أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-09
1152
التاريخ: 5-1-2022
2876
التاريخ: 10-8-2022
1375
التاريخ: 30-4-2017
2181
|
عندما ينزل الله عليك نعمة من نعمه، يحب أن تتمتع وتهنأ بها، إذ أنت تحتاجها وهي من رزقك. يحب الله أن ترتاح في حياتك وتتمتع بنعمك. ويعز على الله أن ينزل علينا الصعاب والبلايا بلا مهلة واستراحة وتنفيس: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]، فمع كل محنة وعسر، يأتيك بيسر، فعندما ينعم الله عليك بنعمة لا تحزن على ماضيك وما فات، ولا تقلق على المستقبل، بل كن سعيدا بما أنعم الله عليك.
اترك الماضي، فكان لابد أن تأتيك بلاياه وقد مرت وذهبت مصائبه بحمد الله. وكذلك سوف تأتيك بلايا المستقبل قطعا مهما قلقت منها فاخضع لهذا القانون ولا تقلق ولا تشغل فكرك بما جرى وما سيجري بل اشعر بالسعادة واغتبط بما رزقك الله واشكره. فهل من الصواب أن تحزن في أيام رفاهك ونعمتك؟!
ـ الإنسان يحزن بثلاثة أنواع من الحزن
الأول: يحزن على أحزانه الماضية والفائتة. أريد هنا أن أدعو بدعاء ولكن أجدكم غير متسلحين إذ لا ترفعون إيديكم. فقد روي عن نبينا (صلى الله عليه وآله): (إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين) (نهج الفصاحة، ص 294). طبعا لا أريد أن أجبركم على رفع يديكم، ولكني محتاج إلى دعائكم وأرى أن عدد المؤمنين الحاضرين هنا في هذا المسجد أكثر من الأربعين فإذا رفعوا أيديهم يستجاب الدعاء إن شاء الله وسوف أحصل أنا المسكين شيئا من دعائكم.
اللهم لا تجعلنا ممن يحزن على مشاكله وبلاياه.
اللهم لا تجعلنا ممن يحقد على من ظلمه وآذاه.
الثاني: يحزن على أحزانه المستقبلية والقادمة. أيها الإنسان المسكين المخدوع بإبليس لقد رزقك الله نعما فقد حان وقت ارتياحك والشعور بالسعادة الآن ولكنك تبدل الشعور بالراحة إلى القلق من المستقبل. اللهم أخرج من قلوبنا الحزن والقلق على المستقبل.
الثالث: هذا الإنسان المسكين إما يحزن على ما فات، وإما يحزن على ما سيأتي، وإما يحزن على الحاضر. يعني يحصل على نعمة من الله، ولكن يقايس بينه وبين الغير وهذا ما يسمى بالحسد. وهذا النوع من الحزن أمر وأتعس من النوعين السابقين.
ـ خذ حصتك وتنعم بها ولا تقارن بينك وبين غيرك.
فكن برزقك وقسمك (راضيا قانعا وفي جميع الأحوال متواضعا). فلو كان الله أراد أن يكلمنا لقال: أنا لم أفرض عليك هذه الأحزان الثلاثة. أنا قلت إني سأبليك بمصائب ومحن ولكن لا بهذه الآلام التعيسة والسخيفة، فلماذا أنت تصعّب على نفسك الحياة أكثر من صعوبتها الحقيقية؟! أنا قلت لأبلوك بمختلف البلايا والبأساء والضراء ولكن كل هذه المعاناة لا تخلو من الحلاوة والجمال، فلماذا تسلب جمالها وتزيدها مرارة؟ أنا قد حرقت قنفات بيتك فقط، فلماذا تصب البنزين على بيتك وتحرق البيت برمته؟! أنا قلت: سأفرض عليك بعض العسر ولكن سأجعل مع كل عسر يسرا، فلماذا تخرب اليسر والنعم التي أنعمتها عليك؟ فكلما امتحنتك بمحنة وبلاء استقبله بصبر جميل، وكلما أنعمت عليك نعمة فاشعر بالسعادة. ثم اشكرني على النعم التي رزقتها بحيث تنسى الآلام والمحن وتغفل عنها.
كيف نكون كذلك؟
اللهم نحن نتكلم ونتحدث بهذه المعارف، فاجعلنا هكذا واجعل حياتنا هكذا. ماذا نفعل وما هو الطريق إذ لا يصبح الإنسان هكذا بالكلام وحسب.
لابد أن نعاشر الأخيار والأبرار ونعاشر الصالحين ونعاشر أهل البيت (عليهم السلام). يجب أن نكثر من الذهاب إلى جلسات ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) وننادي الحسين كثيرا وننادي عليا كثيرا. إن وجود هذه العترة الطاهرة نور وله تأثير قوي جدا يترك أثره علينا من مسافة ألف وأربعمئة سنة. وأنتم بحمد الله تحظون بالقابلية والاستعداد الجيد لتعاشروا أهل البيت وتأنسوا بصحبتهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|