البيئة الملائمة لزراعة القطن

القطن محصول معمر إذا نجت جذوره من الانجماد خلال الشتاء الا انه يعتبر محصول حولي صيفي عندما يزرع على نطاق اقتصادي والقطن أحد محاصيل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتجود زراعته في المناطق الدافئة التي لا يقل فيها متوسط درجة الحرارة اليومية عن 25 درجة مئوية صيفا. وتقع مناطق زراعة القطن بين خطي عرض 37 شمالا و 30 جنوبا فيما عدا الاتحاد السوفيتي حيث يزرع القطن هناك حتى خط عرض 47 شمالا بعد ان تم ايجاد اصناف مبكرة استنبطت خصيصا لتناسب موسم النمو القصير في تلك المناطق.

يحتاج القطن الى موسم نمو خالي تماما من الانجماد مشمساً ودافئا لا تقل مدته عن ( 180 - 200 ) يوما. كما يحتاج الى كميات امطار تتراوح من (450 - 500) ملم في السنة بحيث تكون موزعة توزيعا منتظما خلال موسم النمو. اما في المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تسقط امطارها شتاءاً عندئذ يتطلب ري القطن بكميات كافية وبمواعيد مناسبة خلال الموسم لضمان حاصل جيد.

يلائم زراعة القطن الترب المزيجة الطينية متوسطة الخصوبة والتي تحتوي على كميات مناسبة من العناصر الاولية الضرورية للنمو والانتاج. وفي حالة وجود نقص في ذلك يتم تعديله عن طريق اضافة الاسمدة العضوية والكيمياوية التي تحتوي على العناصر المهمة وخاصة عنصري النايتروجين والفوسفور. وإذا زرع القطن في الاراضي الطينية الثقيلة ذات الخصوبة العالية فان فترة النمو تطول ويتسبب عن ذلك تأخير في النضج مما يجعل القطن عرضة للإصابة بالآفات الزراعية. كما تتقلص فترة النمو الثمري ولا تكون هناك فرصة كافية للنباتات لتكوين الازهار والثمار بالكمية الطبيعية التي تجعل المحصول اقتصاديا. اما إذا زرع في ترب رملية والتي عادة تكون فقيرة بالعناصر الاولية وتفقد الماء بسرعة فان النباتات تكون صغيرة الحجم ذات حاصل واطئ ونوعية رديئة ويمكن معالجة ذلك عن طريق اضافة الطمي بواسطة الفيضانات او نثر السماد الحيواني وقلب المحاصيل البقولية في التربة.