المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

حماد بن أبي حنيفة النعمان
24-7-2017
الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ‏
23-8-2016
كروموسوم الخميرة الصناعي YAC) Yeast Artificial Chromosome)
29-9-2020
The acoustics of vowels
21-6-2022
تحضير البيئات اللازمة لتحميل الأكاروسات
3-4-2022
الرقم 7 والحج
21-01-2015


خدمة العيال تأسياً بأمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
295   03:01 مساءً   التاريخ: 2024-08-26
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص283
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021 2762
التاريخ: 14-11-2017 1898
التاريخ: 19-8-2017 2570
التاريخ: 20-7-2018 2125

الزوج السعيد هو الذي يتأسى بأمير المؤمنين (عليه السلام) في شتى أموره، وسائر أحواله، سيما في خدمة الزوجة والعيال.

وهذا بالحق ليس إنقاصاً لرجولته، ولا يسبب له تعييراً كما يخشى بعض الناس؛ إذ أن أولى الناس بالرجولة وبعدم التعيير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ومن هنا يلزم على الزوج التأسي والاقتداء بأمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا المجال، وذلك من خلال التمعن في القصة التالية:

عن صالح بياع الأكيسة قال: لقيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه تمر يحمله، قلت له:

أعطني يا أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك.

فقال: ذو العيال أحق بحمله، فما أعطاني، فأنطلق به إلى منزله فدخل به البيت ثم رجع بتلك الشملة وفيها قشور، فصلى بالناس الجمعة(1).

_________________________

(1) قصص وعبر ص 169. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.