المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جمع القرآن في مصحف
16-10-2014
علاقة الجغرافية السياسية بالعلوم الأخرى - الجغرافية العامة Geography general
2023-02-24
الجناس
25-03-2015
أنماط الخطط الحضرية - الخطة الإشعاعية
29/9/2022
Centrioles
4-11-2015
المشكلة ومحدداتها في البحث التسويقي
13-9-2016


ما لا ينبغي من الدعاء  
  
243   08:52 صباحاً   التاريخ: 2024-09-14
المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي
الكتاب أو المصدر : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص156-165
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

والآن نتحدث عما لا ينبغي من الدعاء ، وهو طائفة من العناوين نستخرجها من نصوص القرآن والحديث ، واليك طائفة من هذه العناوين مما لا ينبغي الدعاء له :

1 ـ الدعاء علىٰ خلاف سنن الله العامة في الكون والحياة :

وقد دعا الله تعالیٰ نوح (عليه ‌السلام) أن يشفّعه في ولده ، وينجيه من الغرق ، بناءً علىٰ وعد وعده الله تعالىٰ في نجاة أهله ، فلم يستجب الله لعبده ونبيه نوح (عليه ‌السلام) وردّ دعاءه ، وقال له : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ووعظه ألّا يعود لمثل هذا الدعاء.

( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ õ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ õ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) ([1]).

وقد كان من حق نوح (عليه ‌السلام) أن يسأل الله تعالىٰ نجاة من كان من أهله. أما من لم يكن من أهله فلا يحق له أن يسأله له النجاة من الغرق.

ولم يكن ابنه من أهله ، وهذا هو حكم الله ، ولم يكن يحق لنوح (عليه ‌السلام) أن يسأل الله تعالیٰ علیٰ خلاف قوانينه وأحكامه.

ولننظر في جواب نوح (عليه ‌السلام) ، وهو جواب العبد المنيب الذي يسرع الىٰ مرضاة ربه ، ويعوذ به أن يسأله ما ليس له به علم ، وينيط نجاحه وفوزه برحمته ومغفرته تعالیٰ.

إن فهم سنن الله تعالىٰ أمر لابدّ منه في الدعاء ، وليست مهمّة الدعاء اختراق هذه السنن وتجاوزها ، وإنما مهمّة الدعاء توجيه العبد الىٰ السؤال من الله في دائرة سننه وقوانينه إن سنن الله تجسد دائماً ارادته تعالىٰ التكوينية ، ومهمة الدعاء استعطاف ارادة الله وليس تجاوزها واختراقها ، والله تعالىٰ يقول : ( وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ).

والنظام الكوني هو تجسيد وتبلور لإرادة الله الذي لا يصلح أمر الكون من دونه ؛ ولا يصح أن يطلب العبد في الدعاء تغييره. فإن الدعاء من أبواب رحمة الله تعالىٰ لعباده ؛ وإرادة الله تعالىٰ مطابقة دائماً لرحمته ولا يصح من العبد أن يسأل الله تعالیٰ تغييرها واستبدالها.

لا تختلف سنة عن سنة ، فكل سنة تمثل ارادة الله ، وكل ارادة لله تمثل رحمة الله وحكمته اللتين لا رحمة ولا حكمة فوقهما ، سواء في ذلك السنن الكونية والتاريخية والاجتماعية.

فمن سنن الله تعالىٰ مثلاً حاجة الناس بعضهم الىٰ بعض في شؤون دينهم ودنياهم ، وليس من الصحيح أن يطلب الانسان من الله تعالىٰ أن يغنيه عن الآخرين ولا يحوجه الىٰ خلقه ، فهو دعاء علىٰ خلاف سنة الله تعالىٰ وارادته تماماً.

وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين علي (عليه ‌السلام) أنه قال : « قلت : اللّهم لا تحوجني الىٰ أحد من خلقك ، فقال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) : يا علي ، لا تقولن هكذا ، فليس من أحد إلّا وهو محتاج الىٰ الناس. قال : فقلت : كيف (اقول) يا رسول الله ؟ قال : قل : اللّهم لا تحوجني الىٰ شرار خلقك » ([2]).

وروي عن شعيب عن أبي عبدالله (عليه ‌السلام) في حديث أنه قال له : « ادع الله أن يغنيني عن خلقه. قال : إن الله قسّم رزق من شاء علىٰ يدي من شاء ، ولكن اسأل الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك الىٰ لئام خلقه » ([3]).

وبهذا الفهم للدعاء تجد أن النصوص الإسلامية تحدّد للدعاء دائرة واقعية وتخرج الدعاء عن الدوائر غير الواقعية والخيالية.

وتؤكد هذه النصوص حقيقة هامّة في طريقة واسلوب معيشة الانسان المسلم. فكما يجب أن يكون سعيه وحركته واقعيين ، وبعيدين عن الخيال ، كذلك يجب أن يكون دعاؤه في نفس الدائرة الواقعية.

روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام) أنه سأله شيخ من الشام : « أي دعوة اضلّ ؟ فقال : الداعي بما لا يكون » ([4]).

وما لا يكون هو ما يقع خارج دائرة سنن الله المتعارفة في حياة الانسان ، ولا يكون التفكير فيه والسعي إليه واقعياً.

وفي عدة الداعي عن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) : « من سأل فوق قدره استحق الحرمان » ([5]).

واعتقد أن المقصود بالسؤال (فوق قدره) هو السؤال فيما لا يكون طلبه واقعياً.

2 ـ الدعاء بما لا يحل :

وكما لا ينبغي السؤال والدعاء بما لا يكون كذلك لا ينبغي الدعاء بما لا يحلّ ، وكلاهما من باب واحد ؛ فإن الأوّل خروج علىٰ ارادة الله التكوينية ، والثاني خروج علىٰ ارادة الله التشريعية.

يقول تعالىٰ : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ) ([6]).

وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) : « لا تسأل ما لا يكون وما لا يحل » ([7]).

3 ـ تمني زوال نعمة الغير :

ومما لا يجوز في الدعاء أن يتمنىٰ الإنسان أن ينقل الله تعالىٰ النعمة من الآخرين الىٰ الداعي.

يقول تعالىٰ : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) ([8]).

وليس من بأس علىٰ الإنسان أن يتمنىٰ من الله النعمة ، ويتمنىٰ أن ينعم عليه مثل ما أنعم علىٰ الآخرين وأفضل منهم ، ولكن ما لا يحبه الله تعالىٰ لعباده أن يطيل الانسان النظر الىٰ ما انعم الله علىٰ عباده من النعمة.

يقول تعالىٰ : ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ([9]).

ولا يحب الله تعالىٰ لعباده أن يتمنىٰ الإنسان أن ينقل الله تعالىٰ النعمة من الآخرين إليه. فإن فيه من تمني سلب النعمة عن الآخرين ما لا يرتضيه الله تعالىٰ لعباده ، وفيه من ضيق النظر والاُفق في الامنيات والتمنيات ما لا يحبه الله تعالىٰ لعباده. إن سلطان الله واسع وخزانته لا نفاد لها ، وملكه لا حد له ، وليس من بأس علىٰ الإنسان أن يطلب من الله كلّ شيء ، وأن يتمنىٰ أن يرزقه الله أفضل مما رزق الآخرين. وقد ورد في الدعاء « اللّهم آثرني ولا تؤثر عليّ احداً ». « واجعلني من أفضل عبادك نصيباً عندك ، وأقربهم منزلة منك ، وأخصّهم زلفة لديك ». هذا كله لا بأس به ، ويحبه الله تعالىٰ ؛ أمّا أن يتمنىٰ أن يسلب الله النعمة من الآخرين فلا يحبه الله ، ولا يحتاج ربنا إذا أراد أن يرزق عبداً من عباده نعمة أن يسلبها من غيره ويمنحها إيّاه.

روىٰ عبدالرحمان بن أبي نجران قال : «سألت أبا عبدالله (عليه ‌السلام) عن قول الله عزّوجلّ : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّـهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) قال : لا يتمنىٰ الرجل إمرأة الرجل ولا ابنته ، ولكن يتمنىٰ مثلها » ([10]).

4 ـ الدعاء بخلاف صلاح الإنسان :

ومما لا ينبغي للإنسان أن يدعو له هو الدعاء بخلاف مصلحته. ولما كان الانسان يجهل ما ينفعه وما يضره ، والله تعالىٰ يعلم ذلك ، فقد يبدّل الله استجابة الدعاء بنعمة اخرىٰ أو بدفع بلاء ، أو يؤخر الله الاستجابة الىٰ حين تنفعه الاستجابة. وقد ورد في دعاء الافتتاح « اسألك مستأنساً لا خائفاً ولا وجلاً مدلّاً عليك فيما قصدت فيه اليك ، فإن ابطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي ، لعملك بعاقبة الأمور. فلم ار مولىٰ كريماً اصبر علىٰ عبد لئيم منك عليّ يا رب ».

وعلىٰ الإنسان في مثل هذه الاحوال في الدعاء أن يدعو الله تعالىٰ ويوكل الامر إليه ، وينيطه بما يراه من المصلحة ، وإذا ابطأ عليه تعالىٰ في الإجابة أو لم يستجب له لا يعتب علىٰ الله تعالىٰ. ولكن الانسان لجهله قد يطلب من الله ما يضره ، وقد يطلب الشر ، كما لو كان يطلب الخير ، ويستعجل ما يضره الاستعجال فيه.

يقول الله تعالىٰ : ( وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا ) ([11]).

وكان من خطاب صالح (عليه ‌السلام) لثمود : ( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) ([12]).

5 ـ الاستعاذة من الفتنة :

ولا يصح الاستعاذة من الفتنة ، فإن زوج الانسان واولاده وماله من الفتنة.

ولا يصح أن يعوذ الانسان بالله من أهله وماله ، ولكن يصح أن يعوذ بالله من مضلات الفتن.

عن أمير المؤمنين : « لا يقولن أحدكم : اللّهم إنّي اعوذ بك من الفتنة ؛ لأنه ليس من أحد إلّا وهو مشتمل علىٰ فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن ؛ فإن الله يقول : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ([13]).

وعن أبي الحسن الثالث (عليه ‌السلام) : عن آبائه (عليهم ‌السلام) قال : « سمع أمير المؤمنين رجلاً يقول : اللّهم إنّي أعوذ بك من الفتنة. قال (عليه ‌السلام) : اراك تتعوذ من مالك وولدك ، يقول الله تعالىٰ : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ولكن قل : اللّهم إنّي أعوذ بك من مضلات الفتن » ([14]).

6 ـ ومما لا ينبغي من الدعاء ، الدعاء علىٰ المؤمنين :

إن من مهام الدعاء وغاياته تحكيم العلاقة داخل الاسرة المسلمة ، وازالة ما في النفوس من التراكمات التي تحدث عادة في زحمة الحياة الدنيا. والدعاء بظهر الغيب من عوامل تلطيف هذه العلاقة التي قد تتعكر في ساحة الحياة ؛ وأمّا الحالات العكسيّة التي تثبّت الحالة السلبيّة في العلاقات فما لا يحب الله فيه الدعاء.

فالله تعالىٰ يحب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بظهر الغيب ، وفي حضورهم ، وايثار الآخرين بالدعاء ، وتقديم حاجاتهم واسمائهم علیٰ حاجة الداعي نفسه.

ولا يحب في الدعاء أن يتمنىٰ الانسان زوال النعمة من أخيه كما وجدنا قبل قليل.

ولا يحب في الدعاء أن يدعو الانسان علىٰ أخيه المؤمن ، وان كان قد مسّه منه اذیً أو ظلم (إذا كان اخوه في الايمان ، ولم يخرج بالظلم عن دائرة الاخوة الايمانية) ، ولا يحب الله تعالىٰ لعباده أن يذكر بعضهم بعضاً بسوء بين يديه.

في دعوات الراوندي في التوراة يقول الله عزّوجلّ للعبد : « إنك متىٰ ظُلمت تدعوني علىٰ عبد من عبيدي من اجل أنه ظلمك. فلك من عبيدي من يدعو عليك من أجل أنك ظلمته. فإن شئت اجبتك واجبته منك ، وإن شئت اخرتكما الىٰ يوم القيامة » ([15]).

عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه ‌السلام) : قال : « إذا ظلم الرجل فظلّ يدعو علىٰ صاحبه ، قال الله عزّوجلّ : إن ها هنا آخر يدعو عليك يزعم أنك ظلمته ، فإن شئت اجبتك واجبت عليك ، وإن شئت اخرتكما ، فيوسعكما عفوي » ([16]).

عن هشام بن سالم ، قال : « سمعت أبا عبدالله (عليه ‌السلام) يقول : إن العبد ليكون مظلوماً فلا يزال يدعو حتىٰ يكون ظالماً » ([17]).

وعن علي بن الحسين (عليهما ‌السلام) في حديث :

« إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له : بئس الأخ أنت لأخيك. كفّ أيها المستّر علىٰ ذنوبه وعورته ، وأربع علىٰ نفسك ، واحمد الله الّذي ستر عليك ، واعلم أن الله عزّوجلّ اعلم بعبده منك » ([18]).

إن الله تعالىٰ هو السلام ، وإليه يعود السلام ، ومنه السلام ، ومحضره محضر السلام ، فإذا وقفنا بين يدي الله تعالىٰ بقلوب عامرة بالسلام ، يدعو بعضنا لبعض ، ويسأل الله تعالىٰ بعضنا الرّحمة للبعض ، ويؤثر بعضنا بعضاً برحمة الله تعالىٰ ... استنزلنا رحمة الله ، وشملتنا جميعاً ، فإن رحمة الله تنزل علىٰ مواضع الحب والسلام ، وعلىٰ القلوب المتحابّة والمتسالمة من المؤمنين ، وصعدت اعمالنا وصلاتنا ودعاؤنا وقلوبنا الىٰ الله تعالىٰ ، فإن الكلم الطيب والقلوب العامرة بالكلم الطيب تصعد الىٰ الله ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ).

وإذا وقفنا بين يدي الله بقلوب متخالفة ، فيها الضغينة والحقد ، وليس فيها الحب والسلام ، واخذنا الىٰ الله خلافاتنا ومشاكلنا وشكاوانا (نحن المؤمنين بعضنا علىٰ بعض) ، واستعدىٰ الله تعالىٰ بعضنا علىٰ بعض ... انقطعت عنا جميعاً رحمة الله ، ولم تنزل علينا هذه الرحمة التي وسعت كل شيء في الكون ، ولم تصعد الىٰ الله تعالىٰ أعمالنا وصلاتنا ودعاؤنا وقلوبنا.

فإن القلوب المتحابّة والعامرة بالحب تستنزل رحمة الله تعالىٰ وتدفع البلاء والعقوبة عن المؤمنين ، وبالعكس ، القلوب المتخالفة والمتعادية (من المؤمنين) تحجب رحمة الله عنهم ، وتجلب البلاء والعقوبة لهم.

عن الصادق (عليه ‌السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم): أن الله تبارك وتعالىٰ إذا رأىٰ أهل قرية قد اسرفوا في المعاصي وفيهم ثلاثة نفر من المؤمنين ، ناداهم جلّ جلاله : يا أهل معصيتي ، لو لا فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين بصلاتهم ارضي ومساجدي المستغفرين بالاسحار خوفاً مني لأنزلت بكم العذاب ([19]).

وعن جميل بن دراج عن الصادق (عليه ‌السلام) قال : « من فضل الرجل عند الله محبته لإخوانه ، ومن عرّفه الله محبة اخوانه أحبّه الله ومن احبه الله أوفاه اجره يوم القيامة » ([20]).

عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) : « لا تزال اُمتي بخير ما تحابوا ، وادوا الامانة ، وآتو الزكاة ، وسيأتي علىٰ اُمتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم ان يعمهم الله ببلاء فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم » ([21]).


[1] هود : 45 ـ 47.

[2] بحار الأنوار 93 : 325.

[3] أصول الكافي : 438 ، وسائل الشيعة 4 : 1170 ، ح 8946.

[4] بحار الأنوار 93 : 324.

[5] بحار الأنوار 93 : 327 ، ح 11.

[6] التوبة : 80.

[7] بحار الأنوار 93 : 324.

[8] النساء : 32.

[9] طه : 131.

[10] تفسير العياشي : 239.

[11] الاسراء : 11.

[12] النمل : 46.

[13] نهج البلاغة ، القسم الثاني : 162.

[14] امالي الطوسي 2 : 193 ، بحار الأنوار 93 : 325.

[15] بحار الأنوار 93 : 326.

[16] وسائل الشيعة 4 : 1177 ، ح 8972 ، امالي الصدوق : 191.

[17] أصول الكافي : 438 ، عقاب الأعمال : 41 ، وسائل الشيعة 4 : 1164 ، ح 8926.

[18] أصول الكافي : 535 ، وسائل الشيعة 4 : 1164 ، ح 8927.

[19] بحار الأنوار 74 : 390.

[20] ثواب الأعمال : 48 ، بحار الأنوار 74 : 397.

[21] عدة الداعي : 135 ، بحار الأنوار 74 : 400.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.