أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-27
860
التاريخ: 2024-04-26
752
التاريخ: 2024-01-25
1126
التاريخ: 25-9-2016
2358
|
كان ترتيب الأمير «مرنبتاح» في القوائم التي تركها لنا «رعمسيس الثاني» بأسماء أولاده الذكور الثالث عشر، وأمه هي الملكة «است نفرت»، وقد اختاره والده ولي عهد لعرش بلاده في السنة الخامسة والخمسين من حكمه، وذلك بعد موت الأمير «خعمواست» الذي ظل وليًّا لعهد المملكة المصرية مدَّة طويلة (1).
وقد وصل «مرنبتاح» إلى مرتبة الكاهن الأعظم للإله «بتاح» (الكاهن سم) وكان يقوم بالمراسيم الدينية في جبانة «السرابيوم» «بسقارة» للعجل أبيس (2) وقد وجد اسمه — فيما عدا تلك القوائم التي عددت أسماء أولاد «رعمسيس الثاني» — على آثار «تل بسطة» و«تانيس» و«هليوبوليس»؛ ومن ثم نعلم أن ذكر اسمه كان محصورًا في آثار الدلتا في الأغلب الأعم. (راجع مصر القديمة ج6).
وقد نشر الأستاذ «كيمر» نقوش جعران باسم هذا الأمير من الأهمية بمكان عن حياته قبل تولي الملك. وقد قال بائعو هذا الجعران: إنه عثر عليه مع مجموعة جعارين أخرى مستخرجة من مكان ما شمالي «فاقوس»، والجعران المنقوش باسم «مرنبتاح» في هذه المجموعة من الجعارين مصنوع من حجر «استيتيت» المغطى بطلاء مائل للخضرة وقد جاء عليه المتن التالي (3):
الأمير النائب عن «جب» إله الأرض (أي الملك)، والنطفة الإلهية (أي الابن الإلهي) الذي أنجبه الثور القوي ومن في يده تجمع السهل والحزن (أي البلاد الأجنبية)، واليقظ القلب لتقديم العدالة لأبنائه (أي أسلافه) وللآلهة كلهم، والوحيد الذي لا مثيل له، ومن كل البلاد الأجنبية تحت سلطانه، الكاتب الملكي، وقائد الجيش الأعلى، والابن الملكي «مرنبتاح» المخلد أبدًا.
ومن هذا النقش الهام نعلم أن الابن الملكي «مرنبتاح» كان يشغل وظيفة الكاتب الملكي، وأهم من ذلك أنه كان القائد الأعظم للجيش.
ولا نزاع في أن هذا النقش يشير إلى السنوات الأخيرة من عهد «رعمسيس الثاني» عندما كان طاعنًا في السن، وهو العهد الذي تولى فيه ابنه الثالث عشر «مرنبتاح» القيادة العليا لجيش الفرعون بعد موت إخوته الاثني عشر الذين كانوا أكبر منه سنًّا، ونحن من جانبنا نعلم أن الفرعون «رعمسيس الثاني» بعد حروبه التي شنها في النصف الأوَّل من حكمه جنح للسلم وأخذ يحكم البلاد في هدوء مستمر أربعين عامًا تقريبًا. والظاهر أنه في شيخوخته قد اعتزل كل سياسة تؤدِّي إلى الحرب، وترك أمر حراسة حدود إمبراطوريته بطبيعة الحال لابنه. وتدل شواهد الأحوال على أن هذا الجعران قد عُثر عليه في إحدى المدن الكبيرة التي كان يتخذها الفرعون مقرًّا له في الدلتا، وهذه المدينة بلا نزاع هي «بررعمسيس» (قنتير الحالية)، فإذا كان هذا الاستنباط صحيحًا وأن هذا الجعران قد وجد فعلًا مع غيره في إناء واحد كما ادعى التاجر الذي باعه، فإنه يجوز لنا أن نتصور أن عظماء القوم في مصر كانوا يقتنون مجاميع تذكارية من الجعارين. وقد لاحظ البعض كثيرًا أن الجعارين التذكارية كانت تُقتنى كما تُقتنى التحف التذكارية الآن (4). وهذه الموازنة يمكن أن تكون لها قيمة أعظم من ذلك إذا أمكن البرهنة على أن المصريين كانوا يجمعون هذه الجعارين التذكارية كما نجمع نحن الآن المداليات وطوابع البريد.
والواقع أن لدينا برهانًا مقنعًا قد يكون معضدًا لنظريتنا هذه؛ وذلك أننا نجد بعض الجعارين التذكارية مجموعة معًا أحيانًا كما توجد مجاميع المداليات التذكارية معًا، وهذا ما حدث فعلًا في المجموعة التي وجد فيها جعران الأمير «مرنبتاح»، فقد وجدنا من بينها جعرانًا تذكاريًا للملك «أمنحتب الثالث» الذي حكم قبل «رعمسيس الثاني» بمدة.
والآن يتساءل الإنسان عن تلك المناسبة التي أراد «مرنبتاح» إحياء ذكراها بنقش هذا الجعران الذي لم يصل إلينا منه حتى الآن إلا نسخة واحدة.
والظاهر أن هذه الذكرى كانت بمناسبة تنصيبه وليًّا للعهد وقائدًا للجيش، كما يدل على ذلك لقب «الأمير الوراثي» (ربعتي) الذي كان يعني في هذا الوقت نائب الفرعون وولي العهد في آن واحد كما شرحنا ذلك من قبل (راجع مصر القديمة ج5).
ويوجد في متحف «برلين» الآن تمثال للإله «بتاح» وعليه اسم «رعمسيس الثاني» وقد كُتب عليه متنان «لمرنبتاح» بوصفه أميرًا، ومن المحتمل أنه كان قد أهداه لهذا الإله في حياة والده (5).
............................................
1- راجع: مصر القديمة الجزء السادس.
2- راجع: Mariétte Serapéum III, p, 21.
3- راجع: A. S. XXXIX p. 105 ff.
4- راجع: J. E. A. V. p. 131.
5- راجع: Aegyptische Inschriften II Berlin p. 85 (7553).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|