ترك تشكيل التحالف الثلاثي اثراً عميقاً في نفس لويس الرابع ضد هولندا، التي كانت تعتبر مركزاً لتجمع الهيغونوت الذين هاجروا اليها من فرنسا واخذوا يقومون بمهاجمة الحكم الملكي والنظام الديني فيها. ولما كانت التجارة الهولندية النشيطة تعرقل المصالح التجارية الانكليزية والفرنسية على السواء فان لويس الرابع عشر نجح في ان يعقد مع انكلترا معاهدة سرية ضد هولندا سنة 1670 (Dover).

استطاعت جيوش فرنسا البرية تحت قيادتي تورين وكونده ان تظهر مهارة فائقة في حرب الهولنديين مع ان الحملة البحرية الفرنسية الانكليزية فشلت في اخضاع الاسطول الهولندي. وقد ترتب على هذه الحرب قيام ثورة داخلية في هولندا انتهت بعودة وليم اورانج الى الحكم وهو من اشد المتحمسين للدفاع عن استقلال بلاده فامر بهدم السدود حتى اغرقت البلاد بالمياه فتوقف زحف الفرنسيين الذين لم يتمكنوا من الوصول الى امستردام. وحصل ان تخلت انكلترا عن اتفاقها مع فرنسا واعلنت كل من اسبانيا والمانيا والدانمرك الحرب عليها مما حدا بلويس الرابع عشر ان يدرك خطورة الموقف ويعقد معاهدات عديدة مع اعدائه جعلت منه الحكم الأول في اوروبا وهو ما يعرف بمعاهدة نيماغ (Nimegue) عام 1678 وقد احتفظت هولندا بموجبها بجميع اراضيها وتنازلت اسبانيا لفرنسا عن مقاطعة فرانش كونته مع امتلاكها ايضا للالزاس. ومع ذلك لم يكتف لويس الرابع عشر بما اقتطعه من هذه المعاهدة بل انه استمر في التوسع معتمداً على تفسيرات،» محاكم الضم» التي شكلها للنظر في استيلاء فرنسا على بعض المناطق. فاستولى فعلاً على ستراسبورغ (1681) وعلى بعض قلاع الفلاندر ولكسمبورغ وغيرها من المقاطعات على الحدود الالمانية الفرنسية دون ان تبدي دول اوروبا التي انهكتها الحروب اية مواجهة، بل انها قبلت ضم هذه المناطق لمدة عشرين عاماً اعتبرت بمثابة هدنة سياسية وعسكرية لدول أوروبا.