أهمية الفرق بين ملابس اللوبيين والمشوش والطهارة عند اللوبيين وكيس عضو التناسل. |
363
01:06 صباحاً
التاريخ: 2024-09-03
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
299
التاريخ: 2023-09-11
1541
التاريخ: 2024-01-31
1002
التاريخ: 2024-07-04
690
|
نعود مرة أخرى إلى ذكر العلاقة بين «اللوبيين» وبين «المشوش»، فقد رأينا أن ملبسيهما لا يختلفان في ظاهرهما، بل يتشابهان كثيرًا جدًّا. وأن الفرق الوحيد هو أن اللوبي يلبس القميص بدلًا من كيس عضو التناسل الذي يلبسه «المشوش» وهذا الفرق أساسي وليس من باب الصدفة، وأن القميص كان عنصرًا أساسيًّا في ملبس اللوبي، ولم يأت من تأثير الملابس المصرية كما ذكر «مولر «. وعلى ذلك فلبس اللوبي القميص لا كيس عضو التناسل كان عن قصد. وتدل متون «معبد الكرنك» التي تركها لنا «مرنبتاح» عن حروبه مع اللوبيين، وكذلك بعض النقوش التي تركها لنا «رعمسيس الثالث» في مدينة «هابو«عن تقديم الأسرى له في حروبه الأولى التي شنها على اللوبيين، تدل على أن من يلبس القميص كان لا يُختن قط، وتلك كانت عادة شائعة عند اللوبيين، وأن المصري كان يقطع عضو التذكير عند أي فرد لم يُختن في الحروب لأن صاحبه كان يُعد نجسًا، ولذلك نشاهد أن اللوبيين وحدهم وهم الذين لم يكونوا يختنون كانت تُقطع أعضاء تناسلهم لأنهم نجسون، وقد كان بتر عضو من أعضاء الأعداء المقتولين يُعد فقدًا مشينًا لا يتأتى مع رجل قد خُتن. وقد كانت الغنيمة العادية التي يحملها المحارب لهذا السبب هي يد القتيل الذي قتله، وكان اللوبي النجس هو الذي يقطع ذكره.
والواقع أن الطهارة كانت عادية عند هؤلاء القوم، حتى إنه لم يكن من الضروري أن يُتحدث عنها بوصفها شعيرة ضرورية، كما إنه كان من المفهوم أن عدم الختان يُعد رجسًا، ولذلك تقص علينا نقوش الملك «بعنخي» أن أمراء الدلتا، الذين كان من بينهم في ذلك الوقت بطبيعة الحال أمراء من أصل لوبي، لم يسمح لهم بالمثول بين يديه لأنهم لم يُختنوا، فهم نجسون ومن آكلي السمك. وقد كان ذلك من الأشياء الممقوتة لبيت الملك، ولم يُسمح لأحد بالمثول أمام «بعنخي» إلا «نمارت»؛ لأنه كان طاهرًا نقيًّا ولم يأكل أي سمك.
ولنعد الآن إلى موضوعنا الخاص بالفرق بين ملابس «اللوبيين» و«المشوش»، لنقرر أن اللوبي الذي لم يُختن كان يلبس قميصًا تحت العباءة لأنه لم يعرف شعيرة الختان، وعلى العكس كان لابسو كيس عضو التناسل هم «المشوش» وغيرهم يعرفون هذه الشعيرة ويقدرونها، فكأنهم كلهم قد أجروا عملية الختان.
وقد كان المفروض في بادئ الأمر أن كيس عضو التناسل يُلبس لضرورة حفظ هذا العضو من الإصابة بأي أذًى، من حشرات، أو جروح، أو غير ذلك من أنواع الأذى. غير أن ذلك ليس هو السبب في حالة هؤلاء القوم؛ وذلك لأن كيس عضو التناسل له أولًا أهمية سحرية وشعيرية، وأحيانًا تكون له علاقة قوية بموضوع الحب والغزل، أما استعمال هذا الكيس للمحافظة على هذا العضو من الأذى فليس له أي دخل في ذلك، ويعضد هذا الرأي أنه يُلبس أحيانًا عند بعض القبائل تحت ملابس أخرى، وهذه هي نفس الحال عند اللوبيين الذين يلبسون فوقه عباءة طويلة. ويميل «هولشر» إلى الاعتقاد بأن سن البلوغ — على الأقل — كان يلعب دورًا هامًّا فاصلًا في لبس هذا الكيس، دون أن يكون له أية علاقة بالأمور الجنسية، وذلك أن الولد عندما كان يبلغ سن المراهقة يُختن ثم يلبس عقب ذلك كيس عضو التذكير. وهذا يذكرنا بالرسوم التي على معبد «سحورع» حيث نجد الأطفال لا يلبسون كيس عضو التناسل والبالغين منهم كانوا يلبسونه، ولا نجد هنا أن الغرض من هذا الكيس هو تغطية هذا العضو استحياء، بل على العكس كان يُعد بمثابة زينة لهذا العضو، عندما يكون الغرض الأول من لبسه هو العشق والغرام. وفي اعتقادي أن لبس المرأة كيس عضو الإكثار يعد بمثابة إعلان على أنها قد خُتنت، وأنها طاهرة وناضجة للزواج أيضًا، لا كما يقول البعض أنها كانت تلبسه بسبب عادة سيء استعمالها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|