المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الإيثار
24-11-2014
نموذج لمقال الخواطر والتأملات- الرأي والعقيدة
2023-06-05
أبولو قصة زهرة الخزامى أو السوسن.
2023-11-21
إدارة الحوار وتسجيل الحديث
6-5-2022
سياسة أندرونيكوس الداخلية.
2023-11-11
دليل مشروعية الوصية
7-2-2016


إعلان وفاة الأب  
  
1498   09:09 صباحاً   التاريخ: 2023-04-17
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية أولاد الشهيد
الجزء والصفحة : ص19 ــ 23
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2019 2253
التاريخ: 26-1-2023 1141
التاريخ: 29-12-2018 2142
التاريخ: 16-1-2020 2998

أختي أنتِ وأولادك، أنت وبقية ذاك الشهيد. ومن الممكن أن تكون بقية الشهيد في رحمك بإنتظار الولادة أو أن تكون أطفالاً صغاراً وكباراً حولك وفي كنفك ينظرون طريقة معاملتكِ وتصرفكِ وينتظرون منكِ العناية والمحبة.

أنتِ الآن مؤتمنة من الله على تربية بقية ذاك الشهيد، ولكِ البشرى أن علاقتكِ أضحت مباشرة مع الله، أنت وأولادك كنت حتى الآن ترتبطين بالله من خلال باب الشهيد سواء من كسب المعاش والهدوء والسكينة أما الآن فإن هذا الحجاب باستشهاده قد كشف.

على الظاهر أضحيتِ الآن وأولادك دون معيل، ولكن حقيقة الأمر أنكم أصبحتم مورد الرحمة الإلهية الخاصة وأصبح معيلكم الله.

وتعلمين أن الله لاختيار محمد (صلى الله عليه وآله) لمقام النبوة قطع بداية رابطته بأمه وأبيه وأصبح هو مربيه (أدبني ربي فأحسن تأديبي)، نريد القول إن شهادة زوجك ووضعك الحالي مع أولادك هو مورد العناية الخاصة لله، وبذلك إرفعي رأسك وافتخري.

ـ إذا كان أولادك واعين نسبياً فإنهم يفهمون مسألة موت الأب وأنت بطريقتك تفسرينها لهم، لكن إذا كانوا صغارا أو بقي الأمر مجهولاً لهم، فإنهم سيستعلمون الأمر منك، وسيكون موقفك أمام هذا الأمر على عدة صور:

1ـ سفر الأب: بأن تقولي للطفل: إن أباه مسافر وسوف يعود، وأنت تعلمين أن هكذا موقف لن يحل من الأزمة شيئاً بل إنه سيفقد الطفل ثقته بك واعتماده عليك، وبالتالي لن ينظر إلى أمه وآرائها نظرة الإعتماد والثقة.

2ـ المستشفى: من الممكن أن تقولي للطفل: إن أباه مريض في المستشفى ومن الطبيعي أن هكذا موقف سيخلق للطفل مسألة الانتظار بأن أباه بعد أيام من المعالجة سيعود للمنزل وأحيانا قد يطلب من والدته أن تأخذه لعيادته في المستشفى الأمر الذي ليس بالإمكان تحقيقه.

3ـ أجوبة بلا معنى: ومظهرها تقديم الأعذار، وتناقض الأقوال، والكلام المضلل، والتي جميعها لا تؤدي إلى المعالجة للمسألة ومن الممكن أن يستثار فضول الطفل من خلال هذه الأجوبة فيطرح أسئلة لمسائل حساسة... ومن وجهة نظر تربوية فإن عدم اطلاع الطفل على الحقائق قد يؤدي لمضاعفة حزنه وغمه.

4ـ الموقف الصحيح: إن إخفاء حقيقة موت الأب لن تداوي وتحل واقع الطفل بشيء، ولو فرضنا أنه لم يعلم الطفل بموت أبيه فإنه سوف يتابع نمط حياته الاعتيادية ولكن بدون وجود عامل الضبط الأبوي وفي نهاية المطاف سيعلم الحقيقة. ولكنك تستطيعين أن تعلميه بقيافة جدية وبإفتخار بأن أباه لم يمت طريح الفراش وأنه استشهد وبأنك اليوم أكثر مما في السابق تفكرين به وأنك لن تتركيه دون معين وولي...

5ـ التعبير عن الموت والشهادة. نستطيع أن نفهم الأطفال المميزين أن الموت حق وأن الجميع يموتون، منهم من يموت باكراً ومنهم من يتأخر.

ولكن هناك فرق في أنواع الموت: الذي يموت في سبيل الله هو شهيد، والشهادة تبعث الافتخار، والشهداء أحياء عند ربهم، إلى جانب الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) وينال فخر الشهادة عباد الله الصالحون، ولن يصل للشهادة جميع الناس.

أبوك كان عبداً صالحاً وقد دعاه الله و... على هذا الأساس نكون قد أخرجنا الفزع والخوف من الموت والشهادة من قلب الطفل.

ـ مسؤوليتكِ المزدوجة:

أختي، أنت اليوم لست أماً وفقط، أنت أم يجب ان تعمل على حفظ الرعاية الأبوية وطريقة وسبيل الشهيد في تربية أولادها وعلى هذا الأساس ينقسم دورك ووظائفك إلى قسمين:

1ـ الأعمال والوظائف الأبوية: تهيئة وتربية الطفل فاقد الأب صعبة إلى حدود كبيرة ولن تستطيعي بمفردك القيام بها. في الموارد الاضطرارية استعيني بالجد والعم والخال واسعي أن يتعرف الطفل على هؤلاء الأشخاص بشكل أكبر.

وعلى العم والخال كذلك وظيفة الإلتفات والسؤال عن الطفل من حين لآخر وحتى أن يمسحا وجهه ورأسه بأيديهم، وأن يتشاورا فيما بينهما بالملاحظات التي قد يجدانها ضرورية لرؤية ما يمكن عمله لتصويب تربية الطفل. والطفل كما هو بحاجة للعاطفة والمحبة فإنه بحاجة للضبط والإنصياع وبحكم وجود عاطفة الأمومة القوية فإن الأم لا تستطيع القيام بهذه الوظيفة بشكل كامل.

نريد القول ان عدم وجود رجل يرعى الطفل قد يؤدي إلى أن يتفلت بحريته وبالتالي يصبح في المستقبل القريب متشرداً متفلتاً.

وأثبتت الأبحاث العلمية أن موت الأب هو أحد عوامل ظهور الخلل في شخصية الطفل ومن الممكن أن تصل الأمور به إلى حد الإجرام والانحراف في الحياة وأن يقع فريسة للانزلاق في المتاهات.

2ـ موقفك العاطفي: من ناحية أخرى أنت أم ومن الطبيعي أن ينتظر الطفل منك المحبة والدلال، وهذا الأمر يصدق على جميع الأبناء وخصوصاً فاقدي الأب.

فالإنسان المحروم من شيء ما يزداد إحساسه بالحاجة إليه. وكم من أولئك الذين طالما يتنعمون بالنعم ويتمتعون بها وهم على مستوى الإحساس تجاهها لا يقيمون لها وزنا نجدهم عند فقدهم لها يعرفون قيمتها وقدرها ويحسون بالحاجة إليها.

والأطفال كذلك، طالما أنهم تحت كنف الأب والأم فإنهم كالسمكة في الماء، لا يعرفون قدر والديهم وعندما يخرجون من هذه الحالة بفقدهما أو أحدهما يعرفون قدرهما وكم هو ثمين، وفي هذه الحالة يصابون بالغم والحسرة إن بسبب فقد هذه النعمة (الأب، والأم) أو بسبب عدم التفاتتهم سابقاً لأهمية الوالدين عندما كانوا معهم فيتولد لديهم الإحساس بالذنب والاضطراب.

نظراً لما سبق ولاحتياج الأولاد لحنان الأم، بشكل ضروري جدا، وذلك ليحصلوا على الطمأنينة والسكون والهدوء وهدوء القلب، فإبراز الأم محبتها العميقة للطفل يطيب خاطره ويهدئ روعه، ويتسلح بها لمواجهة المشكلات، والأهم من ذلك كله أن لا يقع الطفل في الفراغ الحاصل من نقص العاطفة والانضباط وبذلك يخرج من هذه الحالة بسلام.

ـ ضرورة الرعاية الخاصة:

بعد حصول الفراغ باستشهاد الأب من الضروري أن تتقربي أكثر إلى أولادك. وتملئين مكان الأب. تعاملك مع أطفالك يجب أن يكون على أساس أن يستطيع حل مشكلاته وانفعالاته ليحصل على التوازن والتوافق العاطفي والاجتماعي.

كنت تحبينه، ولكن نوع محبتك له بعد موت أبيه سيختلف، محبتك له الآن تتزامن وحمايته، وهكذا يجب أن يشعر. إعملي على أن لا يحس بيتم الأب، ولا تحقرينه أمام الآخرين وهذا الأمر مهم جداً في دور الطفولة، لأن الطفولة مرحلة مهمة جدا في حياته، وبإعتقاد الكثيرين من علماء النفس ومن خلال التجربة ثبت ان آثار معاملة الطفل في مرحلة الطفولة تنعكس وتؤثر في دور الشباب.

وذكرِنا لهذه النقطة مهم وضروري وعلى كل حال فإن علاقتك بإبنك يجب أن تهدف وعلى الحقيقة إلى سلامة وسعادة الطفل. وأن لا يعتبر أن تمحور علاقاته وطلباته ورغباته في أمه منفذاً للإستفادة منها بطريقة غير صحيحة.

عليك العمل بطريقة لا تربطينه فيها بك كثيراً فيسوء وضعه أكثر، يجب أن يكون الأساس في علاقتك معه هو: الرعاية، الحماية من المخاطر، عدم تلقيه المفاهيم السيئة وتوقع الأفضل لمستقبله كي لا يقع فريسة الانزلاقات والانحرافات.

ـ تحذير واجب:

بصفتك حاملة للأمانة الإلهية وأمنية الشهيد على أبنائه نحذرك من أنه في بعض الأحيان يخلف فقدان الأب للعائلة وللأطفال وجعاً غير قابل للتحمل.. لذلك فعدم التربية الصحيحة قد تؤدي بالطفل إلى شخصية لا سوية وبالتالي لا يستطيع تحصيل التوافق السليم في المجتمع.

من جهة ثانية حرمان الطفل من حبة ورعاية الأب قد تؤثر سلباً على شخصيته وقد تدفعه إلى الطريق اللاسوي. وأولئك الذين حرموا في طفولتهم من عطف ومحبة الأب من الممكن في شبابهم أن يقعوا في خانة الانزواء وعدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية.

من جهة ثالثة اثبتت الأبحاث العلمية أن من الأسباب الأساسية لإجرام الصبيان في سنوات المراهقة والبلوغ هو فقد الأب الذي أدى إلى الإنحراف بسبب عدم وجود المثل الأعلى والنموذج المناسب للإتباع والذي حرموا منه بفقد الأب ولم يتسن لهم السير في الطريق القويم بسبب فقده.

وجود هذه المسائل يحتم عليك أن تكوني القيّمة الجديدة على هؤلاء الأولاد وبالتالي تصبح المسؤولية أكبر ووظيفتك هي التصدي لهذه المشاكل كلها.

ـ ضرورة بناء الذات:

نحن نعلم أهمية هكذا وظيفة، وصعوبة التسلط على العواطف أمام موت وشهادة عزيز على الإنسان ولكن لحفظ حياة وتربية وسلامة أولادك عليك الإلتفات إلى هذه المسائل على الخصوص:

1ـ كوني قوية العزيمة والشكيمة، اخلقي روحيتك بالاتكال على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

2ـ ثابري على تربية أولادك واحصلي على المعلومات اللازمة لهذا السبيل.

3ـ إحفظي نفسك، لا تتأسفي وتذرفي الدموع أمام أطفالك لأنك بذلك تضعفين مواقفهم وروحيتهم.

4ـ كوني الملجأ لأطفالك ليطمئنوا إليك وتقربي منهم أكثر.

5ـ أنت تحملين أمانة الشهيد، وفي سبيل حفظ هذه الأمانة والسير بها تتحملين مسؤولية عظيمة فتقوّي لذلك برعاية أصول حفظ الأمانة ولا تنسين تقوى الله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.