أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-05
1079
التاريخ: 2024-11-15
189
التاريخ: 2024-07-12
459
التاريخ: 2024-09-21
248
|
كانت مشكلة عرش اسبانيا من اهم المشاكل التي واجهت لويس الرابع عشر بل واكثرها خطورة وتعقيداً. ودارت هذه المشكلة حول مصير الامبراطورية الاسبانية بعد موت ملكها شارل الثاني الذي كانت نهايته حتمية بين لحظة واخرى لمرض اصاب جسمه وخاصة ان شارل لم يعقب ولداً يخلفه في وراثة العرش.
وكانت الامبراطورية الاسبانية من حيث الاتساع تثير مطامع جميع دول اوروبا. تشتمل على ميلان ونابولي وصقلية وسردينيا وجزر البليار والاراضي المنخفضة (بلجيكا) بالإضافة الى اسبانيا نفسها وكانت ممتلكاتها فيها وراء البحار تشمل الفيليبين وكناري وكوبا والمكسيك وفلوريدا وبناما واميركا الجنوبية (عدا البرازيل وغويانا).
كان المطالبون بعرش اسبانيا من الناحية القانونية ثلاثة:
أولاً - لويس الرابع، الذي كان متزوجاً بماري تريز ابنة فيليب الرابع واخت شارل الثاني.
ثانياً - الامبراطور ليوبولد الاول، بصفته حفيداً لفيليب الثالث ومتزوجاً بالابنة الثانية لفيليب الرابع.
ثالثاً - امیر بافاريا بصفته قريباً لفيليب الرابع من والدته.
لقد شغلت هذه المشكلة جميع الدول الاوروبية فعقدت المعاهدات بين انكلترا وهولندا من جانب وفرنسا من جانب آخر لتقسيم املاك اسبانيا بعد شارل الثاني. في حين ان النمسا رفضت الدخول في حلف مع فرنسا يقر تقسيم اسبانيا. بينما انقسم بلاط شارل الثاني الى حزبين أحدهما يناصر الامبراطور والثاني يؤيد لويس الرابع عشر ولكن أنصار ملك فرنسا نجحوا أخيراً ان يقنعوا شارل الثاني بان يوصي لاحد حفدة لويس الرابع عشر الدوق دانجو Due d'Anjou بالعرش الاسباني محافظة على وحدة اسبانيا من اطماع جارتها فرنسا. وهكذا كان من الصعب على لويس ان لا يقبل الوصية فتجاهل اتفاقات التقسيم التي عقدها واعترف بحفيده ملكاً على اسبانيا باسم فيليب الخامس. وكان من الممكن ان تنتهي المشكلة لولا ان لويس اعترف رسمياً بحق حفيده في وراثة العرش الفرنسي. وامام امكانية اتحاد التاجين الاسباني - الفرنسي في المستقبل رأت الدول الأوروبية وعلى الأخص انكلترا انقلاباً عاماً في التوازن الاوروبي ورأت فيه أيضاً خطراً كبيراً يهدد تجارتها امام اتحاد التاجين فطالبت بإعطاء الاملاك الاسبانية في الاراضي المنخفضة وايطاليا الى النمسا واسرعت انكلترا الى تكوين التحالف الاعظم ( انكلترا - النمسا - هولندا واستمرت حرب الوراثة الاسبانية منذ عام 1702 حتى عام 1713 وكانت ميادينها ايطاليا والاراضي المنخفضة وبافاريا واسبانيا وامتدت الى المستعمرات الاميركية وانتهى بفوز الحلفاء على فرنسا واسبانيا . فلم يجد عندئذ لويس الرابع عشر بداً من طلب الصلح ومما ساعده على ذلك ان الامبراطور النمساوي توفي سنة 1711 وتولى العرش مكانه اخوه شارل المرشح لوراثة العرش الاسباني ايضاً مما ارهب الدول الباقية التي وجدت في اجتماع التاجين الاسباني - النمساوي تحت تاج واحد اشد خطورة من اتحاد عرش فرنسا مع اسبانيا وهكذا عقدت معاهدة اوترخت (Utrecht) في هولندا سنة 1713 وكان من اهم شروطها:
أ- الاعتراف بفيليب الخامس ملكاً على اسبانيا والمستعمرات الاميركية على ان لا يتم الجمع بين عرشي اسبانيا وفرنسا.
ب- ان تستولي النمسا على نابولي وسردينيا وميلان والاراضي المنخفضة الاسبانية (بلجيكا).
ج- ان تستولي انكلترا من فرنسا على الأراضي الجديدة نيوفوندلاند ونونا سكوتيا وخليج الهدسن وتحصل من اسبانيا على جبل طارق وجزيرة مينورقة في المتوسط وبعض الامتيازات التجارية في مستعمراتها كحق الاتجار في زنوج افريقيا.
د- استعادة امراء كولون وبافاريا لحكمهم مع الاعتراف بمملكة بروسيا بزعامة اسرة هو هوهنزلرن .
د- الاعتراف بحق البروتستانت في وراثة العرش الانكليزي.
انهت معاهدة اوترخت سلسلة الحروب التي حاولت بواسطتها الملكية الفرنسية تحقيق السيطرة على اوروبا. وبينما لم تحن فيها فرنسا سوى تعيين فيليب الخامس حفيد لويس الرابع عشر ملكاً على اسبانيا. فقد خرجت انكلترا من هذه الحروب بمكاسب عديدة اهلتها لان تمتلك أعظم قوة بحرية مكنتها من السيطرة على المستعمرات الفرنسية واسواقها التجارية فيما وراء البحار. وكان من نتائج المعاهدة ايضا ان قويت الصداقة الأسبانية الفرنسية بعد ان كانت علاقتهما سيئة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فالمعاهدة نصت على اعطاء الاراضي المنخفضة على حدود فرنسا الشمالية للنمسا فزال بذلك موضوع النزاع بين الطرفين وحل مكانه النزاع الفرنسي النمساوي. كما ان النمسا بسيطرتها على الاراضي الاسبانية في ايطالية قد جعل من اسبانيا تفتش عن حليف لها يمكنها من قهر النمسا واسترجاع ممتلكاتها هذه.
ولما كانت انكلترا بموجب معاهدة اوترخت قد استولت على اراضي فرنسية واخرى اسبانية. فلم يكن امام اسبانيا سوى مخالفة فرنسا ازاء العدو المشترك انكلترا. يضاف الى هذه العوامل ان الاسرة الهابسبورغية العدوة التقليدية لفرنسا قد زالت بزوال شارل الثاني وحل مكانها على عرش اسبانيا اسرة بوربون الفرنسية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|