المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مقومات الشخصية القوية / ليكن لك رد فعل معقول  
  
303   01:40 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص34ــ39
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022 1218
التاريخ: 5-9-2021 2314
التاريخ: 1-12-2016 3140
التاريخ: 24-5-2017 5214

لكي تكتسب احترام الآخرين فليس من المطلوب أن ترقص على أنغامهم، بل المطلوب أن يكون لك موقفك الخاص، النابع من التفكير العميق السابق وأن ترفض ما تريد رفضه بأدب، وأن تقبل ما تريد قبوله بقناعة، وهذا يتطلب أن يكون لك رد فعل معقول تجاه مواقف الآخرين، سلباً وإيجاباً.

إن البعض يظن أن اكتساب الاحترام يتطلب أن لا يكون لنا رد فعل، إذا كان ذلك لا يرضي الآخرين وحتى إذا ما تعرض لسوء أدب، أو إهانة فهو يعتقد أن تجاوزه هو الوسيلة السليمة لمجابهته، غير أن الحديث الشريف يقول: (لا خير في من لا يبالي بما قال وما قيل فيه).

صحيح أن علينا أن نمرّ على اللغو مرور الكرام كما يصف ربنا عباده بقوله: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72]. إلا أن «اللغو» شيء، وتقبل التهم والإهانات شيء آخر.

إن بعض الخسائر لعلاقاتنا مع الآخرين يتطلبه فرض احترامنا عليهم. إذ لا شيء يستأهل أن يحبّنا امرؤ على حساب احترامنا الشخصي ..

إن علينا أن نعلّم الآخرين كيف يتجاوبون معنا من خلال ردود فعلنا على تصرفاتهم لأنك أنت المسؤول في النهاية، عن نوعية علاقاتك بالآخرين.

وإذا كان هنالك من يشتكي من سوء معاملة الناس له، أو إهانته، أو تجاهله، أو فرض آرائهم عليه، أو إعطائه أدواراً تافهة، فإن المسؤول عن ذلك هو نفسه دون غيره، ذلك أنك تعلّم الناس كيف يتعاملون معك.. فأنت في أحيان كثيرة تغري الآخرين إلى هضم حقوقك، والتنكر لها.

يذكر أحد علماء النفس قصة امرأة كانت تتعرض للإهانة باستمرار من قبل زوجها وأولادها، فيقول: زارتني إحدى السيدات طلباً للمشورة، لأنها شعرت بأن زوجها المحب للسيطرة قد هيمن عليها بصورة فظة قاسية وتذمرت مما تلقاه من سوء معاملة نتيجة ألفاظه النابية وما يتبعه من أساليب لاستغلالها، فضلاً عن أن أطفالها الثلاثة لا يظهرون لها كثيراً من الاحترام وقد وصلت بها الحال إلى حد اليأس.

وبينما كانت تقص عليّ حكاية ماضيها سمعت بحالة طبق الأصل عن سيدة أخرى سمحت بأن يهضم حقها منذ نعومة أظفارها. فوالدها صاحب نزعة الهيمنة رصد سلوكها منذ السنوات الأولى من حياتها خلال مرحلة تكوين شخصيتها وظل يلاحق تحركاتها حتى وقت زواجها. و(صدف) أن زوجها كان على غرار والدها وهكذا انتقل بها الزواج إلى حال من الغبن شبيهة بما كانت عليه.

وبعدئذ أشرت إليها بأنها هي التي علمت الآخرين بكل دقة كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة، وأن الخطأ لم يكن خطأهم إطلاقاً، فأدركت بسرعة أنها هضمت حقها بقبولها الإهانة طوال تلك السنوات، وأن مسؤوليتها الآن هي البحث في قرارة نفسها للعثور على حلول للمشاكل التي تعانيها، بدلاً من البحث عن تلك الحلول في مكان آخر. وقد ساعدتها المشورة على معرفة سبل تجعل الآخرين يعاملونها بطريقة مختلفة.

وتم توجيه سلوك تلك السيدة لكي تبين لزوجها وأطفالها أنه ينبغي عليهم عدم أخذها كشيء مفروغ منه. وكان من أحب التصرفات إلى قلب زوجها أن يغضب ويستاء منها، خصوصاً في حضور أطفالهما أو أشخاص من خارج المنزل. وكانت ترتعد دائماً من حدوث ذلك لأنها لم تشأ خلق مهاترات وعراك، وأصبحت مهمتها الأولى الدفاع عن مصلحتها أمام زوجها بصوت مرتفع النبرة وبعدئذٍ تغادر الغرفة. وكان عليها، إذا لم يظهر أبناؤها احتراماً لها أن تصر بحزم على احترامها.

وبعد مرور بضعة أشهر على ممارستها هذا النوع من التصرف المجدي، بدت مغمورة بالسعادة عندما أفادت بأن أفراد عائلتها أخذوا يعاملونها باحترام وبطريقة مختلفة. وأدركت على نحو مباشر أن الناس يعاملونها كما تعلّمهم هي كيف يعاملونها. أما الآن، وبعد انقضاء ثلاث سنوات، فإنها يندر أن تقابَل بازدراء أو شتيمة وتعلمت تلك السيدة أيضاً كيف تسير الأمور بنفسها.

ينبغي على المرء أن يعلّم الناس كيف يتعاملون معه ليس بالكلام بل بالسلوك. فإذا حاول المرء تبليغ آرائه عن رفضه لتعاملهم معه كغبي من خلال مناقشات مسهبة مستفيضة، كانت النتائج الوحيدة الكلام الذي يدور بينه وبين من يغبنونه هو إعطائهم الحق لا نعنهم في ذلك. وقد يكون هناك اتصال بين الشخص وكل شخص آخر. ولكن إلى أن يتعلم كيف يتصرف بطريقة مجدية، فإنه سيبقى رهن الاستغلال. والطريقة التي يتصرف بها المرء ليبين تصميمه وعزمه تساوي أكثر من مليون كلمة، مهما قويت بلاغتها وفصاحة بيانها.

ويفترض كثيرون أن يكون الشخص شديد الإصرار والإلحاح يعني كونه غير مستحب أو أنه يتعمد الإساءة. لكن ذلك ليس الواقع، وإنما يعني إعلانه جهراً لحقوقه أو لموقفه غير المغبون.

وهناك شخص آخر كان يعاني من مشكلة معنية فقد كان دائماً وديع المعاملة مع الباعة في المتاجر. وكثيراً ما اشترى أشياء لم يكن يريد المعاملة مع الباعة في شراءها، لأنه كان يخشى الإساءة إلى شعور الموظفين. وبينما كان يتهيأ لاتخاذ الإصرار والإلحاح منهجاً حدث أن توجه لشراء حذاء. وبعدما عرض عليه بائع الأحذية زوجاً من الأحذية أعجبه، قال إنه سيشتري ذلك الزوج. وعندما كان البائع يضع الحذاءين الجديدين في علبة، لاحظ الشاب خدشاً في أحدهما. وعندئذ كبت ما في نفسه من نزعة لتجاهل الخدش، وجمع كل جرأته وقال للبائع أعطني من فضلك زوجاً آخر لأن في أحد هذين الحذاءين خدشاً».

وعندما رد البائع على ذلك الطلب بقوله: (حاضر يا سيدي)، أصبحت تلك اللحظة لحظة تحول في حياة ذلك الشاب الذي بدأ ينتهج الإلحاح في تصرفه حيث كانت المكافآت أكثر من مجرد الحصول على زوج من الأحذية غير المخدوشة! وأخذ مديره وزوجته وأطفاله وأصدقاؤه جميعاً يتحدثون عن شخص مختلف تماماً، أي عن شخص لا يسلّم بكل ما يحدث، وهو بذلك لم يحصل على ما كان يبتغي في معظم الأحوال فحسب، بل اكتسب أيضاً مقداراً كبيراً من الاحترام.

وهنا بعض النصائح العملية في هذا الأمر:

أولاً- ابدأ رد الفعل بالسلوك لا بالكلام.

فإذا تخلى أحد من أفراد عائلتك عن مسؤولياته، وكان جوابك التذمر المألوف الذي يتبعه قيامك أنت بالعمل بدلاً منه، فإن عليك اتخاذ إجراء ما في المرة المقبلة. فإذا كان المفروض أن يتولى ابنك تفريغ سلة القمامة، ولكنه ينسى أو يتناسى باستمرار فما عليك إلا تذكيره بمسؤوليته مرة واحدة فقط. وإذا أغفل ذلك فحدّد له موعداً نهائياً. وإذا تجاهل الموعد النهائي، فإن تفريغ القمامة على سريره بكل تؤدة وهدوء مرة واحدة سيؤدي أكثر من أي كلمات إلى تعليمه أنك تقصد ما تقول.

ثانياً - ارفض تنفيذ أمور تكرهها خصوصاً عندما لا تشكل جزءاً من مسؤولياتك.

توقف عن الأعمال المنزلية مدة أسبوعين وراقب ما يحدث بعدئذ. ليقوم بالعمل إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً، أو درّب أفراد العائلة على الاعتناء بأنفسهم. والحقيقة أن المرء ينجز أعمالاً مهينة لأنه يكون قد عوّد الآخرين على أنه سينجزها من دون أي تذمر.

ثالثاً - صرّح بما يضايقك وافرض إرادتك إيجابياً.

ما من شخص طبيعي لا يستبد به الغضب حين يتعرض للإهانة.

إنما، مهما حدث، لا تدع كلمات الغضب والتقريع تصدر عنك في موقفك العدواني. فإذا كان غريمك شخصاً لن تحتاج إلى التعامل لاحقاً، فابتعد عنه.

وإذا كان ممن لا يمكنك تحاشيهم فحاول بكل هدوء، بعيداً عن الحقد والضغينة أن تبين له ما يضايقك في سلوكه. فهذا المنحى التوجّهي يتيح للشخص الآخر فرصة لتغيير موقفه من غير أن يشعر بالإساءة.

رابعاً - اتبع السلوك الذي يتسم بالإلحاح وكثرة الإصرار لأخذ حقك حتى في الأماكن التي يبدو فيها سلوك من هذا القبيل سخيفاً.

ناقش الخدم والباعة والغرباء والكتبة وسائقي سيارات الأجرة، ورد على ثقيلي الظل.

خامساً - عوّد الآخرين على أن يحترموا وقتك وراحتك، وأن يدركوا أن لك الحق في الحفاظ على وقت تفعل فيه ما يروقك من أعمال أو هوايات.

فإذا كنت بحاجة إلى فترة استراحة من العمل في مكتب أو مطبخ كثير الشغل، اعتبر استرخاءك واستجمامك غاية في الأهمية، ولا تسمح للآخرين مطلقاً المساس بمثل هذا الوقت.

ثم إنه لا بد وأن لا تسمح لأحد أن يحملك على تغيير طريقتك الجديدة في احترامك لنفسك، وقاوم اللجوء إلى الشعور بالارتباك إذا نظر أحدهم إليك نظرة جارحة، أو التمس منك أمراً أو رد عليك بغضب. والناس الذين عودتهم هضم حقك سابقاً ليسوا في وضع يمكنهم عموماً من معرفة طريقة التصرف تجاه شخصيتك الجديدة التي لم يألفوها، إلا أنه ينبغي عليك أن تقف موقفاً حازماً في مثل هذا الظرف.

وتذكر أنك تلاقي معاملة بالطريقة التي أنت تعلم الناس أن يعاملوك بها. فإذا اتخذت من هذه العبارة ليكن لك ردّ فعل معقول دليلاً في حياتك، فإنك ستكون في الطريق نحو البدء بتوجيه الأمور على النحو الذي تشاء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.