المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

التعويض عن الأضرار الناشئة عن الاعتداء على الحق في سرية المراسلات
10-5-2016
Fermat Pseudoprime
24-1-2021
P- type ATPases
4-7-2019
بوليه ، بيدروب
19-10-2015
تصنيف الموارد الاقتصادية - الموارد الطبيعية
11-1-2023
ما المقصود من الاعوام الألف ؟
21-10-2014


تعليم الأدب وتربية الأولاد / الاهتمام بأمر التربية  
  
273   05:09 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص73ــ77
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2018 2431
التاريخ: 24-10-2018 1862
التاريخ: 5/12/2022 1251
التاريخ: 24-3-2021 2079

إن من أهم المسائل في الحياة إحساس الوالدين وشعورهم بالمسؤولية تجاه أبنائهم فيما يرتبط بالتربية وتعليم الأدب، وهذا حق من حقوق الولد على الأبوين، وقد تواترت الروايات في الإشارة إلى هذا الأمر المهم، فقد روى درست عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) أنه قال: ((جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ماحق ابني هذا؟ قال: أن تُحسِن اسمه وأدبَه، وَضعهُ موضعاً حسنا))(1).

قيل: في تفسير قوله (صلى الله عليه وآله): ((وضعه موضعاً حسناً)): إنّ المراد بذلك هو اختيار الزوجة المناسبة والصالحة للولد، وقد تقدّمت الروايات في باب اختيار الاسم الحسن وحُسن تربية الأولاد.

ـ الاهتمام بأمر التربية

قال الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختيارُه لوالدته وتحسينُ اسمه، والمبالغة في تأديبه))(2).

حسن التربية خير من الصدقة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لأن يؤدب أحدكم ولدَه خير له من أن يتصدق بنصف صاع كلّ يوم))(3).

خير ما نحل الوالد ولده حسن الأدب

عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما نحن والد ولداً نحلاً أفضل مـن أدب حسن))(4).

الأدب خير ميراث

روى ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ما ورّث والد ولده أفضل من الأدب))(5).

وقال امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسين (عليه السلام): والأدب خير ميراث))(6).

دور التربية في تكامل الإنسان

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يعرف المؤمن منزلته عند ربه بأن يربّي ولداً له كافياً قبل الموت))(7).

أفضل الأوقات في التربية

من أفضل المراحل التي ينبغي للأبوين تعليم أبنائهم الأخلاق والآداب الإسلامية فيها هي مراحل الطفولة والشباب؛ لأنّ الطفل في تلك المرحلة لا يعرف غير أُمه وأبيه وأسرته، وفي تلك المرحلة يكون شديد التأثر نفسياً وروحياً بما يدور حوله، فـهـو يسجّل في وجوده كلّ ما يجري حوله من تصرفات ويحاول تطبيق ذلك ولو على الأمد البعيد.

لو تساهل الأب والأم في تلك المرحلة - مرحلة الطفولة ـ في تربية الولد ولم يكونا لولدهما أُسوة حسنة في كلّ شيء، بأن كانا يحاولان الاكتفاء بالأمر والنهي الجافين فقط، فإنه سوف ينعكس ذلك على تصرّفات الأولاد انعكاساً سلبياً؛ لكون تلك الوصايا والتعليمات جوفاء؛ ولأن الطفل سوف يواجه خارج الأسرة نماذج سلبية خلقياً مما يجعله ذلك يتأثر بتلك النماذج بشدّة.

فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السلام) قال: ((وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك))(8).

تعليم الأدب في الصغر

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): ((كان فيما أوصى به لقمان ولده أن قال: يا بني، إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عنى بالأدب اهتم به، ومن اهتم به تكلّف علمه، ومن تكلّف علمه اشتدّ له طلبه، ومن اشتدّ له طلبه أدرك به منفعته، فاتخذه عادة، وإياك والكسل منه والطلب بغيره))(9).

نعم، إن الأدب رأس مال الحياة ما ناله نائل إلا واغتنم كنزاً عظيماً.

ألزمه نفسك سبع سنين

إن شجرة التربية تنمو وتتكامل تدريجاً، وتكون مثمرة على طول الزمان، كما أن ورق شجرة التوت لما تتبدّل إلى الحرير بواسطة دودة القز بحاجة إلى فرصة ووقت طويل، فإن بلغت تلك المرحلة تكامل وجودها وصار يرغبها الخاص والعام، وكذا الأمر في تربية الطفل، فإنّ ذلك بحاجة إلى الصبر والتحمّل والمراقبة المستمرة، ولها ثمر طيب، وحلو يفرح به الأبوان وتزول به عنهما الأتعاب.

روى يونس، عمّن حدثه عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ((دع ابنك يلعب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلا فإنه ممن لا خير فيه))(10).

وقد رويت هذه الرواية بطريقين آخرين ورد في كليهما ذكر مرحلة لعب الطفل وهي الست سنين، لكن في رواية أُخرى للطبرسي قسمت مرحلة الطفولة والشباب إلى ثلاث مراحل: الست الأولى للعب، والست الثانية مرحلة التعليم، ومن ثم سبع سنوات للتربية، وفي ضوء الروايتين الأوليين تكون التربية سبع سنين، ثم تبدأ المرحلة الثانية في السنة الثالثة عشر.

فوائد الأدب في مرحلتي الطفولة والشباب

لا حاجة إلى الإطناب في البحث عن فوائد الأدب في مرحلتي الطفولة والشباب لوضوح هذا الأمر تماماً إذ أنّ القسم الأعظم من النجاح أو الهزيمة التي يصاب بـهـا الإنسان في مرحلة ما بعد الشباب تتعلّق جذورها بالتربية الصحيحة أو بسوء التربية في مرحلة الطفولة والشباب، فما أحسن ما قيل: ((العلم في الصغر كالنقش عـلـى الحجر))، وقد تقدّم للقمان الحكيم كلام في ذلك، وأنّ الأدب رأس المال في الكبر، وله کلام آخر يوصي به ولده قال: ((فأتخذه (الأدب) عادةً، فإنّك تُخلَف في سلفك، وتنفع به خلفك، ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب))(11).

وقال سفيان الثوري: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: أوصني بوصيّة أحفظهما من بعدك. قال: ((وتحفظ يا سفيان))؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله، قال (عليه السلام): ((یا سفیان، لا مروّة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا إخاء لملول، ولا خلة لمختال، ولا سؤدد لسيئ الخُلق))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني فقال (عليه السلام): ((يا سفيان، ثق بالله تكن عارفاً، وأرض بما قسم لك تكن غنيّاً، صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيماناً، ولا تصاحب الفاجر، فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّ وجلّ))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني. فقال: ((يا سفيان، من أراد عزّاً بلا سلطان، وكثرة بلا إخوان، وهيبةً بلا مال فلينتقل من ذلّ معاصي الله إلى عزّ طاعته))، ثم أمسك. فقلت: يا ابن رسول الله زدني فقال (عليه السلام): ((يا سفيان، أدبني أبي بثلاث، ونهاني عن ثلاث: فأما اللواتي أدبني بهنّ، فإنّه قال لي: يابني، من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن لا يقيد ألفاظه يندم، ومن يدخل مداخل السوء يُتّهم))، قلت: يا ابن رسول الله، فما الثلاث اللواتي نهاك عنهنّ؟ قال (عليه السلام): ((نهاني أن أُصاحب حاسد نعمة، وشامتاً بمصيبة، وحامل نميمة))(12).

_________________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 198 و123؛ کنز العمال، ج 6، ص 417 مع اختلاف يسير.

(2) بحار الأنوار، ج 75، ص 236.

(3) مكارم الأخلاق، ص222.

(4) كنز العمال، ج 16، ص 456.

(5) نفس المصدر، ص 460.

(6) تحف العقول، ص 85.

(7) كنز العمال، ج 16، ص 489.

(8) وسائل الشيعة، ج 15، ص 197.

(9) بحار الأنوار، ج 13، ص 419.

(10) وسائل الشيعة، ج 15، ص 193 و 195.

(11) بحار الأنوار، ج 13، ص 411.

(12) تحف العقول، ص 396.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.