أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-14
235
التاريخ: 2023-09-27
1229
التاريخ: 2023-11-05
1242
التاريخ: 2024-09-20
235
|
استمرت حركة الاضطهاد ضد البروتستانت عهد هنري الثاني (1547-1550) اشد مما كانت عليه ايام فرنسوا الاول. فحدثت مذابح عديدة ذهبت ضحيتها الوف الفرنسيين الكلفينيين من الهيغونوت. ومع ذلك فقد اقبل على اعتناق هذه الحركة كثير من الفرنسيين على مختلف انتمائهم الطبقي حتى ان اعداد الارستقراطيين قد تزايدت بهدف ضرب الملكية التي اخذت تقلل من شأنهم ونفوذهم. ومما زاد في اضطهاد الهيغونوت انتهاء الحرب الايطالية وعقد معاهدة كاتو - كامبريزي حيث تفرغت بعدها الملكية الفرنسية منذ اواخر عهد هنري الثاني لمشاكلها الداخلية التي كان يثيرها الصراع بين الكاثوليك والهيغونوت.
تعاقب على العرش الفرنسي بعد وفاة هنري الثاني ثلاثة ملوك ضعفاء. مما مكن أمهم كاترين دي مدتشي (39) (Catherine de Médicis) الإيطالية النسب من ان تدير زمام الأمور في فرنسا طيلة حكم اولادها. اشتهرت كاترين بشخصية قوية وميل شديد الى التسلط والانفراد. وقد حدث في فرنسا خلال هذا الوقت ان احتدم النزاع والمنافسة الشديدة بين بعض الأسرات القوية بدوافع سياسية اهمها النزاع على السلطة. وكان من هذه الاسرات اسرة غيز (De Guises) الكاثوليكية التي كانت تشدها رابطة القرابة بالعرش الاسكتلندي وتحالف وثيق مع اسبانيا والبابوية. وكان زعيمها فرنسوا الذي كاد نفوذه في فرنسا يغطي نفوذ التاج الملكي نفسه. ثم اسرة بوربون (De Bourbon) البروتستانتية، قريبة العائلة المالكة وزعيمها سيد النافار الذي كان شديد النفوذ في جنوب وجنوب غربي فرنسا. بحيث طبعت الحركة الدينية فرنسا بطابع ارستقراطي سياسي أكثر منه ديني.
ولتستطيع كاترين ان تستأثر بالسلطة (عهد ولدها الثاني شارل التاسع) (1560 - 1574) وتقضي على قوة الاسرات المتنازعة فقد اشعلت التنافس بينها بإصدار مرسوم عام 1562 الذي قضى بالسماح للهيغونوت بإقامة شعائرهم الدينية في جميع انحاء فرنسا وحتى في المدن التي لا اسوار لها، مما اثار حفيظة الكاثوليك الفرنسيين واغضبهم وعلى الأخص اسرة دي غيز فحدثت مذبحة فاسي (Vassy) في نفس العام حيث قتل فيها ستون شخصاً من الهيغونوت. وهكذا اشتعلت الحرب الاهلية في فرنسا بتشجيع الدول الاجنبية. فأخذ الهيغونوت يتلقون المساعدات من امراء المانيا اللوثريين ومن الملكة الانكليزية اليزابيت. كما ان الكاثوليك حصلوا على المساعدة من ملك اسبانيا فيليب الثاني ومن البابوية ايضاً. وعلى الرغم من المراسيم التي صدرت لصالح الهيغونوت كصلح امبواز (Amboise) سنة 1563 ثم صلح سان جرمان (St. Germain) عام 1570 الذي أكد على حرية الهيغونوت في ممارسة شعائرهم وفق 1563، الا ان الحالة السيئة قد عمت فرنسا طيلة هذه المدة ووصل الأمر بكاترين الى تدبير جريمة من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ. اذ انها اغتنمت وفود الهيغونوت الى باريس يوم عيد القديس سان برتلمي (St. Barthelmy) سنة 1572 وذلك لحضور مراسم احتفالات زواج هنري ملك النافار البروتستانتي من ابنتها ماري. فاتفقت سراً مع اسرة غيز الذين هاجموا الهيغونوت على منهم واعملوا فيهم القتل ولم تقتصر المذبحة على باريس وحدها بل هوجم الهيغونوت في جميع انحاء فرنسا فذهب ضحية هذه المذابح حوالي الفاً من الهيغونوت. وقد أعقبها مرسوم 1573 الذي ضمن للهيغونوت السماح بأداء شعائرهم في أربع مدن فرنسية من بينها لاروشيل وسانسير.
تولى العرش الفرنسي بعد وفاة شارل التاسع أخوة هنري الثالث (1574 - 1589) فبدأ حكمه بسياسة متطرفة ضد الهيغونوت مما اذكى نار الثورة من جديد وامام تكتل الهيغونوت واستعداداتهم تنازل هنري الثالث لهم عن بعض الحقوق مما اثار استياء شديداً لدى الكاثوليك وعلى الأخص اسرة غيز منهم. فما كان من هنري الثالث الا ان دعاهم الى وليمة في قصر بلوا (Blois) حيث فتك بزعيمهم هنري دي غيز وانضم الى هنري النافار البروتستانتي ليأمن شرهم (1).
............................................
1- للمزيد من التفاصيل حول الحروب الدينية في فرنسا انظر : LAPEYRE. H.: Les
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|