أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-05
1108
التاريخ: 2024-10-23
173
التاريخ: 2024-03-13
823
التاريخ: 2024-07-21
525
|
تدل أوراق البردي التي أُرخت بعهد الفرعون «سيتي مرنبتاح» على أن الأدب كان مزدهرًا إلى حد ما في عهده، وبخاصة أن قصة الأخوين المشهورين تُنسب إلى «سيتي مرنبتاح» عندما كان لا يزال ولي عهد للبلاد، وهذا يبرهن على أنه كان من أصحاب الذوق الأدبي في تلك الفترة. وقد وصل إلينا حتى الآن عدد من أوراق البردي من عهده أهمها «ورقة أنسطاسي الرابعة»، وقد أُرخت بالسنة الأولى من حكمه، و«ورقة أنسطاسي الخامسة»، وتشمل خطابًا كتبه قائد رديف إلى قائدين آخرين للرديف على الحدود، ويسأل فيه عن عبدين قد هربا، (راجع كتاب الأدب المصري القديم الجزء الأول).
نص الخطاب:
إن قائد رديف «زكو» «كماكور» يكتب إلى قائد الرديف «آني»، وإلى قائد الرديف «بكنبتاح» (داعيًا لهما) بالحياة والفلاح والصحة، وأن يكونا في حظوة «آمون رع» ملك الآلهة، وفي حظوة حضرة الملك «سيتي الثاني» سيدنا الطيب. وإني أقول «لرع-حوراختي»: (احفظ فرعونا) سيدنا الطيب في صحة، ودعه يحتفل (بملايين) الأعياد الثلاثينية، ونحن كل يوم في حظوته. وبعد: فقد أرسلت من قاعات القصر الملكي وراء هذين العبدين في اليوم التاسع من الشهر الثالث في فصل الصيف وقت المساء، ولما وصلت إلى حصن «زكو» في اليوم العاشر من الشهر الثالث من فصل الشتاء، علمت أن الأخبار من الجنوب تقول إنهما قد مرَّا ذاهبين … اليوم من الشهر الثالث من فصل الصيف، ولما وصلت إلى القلعة أُخبرت أن السائس قد حضر من الصحراء (وأُعلن) أنهما تخطيا الحدود شمال حصن (مجدول) «سيتي» الذي … مثل «ست» (الإله).
وعندما يصل خطابي إليكم اكتبوا إليَّ بكل ما حدث عندكم. أين وجد أثرهما؟ وأي حارس عثر عليهما؟ ومن هم الرجال الذين اقتفوهما؟ اكتبوا إليَّ بكل ما عُمل من أجلهما، وكم رجلًا اقتفى أثرهما؟ ولتعيشوا سعداء.
وكذلك لدينا «ورقة أنسطاسي السادسة» التي كُتبت في عهد هذا الفرعون، وكذلك عُثر على الجزء الأخير من خطاب يُقال إنه من عهد «سيتي الثاني» في مدينة «غراب»، وهذا الخطاب من سيدة من عِلية القوم خاص ببعض الأجانب الذين كانوا تحت رعايتها، لتقوم على تعليمهم أو تدريبهم على شيء ما، وقد أعقب ذلك الخطاب مذكرة ذُكر فيها قصر «سيتي الثاني» في «منف» ومؤرخ بالسنة الثانية من حكمه، وقد ذُكر في السطرين الأخيرين من هذه المذكرة:
تسلم إيصالات بسمك قد ورد بمثابة ضرائب.
وعلى ظهر هذه الورقة نجد ذكر توريد زيت أو توزيعه، كما نجد كذلك توريد سمك، هذا إلى توزيع الخبز والجعة.
أما «ورقة أوربني» التي تشمل قصة الأخوين، فقد تكلمنا عنها فيما سبق. (راجع الجزء السادس من مصر القديمة)، و(كتاب الأدب المصري القديم الجزء الأول).
وأهم ورقة لدينا من عهد هذا الفرعون على ما يظهر هي «ورقة بولوني» رقم (1068)، وتشمل خطابًا حقيقيًّا يكشف لنا عن بعض الأحوال في مصر في هذا العهد، ويصف لنا بخاصة دقة النظام والحراسة على الحدود بين مصر و«سوريا»، وعن عمل السخرة واستخدام العبيد الأجانب من الآسيويين فيها، وما لأصحابهم عليهم من حقوق، وأنه لم يكن من حق أي فرد الاستيلاء عليهم غير ملاكهم ما داموا ليسوا ملكهم، وأن القضاء كان يفصل في مثل هذه الأحوال عند حدوث أي اعتداء، ولو كان المعتدي هو وزير البلاد نفسه؛ إذ كان عليه أن يبرئ نفسه لأنه كان يُعد نبراس العدالة، حتى إن البيت الذي كان يقضي فيه للناس كان يُسمى «بيت ماعت في المدينة«.
وهاك نص ما جاء في هذا الخطاب حرفيًّا:
العنوان
(من) كاتب مائدة الشراب «باكنأمون» (إلى) كاهن معبد «تحوت» «رعموسي».
إن كاتب مائدة الشراب «باكنأمون» يحيي والده «رعموسي» كاهن المعبد المسمى «تحوت» مسرور في منف بحياة وعافية وصحة في حظوة «آمون رع» ملك الآلهة. إني أتحدث إلى «رع حوراختي» عند شروقه وعند غروبه، وإلى «آمون» وإلى «برع» وإلى «بتاح رعمسيس مري آمون» (له الحياة والعافية والصحة)، وإلى كل الآلهة والإلهات أرباب بيت «رعمسيس مري آمون» (له الحياة والعافية والصحة)، وإلى روح «برع حوراختي» العظيمة: ليتهم يعطونك العافية، وليتهم يعطونك الحياة، وليتهم يمنحونك الصحة، وليتني أراك سليمًا، وليتني أضمك إليَّ. وبعد: لقد تسلمت من البريد معلومات دوَّنتها أنت تحييني بها، وإن «برع» و«بتاح» يشاطرانك فيها. ولست أعلم إذا كان غلامي قد وصل إليك؟! والواقع أنني عندما أرسلته إلى بلدة «سخم بحتي» أعطيته خطابًا في يده ليوصله إليك. وبعد: لا تسكت عن الكتابة باستمرار، فاجعلني إذن أسمع عن آرائك.
انظر: إن عندي معلومات جمعتها عن سوري معبد «تحوت» وهو الذي كتبت لي عنه، وقد عرفت عنه أنه كان عاملًا في حقول معبد «تحوت» تحت إشرافك في السنة الثالثة، الشهر الثاني من فصل الصيف، اليوم العاشر. وهو الآن أحد عبيد سفينة نقل قد أحضره قائد الحامية. واعلم أن اسمه السوري «نقدي» بن «سررث» وأمه تُدعى «قدي» من أرض «إرواد» وهو عبد لسفينة هذا البيت في سفينة الضابط «كنر». والملاحظ عليه يقول: إن رئيس نائب الجيش لجنود «إيوعتي» الفرعونية (له الحياة والعافية والصحة) المسمى «خعمؤبي» هو الذي استولى عليه واستخدمه بوصفه مالكه الذي جلبه. وقد أسرعت إلى نائب الجيش الأعلى لجنود الفرعون (له الحياة والعافية والصحة) فنفى ذلك قائلًا بشدة: إن الوزير «مري سخمت» هو الذي استولى عليه ليستخدمه، وإنه هو سيده الذي جلبه. فأسرعت إلى الوزير «مري سخمت» فنفى هو وكاتبه قائلين: إنا لم نره. وقد كنت يوميًّا وراء رئيس جنود «سكت» الأعلى قائلًا له: مر بأن يرد الفلاح السوري التابع لمعبد «تحوت»، وهو الذي استوليت عليه لأن كاهنه هو الذي جلبه. والآن قد رفعت عليه دعوى أمام محكمة العدل العليا «قنبت».
وبعد: فقد سمعت بموضوع عصا «تحوت» التي كتبت لي عنها إنه لم يحضر لي «حبت» (أي عصا تحوت)، وإني سأرسلها فلا تشغل نفسك بها، غير أنه من الخير أن تجعلها تُحمل إليَّ، وسأردها (أي عندما تحمل إليه يردها ثانية بعد قضاء مأربه منها). وبعد؛ لا تفكر في الأمر الخاص بالحبوب، لقد فحصته ووجدت أن ثلاثة رجال وشاب، أي (أربع نسمات) يعملون سبعمائة حقيبة، ولقد تباحثت مع رؤساء من يمسكون دفاتر الغلال وقلت لهم: خذوا ثلاثة الزراع الخاصين بالإله ليقوموا بالخدمة هذه السنة، (أي جندوهم هذا العام في العمل)، وقد أجابوا: سنفعل ذلك. سنفعل ذلك. سنصغي لطلبك.
وهكذا تحدثوا إليَّ، وإني الآن أمكث معهم إلى أن يرسلوا الكتابات الخاصة بالتسجيل إلى الحقول، وإنك تعلم كل ما سأجعلهم يفعلون لك. فكل رجل يورد مائتي حقيبة وهو ما قرر وجوب عمله، والنتيجة التي تكون لك من رجلين وشاب هي 500 حقيبة. أما عن هذا المزارع السوري الذي كنت أعطيته، فإنه قد أعطيت إياه مدة شهور الصيف، وعلى ذلك فإن صيفه سيعد مضيعًا عليك ما دام حيًّا. (راجع Wilbrur Pap. II, p. 115).
والمفهوم من هذا الخطاب أن الكاهن على ما يظهر كان يأمل نظرًا لاختفاء العبد السوري، أن مقدار سبعمائة الحقيبة التي كان ينتظرها وهي ما ينتجه ثلاثة رجال وشاب سينقص إلى خمسمائة حقيبة أي بنقص رجل واحد. والظاهر أن الأستاذ «ولف» قد أخطأ فهم هذه القطعة جملة عند ترجمة هذا الخطاب، وبخاصة أنه لم يفهم أن الذين قاموا بهذا العمل هم جنود. والجنود في أوقات السلم كانوا يقومون بأعمال الفلاحة وغيرها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|