرف المصريون مجيئه — مهاجرًا ومعه أهله، وانقضوا على «التحنو» (2) الذين أصبحوا رمادًا، فقد خربت وأقفرت مدنهم، ولم يعد لبذرتهم (15) وجود.
وإن وصية هذا الإله الطيب أن يُذبح كل غازٍ لمصر دائمًا ويقول: «الويل له؛ لأنه يسير قدمًا نحو النار.» وقد قالوا بصوت واحد: «سنستوطن مصر»! واستمروا في اختراق حدود الكنانة، وهناك حاصرهم الموت (16) وهم في طريقهم، وقد حاق بخططهم السيئة الفشل في أجسامهم، وصُدت تهديداتهم بفضل … الإله واتجهوا نحو السموات والشمس رافعين أكفهم أمامهما، وقد ضيعوا زمنًا طويلًا (17) خلفهم ولم يبقَ أمامهم إلا لحظة. وبعد ذلك دخلوا في العهد السيئ؛ لأنهم وجدوا جلالته كأنه الصقر المقدس الذي يستولي عليه الغضب عندما يرى الطيور الصغيرة … راحة … في وجهه. وكان الحامي له «آمون رع»، وقد كانت يده معه لتحوِّل عنه وجوههم، وليهلكهم (18) ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». وقد سار جلالته بشجاعة، وساعده قوي، وقلبه معتمد على والده سيد الآلهة، وقد كان كالثور الجبار … مزودًا بقطعان من الماشية البحرية، ومشاته (19) وفرسانه ملكت النصر، والرجال الأقوياء الذين دربهم على القتال حاربوا بشجاعة في حين كان هو جدارًا صلبًا، وثابتًا في زمنهم … شادًّا القوس، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون). وقد كان جلالته مختبئًا ومختفيًا … (20) ليأخذ أسرى، وكان صوته يزأر ويرعد «كبو لهول» المجنح (يعين الإله «ست») … على أعدائه، ولم يُصد … وسهمه يصيب المرمى … وأنفه ومخلبه … (21) وكل … أمامه على أعدائه، وقد كان خطرًا وقويًّا كالفهد، جاريًا وواسع الخطا، ومندفعًا إلى … خيل، وحراب، وسهام. وقد (22) ذُبحوا في أماكنهم، وقلبهم قد أُتي عليه، وأرواحهم هُزمت على الأرض، وأُسكتت أفواههم عن الفخار عند ذكر مصر لأنهم قد صاروا إلى … … … وروحهم … … … (23) وأسلحته كانت عليهم كالشبكة، ويده على رأسهم. وهو يقطع إربًا إربًا، وهو يحيط خياشيمهم وأجسامهم. وقد انضم «مششر» بن «كبر» ورئيسهم إلى … … … وانتشروا على الأرض … … … يد … … … (24) وارتمى تحت أقدام جلالته، وأولاده وأهل قبيلته وجيشه قد أصبحوا لا شيء، وعيناه لم تريا وجه الشمس، وجنوده المحاربون قد أُسروا … … … ونساؤهم وأطفالهم … (25) وكُبلت أيديهم ووُضعت الأغلال في أعناقهم بوصفهم أسرى، وأُثقلت ظهورهم بأولادهم وسلعهم، وأُحضرت إلى مصر ماشيتهم وخيلهم، واغتُصبت … … … ولم يُرَ ذلك منذ زمن الإله، وقد أُحضروا …
(26) وقد أخذوا درسًا لمدة ألف ألف جيل، وقد سجدوا على وجوههم، واغتُصبت أرضهم (؟)
وقد انقطعت افتخاراتهم ولم يفلحوا. وقد وضعهم «آمون رع» أمام (البطل) … … … الثور القوي المعتمد على قرنيه، (27) والقادر على الخوار، ومهاجم منازله بقرنيه، رب الأرضين «وسرماعت رع مري آمون بن رع»: «رعمسيس الثالث» الطارد بقوته، والذابح بسيفه، والغاصب … … … وإنسان عينهم قد أصابه الحول فصار غير قادر على النظر. (28) والطرق قد سُدَّت في وجوههم، والأرض كانت كالدوامة خلفهم تبتلع أهليهم. وأسلحتهم سقطت من أيديهم، وذهب عن قلوبهم الثبات … ضالين ومرتعدين، يتصبب منهم العرق، والصل … … … (29) الذي كان رأس شمس مصر عليهم وحرارة «سخمت» (إلهة الحرب) العظيمة قد اختلطت بقلوبهم، حتى إن عظامهم أصبحت محترقة في وسط أجسامهم، والشهاب المنقض كان مريعًا في اقتفاء أثرهم، وكانت البلاد في سرور مبتهجة برؤية أعماله الظافرة، رب الأرضين: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث». (30) وكل الباقين على قيد الحياة من يده قد فروا إلى بلادهم، ومستنقعات الدلتا خلفه … … كانت شعلة عظيمة ترمي باللهيب من السماء باحثة عن أرواحهم لتقضي على بذرتهم التي كانت لا تزال في أرضهم. وتعاويذ «تحوت» السحرية قد حولت وجوههم وسقطوا من أولهم إلى آخرهم في أماكنهم، (31) ومزقت يده صدر المعتدي على حدوده وسُدَّت حناجرهم وخياشيمهم، وخربت … … … ولا ينفك — عندما يكون غاضبًا — سنه ولا مخلبه عن رأس «المشوش»: ملك الوجه القلي والوجه البحري رب الأرضين: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث». (32) والويل «للمشوش» وأرض «تمحو»؛ لأن غالَّ رأسهم هو ملك مصر وملك كل أرض، وقد انحنوا له كما انحنوا «لست» بوجوه منكسة وقد أصبحوا عرجًا. وقد أصبح «المشوش» و«التمحو» في حزن ويأس. وقد نهضوا وفروا إلى أقاصي الأرض (33) وأعينهم كانت على الطرق ناظرة وراءها جادين في الهرب، وفارين في ذعر شامل متقهقرين، والسكين على مرأى منهم … … … والآلهة … … … في وسط مصر، (34) وحرارتهم قد انتُزعت واسمهم قد دُمر على الأرض، وأقدامهم أصبحت خفيفة على الأديم، وقد ذهب الثبات عنهم، وسيد مصر العظيم … … … كان عليهم، قويًّا، تأمل! … … كل لحظة (35) ملك الوجه القبلي والوجه البحري رب التيجان: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».
ويقول من رأوه لأهل قبيلتهم: إن الذي يقفو أثرنا هو «منتو» في صورة إنسان منقض علينا … … … لدرجة الإعياء (36) وإنه يتبعنا مثل «ست» عندما يرى العدو، وإنه ينظر إلى مئات الآلاف كأنهم أرجال، تأمل! إن الحالة تسوء معنا حتى عنان السماء كالماشية البرية التي تمر بباب أسد … … … يقرض (37) … … … لهم، وإنا كالتبن الذي يُذرى وخلفه الريح، فأسلحتنا أصبحت لا شيء، شُتتت بين أيدينا، وروحهم تعس، وقلبهم قد فني … … … عظيم … … … بين الأقواس (38)، لقد احتبلنا وقد جَرُّونا كأننا في شرك، وقد جعلتنا الآلهة ننعم بنجاح عظيم، وما ذلك إلا لتقربنا لنُهزم على يد مصر. دعنا نعقد هدنة مع … … … ليخربونا، وإن مصر (39) لظافرة منذ زمن الآلهة والأبدية، وإن قوتها هي التي تجري في أجسامنا، وسيدها هو الذي في السماء؛ لأن طبيعته مثله (3). ونحن نرى … … … رب التيجان: «رعمسيس الثالث»، (40) وهو يظهر مثل أشعة الشمس، وفخاره ورهبته مثل «منتو»، ونحن مأخوذون بنوبة رعدة … (41) مسيطرًا في الواقعة. وإنه يخلق وقت إعياء لهم متزنًا يمينًا وشمالًا دون خطأ حتى إننا أصبحنا مثل غابة كثيفة يقذف بها الهواء، ومقتحمًا … … … وإنه (42) يقفو أثرنا، يذبحنا مثل الصقر الإلهي، ونحزم حزمًا مثل حصيد القمح، وإنه يرسل علينا السهم تلو السهم كالشهب المنقضة … … … (43) يحوطنا، وبذلك نحبل أمامه، والطريق إلى الخلاص قد انعدمت، ولكن النور في مكانه. وإن الإله قد استولى علينا فريسة كالماشية البرية التي احتبلت في وسط غيضة، وقد كان مريعًا … … … (44) هائجًا على مئات الألوف … في قلبه، وقد رفعنا أكف الضراعة أمامه بأيدينا على رؤوسنا، غير أنه لم يلتفت، ولم ينظر إلى مديحنا. بل إنه يطيل فقط في إعيائنا. ومن يبقى في الظلام يُجر (45) إلى الخارج (4). ونحن … … … وقد ألقى بنا أمام أنفسنا، وقد هلك قبلنا مثل … … … كالأدغال. وقد سمعنا بذلك من آباء والدنا، وقد قالوا (46) عن مصر: إنها هي التي تقصم ظهورنا، وقد رجونا لأنفسنا حتفها بإرادتنا، وأرجلنا تسوقنا إلى النار. وقد تسبب «اللوبيون» في ارتباكنا وارتباكهم أنفسهم لأننا أصغينا إلى نصائحهم، والآن قد انتُزعت قلوبنا (47) ونحن في طريق الجريمة مثلهم (5). وقد أخذنا درسًا أبديًّا، وإن حالتهم لتسوء عندما يرون حدود مصر؛ لأنه سيطأ بنفسه الأرض المقدسة (6)، وإن الذي (48) فيها هو «منتو» قوي الساعد والجبار، و… في الواقعة وإنكم لن تقتربوا منه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث». وقد أبيدت أرض «مشوش» دفعة واحدة. أما «اللوبيون» و«السبد» (7) فقد أُهلكوا حتى إن بذرتهم أصبحت لا وجود لها. (49) وأمهاتهم وحظياتهم أصبحن عقيمات في وسطهم، وبذلك لم تُولد لهم أطفالهم من قبل … … في الرعب والخوف محزونين، ومسلمين بقلوبهم بفضل بطش جلالته. (50) وحرارتك تحرق (؟) وأجسامهم مثل نار أتونٍ … وفزع وهيبة (51) الثور، الجبار، الهاجم، ناشر الصل (8)، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث» … … الفزع منك، وهناك يقبض عليهم … (52) … الضعف والخطأ، وسيعقدون اتفاقًا حاملين جزيتهم على ظهورهم … آتين بالمديح ليجعلوه (53) الإله الطيب، رب الأرضين، الذي يجعل حدود بلاده كيف شاء في السهول والممالك الجبلية. ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ.
وأما «حور» فهو الغني بالسنين، والبيضة التي خرجت من «رع» من صلبه، (54) فقد أمره بأن يكون السيد الوحيد الممكن على عرشه، وأرض «زاهي»، وأرض «نحسي» (النوبة) تحت نعليه، وساعده يمد مصر، وإنه يصنعها بجواره، وإنه يسلب النفس من الممالك وبذلك لا يفلحون، وجلالته (55) مثل «بعل» على قمم الجبال، ملك عظيم الملك مثل «آتوم». وإن قلب مصر لفرح بالنصر؛ لأن «آمون رع» قد ردَّ الجواب في صالحها، في حين أن ابنه يظهر (56) ملكًا على عرش «آتوم»، وكل ما تحيط به الشمس قد أصبح في قبضته، ملك الوجه القبلي والوجه البحري … الخ.
وإنه يخاطب الأمراء الملكيين، وكبار الموظفين وقواد المشاة (57) والفرسان قائلًا: أعيروا التفاتكم لكلماتي وعوها لأني أتحدث إليكم، وأعرفكم بأني ابن «رع» الذي خرج من صلبه، وإني أجلس على (58) عرشه بفرح منذ أن مكنني ملكًا وسيدًا على هذه الأرض، وإن نصائحي لطيبة، وخططي منفذة، وإني أحمي مصر وأدافع عنها، وأجعلها تثوي راضية في (59) زمني؛ لأني أقهر لها كل بلدٍ تغزو حدودها، وإني كثير الفيضانات التي تحمل المؤن، وحكمي قد غُمر بكل الأشياء الطيبة، وإني ملك منعم على من يوثق به (60) ورحيم، ومانح النفس لكل خيشوم، وقد هزمت «المشوش» وأرض «التمحو» بقوة ساعدي، وقد جعلتهم مطروحين أرضًا. انظروا (هنا) إنهم أمامكم. (61) ولست مبالغًا؛ لأن قوة «آمون» هي التي استولت عليهم، ليته يمنح ملايين الأعياد الثلاثينية ابنه رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع» رب التيجان: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة أبديًّا. وإن الملك (62) مثل «رع» الثائر، وقلبه قوي مثل قلب والده «منتو»، وساعده قد استولى على سجناء أسرى، وأهل بلاد «المشوش» و«التمحو» قد كنفوا في حضرته، وأصبحوا هم وجزيتهم من نصيب بيت والده الفاخر «آمون» الذي كتفهم تحت نعليه، رب الأرضين: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث».
.......................................
1- ويجب أن نذكر القارئ هنا أن «المشوش» قبيلة سكنت غربي «لوبيا»، وقد ظهروا فقط في التاريخ المصري عرضًا حتى الآن، واندفعوا وراء وعود أولاد عمهم اللوبيين، وحاولوا أن يستوطنوا أرض الدلتا الخصبة. ولا نعلم على وجه التأكيد إذا كان لهم حلفاء رسميون في هذا المسعى أم لا، وقد ذُكر معهم في هذه الحروب «التمحو»، وقد تحركوا نحو مصر، وفي ذلك الوقت ضربوا ونهبوا أهالي «التحنو» الذين كانوا يميلون إلى السلام، وهم الذين كانوا يسكنون غربي الدلتا بالضبط على الحدود. وتدل شواهد الأحوال على أن هجوم «المشوش» كان على الحد الغربي للدلتا (راجع Ibid, pl. 70 No. 1. b. cf. pap. Harris I, LXXVI, 11, LXVII, 2) وقد هُزموا وأُسر منهم عدد عظيم، وقد عدَّد المتن المصري هؤلاء الأسرى، ومن بينهم ابن الرئيس، ونساؤهم، وأطفالهم، وأسلحتهم وماشيتهم.
والواقع أن الغرض من هذا الهجوم كان هجرة حقيقية، وقد استُعمل الأسرى عبيدًا لخدمة المصريين. وإنه من المحتمل أن نكون مبكرين جدًّا في تحديد القوى الاقتصادية التي ينطوي عليها هجوم «المشوش» على مصر، ولا نزاع في أنه كان للهجرة علاقة بحركة عدم الاستقرار في شرقي البحر الأبيض المتوسط في هذا الوقت، وهي التي تشمل هجرة «أقوام البحار» وتحطيم دولة «خيتا» وحصار «طروادة» وسعي اللوبيين السابق لاستيطان مصر.
2- »التحنو»: تقع على الطريق بين «مشوش» ومصر.
3- أي طبيعة «رعمسيس» مثل طبيعة «رع «.
4- أي من يجتهد في التلكؤ في المؤخرة فإنه يُجَر إلى الأمام بدون شفقة.
5- أي نعمل السيئات.
6- أي إن المعتدي على الحدود في طريقه إلى الجبانة.
7- لم يذكر قوم «سبد» في هذا المتن إلا في هذه المرة.
8- كالثور عندما ينطح بقرنيه يتحفز.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|